السّؤال:
أخٌ يسأل عن قهوةٍ تُسمّى: (قهوة الزُّباد)، ويُسمّونها: (كوبيلاك)، هكذا.
ويقول -والأمر كذلك-: هي قهوة باهظة الثّمن ونادرة، ولها طعم ورائحة مميزة، هذه القهوة تبقى في أمعاء حيوان يُسمّى: (زُباد النّخيل)، فما حكمها؟
الجواب:
رأيتُ هذا الحيوان، أكبرُ من القطّ بقليل، مُدمنٌ، على أكل القهوة، والعجيب في هذا الحيوان أنّه يأكل القهوة، وتبقى في أمعائه فترةً، ثُمّ يُخرجها رَوثًا، يُخرجها رَوثًا على ما هي عليه، يعني: لا يطحنها، ولا تتغير ولا تتبدّل، تَمرّ في أمعائه، ثمّ تَخرُجُ وتُنظّف، ثُم تُشرب، ويكون سعرها غالٍ جدًا، قد يصل الكيلو إلى ألف دولار، وأصحاب القهوة عندهم مزاج عجيب في شرب القهوة، هذا رَأَيْتُهُ، وقُدِّم في مجلس -كُنت فيه- في أندونيسيا، فَقُلتُ: أنا لا أُريد أن أشربها؛ حتّى لا أتعوّد عليها، وحتّى أقول: ما شربتها، وشربها بعض إخواني، ومنهم من التحق بالرّفيق الأعلى -رحمه الله-.
ولا أكتمكم بقي الحُكم في بالي، واحتاج لبحث، حتّى أكرمني الله فَبَحثته من قريب، وجدت الإمام النّووي في “المجموع”، الجزء الثّاني، صفحة خمسمائة وثلاثة وسبعين يقول: إذا أكلت البهيمةُ حبًّا وخرج من بطنها صحيحًا، ماذا يعني خرج صحيحًا؟ يعني: لم يُهضم،إذا أكلت البهيمة حبًّا وخرج من بطنها صحيحًا، فإن كانت صلابته باقيةً -بحيث لو زُرِع نَبَت-؛ فَعَينه طاهرة، فإذا كانت عَينه طاهرةُ فيَجوز شربه.
وهذه هي المسألة الّتي يسأل عنها الأخ.
ما دام أن القهوة بقيت كما هي، وبقيت صحيحة، ولو زرعناها نَبَتت؛ لا حرج.
ثُمّ نَظرت في كُتب الحنفية في ” الدر المختار “شعيرٌ صلب في بَعر أو رَوْثٌ يُؤكل بعد غُسله.
الشّاهد: أن الحِلَّ هو الّذي عليه كلام الفقهاء.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
أخٌ يقول: النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
“…إن المؤمن لا ينجس” رواه البخاري (٢٨٥)، ومسلم (٣٧١).
هذا منطوق الحديث، لكن مفهوم الحديث يدلّ على أنّ غير المؤمن نجس، لكن ورد في بعض الأدلّة أنّ الإنسان غير نجس، حتّى لو كان كافرًا.
الجواب:
الله يقول: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ…} [التّوبة: ٢٨].
لماذا ذهبتَ تبحث؟
في منطوق الآية، حين نبحث مسألة في الشّرع ينبغي أن نُلمّ بجميع ما ورد فيها، قال أهل العلم، كالشّاطبي، يقول: أنت لا تسمّى رأسًا لكون لك رأس؛ أنت تسمّى رأسًا إذا كان لك بدن وأطراف؛ تسمّى رأسًا، قال: وكذلك الأحكام الفقهية لا تؤخذ من نص، وإنّما تؤخذ من مجموع ما ورد في الباب من النصوص.
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صافح الكفّار؟
نعم، صافحهم، هل غسل يديه؟ لا، لم يغسل يديه.
