السؤال: شيخنا انتشر بين الشباب الصغار والكبار أيضا ما يسمى بالألعاب الالكترونية، وسبحان الله يا شيخنا: هذه الألعاب تأخذ جل وقتهم، بل أقول شيخنا: -ولا أبالغ- تأخذ عقولهم. الحقيقة تشعر بأشياء عجيبة تحدث مع الشباب. شيخنا هذا ما نسمعه، هذا ما نشاهده عند البعض. ما حكمها؟ وما حكم اللعب بها؟. وما هي نصيحتكم لأبناء المسلمين خاصة من إخواننا -بارك الله فيكم-.

السؤال:
شيخنا انتشر بين الشباب الصغار والكبار أيضا ما يسمى بالألعاب الالكترونية، وسبحان الله يا شيخنا: هذه الألعاب تأخذ جل وقتهم، بل أقول شيخنا: -ولا أبالغ- تأخذ عقولهم.
الحقيقة تشعر بأشياء عجيبة تحدث مع الشباب.
شيخنا هذا ما نسمعه، هذا ما نشاهده عند البعض.
ما حكمها؟
وما حكم اللعب بها؟.
وما هي نصيحتكم لأبناء المسلمين خاصة من إخواننا -بارك الله فيكم-.

الجواب:
جزاكم الله خيرا.
حقيقة أن الناس تعاني من فراغ و فراغ كبير، والنفوس أصبحت تتعلق بتوافه الأشياء، ولا تترفع إلى الأشياء النبيلة والأخلاق العالية، ولا تكون من أصحاب الهمم القوية، وهذا للأسف الكبير.
النفس إن تركتها لعلها -والعياذ بالله تعالى- من الفراغ توصل إلى مفسدة كبيرة.
موضوع الألعاب الالكترونية ولا سيما القائمة على الحظ، والتي تكون للتسلية أو تكون للفراغ، هذه فيها كثير من الآفات، ومن أهم آفات هذه الألعاب:
– تضييع الوقت بلا فائدة، والإنسان مسؤول عند الله عز وجل عن وقته وسيسأل الإنسان عن كل ساعة.
وأهل الجنة لا يتحسرون إلا على ساعة مضت في الدنيا لم يذكروا اسم الله تعالى فيها.

– وكذلك فيها هدر للطاقات: فالإنسان بدلا من أن يضع طاقته التي وهبها الله إياه، ولا سيما الطاقة الذهنية بدلا من أن يضعها فيما ينفع؛ فيهدرها في أشياء لا تنفع.
وكما يقول أهل العلم في شرح حديث أبي موسى: فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ”.مسلم٢٢٦٠.

قال أهل العلم:
أن الألعاب القائمة على الحظ الأصل فيها المنع وليس الجواز.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن لاعب النردشير الذي يلعب بالنردشير؛ فكأنما يغمس يده في لحم خنزير ودمه.
وهذا الغمس هو مقدمة للأكل.
فقالوا:
أن الذي يتعلق بهذه الألعاب سيصل به الحال إن بقي مدمنا عليها، بأن يأكل حراما، والأكل هو لعب القمار.

ولذا التوسع في هذا الباب هو غمس. بمعنى: أنه قريب من لعب القمار.

فالنفس تتعلق -نسأل الله العافية-: الذي يشرب الخمر فالكأس يدعو إلى كأس.
وفي مثل هذه الألعاب (الدست يدعو إلى دست).

وبتعبير آخر أن اللعب بالباطل يبدأ الإنسان يلعب قليلا، ثم يصبح يلعب كثيرا.

فاللعبة الصغيرة تدعو إلى لعبة أكبر منها، وتضيع الأوقات وما شابه، فحسم الشرع ذلك، والأصل في هذه الألعاب الحرمة وليست الحل.

واللهو باطل إلا في ثلاث، وهذه الأمور الثلاثة ينظر إلى مآلات الأفعال فيها.
فالذي يدمن على هذه الألعاب الالكترونية، يضيع وقته ويضيع جهده، وأغلب الذين يدمنون على هذه الألعاب يضيعون أبنائهم ويضيعون الواجبات الملقاة عليهم.

يصل البيت ويحتاج إلى راحة، ولا يستطيع أن يتابع شيئا أبدا، بل لعله لا يستطيع أن يقوم بأعماله، ولا سيما إن كان فيها تعلق بالذهن وما شابه.

