السؤال:
غزا البنطال النساء في أكثر من عوائل المسلمين اليوم، هل من علاج لهذا البنطال ؟
الجواب:
مشكلة المسلمين اليوم في التبرج في أمرين :
الأمر الأول:
الحياء تبخر من نفوس النساء .
الأمر الثاني:
الغيرة تبخرت من نفوس الرجال .
فأصبحنا في أسرة لا يوجد فيها حياء عند النساء، ولا يوجد فيها غيرة عند الرجال ، حينئذ ترى ما شاع وذاع وما هو موجود للأسف في شوارع المسلمين.
المرأة أصبحت تكشف عورتها وتستر رأسها، تكشف دبرها وتستر رأسها. طبعا البنطال لما يكون ضيق هذا ليس بنطال هذا ليس سِتر هذا تزيين للعورة، هي تزين عورتها وتلفت الأنظار إلى رؤية عورتها، تزين عورتها بالألوان، تضع كأنه لون، لما يكون البنطال ضيق زيَّنته بلون فقط وبعدين تقول لك أنا لابسة اللباس الشرعي ومغطية رأسي.
ما فائدة غطاء الرأس والدبر مكشوف؟
شيء من أعجب ما يكون، والله في هذا الزمان عجيب.
ابن جرير يقول في قوله تعالى: { وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ ٱلۡأُولَىٰ} أن تظهر المرأة ناصيتها.
تبرج الجاهلية الأولى تظهر غرتها و شيء من شعرها هذا تبرج الجاهلية الأولى، و لاحول ولا قوة إلا بالله.
طريقة محاربة أي باطل بالعلم الشرعي، ثم الالتزام بالعلم الشرعي،
والالتزام بالأحكام التي يحبها الله تعالى ويرضاها.
لليوم في ناس يعتقدون أن الواجب على المرأة أن تستر بشرتها فقط.
بعض المترخصين من الشذاذ ممن لهم للأسف في هذا العصر وجود يقول لك لو المرأة وضعت طينًا على بشرتها فسترته بالطين فهي تكون سترت عورتها للأسف.
أسماء رضي الله عنها لما أهداها ولدها من قهستان(ثوب حرير) ، فرمت.
فقال لها ولدها يا أماه إنه لا يشِّف. فقالت رضي الله تعالى عنها أنه يصِّف.
يصِّف العورة: يحجم العورة.
فالمرأة لا تلبس الشيء الذي يصِّف. والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا في آخر الزمان عن نساء كاسيات عاريات.
الحديث:
((عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيكونُ في آخرِ أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسِهن كأسنمةِ البُخْتِ، العنُوهن فإنهن ملعوناتٌ. زادَ في حديثٍ آخرٍ: لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها، وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا )).
الألباني (ت ١٤٢٠)، جلباب المرأة ١٢٥. إسناده صحيح، والحديث الآخر أخرجه مسلم. أخرجه أحمد (٧٠٨٣)، وابن حبان (٥٧٥٣).
ما معنى كاسيات عاريات؟
لابسة بنطلون، كاسية عارية ، جمعت بين الكسوة، ولكن الكسوة لا تستر.
فهؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم توعدهن بالنار ، وقال: صنفان من أهل النار لم أرهما.
في رواية عند ابن حبان في آخرها قال صلى الله عليه وسلم فالعنوهن فإنهن ملعونات.
والدعاء في هذا الحديث المراد به الدعاء عليها، وسبب الدعاء عليها أن تحصن نفسك من شرها.
اللعن على التعيين لا يراد به الاعتقاد بأن الملعون من أصحاب النار، وإنما اللعن على التعيين إما أن يراد به الجنس لعن المتبرجات وأمر كل متبرجة إلى الله على التعيين ، أو أن يكون المراد باللعن الدعاء عليها وليس على أنها من أهل النار ، فأهل النار والجنة إلى الله، فالله عز وجل هو الذي بيده فلان يدخل الجنة وفلان يدخل النار.
