السؤال:
أخ يسأل هل يُصَلَّى على من اعتاد أن يسبَّ الربّ، على من يسبّ الذات الإلهيّة؟
الجواب:
أختم مجلسي بهذه الفتوى احفظوها وانشروها؛ احفظوا فتواي وانشروها، ولن أتكلَّم كلمة إلّا أن أقرأ لكم الفتوى، سأقرأ لكم فتوى.
هذه فتوى، سُئِلت لجنة الإفتاء الأردنية بتاريخ الرابع عشر من الشهر العاشر سنة ألف وأربع مئة وتسعة وعشرين الموافق الرابع عشر من الشهر العاشر سنة ألفين وثمانية، فقالت:
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وَرَدَنا من الأخ محمد أسامة محمد حمدان السؤال التالي: نعاني من كثرة سبّ الرَّب والدِّين في الأسواق والشّوارع وهذه العادة تأخذ في الانتشار فأرجو بيان مرتبة كفر ساب الرَّبّ والدِّين وهل هي رِدَّة أشدّ مِن الكُفْر الأصلي وهل يكون بسبِّه الرَّبّ مهدور الدّم يستحق القتل، إذا كان كذلك فمسؤوليّة مَن تطبيق حد الرِّدَّة وهل يستحق الهجر إذا لم يستجب للنُّصح؟
الجواب وبالله التوفيق (جواب لجنة الإفتاء) سبُّ الدِّين أو الرَّبّ حرام، ويُعَدُّ فاعله مُرْتَدًّا عن الإسلام (هذا كلام لجنة الفتوى) سبُّ الدِّين أو الرَّبِّ حرام ويُعَدُّ فاعله مُرتَدًّا عن الإسلام وينفسخ عقده على زوجته ويجب على من سمعه أن ينصحه لعلَّه أن يتوب ويرجع إلى الإسلام، فإذا تاب ورجع إلى الإسلام وزوجته ما تزال في العِدَّة استَمَرَّ النِّكَاح بينهما، وإن لم يتب يُرْفَعُ أمره إلى القاضي ليعاقبه، ولا شكَّ أنَّ الرِّدَّة أشدُّ من الكُفْرِ الأصلي.
جوابٌ مُسدَّدٌ مُوَفَّق.
جوابٌ مُسدَّدٌ مُوَفَّق، وسبُّ الرَّبّ والدِّين كُفْرٌ بالله ربِّ العالمين.
هذه ظاهرة لا علاج لها إلا التدابير الرّسميّة.
أظن أنّ القانون تحت ما يُسَمَّى بالتَّطاول على المُقَدَّسات والشَّخصيّات وما شابه يُسجَنُ مَن يَسُب الرَّب والدِّين، يعني الذي في الطريق يَسُب الرَّب الدِّين أي واحد يرفع عليه قضية للمخفر فمِن صلاحية المسؤول أن يسجنه، ولكن للأسف قد يجد طرق للخروج، فإذا كان شتم الرَّب والدِّين ليس كُفْرًا فما هو الكُفْر؟!
الكُفْر أن لا تؤمن، الأمر لا يعنيك، لا تؤمن بالله، لكن أنت تتقصد كُفْر الرَّب وكُفْر الدِّين!
سبُّ الرَّبِّ والدِّين كُفْرٌ.
الشَّتْم الصَّريح الذي لا يخفى على أحد أنَّه حرام فهذا كُفْرٌ يُخرِجُ من المِلَّة، هذا كُفْرٌ يُخرِجُ من المِلَّة.
تقُول اختلاف الأحوال انتفاء الموانع ووجود الأسباب، أنا أتكلم عن الشَّتْم الصَّريح الواضح الذي لا خلاف فيه بين العقلاء أنَّه تطاول على الله عزّ وجلّ، أمَّا انتفاء الموانع ووجود الأسباب هذه في الكفر الغير صريح الذي هو ليس شتمًا.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
هل تعليم الطفل الصلاة دون السابعة فيه استدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
لا.
لا، لكن أنت مأمور شرعًا، مأمور، وتَأثم، وتُسأل إذا لم تُنبِّه ابنك تأمر ولدك بالصلاة وهو ابن سبع.
