السؤال:
أخت تسأل وتقول حملت ٥ مرات وأنجبت ٣ منهن بعملية واثنان توفوا
والآن هي حامل وبالشهر الأول والطبيب قال أن في حملها هذا خطر على حياتها.
فهل يجوز لها الإجهاض؟
الجواب:
حياكم الله أخي أنور.
إذا كان الطبيب مسلماً ويعلم حرمة الإسقاط، وأن الإسقاط في بعض الأحايين كالقتل، وتعارضت حياتها مع حياة جنينها فبلا شك يجوز لها الإجهاض، العلماء يقولون المصلحة القائمة والحاصلة الموجودة مقدمة على المصلحة المنتظرة، فهي المصلحة القائمة وولدها المصلحة المنتظرة، فحياتها يقيناً قولاً واحداً مقدمة على حياة الجنين إذا تعارضتا.
أما إذا كان بالإمكان أن نجمع بين الأمرين فهذا هو الواجب وإذا ليس بالإمكان والأطباء الثقات يقولون قد تموت الأم، فلها الإجهاض والإجهاض تحت سلطة الطب، ففي الطب ممنوع الإجهاض لكن في مثل هذه الصورة بتقرير الطبيب ،الطبيب هو الذي يعمل الإجهاض بعد أن يقرر لها ذلك شريطة أن يكون مسلماً.
جزاكم ربي خيراً وبارك فيكم.✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا حفظك ربي.
سؤال من أحد الإخوات تقول: رأيت اليوم في بعض الحدائق بعض النسوة يصلين أمام الناس.
فما حكم صلاتهن
وما توجيهكم لمثل هذا الفعل؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صلاة المرأة أمام الرجال ليست باطلة، لكن فيها جرأة خصوصًا إذا كان اللباس فيه شيء من ضيق، وتركع وتسجد أمام الرجال.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن صلاة المرأة في قعر بيتها خير من صلاتها في بيتها، وصلاتها في بيتها خير من صلاتها في فناء بيتها. لو المرأة صلت في فناء البيت ما يراها الرجال أو صلت في غرفة في داخل البيت فصلاتها في هذه الغرفة أحسن.
فعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما : ( أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي ، قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل ) . رواه أحمد ( 26550 ) . وصححه ابن خزيمة في ” صحيحه ” ( 3 / 95 ) وابن حبان ( 5 / 595 ) ، والألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” ( 1 / 135 ) .
وكلما كانت في قعر الدار على وجه لا يمكن لأحد أن يراها فهذا أحسن فكيف لما تصلي في الشارع أو في الحديقة أو ما شابه.
لا نستطيع أن نقول أن الصلاة باطلة ولكن نقول أن هذا فيه شيء من جرأة.
والصواب أن تنتبه المرأة لنفسها وأن تلحظ نفسها وأن تنتبه لركوعها وسجودها وما شابه، فهذا مدعاة لأن ينظر إليها الرجال بنظر فيه ريبة، والمرأة لا تعرف الرجل، لو أن المرأة تعرف الرجل لاحتاطت حيطة زائدة.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليكم ؛ هل يجوز قضاء صيام يوم عرفة قياسًا على قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لركعتي نافلة الظهر ؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قياس الصيام على الصلاة قياس باطل.
والقياس المذكور قياس بلا علة. والأصل في القياس العلة، وأقواه العلة المنصوصة، وهذا غير موجود في المسألة.
والأصل في العبادة فرصًأ كانت أو ندبًا إذا كان لها حدان أول وأخر فلا يجوز قضائها إلا بنص جديد.
ونص قضاء صيام يوم عرفة مفقود. ولذا لا يشرع صيام يوم عرفة قضاءاً إلا مع وجود نص.
ولذا قال الله عز وجل: (( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَ )).
فلو لم يقل الله فعدة من أيام أخر لما قضينا الأيام التي أفطرناها بسبب السفر أو بسبب المرض.
فالصيام الجديد يحتاج إلى نص.
فصيام عرفة صيام محدود محصور وهو نفل -سنة- وقضاؤه يحتاج إلى امر جديد والأمر الجديد غير موجود.
السؤال:
هل يجوز الجمع في النية بين الأضحية والعقيقة؟
الجواب:
إذا الله عز وجل جمع فاجمع، وإذا الله عزوجل لم يجمع فلا تجمع.
فمثلاً إذا كان اليوم السابع للمولود يوم عيد وأنت ما تستطيع إلا واحدة فالله جمع لك فالأمر فيه سعة؛ وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل مولودٍ مرتهنٍ بعقيقته.
الحديث:
[عن سمرة بن جندب:] كلُّ غلامٍ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ تذبحُ عنْهُ يومَ السّابعِ ويُحلَقُ رأسُهُ ويُسمّى. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح ابن ماجه ٢٥٨٠. صحيح.
مداخلة من الشيخ:
إذا كان يوم العقيقة يوم الهدي في الحج هل تجمع؟
الجواب:
لا، فلو كان يوم سابع ولده اليوم العاشر في أيام ذي الحجة.
الأصل في الذبح التفريق وعدم الجمع
مداخلة من الشيخ:
شخص ما يستطيع يجمع، ماذا يقدم العقيقة أم الأضحية؟
الجواب:
يقدم واجب الوقت.