فحمل أهل العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم فالعنوهن فإنهن ملعونات أي الدعاء عليهن.
لمّا ترَ امرأة متبرجة هذه تحمل سهام، وهذه سهام متوجهة إلى قلبك وإلى صفائك في علاقتك مع الله في صلاتك وفي تلاوتك للقرآن وفي جلستك للذكر فتشوش عليك، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فالعنوهن .
اللعن من أجل أن تحافظ على نفسك بأن يقيك الله تعالى شرها.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
الجواب:
السؤال غريب لكن يحتاج إلى تفصيل وجاءتني أسئلة كثيرة ، ففرصة أن أوضحَ الأمر.
النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن ماء البحر فقال :”هو الطهور ماؤه الحل ميتته ”
، ذَكَر الميتة ، ولم يُسأل عن الميتة ، قال الإمام النووي في كتابه المجموع: يُسَن للمفتي إن سُئِل عن مسألة أن يجيبَ عليها وعلى ما حولها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. اليوم سألوه عن ماء البحر هل هو طاهر أم غير طاهر، فالنبي قال هو طهور ماؤه.
غدًا سيسألون عن ميتة البحر ، سمكة تأتي في سفينة فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته، فأجاب الحل ميتته زيادة على الجواب.
.
جاءتني أسئلة كثيرة أيضًا أُجيبُ عليها بهذه المناسبة سؤال كالتالي :
ما حكم الاستمناء على الزوجة عبر الهاتف؟
طبعا قالوا: عشْ رجبًا تجد عجبًا ، وعشنا رجب وما بعد رجب ورأينا عجبًا وأكثر من عجب رأينا عجب وأكثر من العجب.
جاءتني أسئلة تقول زوجي غائب وزوجي يريد أن يتمتع والمتعة بالزوجة حلال، فأتعرى له على الهاتف ويغازل بعضنا بعضًا حتى تقع الشهوة و يقضي النهم ،هل هذا مشروع ؟
الجواب:
مشروع أم غير مشروع ؟
نحتاج إلى أن نتذكر أشياء حتى يظهر الجواب.
الأمر الأول:
وهو المفقود وهو العِلة وهو سببُ عدم الحل.
أنّ هذه المكالمة مُسجلة و يطّلع عليها غيرك، فإن لم يطّلع عليها في الحال تُستدعى ويمكن أن يطّلع عليها في المآل.
حتى نبسط المسألة ونسهلها.
الرجل أراد شهوته مع زوجته فسجّلها وهما حضور الزوج والزوجة حضور ، فسجّل الجماع هل هذا مشروع؟
الجواب:
لا.
غدًا يطلقها
غدًا تموت.
فلا يجوز له ذلك شرعًا، وهذه لحظة ضعف، والإنسان في لحظة ضعفه لا يُحِبُ أن يُرى في هذه اللحظة ، قال تعالى: {وخُلق الإنسان ضعيفا} وذُكرت هذه الآية عند ذِكر النساء و في سورة النساء وعند الشهوة الإنسان ضعيف ، فأنت الآن إذا كانت زوجتك بجانبك يُحرَم عليك أن تُسجلَ الجماع بالصوت والصورة فكيف وهي بعيدة عنك وقد يحتمل أن يراها غيرك ويمكن أن تُستدعى وأن يُنظَر إليها ، ولذا الواجب عند الغياب عن الزوجة العفة، الواجب على الرجل لما يغيب عن زوجته العفة ، ويَحرُمُ على الرجل أن تزيدَ مُدة غيابه عن زوجته أكثر من أربعة أشهر.
كان عمرُ يرسل المجاهدين وابنته أُمُّه.
في واحد ابنته أُمُّه؟
عمر ابنته حفصة و حفصة أم المؤمنين فهي ابنته وهي أُمُّه رضي الله تعالى عنها .
فقال لها يا بُنية كم تصبر المرأة على الرجل ؟
فقالت أربعة أشهر.