علماء الأُصول عندهم مبحث: هل الأمر بالأمر أمر؟ هل الأمر بالأمر أمر أم ليس بأمر؟
ولهم تفريعات على هذا المبحث، الذي يَهُمُّنِي من التفريعات أنَّ ابنك إذا لم يُصلِّي وهو ابن سبع سنين إلى أن يَبْلُغ ليس بآثم؛ ابنك قبل البلوغ لا يجري القلم عليه إلّا ببلوغه، ولكن الأب يأثم إذا ولده بلغ سبع سنوات ولم يأمره بالصلاة.
أنت الواجب عليك وابنك عمره سبع سنين أن تأمره بالصلاة.
هو ليس واجبًا عليه الصلاة، لكن أنت كأَب يجب عليك أن تأمر بالسَّبْع، وتبقى تأمر من السَّبْع إلى العَشْر.
النبي يقول: «مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ…» [صحيح أبي داود 495].
أخرج أحمد وغيره بإسناد صحيح عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير موضوع الصلاة».
تضربْ على خير الموضوع ابن العشر.
هل ابن تسع تضربه؟
لا.
قال أهل العلم: يحرمُ على الوالد أن يضربَ ولده قبل أن يصلَ عشر سنوات.
لا يجوز للأب أن يضرب ابنه قبل عشر سنين؛ لأنه يُضرَب ولا يفهم لِمَا ضُرِب.
أنت من سبع سنين لعشر سنين مطلوب منك تُدرِّب، تَعِظ، تُغلِظ الكلام، من سبع لعشر.
في العَشْر الضَّرب.
تضرب ابنك لأنّه كسر شيء وعمره قبل عشر سنين ممنوع شرعًا؛
”خير موضوع الصلاة“ الصلاة ممنوع تضرب عليها قبل العشر فمن باب أولى ممنوع أن تضرب قبل العشر على سبب آخر، تبدأ الضرب بالعشر.
عشر سنوات يوجد ضرب، والضرب من أجل التدرُّب، هذا الضرب يشمل : الصلاة، ومُقَدِّمات الصَّلاة.
ما هي مُقدِّمات الصلاة؟
الوضوء، الاستنجاء، ستر العورة، فلا يأتي على المسجد بـ(شورت) ، ويشمل لباس البنت؛ البنت لمّا يصير عمرها عشر سنين يجب أن تحسّسها أنها عورة: يا بنتِ استري رأسكِ، اِلبسي منديل، يا بنتِ لا تلبسي هذا اللبس الذي يكشف العورة ولا يستر فأنتِ كبرتِ هذا عيب، اليوم البنت عمرها خمس عشرة سنة وبالغة وماشية عارية.
فتقول لأبيها :يا رجل حرام عليك! فيقول: هذه صغيرة.
فتقول له :أُمَّك لمّا تزوجت كم كان عمرها؟
فبنتك أكبر من أُمّك لمّا تزوجت، أُمّك لمّا تزوجت كان عمرها أصغر من بنتك، وبنتك بالغة.
فالشاهد بارك الله فيك ابن السبع سنين يُؤمَر.
في سُنَّة لله الصغير يجاري الكبير والمحبوب يجاري من يحب، إذا ابنك أحبَّك وقف يُصلي أمامك وقام وجلس وركع وهو دون السبع هذه سُنّة لله، دائمًا المغلوب يجاري الغالب، والجاهل يجاري العالِم، والمُتعلِّم يجاري العالم، هذه سُنّة المجاراة الضّعف المغروسة في نفس الانسان.
فلو قام ولدك يصلي قبل سبع سنين أنت لست آثمًا ولست مُستدركًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن إذا بلغ السَّبْع يجب عليك الأمر.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
ما الدّليل على أنّ الحاكم المَذكُور في حديث:
“إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب…”؟
رواه البخاري (٧٣٥٢)، ومسلم (١٧١٦).
الجواب:
الأصل في الحديث العموم، كلّ اجتهاد سواء كان بقضاء رسمي أو بغير قضاء، إذا اجتهد فأصاب فله أجران.
هذا حديث يَستَدِلُّ به علماء الأصول على تصويب مذهب المُخَطِّئَة؛ علماء الأصول عندهم مسألة، إذا وقع خِلَاف فهل المصيب واحد، أم أنّ كلّ من اجتهد مصيب؟
فالّذي قال: المُصِيب واحد؛ يسمّونه: المُخَطِّئَة (يُخَطِّئون الناس كلّهم إلّا واحدًا)، ومن قال إنّ الجميع مُصِيب؛ يسمونهم: المُصَوِّبَة، والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب فلهُ أَجران، وإذا أخطأ فلهُ أجر)، الجميع من المجتهدين ممّن تأهلوا للاجتهاد، جميعهم مَأْجورون، أمّا المصيب فهل هو واحد أم الجميع، أيُّهما الرّاجح، مذهب المُصَوِّبَة أم مذهب المُخَطِّئَة؟
والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “…إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر”، هذا الحديث دليل على صِحّة مذهب المصّوبة أم المخطّئة؟ الجواب: دليل على صحة مذهب المخطّئة.