فالألعاب هذه فإن السلف الصالح كما أسند ذلك الخرائطي في كتابه مساوئ الأخلاق قال: (كانوا يعدون الألعاب الباطلة من الميسر وإن لم يترتب عليها أكل مال).

وبعضهم يفرق بين الميسر والقمار:
بأن الميسر: لعب الباطل.
والقمار: الأكل من خلال لعب الباطل.
فيفرقون بين الميسر والقمار، ويجعلون أن كل قمار ميسر، وليس كل ميسر قمارا، فالميسر أوسع من القمار.

وكانوا يجعلون الألعاب ومن نظر في كتاب “مساوئ الأخلاق للخرائطي” يجد أن جمع من الصحابة والتابعين سمّوا ألعابا (كالاثنا عشر) هذا لعبة (الداما)، كانوا يقولون: هي ميسر، وكانوا يقولون عن (الشطرنج) ميسر العجم.
فهذه كلها ميسر، وإن لم يترتب عليها قمارا.

فهذه الألعاب بغض النظر عن الطريقة التي تؤدى بها، سواء كانت على الحاسوب أو الهاتف، أو كانت لعب من خلال خطوط ترسم على الأرض أو الأوراق (البلوت والشدة) وما شابه: هذه كلها من ألعاب الباطل، وهذه كلها داخلة في الميسر لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- شبهها بغمس اليد في الخنزير ودم الخنزير.

وهذا الغمس في الحديث: فيه تصوير بليغ لاستقذار هذا العمل والتنفير منه.

فكل الألعاب يعني من مثل هذا الأمر، وليس الحديث خاصا بالنرد، الحديث خاص بكل لعب قائم على الحظ والصدفة، والناس تتعلق فيه.

ولعله -نسأل الله العافية- المقامرين يصابون بإدمان القمار، الإدمان يكون في الخمر ويكون في القمار.

نسأل الله جل في علاه العافية، فهذه كلها إجراءات تدبيرية وسد ذريعة للتعلق بهذه الألعاب.

والله تعالى أعلم.

مداخلة الأخ المتصل:
بارك الله فيكم شيخنا، لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن وقته
فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ”. سنن الترمذي ٢٤١٧ وصححه الألباني.

الشيخ مشهور بن حسن:
بلا شك الوقت من أهم الأشياء قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرادَ شُكورًا﴾[الفرقان: ٦٢].
لمن أراد أن يذكر: أن يتعلم.
أو شكورا: أن يعمل، أن يشكر الله عز وجل بالعمل.

والأصل في كل الخير نابع من تزكية وعلم، فيزكي نفسه أو يذكر فيتعلم.

والله تعالى أعلم.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا انتشر بين الشباب الصغار والكبار أيضا ما يسمى بالألعاب الالكترونية، وسبحان الله يا شيخنا: هذه الألعاب تأخذ جل وقتهم، بل أقول شيخنا: -ولا أبالغ- تأخذ عقولهم. الحقيقة تشعر بأشياء عجيبة تحدث مع الشباب. شيخنا هذا ما نسمعه، هذا ما نشاهده عند البعض. ما حكمها؟ وما حكم اللعب بها؟. وما هي نصيحتكم لأبناء المسلمين خاصة من إخواننا -بارك الله فيكم-.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا -بارك الله فيكم- أحد الأخوة يسأل ويقول: عمِلتُ عملاً تعبّدياً أخفيته رجاءَ الإخلاص، ثم قُدّر لي بعد ذلك فحدّثْتُ به من باب التعليم، وعند التحديث به أصابني سرورٌ ونشوة لمّا أظهرتُ العمل أمام من أظهرت، فحين رأيت الإعجاب في عيون من كلّمتُه وقع في نفسي شيء، أنني سُررتُ بإظهاره ثم ندمتُ على هذا خوفاً من أن أكون وقعتُ بالرياء. فهل هذا الفعل شيخنا يُحبطُ العمل؟وإن كان كذلك كيف تكون التوبة؟ وهل إن وقعت التوبة يرجعُ أجر العمل شيخنا؟

السؤال:
شيخنا -بارك الله فيكم- أحد الأخوة يسأل ويقول:
عمِلتُ عملاً تعبّدياً أخفيته رجاءَ الإخلاص، ثم قُدّر لي بعد ذلك فحدّثْتُ به من باب التعليم، وعند التحديث به أصابني سرورٌ ونشوة لمّا أظهرتُ العمل أمام من أظهرت، فحين رأيت الإعجاب في عيون من كلّمتُه وقع في نفسي شيء، أنني سُررتُ بإظهاره ثم ندمتُ على هذا خوفاً من أن أكون وقعتُ بالرياء.
فهل هذا الفعل شيخنا يُحبطُ العمل؟وإن كان كذلك كيف تكون التوبة؟ وهل إن وقعت التوبة يرجعُ أجر العمل شيخنا؟

الجواب:
أولاً: -بارك الله فيك- هو يسأل عن مسألة تخص موضوع التشريك في النية.