فمنع أن يغيب الجندي عن أهله أربعة أشهر.
فأصبح كل أربعة أشهر يبعث موفدين و يحظر موفدين .
يا الله!
كم كانت الأمة سعيدة لما كان عمر أميرها رضي الله تعالى عنه.
عمر ثبت عنه أنه كان لا يولي أحدًا في منصب أكثر من أربع سنوات ، يعني أمريكا في الأربع سنوات أخذوه من عمر.
واحد أردني من عائلة المحتسب ألّفَ رسالة دكتوراة تحت عنوان الإدارة في عهد عمر بن الخطاب ، ودرّس هذه المادة في الجامعات الأمريكية بعض الجامعات الامريكية للآن تُدرس إدارة عمر.
طُبع الكتاب باللغة العربية ونشره ، قال :وناقشت الرسالة في وقت أزمة الخليج ، فقال لي المناقشون :الذي كتبته عن عمر ضَعْه جانبًا نريد أن نسألك سؤالًا لو كان عمر حيًا فما هي تدابير سياساته في أزمة الخليج وبناء على هذا الجواب نعلم أنك تعرف إدارة عمر أم لا ، فطلع مع الرسالة ضميمة وضعها في الكتاب ترجمة جوابه باللغة الإنجليزية في ضميمة عمر ومفاد جوابه وكان حصيفًا ذكيًا قوله لو كان عمر حيًا ما كانت أمريكا موجودة ولا في أزمة خليج وكل هذه المسائل ما يمكن للغرب أن يكون له وجود وعمر موجود رضي الله تعالى عنه.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
شيخنا مُمكِن التَّفصيل في كَيفِيَّة التَّرَاص في الصَّلاة؟
الجواب:
أنا لو كنت إمامًا؛ سأتعَب مع النّاس شهرًا أُعَلِّمهم كيف يستقيمون، وكيف يقفون بين يديّ الله -تعالى- كما تقف الملائكة.
_ أولاً: الصّفوف تكون مُتَسَاوِيَة،
_ ثانيًا: تكون الصّفوف مُتَرَاصَّة،
_ ثالثًا: تكون الصّفوف مُتَقَارِبَة.
عِندنا:
مُساوَاة صفّ،
وتَراصّ في الصّفّ،
وتقارب في الصّفوف.
بعض النّاس يأتي والصّف الأول كامل، يقف بعيدًا، يعني: يترك صفًّا وصفّين ويقف يصلِّي، وهذا أيضًا ممنوعٌ شرعًا.
مساواة الصّفّ (العَقِب بالعَقِب، والمِنكَب بالمِنكَب).
مساواة الصّفّ ليست برؤوس الأصابع، واحد طويل وواحد قصير، يضع الأول رأس إصبعه على رأس إصبع الثّاني، هذا خطأ، مساواة الصّفّ مِن مُؤخر القَدَم (العَقِب)، يعني
الأعقاب تكون متساوية، يعني ما دام هذا الصّفّ فيه إشارة للصّفّ -يعني: الخط المرسوم- ينبغي أن يكون العقب (مؤخر القدم) على الصّفّ، حتّى أنّ الطّويل والقصير تكون صفوفهم مُتراصّة.
والمساواة -وهذه مشكلة-، وللأسف ترى لعدم معرفة تراصّ الصّفوف مظاهر سيئة، بعض النّاس يَظُنّ أنّه لا بدّ أن يفتح قدميه، إذا أبعد الّذي بجانبه؛ يَفتحُ قدميه، فيُصبح واقفًا بطريقة عجيبة غريبة جدًّا، بعض النّاس حين يقف في الصّلاة لا يَفتح قدميه بمحاذاة مَنكِبيه، أنت حين تقف في الصّلاة من أبعد عنك عن يمينك تفعل هكذا (تمدّ رِجلك اليُمنى باتجاه من هو عن يمينك)، وإذا أبعد عن شمالك تفعل هكذا (تمدّ رِجلك اليسرى باتجاه من هو عن يسارك)؛فتصبح واقفًا بهذه الطّريقة -أي أنّ الرّجلين مفتوحتان ومتباعدتان بشكل كبير جدًّا-، والوقوف بهذه الطّريقة ليس بوقفة مُصَلٍّ؛ في الصّلاة ينبغي أن يكون مقدار فتح الرّجلين بمقدار الكتفين -فقط-.