ما معنى: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ}؟
النّجس في قلوبهم، الكفر بالله، والشّرك بالله، والاعتداء على الله، والإلحاد ، وإنكار الله، هذا نجس.
فمعنى: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ} نجسٌ معنوي، وليس نجسًا ماديًّا، فالمؤمن لا ينجس فبسبب إيمانه، لا يحمل النّجاسة؛ لا الماديّة، ولا المعنويّة.
فالكافر ليس بنجس نجاسة ماديّة، يعني لو صافحنا كافرًا (لابأس)؛ الشّرع جوَّز للرّجل أن تكون له زوجة كتابية، فهل كلّ ما مسّها يتنجس؟ ليس بصحيح.
لو مسّها ولدها هل ينجس؟
لا، وهكذا.
والله تعالى أعلم .✍️✍️
السّؤال:
ما هُو حُكم أخذِ الأجر المالي على تعليم القرآن؟
الجواب:
أن يأخُذَ الإمامُ والمُؤَذِّنُ والمُدرِّسُ ومُحفِظَّ القرآن مالًا والله يعلَمُ أنّهُم صادِقونَ مُخلِصون، وأنّهُم مُتفرِغونَ مُقابِلَ حبسِ الوقتِ، لا مُقابِلَ الإمامةِ والتّعليم فلا حرَج.
وأمّا إن أعطيناهُ؛ فيؤمّ ويُؤذِّن ويُحفِظ ويُدَرِّس، وإن لم نعطِه؛ فلا يؤمَ ولا يُدرِّس؛ فهذا ليس شرعيًّا،
عندما قال شيخ الإسلام عن أخذِ المال للإنابةِ في الحَج (من يحجّ عن غيره) قال:
من أخذا مالاً ليَحُجّ فلا حرج، ومن حَجَّ لِيأخُذَ فهذا ليس لهُ عندَ الله خَلاق .
أنا آخُذ حتّى أحُج فهذا ممنوع، كذلك الإمام .
عبدالله بن عمر رأى رجُلاً مؤذِّنًا فقال الرّجل -مُباغِةً لابن عمر-: إنّي أُحبُّكَ في الله، فقال ابن عمر: إنّي أُبغِضُكَ في الله ، هكذا كان السّابقون، لا مواربة ولا لفّ ولا دوران، هذا واضح جدًّا .
قالَ لم؟
قالَ: لأنّكَ تلحَن في أذانِك وتأخُذ عليهِ أجرًا.
أن يُصبِح المال والأجرِ هو الأصل؛ فهذا لا ينبغي.
نسمعُ عن إخواننا (بعض الأئِمّة) يوم إجازته لا يأتي إلى المسجد ولا يُصلِّي في المسجد، هذا ليس له عند الله خَلاق.
أمّا رجُل حبسَ وقتَهُ على بيتِ الله، مؤذِنًا كانَ أم مُحَفِّظًا للقرآن أم إمامًا، فحبَسَ وقته فلهُ أن يأخُذ مُقابلَ حبسِ الوقت، وليسَ مُقابِلَ الصّلاة، أنا لا آخُذ مُقابِلَ الصلاة .
السّؤال :
أخٌ يقول: هل يجوز الانتفاع بكِتاب موجود على الإنترنت، ومُحقِّق هذا الكتاب لم يُجَوِّز نَشْرهُ، وقال: لا أُحِّلّ لأحد أن ينشُرهُ؟
الجواب:
في العاده(الكتاب يُدْفَعُ مُقابِل طَبْعُه، واليوم عندما يُطْبَع الكتاب ويُحَمّل بصورة (pdf) على الحاسوب يكسد الكتاب (لا يُباع)، العادة العامّة الدّارجة بينَ النّاشرين والمؤلفين يقولون: اصبِر ثلاث سنوات قبلَ أن يُوضَع على النِّت؛ حتى يعود المال الذي دُفِعَ على طبعِ الكتاب لصاحبِه.
فقولُهُ: (أنا لا أُجَوِّز نَشرهُ على النِّت) هذا القول لهُ وجه.