فمن كان مُخلصاً صادقاً لا بُد أن يوضع له القبول، ولابد أن يفرح بطاعته، وأن يجد إنشراح صدر، وأن يجد قبولاً في حياته، وهذا أمرٌ ليس فيه رِياء.

فأن يضع الله -عز وجل- القبول للعبد وأن يُنادى في السماء أني أحب فلان، فالملائكة تنادي: إن الله يحب فلان فأحبوه، فيوضع له القبول في الأرض، هذا أمرٌ قطْعاً لاحرج فيه، وليس هذا من الرياء في شيء.
والحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ. قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ”مسلم٢٦٣٧.

الرياء-بارك الله فيك-: أن يكون الإنسان في أثناء عمله في توجهه أن يُشرك مع الله سبحانه وتعالى غيره.

أمّا إن وقع بعد ذلك عُجْبٌ، أن يعجب ويفخر بالعمل فالعُجب أيضاً قد يقضي على الأجر، وفرقٌ بين العُجب وبين الرِياء.

لذا يقول أهل العلم:
الواجب على العبد أن يستحضر النية قبل العمل، وأن يستحضرها في أثناء العمل حتى يتجنب الرياء، وأن يبقى مُستحضراً لها بعد العمل، حتى ينجو من العُجب.

وكان بعض السلف يقول:
لأن أنام طوال الليل وأُصبحُ نادماً، أَحَبُّ إليّ مِن أن أقوم طوال الليل وأُصبح مُعجبا.

فالرياء والعجب هذا هو الفرق بينهما.
مُجرد إنشراح الصدر، ومجرد أن الناس يُعجبون بعمل صالح هذا حال السلف.

الآن لما نقرأ عن السلف الصالح من إخلاصهم وجهادهم وعباداتهم وصيامهم وصلاتهم: هذا كلّه عرفه الناس.

والله عز وجل وضع لهم القبول، والقلوب ترقص فرحاً لمّا نسمع بأخبار السلف وكيف كانوا يصنعون، وهذا لا يُنافي الإخلاص لا من قبيل ولا من دبير، فهذا أمر خالص.

لكن العبد إن تكلم على وجه التعليم أو من باب المنّة، أو من باب التحدّث بفضل الله جل في علاه، أو مِنّة الله عليه، فلا حرج في ذلك.

وإذا وجد في نفسه شيئاً؛ فالأحسن أن لا يُكثِر من التحدث من جهة، وأن يُكثر من الاستغفار من جهة أخرى.

والله تعالى أعلم.

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا -بارك الله فيكم- أحد الأخوة يسأل ويقول: عمِلتُ عملاً تعبّدياً أخفيته رجاءَ الإخلاص، ثم قُدّر لي بعد ذلك فحدّثْتُ به من باب التعليم، وعند التحديث به أصابني سرورٌ ونشوة لمّا أظهرتُ العمل أمام من أظهرت، فحين رأيت الإعجاب في عيون من كلّمتُه وقع في نفسي شيء، أنني سُررتُ بإظهاره ثم ندمتُ على هذا خوفاً من أن أكون وقعتُ بالرياء. فهل هذا الفعل شيخنا يُحبطُ العمل؟وإن كان كذلك كيف تكون التوبة؟ وهل إن وقعت التوبة يرجعُ أجر العمل شيخنا؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا -حفظكم الله-، هل من كلمة حول مايجري من أحداث هذه الأيام في بلدنا الأردن، بارك الله فيكم؟

السؤال:
شيخنا -حفظكم الله-، هل من كلمة حول مايجري من أحداث هذه الأيام في بلدنا الأردن، بارك الله فيكم؟

الجواب:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

ما أجمل أن يكون العبد قد حقق العبودية في نفسه، وأن يصبر على قضاء الله وقدره، وأن ينشرح صدره لما أراد الله تعالى به.