أمّا بالنّسبة للفجوات؛ فإذا كنت- أنت- على يسار الإمام تُلصِق بالّذي عن يمينك وتجعل الفجوة بجانبك الأيسر، وإذا كنتَ عن يمين الإمام تُلصِق بالّذي عن يسارك، وتَجعل الفجوة بجانبك الأيمن، والّذي بعدك كذلك، والّذي بعده كذلك، وتبقى الفجوات في أواخر (أطراف) الصّفوف.
قدماك على قدر كتفيك، لا يوجد داعٍ أن تَفتح قدميك هكذا -أي: بشكل مبالغ فيه-، كثير من الأخوة يصلّي هكذا -أي: فاتحًا قدميه-، خصوصًا إذا أبعد الّذي بجانبه، فيفتح قدميه حتّى يَسُدّ الفرجة، طيّب وبين المنكب والمنكب (أي بين كتفك وكتف الّذي يقف بجانبك)؟ يوجد شبران (فرجة)!
هذا ليس بِتَرَاصّ في الصّف، تراصّ الصف أن يكون العَقِبُ بالعقِب، والمِنكَبُ بالمِنكَب، أمّا إذا فتحت قدميك -بشكل مبالغ فيه- فقد أهْمَلْتَ المنكب بالمنكب؛ فالأصل: العَقِبُ بالعقِب، والمِنكَبُ بالمِنكَب، وأنت واقفٌ براحتك، والّذي بجانبك واقف براحته، ولا يوجد فجوات في الصّف، وهذا هو التَرَاصّ.
التَرَاصّ في الصفوف: أن تجعل منكبك بمنكب من بجانبك، وأن تجعل قدمك (العقب) بمحاذاة قدم من بجانبك، فلا يكون هناك فجوات في الصّلاة.
السّؤال:
رجل كان يعمل العادة السّرية، ولا يغتسل غسل الجنابة، وكان يظنه مذيا ، فما حكمه؟
الجواب : العادة السرية أن يتمتع الرجل بنفسه؛ حرام، والواجب العفّة، الواجب على الإنسان حينَ لا يجد الزّوجة؛ العفّة، والواجب عليه أن يتخذ وسائل العفّة ومن وسائل العفّة للشّباب: الصّيام ؛ يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وجاء” متفق عليه.
النبّيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رحيم، لو كان الاستمناء حلًا؛ لقال: فليستمني.
ولكنه قال:
” يا معشر الشّباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج…”.
قال: “و من لم يستطع فعليه بالصّوم”.
لماذا عليه بالصّوم؟
حتّى تبقى عفيفًا، والله -عزّ وجلّ- وصف المؤمنين: {وَٱلَّذِینَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَـٰفِظُونَ، إِلَّا عَلَىٰۤ أَزۡوَ ٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَیۡرُ مَلُومِین…}.
[المؤمنون: ٥_٦].
ثمّ قال بعدها:
{فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَاۤءَ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ}.
قال الإمام الشّافعي، وغيره من أهل العلم: الاستمناء ابتغاء ما وراء الزّوجة، والأَمَة.
ففعل الاستمناء تلذّذًا حرام.
لماذا قلت تلذّذًا؟
لأنّ الرّجل قد يستمني تطبُّبًا، يعمل فحصًا -مثلًا-، ففعل الاستمناء تطبُّبًا لا تلذُّذا؛ جائزٌ شرعًا، أمّا التلذُّذ وترك العفّة؛ فهذا حرام.
نعيد السّؤال:
رجل كان يعمل العادة السّرية، وكان لا يغتسل غسل الجنابة، وكان يظنّه مذيًّا.
