السؤال:
أنا شاعر ، وأعاني ممن يذمُّون الشعراء من الإخوة المستقيمين ، فهل من توجيه؟
الجواب:
يا أيها الشاعر ، لو كنتُ شاعرًا ؛ لقلت لك شعرًا، لكني لستُ بشاعر.
اعلمْ أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : الشعرُ كلامٌ ؛ فحسنهُ حسن ، وسيئهُ سيّء.
الشعر كلام.
ولكن اجعلْ الذي يطغى على قلبك القرآن ، لا يكن مما في قلبك من الشعر ؛ أكثر مما فيه من القرآن ، فهذا الذي ذمّهُ الشرع ، أن يكون الإنسان قلبه مليءٌ بالشعر ، وليس فيه شيء من القرآن الكريم ، وبعد ذلك كن كالصحابة ، والتابعين ، ومن بعدهم من الشعراء ؛ فلا حرج ، لكن ينبغي أن تتعلمَ أحكام الشرع في الشعر ، لا تذمّ شخصًا على التعيين لأن هذا يسموه هجاء ، ولا تتغزَّل في امرأة خاصَّة ، ولا تذكرُ الفحشَ من الكلام ، ولا تذكر العورات، وأما عموم الغزل ؛ لا حرج فيه ، فالشعراء العرب الأقدمون يبدأون قصائدهم -لا سيما المعلقات -؛ يبدأونها بالغزل العام ، وليس الغزل الذي يخصُّ امرأة معينة ، وليس فيه ذكر العورات ، وما شابه.
فهذا شيء من أحكام الشرع في الشعر.✍️✍️
السؤال:
أخ جزاه الله خيراً على سؤاله.
يقول: ماهو توجيهكم لطلبة العلم في المجال الدعوي؟
فقد كنت في السابق أشارك جماعات تنشط في الدعوة وتركتها تركًا للتحزّب.
ولكن الآن لا أجدُ نصيرًا في دعوة الناس، ولا مُشجّعًا على ذلك من عمل جماعي بين الأخوة.
الجواب:
أولاً: الإنسان ضعيف بنفسه.
ونحن نُنكر التحزّب والتعصب، ولكن لا نُنكر التعاون والاجتماع على الطاعة.
والدعوة إلى الله عز وجل مِن أجَلّ الطاعات.
قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فُصِّلَت:33).
يا علي: لأن يهدي الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ من حُمُر النَّعَم، كما ثبت في صحيح الإمام البخاري.
والواجب أن تكون في الأمة جماعة دعوة، تدعو إلى الله عز وجل على بصيرة، والواجب على هؤلاء الدُعاة : العِلم. أن يتعلّموا.
فإنسان جاهل، ويصرّ أن يبقى جاهلًا، ويعمل داعية، هذا ليس داعية عامل، هذا عامل داعية.
فرقٌ بين داعيةٌ عامل وبين عامل داعية.
عامل حاله داعية، وتارك أولاده وتارك الناس وتارك العلم وغير مُتعلم فهذا عامل داعية، وليس داعية.
وعامل داعية في الأُمّة كثير.
فأنت انشطْ في التعلّم، وبعد أن تتعلم، وأنت تتعلّم علّمْ.
إخواني، أحبائي، لِمَن تتركون الدعوة إلى الله، وأنتم تجلسون وتأتون من أماكن بعيدة إلى مثل هذا الدرس ودروس غيري من إخواني المشايخ العلماء في الأردن، وتسمعون لمشايخ الدنيا. ،لِمَن تركتم العلم الدعوة إلى الله عز وجل؟
أنت تمثل بين يديّ الشيخ من عشرين سنة، مَا لَكَ أن تتقدّم وتحمل (نَيشان) أن تكون داعية إلى الله؟
إلى متى تسمع؟
متى سَتُعلِّم؟
متى سَتُذكِّر الناس؟
فالدعوة عندنا ليست عمل فهي وظيفتك، فأنت في عملك وفي متجرك وفي عيادتك وفي ذهابك وفي مجيئك، في كل مكان ادعُ إلى الله عز وجل، ادعُ إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة. وعندما تجلس مع أي إنسان ذكّرْه بالله وتلمّس الحاجة التي هو لها.