فلنتناقش مع واحد من المُصَوِّبِين حتى تظهر المناقشة، أخونا نبيل -مثلًا- يقول بمذهب المصوِّبة، وأنا -الآن- أقول بمذهب المخطِّئة، وأنا -الآن- أُناقش الأخ نبيل، نبيل يقول: كلّ اجتهاد صواب، قلت له: أخي نبيل، إذا اجتهد المجتهدان، من المصيب؟ واحد أم الاثنان؟
أو إذا اجتهد أكثر مِن مُجتهد مَن المصيب؟ قال: الكلّ مُصِيب، أنا قلت: المُصيب واحد -يعني: أنا أتبنَّى مذهب المُخطئة وهو يتبنّى مذهب المصوبة-، فقلت له: قولك -هذا- خطأ، هنا ماذا يجب أن يقول لي نبيل -بناءً على مذهب المصوبة-؟ أنا اقول له: مذهبك هذا خطأ، ماذا يجب أن يقول -بناءً على مذهبه-؟ يجب أن يقول لي: كلامك صواب؛ فقلنا: الحمد لله انتهت المسألة.
لذا قالوا: مَن قال بمذهب المصّوبة؛ فإنّ مآل مذهب المصوِّبة إلى الزَّندَقَة؛ لأنّه سيقول لك: النّصراني مصيب، واليهودي مصيب، والمجوسي مصيب، والملحد مصيب، وكلّ شيء صواب، فمآل مذهب المصوّبة إلى إلحادٍ وزَندَقَة.
ولذا قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: “إذا اجتهدَ فأَصَابَ)” و ‘إذا اجتهد فأَخطَأ”، فالّذي يَجتهد فَيُصِيبُ فلهُ أَجرَان، الأَجر الأَول على اجتهاده، والأَجر الثّاني على صوابه، وإذا اجتهد فأَخطَأ فلهُ أَجر، وأي الأجرين له؟ الجواب: أجر الاجتهاد، ولكن لا يَلزَم من الاجتهاد أنْ يكونَ صوابًا.
فَلمَّا فَرَّقَ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بين الأجرين والأجر، فهذا دليلٌ آخر على صواب مذهب المُخَطِّئة.
السؤال:
قبل ثلاث جمع صلى بنا أخونا الشيخ أبو أحمد الفجر ولم يسجد في موضع السجدة، التكرم بشرح أوجه السجود في الصلاة والتلاوة .
الجواب:
نحن مأمومين فالإمام متى قرأ السجدة فسجد سجدنا ، ومتى قرأ سجدة فلم يسجد لا نسجد.
ما في وجوه أخرى.
أنت مأموم فتتبع إمامك، فإذا الإمام سجد سجدت، وإذا الإمام ترك تركت.
وثبت في موطأ مالك أن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ سجدة وهو على المنبر ، فسجد، فسجد معه الناس، يعني الإمام من السنة في بعض الاحايين وهو على المنبر يقرأ سجدة والناس المستمعون إن سجد يسجدون ، وقرأ في جمعة بعدها سجدة ولم يسجد فلم يسجد الناس ، فالناس تبعا للامام إذا الإمام قرأ سجدة فسجد سجدنا سواء كان في في درس أو في موعظة أو في خطبة جمعة أو في صلاة.
يعني إمام يدرس فقرأ سجدة قام من مجلسه وسجد سجدنا معه فكل من يحضر الدرس يسجد.
الخطيب قرأ سجدة فسجد فنسجد معه نحن المستمعون.
في الصلاة قرأ سجدة فسجدنا فإذا لم يسجد لا نسجد.
فنحن نتبع الإمام
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخطأت في القراءة بالصلاة ولم أتّذّكر ولم يفتح عليّ الناس.
الجواب:
إنتقل إلى التي بعدها،إنتقل إلى سورة أخرى.