الاستمناء تطلب تدفّق المنيّ.
معنى الاستمناء: أن يتطلّب الرّجل (يتقصّد ويتعمّد) نزول المنيّ.
كيف يعتبره مذيًّا؟!
إذًا هذا كان يصلّي جنبًا؛ فالواحب عليه أن يغتسل، ويصلّي جميع الصّلوات الّتي صلّاها -وهو جنب-، وهو آثمٌ مرّتين:
_ المرّة الأولى على الاستمناء،
_والمرّة الثّانية أنّه صلّى وهو جنب. من صلّى وهو جنب، آثم، والاستمناء فيه إثم، فهذا آثم مرّتين، والواجب عليه أن يقضي الصّلاة.✍️✍️
السؤال:
أخ يسأل هل يُصَلَّى على من اعتاد أن يسبَّ الربّ، على من يسبّ الذات الإلهيّة؟
الجواب:
أختم مجلسي بهذه الفتوى احفظوها وانشروها؛ احفظوا فتواي وانشروها، ولن أتكلَّم كلمة إلّا أن أقرأ لكم الفتوى، سأقرأ لكم فتوى.
هذه فتوى، سُئِلت لجنة الإفتاء الأردنية بتاريخ الرابع عشر من الشهر العاشر سنة ألف وأربع مئة وتسعة وعشرين الموافق الرابع عشر من الشهر العاشر سنة ألفين وثمانية، فقالت:
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وَرَدَنا من الأخ محمد أسامة محمد حمدان السؤال التالي: نعاني من كثرة سبّ الرَّب والدِّين في الأسواق والشّوارع وهذه العادة تأخذ في الانتشار فأرجو بيان مرتبة كفر ساب الرَّبّ والدِّين وهل هي رِدَّة أشدّ مِن الكُفْر الأصلي وهل يكون بسبِّه الرَّبّ مهدور الدّم يستحق القتل، إذا كان كذلك فمسؤوليّة مَن تطبيق حد الرِّدَّة وهل يستحق الهجر إذا لم يستجب للنُّصح؟
الجواب وبالله التوفيق (جواب لجنة الإفتاء) سبُّ الدِّين أو الرَّبّ حرام، ويُعَدُّ فاعله مُرْتَدًّا عن الإسلام (هذا كلام لجنة الفتوى) سبُّ الدِّين أو الرَّبِّ حرام ويُعَدُّ فاعله مُرتَدًّا عن الإسلام وينفسخ عقده على زوجته ويجب على من سمعه أن ينصحه لعلَّه أن يتوب ويرجع إلى الإسلام، فإذا تاب ورجع إلى الإسلام وزوجته ما تزال في العِدَّة استَمَرَّ النِّكَاح بينهما، وإن لم يتب يُرْفَعُ أمره إلى القاضي ليعاقبه، ولا شكَّ أنَّ الرِّدَّة أشدُّ من الكُفْرِ الأصلي.
جوابٌ مُسدَّدٌ مُوَفَّق.
جوابٌ مُسدَّدٌ مُوَفَّق، وسبُّ الرَّبّ والدِّين كُفْرٌ بالله ربِّ العالمين.
هذه ظاهرة لا علاج لها إلا التدابير الرّسميّة.
أظن أنّ القانون تحت ما يُسَمَّى بالتَّطاول على المُقَدَّسات والشَّخصيّات وما شابه يُسجَنُ مَن يَسُب الرَّب والدِّين، يعني الذي في الطريق يَسُب الرَّب الدِّين أي واحد يرفع عليه قضية للمخفر فمِن صلاحية المسؤول أن يسجنه، ولكن للأسف قد يجد طرق للخروج، فإذا كان شتم الرَّب والدِّين ليس كُفْرًا فما هو الكُفْر؟!
الكُفْر أن لا تؤمن، الأمر لا يعنيك، لا تؤمن بالله، لكن أنت تتقصد كُفْر الرَّب وكُفْر الدِّين!