أنا أسأل:
المقصِد الأصلي من المؤلِّف عندما يُؤّلِّف الكتاب ما هو؟
لِوَجْهِ الله، وخِدمة الدِّين.
لكن كذلك ألاَّ يتضَرَّر (ألاَّ يقعَ بهِ ضرر).
لكن رجل يمنع نشرَ كُتُبهِ من أجل الدُّنيا خالِصةً، أخشى أن يلحق هذا بالإمام والمؤذن الذين يقومان بالإمامة والتأذين من أجل المال.
لكن إن أرادَ أن يَرْفَعَ الضّرر عن نفسه فترةً من الزَّمن فلهُ ذلِك.
هل حقّ التَّأليف حقّ شرعي؟
نعم، حقّ شرعي.
ولكن الأصل في التّأليف أن يكون لله -تعالى-، وألّا يكون من أجل حُطام الدُّنيا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الاول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
أخٌ يقول: ما علاقة قوله -تعالى- على لسان سليمان -عليه السلام-:
﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾ [ص: ٣٥] بتحكُّم بعض السّحرة بالجنّ؟
الجواب:
السَّاحر كافر.
عمر رضي الله عنه يقول:
حدُّ السَّاحر ضربة السّيف.
سليمان عليه السلام رزقه الله -تعالى- بأن جعله مَلِكًا على الثّقلين: الإنس والجنّ، واستجاب الله -تعالى- له: ﴿رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی﴾ ليس لغيري، خُصَّنِي يا الله، وارزقني إنّك أنت الوهّاب.
يا ربّ عَلِّمنا إنّك أنت الوهّاب.
فإذا سألت ربّك، سَلْ ربّك وقل:
يا ربِّ أنت الوهّاب.
ثبت في صحيح البخاري (٣٤٢٣) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ-:
“إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ : رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا “.
بعد أن تمكّن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- منه قال: فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتّى تنظروا إليه كلّكم، فذكرت دعوة أخي سليمان -عليه السّلام-: {قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي إنّك أنت الوهاب}، قال في الحديث: “فردّه خاسئًا”.
لم يحبسه على السّارية، فَرَدَّهُ خَاسِئًا.
هذه دعوة خاصة لسليمان -عليه السلام- ، حتّى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- راعاها وما ربط ذاك الجني.
فهل يوجد سحرة يفعلون بالجنّ كما فعل سليمان عليه السلام؟
لا، لا يوجد.
السَّحَرَة كفّار، وسليمان نبيٌّ مَلِك -عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصّلاة والسّلام-.
الجنّ ليس لهم علاجٌ في شرعِنا إلّا اللجوء إلى الله -عز وجل-.
الشّياطين كيف نحاربهم؟
بأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ماذا يعني: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟
يا ربِّ، أذودُ بحِماك.
بتعبير العرب: يا ربِّ، أنا داخل عليك.
هذا معنى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
أنا داخل عليك، اِحمِنِ مِن هذا الشّيطان.
القاتل إذا لم يكن له عشيرة، يذهب إلى عشيرة قوية ويقول لهم: أنا داخل عليكم؛ حتّى يُحْفَظ دمه حتّى لا يُقتَل.
فالإنسان حين يقول:
{أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} معناه: يا ربِّ؛ أنا ألوذُ بحِماك وألْتَجِئُ إلى قِوَاك، أَعِذْنِي مِن هذا الشّيطان.
لا يوجد حَلْ مع الجنّ إلّا أن تفزع إلى الله.
الذّهاب إلى سّحرة كفرٌ بالله.