ودائمًا الداعية الناجح يسُّد الحاجة.
إنسان مثلاً، ضيّعَ القرآن ذكّره بالقرآن، ضيّعَ الصِلاة،ذكّره بالصّلاة وهكذا.
فالأصل أن نُبادر نحن بالدعوة إلى الله عز وجل.
وأقل شيء في الدعوة إلى الله، فأنت إن كنت في مجلس وفيه طالب علم، فافعلْ سنّة جبريل عليه السلام، اسألْ، واجعلْ سؤالك سببًا للتعليم.
فَجبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: هل تَعلمون مَن السائل؟قالوا: لا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: إنه جبريل.
لماذا جاء؟
قال:جاءكم يعلمكم أمور دينكم
كيف علّم جبريل؟
بالسؤال.
هذا توفيق من الله .
تكون في مجلس حافل بالناس، وفيه طالب علم، والمجلس راح يمين وراح شمال، واشتغلوا في الدنيا، وإلى آخره، فَتستغلُ وجود هذا الشيخ، فَتسأل أسئلة أنت تَعلَمها.
هذه سنّة جبريل.
لماذا تسأل؟
حتى تُعلّم.
وعن ماذا ينبغي أن تسأل؟
عما يسدُّ حاجة الناس .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
منهج أهل السنة أن فاعل الكبيرة لا يخلُدُ في النار.
كيف نُوفق بين ذلك وبين وعيد الله لِقاتل المؤمن المتعمّد {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} (النساء:93).
الجواب:
قالوا: هذا على المُستحِل.
مَن قَتل مُستحِلًّا كَفر.
فالعلماء يقولون:
مُرتكب الكبيرة مُسلم، وهو تحت مشيئة الله، إن عامله بفضله نجا، وإن عامله بعدله هَلَك، ما لم يستحِلْ، فإن استحلّ كفر.
يعني رجل قَتل وما ندِم، ولمّا تسأله لماذا قَتلت؟
قال:
أنا قَتلت، وهو يستحق القتل.
ياجماعة ليس كل شي يستحق القتل، قد يستحق الضرب، قد يستحق السجن، قد يستحق التغريم.
الاستحقاق ليس لي ولك، أنا و إيّاك أصحاب هوى.
مَن الذي يُحدد المُستحق؟
الله الذي يُحدد.
فَقَتلت، قُلت يستحق القَتل.
نقول لا ياحبيبي، لا يستحق القتل.
هو فعل شيئاً خطأ، ولكن هذا الخطأ عقوبته ليس القتل في الشرع، عقوبته شيء آخر.
الآن_نسأل الله العافية_القتل الآن أعوذ بالله أصبحت المجتمعات تضجُّ بالقتل.
إمرأة تقدّم لها رجل، فلا تُريده. قَتَلها.
لماذا؟
قال:(بحبها)،تحبها! ،لازم تقبل؟ لازم تقبل؟ ما هي لا تستحق القتل،
وبعضهم يزيد الطين بلّة، يقتلها ويقتل نفسه. وهذه والعياذ بالله تعالى في ظاهر هذه الصورة الاستحلال.
فَمَن قتل مُستحلًّا، كَفَر وخرج من المِلّة، ومَن قَتل وندم فأمره إلى الله. فالله جل في علاه له أن يُعاقبه بعدله يعاقبه ويُدخله جهنّم، وبفضله يعفو عنه.
فالأمر إليه سبحانه وتعالى.
لِذا قالوا مِن لطيف كلامهم بحكم القاتل:
مَن قَتل رجلًا فَكأنّما هدم بُنيانًا لله.كأن الإنسان بنيان لله، فهذا الإنسان هدمه، فَمَن هَدم يُهدَم،مَن هَدم يُهدم.مَن قَتل يُقتل في الشرع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
الجواب:
الركن جزء من الصلاة ، والشرط قبل الصلاة ، فالطهارة شرط أم ركن؟ شرط.