سبُّ الرَّبِّ والدِّين كُفْرٌ.
الشَّتْم الصَّريح الذي لا يخفى على أحد أنَّه حرام فهذا كُفْرٌ يُخرِجُ من المِلَّة، هذا كُفْرٌ يُخرِجُ من المِلَّة.
تقُول اختلاف الأحوال انتفاء الموانع ووجود الأسباب، أنا أتكلم عن الشَّتْم الصَّريح الواضح الذي لا خلاف فيه بين العقلاء أنَّه تطاول على الله عزّ وجلّ، أمَّا انتفاء الموانع ووجود الأسباب هذه في الكفر الغير صريح الذي هو ليس شتمًا.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
هل تعليم الطفل الصلاة دون السابعة فيه استدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
لا.
لا، لكن أنت مأمور شرعًا، مأمور، وتَأثم، وتُسأل إذا لم تُنبِّه ابنك تأمر ولدك بالصلاة وهو ابن سبع.
علماء الأُصول عندهم مبحث: هل الأمر بالأمر أمر؟ هل الأمر بالأمر أمر أم ليس بأمر؟
ولهم تفريعات على هذا المبحث، الذي يَهُمُّنِي من التفريعات أنَّ ابنك إذا لم يُصلِّي وهو ابن سبع سنين إلى أن يَبْلُغ ليس بآثم؛ ابنك قبل البلوغ لا يجري القلم عليه إلّا ببلوغه، ولكن الأب يأثم إذا ولده بلغ سبع سنوات ولم يأمره بالصلاة.
أنت الواجب عليك وابنك عمره سبع سنين أن تأمره بالصلاة.
هو ليس واجبًا عليه الصلاة، لكن أنت كأَب يجب عليك أن تأمر بالسَّبْع، وتبقى تأمر من السَّبْع إلى العَشْر.
النبي يقول: «مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ…» [صحيح أبي داود 495].
أخرج أحمد وغيره بإسناد صحيح عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير موضوع الصلاة».
تضربْ على خير الموضوع ابن العشر.
هل ابن تسع تضربه؟
لا.
قال أهل العلم: يحرمُ على الوالد أن يضربَ ولده قبل أن يصلَ عشر سنوات.
لا يجوز للأب أن يضرب ابنه قبل عشر سنين؛ لأنه يُضرَب ولا يفهم لِمَا ضُرِب.
أنت من سبع سنين لعشر سنين مطلوب منك تُدرِّب، تَعِظ، تُغلِظ الكلام، من سبع لعشر.
في العَشْر الضَّرب.
تضرب ابنك لأنّه كسر شيء وعمره قبل عشر سنين ممنوع شرعًا؛
”خير موضوع الصلاة“ الصلاة ممنوع تضرب عليها قبل العشر فمن باب أولى ممنوع أن تضرب قبل العشر على سبب آخر، تبدأ الضرب بالعشر.
عشر سنوات يوجد ضرب، والضرب من أجل التدرُّب، هذا الضرب يشمل : الصلاة، ومُقَدِّمات الصَّلاة.
ما هي مُقدِّمات الصلاة؟
الوضوء، الاستنجاء، ستر العورة، فلا يأتي على المسجد بـ(شورت) ، ويشمل لباس البنت؛ البنت لمّا يصير عمرها عشر سنين يجب أن تحسّسها أنها عورة: يا بنتِ استري رأسكِ، اِلبسي منديل، يا بنتِ لا تلبسي هذا اللبس الذي يكشف العورة ولا يستر فأنتِ كبرتِ هذا عيب، اليوم البنت عمرها خمس عشرة سنة وبالغة وماشية عارية.
فتقول لأبيها :يا رجل حرام عليك! فيقول: هذه صغيرة.
فتقول له :أُمَّك لمّا تزوجت كم كان عمرها؟
فبنتك أكبر من أُمّك لمّا تزوجت، أُمّك لمّا تزوجت كان عمرها أصغر من بنتك، وبنتك بالغة.