الشرع حسم الموضوع؛ يحرُمُ شرعًا وكبيرة مِن الكبائر أن تذهب للسّحرة، وأن تتوقّع أنّ هنالك ساحر يتحكّم في الجنّ وله هذه السّلطة الّتي أعطاها الله -تعالى- لسليمان عليه السلام هذا ضلال، هذا ضلال وهذا ليس بصحيح .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول صوتي جميل بقراءة القرآن وعندما أقرأ ويسمعني الناس أشك أنه يدخل في قلبي رياء ، ماذا أفعل؟
الجواب:
الواجب عليك تقرأ.
والواجب عليك أن تَؤُم إذا كنت أحفظًَ الناس.
والواجب عليك الإخلاص.
اعتصم بالله.
كيف يتحصل الإخلاص؟
النية الحسنة.
الإخلاص نية حسنة ، والرياء نية سيئة.
فالنية السيئة تحتاج إلى نية حسنة ، والنية الحسنة تكون قبل العمل وفي أثناء العمل وبعد العمل.
أنت الله رزقك صوت وغيرك الله رزقه عِلم ، ممكن هذا الجالس يتعلم ويفتي الناس ويعلم الناس ويقول أنا مرائي ، قل أنا أخاف الرياء ، وإذا درس يقول أنا مرائي فيقول : لا أريد أن أدرّس ، هل هذا جائز شرعًا؟
غير جائز.
ما الواجب عليك؟
تقرأ وتتعوذ بالله وتنوي النية الحسنة قبل العمل وفي أثناء العمل وبعد العمل.
فبعد العمل عُجب، بعد العمل يصيب الإنسان عُجب ، وقال بعض السلف قال ” لإن أنام طوال الليل وأصبح نادمًا أحبُّ إليّ من أن أقوم طوال الليل وأصبح معجبًا ” .
الواجب الإخلاص ” ألا لله الدين الخالص ” فمن آتاه الله تعالى شيئاً فالواجب عليه أن يبذل منه.
والعجب أن كل شيء إن أنفقت منه فإنه يَقِل ، إلا العلم فإنك إن بذلته زاد.
ولذا ما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يزداد من شيء إلا أن يقول ” وقل ربي زدني علمًا “. الله ما أمر نبيه أن يزداد من شيء إلا أن يزداد علماً ، فكل شيء أنفقت منه يقل وينقص إلا العلم فالعلم إن أنفقته فالله يبارك في من أنفق فيزيده علمًا.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول رجل استدان من رجل مبلغ من المال لشراء سيارة ، على أن يسدده على أقساط بواقع مئة دينار شهرياً، ثم بعد مدة عرض رجل غني لصاحب الدين عرضًا بتحويل المبلغ المتبقي عليه ، فوافق الرجل على ذلك وأُحيل الدين على الرجل الغني، وبعد فترة تخلى الرجل الغني عن سداد المبلغ المتبقي بحجة أن صاحب الدين الأصلي تحسنت حالته المادية ، فرجع الرجل ليطالب صاحب الدين الأول فهل هذا الفعل صحيح؟
الجواب:
في صحيح البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من حُوِل على مليئٍ فليتحول ” .
مثال : أنا لي على نضال ألف دينار ، ويعطيني كل شهر مئة دينار ، فالأخ نضال، قال: لا خذهم من فلان ، حولني على غيره ، قال خذهم من أبو راشد.
فينظر هل أبو راشد مليء؟
إن كان مليء فأتحول، فمن حُوِل على مليء فليتحول ، فإذا كان أبو راشد ليس بمليء فليٓ أن أقول : لا أقبل.
أنت تريد مالك من أين تأخذه ؟
ليس الأمر إليك.
فعله نعم صحيح.
فأنا إذا أردتُ أن أسدَّ عن واحد بنية الزكاة فما دام محتاج أسُدُّ عنه ، فلما صار مليء فليٓ أن أمتنع ، فالذي امتنع مُحِق والذي له دَيْن يعود على صاحب الدين بالسداد .
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
أنا شاعر ، وأعاني ممن يذمُّون الشعراء من الإخوة المستقيمين ، فهل من توجيه؟
الجواب:
يا أيها الشاعر ، لو كنتُ شاعرًا ؛ لقلت لك شعرًا، لكني لستُ بشاعر.