القرآن غالب يغلِب
فإذا قرأت في سورة ولُّبِّسَ عليك وأنت إمام ماذا تفعل ؟
انتقل إلى الذي بعدها.
إذا ما تُحسِن إذا ما ظَبّطت الآيات إنتقل إلى سورة أُخرى.
فلا حرج في ذلك
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٧ – ربيع الاول – ١٤٤٤هـ
٢٣ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أنا مُهَنْدِس أعمَلُ في مجال الطُرُق والجُسور في القِطاع الحكومي، قسّمَ المُديرُ المسؤول دوام الكادِر الهندَسي وغير الهندسي بحيث يكون عدد أيّام دوامي ودوام المهندسين ثلاثة أو أربعِة أيّام في الأسبوع وهذه الأيّام أحيانًا لا يكون فيها عمل لِي فلا أذهب إلى العمل في هذهِ الأيّام وإذا كان هناك عمل في أيّام عُطلَتي أذهَبُ إلى العمل.
فهل هناك حرجٌ في هذا التقسيم وطريقة الدوام .
الجواب:
إذا كان المسؤولُ عنك وفي القانون الذي تعملَ فيه إذا لا يوجد عمل فأنتَ في عطلة، وإذا أُستُدعِيتَ إلى العمل في وقتِ العُطلة تذهب فهذا الأمر لا حرج فيه.
العِبرة في مثلِ هذهِ المسائِل بالشروط فالمسلمون عند شروطِهم إلاّ شرطًا أحَلّ حرامًا وحَرّمَ حلالًا هذا حديث النّبي صلى الله عليه وسلم، وقال عُمَر كما في الصحيح البخاري تعليقًا الشروطُ مقاطِعُ الحُقوق.
إذا شُرِط عليك شرط تكون في عطلة وإذا كنت في عطلة واحتجنا في عملك فقبلت فالمسلمون عند شروطهم ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٧- ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢٣ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال: كان حفل أخي فيه أغاني، و كان والدي شديد الغضب، و في حال أني لم أحضر يغضب كثيراً، و قد حصل هذا في حفل أخي الذي سبقه فما العمل؟
الجواب : كن حاضراً غائباً.
تعرف كيف تكون حاضر غائب؟
أنت و ذكائك الأن حاضر و غائب، غيب عن الفساد، غيب عن الموسيقى، إبتعد بعيد إستقبل الناس، ذكر الناس بكلمة خير، أُصدق ربنا عز وجل، ذكر واحد تارك للصلاة، عندما يؤذن المؤذن قُل ياجماعة نذهب إلى الصلاة.
و لا في حرج في هذا إذا ترتب على غيابك مفسدة كبيرة لا تطيقها و مضرة تلحق بك من أباك فأنت كن حاضراً غائباً، فلا تحضر الشر، ولا تحضر الغناء، و كن فاعل خير ،كن ذاكراً لله مذكراً للناس بالخير و ما شابه.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ذكرتُم في الدورة الصيفية في مركز الإمام الألباني عن عِلْمِ الظهورِ لله عزّ وجل فلو تيبنوه لنا .
الجواب :
ذكرتُ هذا عندَ قولِ الله تعالى في سورة الأنفال:
( الآنَ علِمَ اللهُ أنَّ فِيْكُمْ ضَعْفًا).
قبلِ الآن هل كانَ اللهُ يَعْلَم؟
طبعًا يعلم .
الله لا يخفى عليهِ شيء.
وعِلْمُ الله ليسَ بالكُلِيّات كما يقول بعض الضُلّال، عِلْمُ الله بالكُلِيّات والجُزئيات والتفاصيل.
فالله خبير.
والخبير الّذي يَعْلَمْ ما يَدورُ بِالنّفس، ما يدور في نفسِكَ الآن اللهُ خبيرٌ به فالله يعلَمُهُ ، فهو خبير سبحانه وتعالى.
فالعِلم عِلمان:
عِلم كُمون.
الشيء الكامِن.
عِلِم ظهور.
فالله يعلم الكمون ويعلم الظهور.
ولِذا المُفسّرون حمَلوا قولِ الله تعالى (الآنَ عَلِمَ اللهُ أنّ فِيْكُمْ ضَعْفًا) لما نَسَخَ الله ، الواحِد كان يصبِرُ أمامَ عشرين فأصبح الوحِد يجب عليه أن يصبر أمام اثنين، ((إِن یَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَـٰبِرُونَ یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِۚ))، عشرون صابرون يغلبوا مئتين.