فالشاهد بارك الله فيك ابن السبع سنين يُؤمَر.
في سُنَّة لله الصغير يجاري الكبير والمحبوب يجاري من يحب، إذا ابنك أحبَّك وقف يُصلي أمامك وقام وجلس وركع وهو دون السبع هذه سُنّة لله، دائمًا المغلوب يجاري الغالب، والجاهل يجاري العالِم، والمُتعلِّم يجاري العالم، هذه سُنّة المجاراة الضّعف المغروسة في نفس الانسان.
فلو قام ولدك يصلي قبل سبع سنين أنت لست آثمًا ولست مُستدركًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن إذا بلغ السَّبْع يجب عليك الأمر.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
ما الدّليل على أنّ الحاكم المَذكُور في حديث:
“إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب…”؟
رواه البخاري (٧٣٥٢)، ومسلم (١٧١٦).
الجواب:
الأصل في الحديث العموم، كلّ اجتهاد سواء كان بقضاء رسمي أو بغير قضاء، إذا اجتهد فأصاب فله أجران.
هذا حديث يَستَدِلُّ به علماء الأصول على تصويب مذهب المُخَطِّئَة؛ علماء الأصول عندهم مسألة، إذا وقع خِلَاف فهل المصيب واحد، أم أنّ كلّ من اجتهد مصيب؟
فالّذي قال: المُصِيب واحد؛ يسمّونه: المُخَطِّئَة (يُخَطِّئون الناس كلّهم إلّا واحدًا)، ومن قال إنّ الجميع مُصِيب؛ يسمونهم: المُصَوِّبَة، والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب فلهُ أَجران، وإذا أخطأ فلهُ أجر)، الجميع من المجتهدين ممّن تأهلوا للاجتهاد، جميعهم مَأْجورون، أمّا المصيب فهل هو واحد أم الجميع، أيُّهما الرّاجح، مذهب المُصَوِّبَة أم مذهب المُخَطِّئَة؟
والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “…إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر”، هذا الحديث دليل على صِحّة مذهب المصّوبة أم المخطّئة؟ الجواب: دليل على صحة مذهب المخطّئة.
فلنتناقش مع واحد من المُصَوِّبِين حتى تظهر المناقشة، أخونا نبيل -مثلًا- يقول بمذهب المصوِّبة، وأنا -الآن- أقول بمذهب المخطِّئة، وأنا -الآن- أُناقش الأخ نبيل، نبيل يقول: كلّ اجتهاد صواب، قلت له: أخي نبيل، إذا اجتهد المجتهدان، من المصيب؟ واحد أم الاثنان؟
أو إذا اجتهد أكثر مِن مُجتهد مَن المصيب؟ قال: الكلّ مُصِيب، أنا قلت: المُصيب واحد -يعني: أنا أتبنَّى مذهب المُخطئة وهو يتبنّى مذهب المصوبة-، فقلت له: قولك -هذا- خطأ، هنا ماذا يجب أن يقول لي نبيل -بناءً على مذهب المصوبة-؟ أنا اقول له: مذهبك هذا خطأ، ماذا يجب أن يقول -بناءً على مذهبه-؟ يجب أن يقول لي: كلامك صواب؛ فقلنا: الحمد لله انتهت المسألة.
لذا قالوا: مَن قال بمذهب المصّوبة؛ فإنّ مآل مذهب المصوِّبة إلى الزَّندَقَة؛ لأنّه سيقول لك: النّصراني مصيب، واليهودي مصيب، والمجوسي مصيب، والملحد مصيب، وكلّ شيء صواب، فمآل مذهب المصوّبة إلى إلحادٍ وزَندَقَة.
ولذا قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: “إذا اجتهدَ فأَصَابَ)” و ‘إذا اجتهد فأَخطَأ”، فالّذي يَجتهد فَيُصِيبُ فلهُ أَجرَان، الأَجر الأَول على اجتهاده، والأَجر الثّاني على صوابه، وإذا اجتهد فأَخطَأ فلهُ أَجر، وأي الأجرين له؟ الجواب: أجر الاجتهاد، ولكن لا يَلزَم من الاجتهاد أنْ يكونَ صوابًا.