اعلمْ أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : الشعرُ كلامٌ ؛ فحسنهُ حسن ، وسيئهُ سيّء.
الشعر كلام.
ولكن اجعلْ الذي يطغى على قلبك القرآن ، لا يكن مما في قلبك من الشعر ؛ أكثر مما فيه من القرآن ، فهذا الذي ذمّهُ الشرع ، أن يكون الإنسان قلبه مليءٌ بالشعر ، وليس فيه شيء من القرآن الكريم ، وبعد ذلك كن كالصحابة ، والتابعين ، ومن بعدهم من الشعراء ؛ فلا حرج ، لكن ينبغي أن تتعلمَ أحكام الشرع في الشعر ، لا تذمّ شخصًا على التعيين لأن هذا يسموه هجاء ، ولا تتغزَّل في امرأة خاصَّة ، ولا تذكرُ الفحشَ من الكلام ، ولا تذكر العورات، وأما عموم الغزل ؛ لا حرج فيه ، فالشعراء العرب الأقدمون يبدأون قصائدهم -لا سيما المعلقات -؛ يبدأونها بالغزل العام ، وليس الغزل الذي يخصُّ امرأة معينة ، وليس فيه ذكر العورات ، وما شابه.
فهذا شيء من أحكام الشرع في الشعر.✍️✍️
السؤال:
أخ جزاه الله خيراً على سؤاله.
يقول: ماهو توجيهكم لطلبة العلم في المجال الدعوي؟
فقد كنت في السابق أشارك جماعات تنشط في الدعوة وتركتها تركًا للتحزّب.
ولكن الآن لا أجدُ نصيرًا في دعوة الناس، ولا مُشجّعًا على ذلك من عمل جماعي بين الأخوة.
الجواب:
أولاً: الإنسان ضعيف بنفسه.
ونحن نُنكر التحزّب والتعصب، ولكن لا نُنكر التعاون والاجتماع على الطاعة.
والدعوة إلى الله عز وجل مِن أجَلّ الطاعات.
قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فُصِّلَت:33).
يا علي: لأن يهدي الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ من حُمُر النَّعَم، كما ثبت في صحيح الإمام البخاري.
والواجب أن تكون في الأمة جماعة دعوة، تدعو إلى الله عز وجل على بصيرة، والواجب على هؤلاء الدُعاة : العِلم. أن يتعلّموا.
فإنسان جاهل، ويصرّ أن يبقى جاهلًا، ويعمل داعية، هذا ليس داعية عامل، هذا عامل داعية.
فرقٌ بين داعيةٌ عامل وبين عامل داعية.
عامل حاله داعية، وتارك أولاده وتارك الناس وتارك العلم وغير مُتعلم فهذا عامل داعية، وليس داعية.
وعامل داعية في الأُمّة كثير.
فأنت انشطْ في التعلّم، وبعد أن تتعلم، وأنت تتعلّم علّمْ.
إخواني، أحبائي، لِمَن تتركون الدعوة إلى الله، وأنتم تجلسون وتأتون من أماكن بعيدة إلى مثل هذا الدرس ودروس غيري من إخواني المشايخ العلماء في الأردن، وتسمعون لمشايخ الدنيا. ،لِمَن تركتم العلم الدعوة إلى الله عز وجل؟
أنت تمثل بين يديّ الشيخ من عشرين سنة، مَا لَكَ أن تتقدّم وتحمل (نَيشان) أن تكون داعية إلى الله؟
إلى متى تسمع؟
متى سَتُعلِّم؟
متى سَتُذكِّر الناس؟
فالدعوة عندنا ليست عمل فهي وظيفتك، فأنت في عملك وفي متجرك وفي عيادتك وفي ذهابك وفي مجيئك، في كل مكان ادعُ إلى الله عز وجل، ادعُ إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة. وعندما تجلس مع أي إنسان ذكّرْه بالله وتلمّس الحاجة التي هو لها.