إذا جاء وقت الأضحية قبل العقيقة فضحي وعندما تأتي العقيقة تقول يا رب أنا ما أستطيع أن أعق ، وأذاجاء وقت العقيقة قبل الأضحية عق، وعندما يجيء وقت الأضحية وأنت لا تستطيع قل يا رب أنا لا استطيع أن أضحي، فتقدم واجب الوقت، فعندما يأتي وقت الطاعة الثانية تكون أنت غير مستطيع فحينئذ تكون معذورا، لذا لا يجوز أن يأتي وقت الأضحية وتقول أنا ما أريد أن أضحي انا اريد اعمل عقيقة فلا يجوز هذا، أو يأتي وقت العقيقة فتقول أنا ما أريد أن اعق أنا أريد أن أضحى فلا يجوز هذا كذلك ، أفعل واجب الوقت، فإن فعلت فتأتي الطاعة الثانية، فإن قدرت فعلت وإن لم تقدر أنت غير مؤاخذ شرعا، وهذا منهج المؤمن في كل حياته.
لذا السعيد الذي يعلم واجب الوقت والذي يتقي الله في واجب الوقت.
أغلب مشاكل الأمة اليوم ولا سيما مشاكل الشباب أنهم لا يعلمون واجب الوقت.
بعض الناس يرى الجهاد في سبيل الله واجب الوقت، ويرى الجهاد في سبيل الله مثل صلاة ركعتين، لا يفهم ما يفعل.
يريد أن يحمل السلاح لذات السلاح، يريد أن يريق الدم لذات الدم، فإذا لم يجد له جهاد في الكفار فإنه يجاهد أباه ويجاهد أخاه ويقتل الناس، هذا لا يفهم واجب الوقت.
واجب الوقت أن نفهم ديننا.
واجب الوقت أن ندعوا الى الله على بصيرة للتي هي أقوم بالتي هي أحسن.
ولا يوفق لواجب الوقت إلا الموفق. والذي لا يعرف واجب الوقت يسيء لنفسه ويسيء لأمته ويسيء لدينه وهو يزعم أنه يرضي ربه.
واجب الوقت من القضايا المهمة التي تحتاج إلى تركيز وكثير انتباه منا.
الجواب:
إذا كان يرجو السداد استدان وإذا لا يرجو السداد لا يستدين.
مداخلة من أحد الحضور:
هو عليه دين؟
الشيخ مشهور:
ليس واجبا على من لم يجد أن يضحي.
لكن لو سألني سأل وقال أنا أعلم أنه ليس واجب، ولكني اعلم فضل الأضحية فاريد أن استدين واضحي واجد من يعطيني ديناً ويصبر علي ويعلم انها للأضحية.
فأقول له: إن كنت ترجو السداد أفعل وإن كنت لا ترجو السداد لا تفعل.
والله تعالى أعلم.
السؤال:
هل صيِام التِسع مِن ذي الحجَّة كاملة لا يجوز؟
الجواب:
في حديث هنيدة بنت خالد في سنن أبي داود صام النبي صلى الله عليه وسلم التسع.
الحديث:
ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻴﺒﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺮ ﺑﻦ ﺻﻴﺎﺡ ﻋﻦ ﻫﻨﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻭﺗﺴﻌﺎ ﻣﻦ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﺃﻭﻝ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﻭﺧﻤﻴﺴﻴﻦ.
ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ: ﺻﺤﻴﺢ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩاﻭﺩ (2106)
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: ما صام النبي صلى الله عليه وسلم العشر، -أي العشر من ذي الحجة-.
الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ صائِمًا في العَشْرِ قَطُّ.
صحيح مسلم ١١٧٦ • [صحيح] •
والعلماء لهم كلام في هذا الباب، فمنهم من قال أن عائشة نفت في سنة، وهنيدة أثبتت في سنة أخرى، ويؤكد هذا حديث عائشة كانت تقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم.
الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ حتّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيامَ شَهْرٍ إلّا رَمَضانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيامًا منه في شَعْبانَ.
صحيح البخاري ١٩٦٩ •
فهنا هنيدة أخبرت عن سنة، وعائشة أخبرت عن سنة أخرى؛ بمعنى أن السُنة في الصيام ليست سنة راتبة؛ بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم ما دوامها.
وشُرّاحِ سنن أبي داود أجابوا جواباً آخر، قالوا: حديث هنيدة صام التسع، المراد اليوم التاسع وليس المراد التسع الأوائل من ذي الحجة.
صام النبي صلى الله عليه وسلم اليوم التاسع، واليوم التاسع هو يوم عرفة، فصيام عرفة لغير الحاج مستحب، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي قتادة قال: والحديث في صحيح مسلم؛ قال: صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنةٍ ماضية وسنة لاحقة، وصيام يوم العاشر من محرم يكفر ذنوب سنة ماضية.
أتدرون عاشوراء لماذا صامه النبي صلى الله عليه وسلم؟
فإنه وجد اليهود يصوموه وهذا اليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام من فرعون، قال صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منهم؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من أكل وشرب أن يُتِمَّ صومه، فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن صوم العاشر من محرم (صوم عاشوراء) يكفر ذنوب سنة ماضية.
سُئِلَ ابن الجوزي -رحمه الله: ما السبب في أن يوم عرفة يكفر ذنوب سنة ماضية ولاحقة، وصوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية؟
فقال: يوم عرفة يوم محمدي، ويوم عاشوراء يوم موسوي، ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى، فكان صوم محمد صلى الله عليه وسلم يكفر ذنوب سنتين، وصوم يوم موسى عليه السلام يكفر ذنوب سنة ماضية.
فالشاهد بأن يوم عرفة يستحب صيامه لغير الحاج، والحاج لا يستحب صيامه والنبي صلى الله عليه وسلم ما صام هذا اليوم وهو في الحج.