حقيقة الظرف الذي يعيشه الناس اليوم، إذا ما صبروا واحتسبوا ولجأوا إلى الله تعالى بالدعاء؛ فإن الأمر صعبٌ وصعبٌ للغاية.

فالناس تعوّدوا على الكماليات، وتعوّدوا على الخروج من البيوت، وأنهم تمضي بهم الأوقات في مرحٍ ولهوٍ، وأخذٍ للنفْس على تمام حظوظها.

والصبر لا يقدُر عليه إلا من احتسب، وإلا من وفقه الله -عز وجل-.

نسمع بكلماتٍ من هنا وهناك تدعو إلى فوضى، وتدعو إلى اضطراب، وتدعو إلى مظاهرات، وتدعو إلى احتجاجات على سوء الوضع، وسوء المعيشة، وصعوبة الحياة وما شابه.

وهذه الفوضى في الحقيقة مردُّها إلى اللُجاجة التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ” الخير عادة والشر لُجاجة، ومن يُرد الله به خيراً يفقه في الدين”.

سنن ابن ماجه ٢٢١، السلسلة الصحيحة ٦٥١، وحسنه الألباني.

فهذه اللُجاجة هي شرٌ محضٌ، والواجب على الإنسان أن يصبر وأن يعتبر، وإذا مرّ بالإنسان بلاءٌ أن يُكثر كما علّمنا ربنا تعالى من دعاء يونس -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام-، فكان يقول: ﴿فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾. سورة [الأنبياء: ٨٧].

فالبلاء لا يقع إلا بمعصية وقُصور مع الله عز وجل، ورفعه لا يكون إلا بتوبةٍ واستغفار.

فالله -جل في علاه- يُنزِّل من السماء من جنس ما يصعد له من أهل الارض.

ولا يخفى على أحد أن الناس قد ابتعدوا -إلا من رحم الله، وأرجو الله تعالى أن نكون منهم-.

فيُونس عليه السلام لمّا بلعه الحوت قال: سبحانك إني كنت من الظالمين.

المؤمن الفَطِن الذي يَعلم سُنة الله تعالى في خَلقِه، يَعلم أن البلاء لا يقع إلا بقُصورٍ ومعصية.
والواجب على الإنسان أن يرفع هذا القُصور بالاعتراف والإقرار بما أنعم الله تعالى عليه.
ولذا كان دعاء سيد الاستغفار: أن يذكر العبد نِعم الله عليه، وأن يُقرّ بها، وأن يعترف بذنوبه وتقصيره:
فعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ألا أدلك على سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك وابن عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأعترف بذنوبي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، لا يقولها أحد حين يمسي إلا وجبت له الجنة”.
وفي رواية: “لا يقولها أحد حين يمسي؛ فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة، ولا يقولها حين يصبح؛ فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة”.

سنن النسائي ٥٥٢٢، وصححه الألباني.

فالواجب على الناس هذه الأيام ما ندعو إليه في كل آنٍ وحين وفي كل وقتٍ، في كل الأحوال التي نعيشها وعنوان كلامنا ذاك الحديث المنسوب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه لم يصح عنه إلا أن معناه فيه حكمةٌ صحيحة، كان الناس يقولون: ( إمامٌ غشوم خيرٌ من فتنةٌ تدوم ).

ونحن في بلادنا ولله الحمد والمنّة، نعيش بخيرٍ وبأمنٍ، ونفخرُ على كثير من الأقطار المجاورة لنا بالأمن الذي نعيشه.
فالواجب علينا أن نُحافظ على أغلى وأعلى نعمةٍ امتن الله بها على الناس.

وقد قرنها الله تعالى: ﴿وَآمَنَهُم مِن خَوفٍ﴾
فقال: ﴿الَّذي أَطعَمَهُم مِن جوعٍ وَآمَنَهُم مِن خَوفٍ﴾. سورة [قريش: ٤].

الواجب أن يعلم الإنسان هذه النعمة العظيمة، التي امتنّ الله تعالى بها على أهل مكة لمّا قال الله عز وجل: ﴿أَوَلَم يَرَوا أَنّا جَعَلنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النّاسُ مِن حَولِهِم أَفَبِالباطِلِ يُؤمِنونَ وَبِنِعمَةِ اللَّهِ يَكفُرونَ﴾. سورة [العنكبوت: ٦٧].
فأهل مكة كان من حولهم يُتَخطّفون، ولا يعيشون بأمن.