ودائمًا الداعية الناجح يسُّد الحاجة.
إنسان مثلاً، ضيّعَ القرآن ذكّره بالقرآن، ضيّعَ الصِلاة،ذكّره بالصّلاة وهكذا.
فالأصل أن نُبادر نحن بالدعوة إلى الله عز وجل.
وأقل شيء في الدعوة إلى الله، فأنت إن كنت في مجلس وفيه طالب علم، فافعلْ سنّة جبريل عليه السلام، اسألْ، واجعلْ سؤالك سببًا للتعليم.
فَجبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: هل تَعلمون مَن السائل؟قالوا: لا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: إنه جبريل.
لماذا جاء؟
قال:جاءكم يعلمكم أمور دينكم
كيف علّم جبريل؟
بالسؤال.
هذا توفيق من الله .
تكون في مجلس حافل بالناس، وفيه طالب علم، والمجلس راح يمين وراح شمال، واشتغلوا في الدنيا، وإلى آخره، فَتستغلُ وجود هذا الشيخ، فَتسأل أسئلة أنت تَعلَمها.
هذه سنّة جبريل.
لماذا تسأل؟
حتى تُعلّم.
وعن ماذا ينبغي أن تسأل؟
عما يسدُّ حاجة الناس .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
منهج أهل السنة أن فاعل الكبيرة لا يخلُدُ في النار.
كيف نُوفق بين ذلك وبين وعيد الله لِقاتل المؤمن المتعمّد {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} (النساء:93).
الجواب:
قالوا: هذا على المُستحِل.
مَن قَتل مُستحِلًّا كَفر.
فالعلماء يقولون:
مُرتكب الكبيرة مُسلم، وهو تحت مشيئة الله، إن عامله بفضله نجا، وإن عامله بعدله هَلَك، ما لم يستحِلْ، فإن استحلّ كفر.
يعني رجل قَتل وما ندِم، ولمّا تسأله لماذا قَتلت؟
قال:
أنا قَتلت، وهو يستحق القتل.
ياجماعة ليس كل شي يستحق القتل، قد يستحق الضرب، قد يستحق السجن، قد يستحق التغريم.
الاستحقاق ليس لي ولك، أنا و إيّاك أصحاب هوى.
مَن الذي يُحدد المُستحق؟
الله الذي يُحدد.
فَقَتلت، قُلت يستحق القَتل.
نقول لا ياحبيبي، لا يستحق القتل.
هو فعل شيئاً خطأ، ولكن هذا الخطأ عقوبته ليس القتل في الشرع، عقوبته شيء آخر.
الآن_نسأل الله العافية_القتل الآن أعوذ بالله أصبحت المجتمعات تضجُّ بالقتل.
إمرأة تقدّم لها رجل، فلا تُريده. قَتَلها.
لماذا؟
قال:(بحبها)،تحبها! ،لازم تقبل؟ لازم تقبل؟ ما هي لا تستحق القتل،
وبعضهم يزيد الطين بلّة، يقتلها ويقتل نفسه. وهذه والعياذ بالله تعالى في ظاهر هذه الصورة الاستحلال.
فَمَن قتل مُستحلًّا، كَفَر وخرج من المِلّة، ومَن قَتل وندم فأمره إلى الله. فالله جل في علاه له أن يُعاقبه بعدله يعاقبه ويُدخله جهنّم، وبفضله يعفو عنه.
فالأمر إليه سبحانه وتعالى.
لِذا قالوا مِن لطيف كلامهم بحكم القاتل:
مَن قَتل رجلًا فَكأنّما هدم بُنيانًا لله.كأن الإنسان بنيان لله، فهذا الإنسان هدمه، فَمَن هَدم يُهدَم،مَن هَدم يُهدم.مَن قَتل يُقتل في الشرع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م