فَلمَّا فَرَّقَ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بين الأجرين والأجر، فهذا دليلٌ آخر على صواب مذهب المُخَطِّئة.
السؤال:
قبل ثلاث جمع صلى بنا أخونا الشيخ أبو أحمد الفجر ولم يسجد في موضع السجدة، التكرم بشرح أوجه السجود في الصلاة والتلاوة .
الجواب:
نحن مأمومين فالإمام متى قرأ السجدة فسجد سجدنا ، ومتى قرأ سجدة فلم يسجد لا نسجد.
ما في وجوه أخرى.
أنت مأموم فتتبع إمامك، فإذا الإمام سجد سجدت، وإذا الإمام ترك تركت.
وثبت في موطأ مالك أن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ سجدة وهو على المنبر ، فسجد، فسجد معه الناس، يعني الإمام من السنة في بعض الاحايين وهو على المنبر يقرأ سجدة والناس المستمعون إن سجد يسجدون ، وقرأ في جمعة بعدها سجدة ولم يسجد فلم يسجد الناس ، فالناس تبعا للامام إذا الإمام قرأ سجدة فسجد سجدنا سواء كان في في درس أو في موعظة أو في خطبة جمعة أو في صلاة.
يعني إمام يدرس فقرأ سجدة قام من مجلسه وسجد سجدنا معه فكل من يحضر الدرس يسجد.
الخطيب قرأ سجدة فسجد فنسجد معه نحن المستمعون.
في الصلاة قرأ سجدة فسجدنا فإذا لم يسجد لا نسجد.
فنحن نتبع الإمام
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخطأت في القراءة بالصلاة ولم أتّذّكر ولم يفتح عليّ الناس.
الجواب:
إنتقل إلى التي بعدها،إنتقل إلى سورة أخرى.
القرآن غالب يغلِب
فإذا قرأت في سورة ولُّبِّسَ عليك وأنت إمام ماذا تفعل ؟
انتقل إلى الذي بعدها.
إذا ما تُحسِن إذا ما ظَبّطت الآيات إنتقل إلى سورة أُخرى.
فلا حرج في ذلك
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٧ – ربيع الاول – ١٤٤٤هـ
٢٣ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أنا مُهَنْدِس أعمَلُ في مجال الطُرُق والجُسور في القِطاع الحكومي، قسّمَ المُديرُ المسؤول دوام الكادِر الهندَسي وغير الهندسي بحيث يكون عدد أيّام دوامي ودوام المهندسين ثلاثة أو أربعِة أيّام في الأسبوع وهذه الأيّام أحيانًا لا يكون فيها عمل لِي فلا أذهب إلى العمل في هذهِ الأيّام وإذا كان هناك عمل في أيّام عُطلَتي أذهَبُ إلى العمل.
فهل هناك حرجٌ في هذا التقسيم وطريقة الدوام .
الجواب:
إذا كان المسؤولُ عنك وفي القانون الذي تعملَ فيه إذا لا يوجد عمل فأنتَ في عطلة، وإذا أُستُدعِيتَ إلى العمل في وقتِ العُطلة تذهب فهذا الأمر لا حرج فيه.
العِبرة في مثلِ هذهِ المسائِل بالشروط فالمسلمون عند شروطِهم إلاّ شرطًا أحَلّ حرامًا وحَرّمَ حلالًا هذا حديث النّبي صلى الله عليه وسلم، وقال عُمَر كما في الصحيح البخاري تعليقًا الشروطُ مقاطِعُ الحُقوق.
إذا شُرِط عليك شرط تكون في عطلة وإذا كنت في عطلة واحتجنا في عملك فقبلت فالمسلمون عند شروطهم ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٧- ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢٣ – ١٠ – ٢٠٢٢م