في أوّل الإسلام، في غزوةِ بَدِر.
وما أدراكَ ما أهل بَدِر؟
الملائكةُ التي قاتلت مع المُسلِمين هم خيرُ ملائِكَةِ الله.
فالرسُلُ يتفاضلونَ فيما بينَهُم والملائِكه يتفاضلون فيما بينهم. الملائكهَ التي نَزلَت هي أفضلُ الملائكه ،
فالبدريّونَ هم خيرُ الصحابة، والنّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لمّا يأتي رجل فعَلَ شيئًا كان يقول لعَلّ الله أطّلَعَ على أهل بدِر فقال أعملوا ما شئتُم إنّي قد غَفَرتُ لَكُم.
اعملوا ما شئتُم إنّ الله قد غفرَ لَكُم. فالعِلم عَلمان:
عِلم كمون.
عِلم ظهور.
والله عز وجل ما من شيء إلا وهو سبحانه وتعالى يعلَمُه سواء علم كمون أو علم ظهور.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٢٦ -ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢٢ – ٩ – ٢٠٢٢م✍️✍️
السؤال :
بعض الإخوة يأتي من مكان بعيد إلى الدرس وليس عنده سيارة ، وفي وقت الفجر لا يوجد وسائل نقل ، هل من نصيحة للإخوة الذين معهم سيارات وهم من نفس المنطقة لأخذ إخوانهم معهم؟
الجواب :
النبي صلى الله عليه وسلم حل مشكلة السير أصلا.
عند المسلمين لا يوجد مشكلة سير. لماذا ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
من كان معه فضل ظهر فليعد ( أي فليتصدق ) به على من لا ظهر له .
ففي صحيح مسلم (١٧٢٨) يقول أبو سعيد الخدري:
بيْنَما نَحْنُ في سَفَرٍ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى رَاحِلَةٍ له، قالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ، حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ.
أنت وأنت تمشي في الطريق ومعك مكان في السيارة متسع لتحمل معك أشخاص فاحمل.
من كان معه فضل ظهر ، عندك أربع أماكن في السيارة ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول فليعد (فليتصدق) على من لا ظهر له ، تحملهم معك في الطريق ، وأنت في طريقك تحملهم معك ، فكيف إذا كانت المحمول مأموناً.
هذا الحديث مشكله اليوم.
ممكن تحمل واحد فتسأل ، تصبح مجرم وأنت لا تعلم ، وأنت لا تعرفه ، لكن أخوك آتي معك إلى المسجد وبطريقك للمسجد سواء درس فجر أو صلاة ظهر أو عصر ، هو آتي إلى المسجد فأنت تعرفه يأتي إلى المسجد ، ومررت عليه ومعك فضل ظهر.
ما المطلوب منك؟
تقف وتقول له تعال معي إلى المسجد ، وأنت لك في هذا الباب صدقة.
فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٦ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
شيخنا كثير من عمليات السقط في المستشفيات تُلقى في القمامة؟
الجواب:
المرأة لَما تُسقِط إذا كان السَقط مخلَّق ؛ يَحرم شرعاً إلقاؤه في القمامة ، والواجب تغسيله وتكفينه ، ويستحسن أن يصلى عليه ، يغسل ويكفن وجوباً.
إذا كان هذا السقط مخلَّق ؛ يحرم أن يُرمى في الزبالة وأن يعامل معاملة القمامة ، هذا حرام.
هذا الخلل من أين يبدأ؟
من الأب ، الخلل يبدأ من الأب.
الأب إذا سقط له سقط ؛ الواجب عليه أن يأخذه ، وأن يغسله ، وأن يكفنه ، وأن يدفنه ، هذا واجب عليه
أما إذا مُضغة ، والمضغة ليست مخلَّقة (قطعة لحم) ، رمته المرأة فأسقطته ؛ فهذا ينبغي أن يُدفن مثل العضو الذي يبتر من الإنسان.
العضو الذي يقطع من الإنسان -نسأل الله العافية- ، قرر الأطباء بقطع يده أو رجله ، وهو ما زال حياً ، فهذا العضو كرامة للإنسان.
{۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..} [الإسراء : 70]
كرامة له ، ينبغي أن يدفن ، لا يغسل لا يدفن ، لا يكفن ، ولكن من باب الكرامة للإنسان ؛ فالواجب دفنه.
الواجب أن يدفن هذا العضو ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م