فالواجب على كل عاقلٍ أن يعلم أننا على مَحكٍّ، والواجب علينا أن نحافظ على أكبر نعمةٍ امتن الله تعالى بها علينا.

كيف لا؟
والظلم ولله الحمد والمنة ما وقع، وإذا جادل بعض الناس، وأرادوا أن نتكلم وأن نتنزّل معهم على سبيل الافتراض، فنقول: أنت ظُلِمت، ولم تأخذ كل حقك على الوجه الذي تحب، هَبْ أنّ الآن يوجد فوضى، فإذا كُنت قد فاتك شيء؛ فالفوضى يفوتك فيها كل شيء.
وفي الفوضى لا تكون الغَلَبة إلا كأهل الغاب -نسأل الله العافية- إلا للأقوياء.
ولعلّ بعض الناس يعملون على فوضى مُنظّمة -لا قدّر الله تعالى-.
ومن صَنع هذا فهذا على جرم عظيم، والواجب منّا جميعاً أن نَحذَرهم، وأن نُحذِّر منهم، والواجب علينا جميعاً أن نشكر نعمة الله تعالى علينا.

الصبر لا بد منه، المرحلة التي نعيش مرحلة صعبة، ونحن مُقبلون على رمضان، والواجب علينا أن نُكثر التضرع والتوبة، والله جل في علاه الأمر بيديه، هو الذي يُغير الأحوال، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُم مِن دونِهِ مِن والٍ﴾. سورة [الرعد: ١١].

*فنصيحتي بإيجاز: أن نبتعد عن الفوضى، وأن نبتعد عن الفتن.*

وهذه الفتن تكلمنا عليها كثيراً وحذّرنا منها مراراً، ولا سيما أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- بَيَّن أن الخروج هي فتنةٌ مُتجددةٌ إلى قيام الساعة.

فمثلاً: عند البخاري من حديث عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-قال: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “يَأْتِي *(انتبهوا إخواني معي)* فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.

رواه البخاري ٣٦١١.

قال بعض أهل العلم: أخبر -صلى الله عليه وسلم- في غير هذا الحديث أنهم -أعني الخوارج- يعني لا يزالون يخرجون إلى زمان الدجال، وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا أولئك الفئة المُختصين بذاك المعسكر الذي كان في زمن عليٍ -رضي الله تعالى عنه-.

ويؤكد هذا ما عند ابن ماجة بإسنادٍ صحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، أَنَّ رَسُولَ -اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ”.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: “كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ -أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً- حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ”.

سنن ابن ماجه١٧٤ وحسنه الألباني.

ولذا شيخنا الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة لما ذكر هذا الحديث وخرّجه، بَوَّب عليه بقوله: *استمرار خروج الخوارج.*

فهنالك دوافع، وهنالك موانع، فالدوافع والمُسوّغات لخروج الناس كثيرة.

*والموانع من هذه الخروج: أن نلتزم بدين الله، وأن نلتزم بالوحي، وأن نلتزم بمنهج السلف الصالح، وأن نفهم دين الله -جل في علاه-، على النحو الذي أنزله على قلب نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وعلى منهج السلف الصالح.*

وأخيراً:
أُنبّه على مسألة مهمة:
أن ثورة أو خروج الحسين – رضي الله تعالى عنه-، ما مَدحهُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنّما مَدَح رُجوع الحسن -رضي الله عنه-، وأن الله يصلح به فئتين كبيرتين، كما ثبت في الأحاديث.

*فالخروج وشقّ العصا هذا ليس محمودٌ في دين ولا في وحي، وإن زيّنه الشياطين، أو زيّنته العقول، أو فرَّ الناس إليه في وقتٍ هم في الحقيقة أحوج ما يكون إلى الأمن، حتى لا يفقدون كل النعم.*

هذا والله تعالى أعلم، وهو سبحانه الموفق.

مداخلة الأخ المتصل:
بارك الله فيكم شيخنا ونفع بكم.
شيخنا: مدح رجوع الحسن وتخلّيه عن الحكم.

الشيخ مشهور بن حسن :
الحسن، أقصد رجوع الحسن -رضي الله تعالى عنه-.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا وقد كان لكم حديث قديم فيما سُمّي قديماً بالربيع العربي حول هذا، ونفع الله بكم كثيراً، وكان هذا كلام مشايخنا.