فالطهارة قبل الصلاة .
استقبال القبلة؟
شرط .
قراءة الفاتحة؟
ركن في الصلاة.
الركن في داخل الصلاة ، والشرط خارج الصلاة.
وهذه مسألة دقيقة تنبني عليها أحكام.
تكبيرة الإحرام والسلام ركن أم شرط؟
أول ما نبدأ الصلاة بماذا؟
بالتكبير.
وآخر ما نختم بالصلاة ؟
بالسلام.
فتكبيرة الإحرام والسلام شرط أم ركن؟
ركنٌ.
وفيها خلاف.
الجماهير يقولون ركن وهو الصواب ، والحنفية يقولون تكبيرة الإحرام شرط ويقولون السلام شرط.
مثل أن تحدث قبل أن تسلم ، أحدث إنسان بعد ما أنهى الصلاة وقبل ما يسلم ، ما حكم الصلاة؟
عند الحنفية صحيحة ، وعند الجمهور باطلة.
وهذا يترتب عليه بحث ، وفرصة أن أذكر هذا الأمر في جواب هذا السؤال .
إنسان قام في صلاة رباعية إلى خامسة ، وفي صلاة ثلاثية إلى رابعة وفي صلاة ثنائية إلى ثالثة ماذا يفعل؟
علماء الحنفية يقولون يأتي بأخرى، وأنهى الفريضة وإذا كان قام إلى خماسية في صلاة رباعية يأتي بالسادسة ، ويَحسِب الخامسة والسادسة ركعتين سنة ، وإن قام في الصلاة الثلاثية إلى رابعة فيحسب الرابعة والخامسة سنة ، وإذا قام في الصلاة الثنائية إلى ثالثة فيأتي كذلك بالرابعة ويحسب الثالثة والرابعة سنة ، لأن تكبيرة الإحرام تصلح للصلاتين ، ولأن السلام يصلح للصلاتين ، تكبيرة الإحرام تصلح للفريضة والسنة ، وهكذا ، هذا مذهب الإمام أبي حنيفة، والصواب مذهب الجمهور، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” تحريمها -عن الصلاة -التكبير وتحليلها السلام ”
عندما أقول الله أكبر يحرم الأكل والشرب والكلام ومتى يَحِلُّ لك ذلك؟ تحليلها بالسلام ، تحريمها التكبير وتحليلها السلام فدل هذا على أنهما ركنان على أن تكبيرة الإحرام ركن وعلى أن السلام ركن.✍️✍️
الجواب:
يوجد عندنا في الزّواج إشهار وعندنا في الزّواج إشهاد.
_ الإشهاد: رجُلان عدلان، أو رجُلٌ وامرأتان -أن تَضِّلّ إحدهُما فتُذّكِر إحدهُما الأُخرى- يشهدانِ معًا.
جاءَتْ والدةُ الإمام الشّافعي للقاضي، والقاضي اراد أن يستمع لكل واحدة منهم على حدة، فذكرت لهُ قولَ الله -تعالى-: {…أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى…}
[البقرة: ٢٨٢].
فقالت: والله لا أشهد إلاّ على سمعها، وهي لا تشهدُ إلاّ على سمعي؛ لأنّ الله يقول: {…فتذكِر إحداهما الأُخرى…}.
فحُقّ لهذهِ المرأه أن تلِد أمثال الإمام الشّافعي -رحمهُ الله تعالى-.
_ الإشهار:
قال جماهير أهلِ العِلم: أقلّهُ اثنان -وهو الإشهاد-، لا يتواطئانِ على الكِتمان، اثنان شرطهما ألّا يتواطئانِ على الكتمان.
لذا نسألُ الله العافية بعض النّاس في دور البُغاة في دُور الزّواني يكونون أكثر مِن اثنين شاهدين والعياذُ بالله.
فالشّاهِد:
أقلُّ شيء في الإشهار اثنان لا يتواطئان على الكتمان.
الإمام مالك -فقط- قالَ: ينبغي أن يُعلَن، اعلنوا النِّكاح، أن يُعلَن النِّكاحُ بينَ النّاس.
فإعلانُ النِّكاح بين النّاس أمرٌ حَسَن، لكن الخِلاف المُعتبَر عندِ العُلماء في أقّل هذا المِقْدار، وقُلتُ لَكُم: أقلّه اثنانِ لا يتواطئانِ على الكِتمان .
السؤال:
ماذا يقول خطيب الجمعة بين الجلستين وهو على المنبر؟
الجواب:
يقول ما شاء ، لم يرد في الشرع شيء.
الشرع ذكر هذه الجلسة حتّى يرتاح فقط، ليس هنالك ذكر خاص.
أمّا رجل هو من عادته أن يذكر، فجلس فذكر الذي هو مِن عادته فلا نقول له ممنوع، لكن لا نتعبّد الله بعبارة معينة وبلفظ معين.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أحد الإخوة يقول : في حال غياب الإمام ، أحد المصلين يرفض أن يؤم الناس في الصلاة ، فهل يؤثم على ذلك ؟
الجواب:
إن أراد أن يقدم من هو أحفظ منه وأفقه ؛ فلا حرج.
فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((يؤمُّ القومَ أقرؤُهم للقرآنِ)) فإن كان هو الأقرأ والأفقه ؛ فلا يجوز له أن يتخلَّف إلا لعلة خاصة به تكون عذراً له في عدم تقدمه ، كأن يكون مثلاً صاحب سلس.
صاحب السلس هل يؤم بمن ليس هو بصاحب سلس؟
الراجح أنه يؤم على الخلاف المعروف في المسألة. ✍️✍️
السؤال:
هل يردد خلف المؤذن ، والإمام جالس فوق المنبر ؟
الجواب : نعم ، الإمام ما لم يخطب لك أن تتكلم وبعض إخوانٍّا الأئمة غفر الله لنا ولهم يسرع في الخطبة ، ولما يكون المؤذن يؤذن والناس يرددون خلف المؤذن فلا يعطيهم وقت لقولهم اللهم رب هذه الدعوة التامة مباشرة يتكلم ولا يعطيهم وقت للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فمباشرة يقوم .
فلو انتظر قليلا حتى الناس يتمكَّنون من قول الذكر ، اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا أمر حسن.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
ما صحة عبارة الدين المعامله، حيث جعلت عند كثير من الناس هي المقياس في تدين الرجل ومعرفة أخلاقه ؟
الجواب:
حديث الدين المعاملة لا أصل له ، لا يوجد في أي كتاب من كتب المسلمين مسنداً للنبي عليه الصلاة والسلام أبدًا، لكن لما رأوا الناس بعض المتدينين والحريصين على الصلاة أخلاقهم سيئة ومعاملتهم سيئة فأصبحوا يقولون الدين معامله ودرجة هذه العبارة.
تتمة السؤال :لكن جعلت هذه العباره(الدين المعامله )عند كثير من الناس هي المقياس في تدين الرجل , هل هذا صحيح؟
هذا المقياس صحيح وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند البيهقي في السنن الكبرى أنه سمع رجل يزكي آخر فسأله عمر:هل سافرت معه؟ قال: لا ، قال: هل جاورته؟ قال: لا،قال: هل عاملته بالدينار والدرهم؟قال: لا ،قال عمر : إنك إذا لا تعرفه .
متى تعرف الرجل؟
عامله بالدينار والدرهم وهو المراد هنا بقولهم الدين معامله،عامله بالدينار والدرهم تعرفه ، أو سافر معه,
قالوا: سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال, يسفر أي يكشف، المسافر يتكشف على أخلاق أخيه فالإنسان يعرف في التعامل بالدينار والدرهم أو بالجوار أو بالسفر والله تعالى أعلم .