شيخنا من غريب ما نسمع هذه الأيام قول من يقول: تلك كانت مواقفكم، مواقفكم كانت في تحريم الخروج، ثم الدولة منعتكم من الخطابة والتدريس.

ما تعليقكم شيخنا على مثل هذا الكلام -بارك الله فيكم-؟

الشيخ مشهور بن حسن:
حقيقةً: تعليقي أن مواقفنا مأخوذةٌ من النصوص الشرعية.
والنص الشرعي سِمته الثبوت، ولا نُغيّر ولا نُبّدل، لا نُغيّر ولا نُبدّل، ولهم علينا السمع والطاعة.
والأثرة التي أخبرنا عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- نصبر عليها كما أخبرنا -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة:
فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا”. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: “تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ “. البخاري٣٦٠٣، مسلم ١٨٤٣.

فالواجب علينا الصبر، والواجب علينا الدعاء، ونحن نعلم حقيقة ما يجري، وأن الخير هو المآل إليه، وهو الذي تستقر عليه الأحوال كلها -بإذن الله تعالى-.

وكما نتكلم ونحتسب فإننا نسكتُ ونحتسب، فسكوتنا نحتسبه وكلامنا نحتسبه، ونرجو من الله تعالى الأجر والثواب.

والله تعالى أعلم.

✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا -حفظكم الله-، هل من كلمة حول مايجري من أحداث هذه الأيام في بلدنا الأردن، بارك الله فيكم؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

تأصيل علمي بديع حول الاحتفال بعيد الأم. السؤال: تكثر هذه الأيام، وجاءتني بعض الأوراق عن الأحتفال ب ( عيد الأم). ولا استغرب أي سؤال.

📌 تأصيل علمي بديع حول الاحتفال بعيد الأم.

السؤال:
تكثر هذه الأيام، وجاءتني بعض الأوراق عن الأحتفال ب ( عيد الأم).
ولا استغرب أي سؤال.

الجواب:
لا نشُك قيد أنملة أن شرعنا وافٍ، كافٍ، ومن رام الهداية بغيره فقد ضل، وأن شرعنا كُله محاسن، ومن محاسنه: أنه يُعطي كُل ذي حقٍ حقه.

ومن أصحاب الحقوق التي لا يُمكن للعبد أن يفي بها ( الوالدان )، فلهما من الحقوق ما لا يمكن للعبد أن يفي لوالديه بهما.

أما حق الوالد:
فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يُجزِئُ ولدٌ والدًا إلّا أن يجدَه مملوكًا فيشتريَه فيعتقَهُ.

الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح الترمذي ١٩٠٦ • صحيح • شرح رواية أخرى

من غير الممكن أن يكون الولد حر، والوالد يكون عبد، فإذا كان يجزىء الولد والده في صورة مستحيلة:
أن يجد الولد والده عبداً مملوكاً فيشتريه، فيعتقه.

والأشد حقاً في حق الإنسان ( الأم )، والقصة التي يحكيها الناس لها أصل شرعي صحيح ثابت، وثبتت عن عبدالله ابن عمر ، أن رجلاً جاء لابن عمر ، وقد حملَ والدته على ظهره وهو يطوف بها ، فقال له الرجل:
يا أبا عبد الرحمن هل وفيت أمي حقها؟
يعني: -حملي إياها سبعة أشواط-.
هو حملها سبعة أشواط، وهي تحملك سبع سنوات، هو حملها خلال وقت محصور، معدود .
فقال له ابن عمر:
ما وفيتها طلقة من الطلقات التي طلقت بك من شدة الألم عند الولادة.

فأنّى للعبد أن يعطيَ ( أباه ) و ( أمه ) حقهما .

ولذا دائماً العبد يشعر أمام الوالدين بالتقصير .

وحقوق الوالدين على المسلم ليست في الحياة فقط، وإنما حقوقهما عليه بعد الوفاة.

وليتفقد الواحد منا نفسه، فإن لم يجد لسانه لَهِجاً بالاستغفار لوالديه والدعاء لهما فليعلم تقصيره.

فالبر يكون بعد الوفاة، وليس في الحياة فقط.

والله عز وجل يأمر بخفض الجناح، قال تعالى: (( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )).

فمهما ريّشت، وأصبحت ذا مال، وذا موقع اجتماعي، ومكان علمي، أو صاحب شهادة، فطرت وحلقت، ووصلت إلى عنان السماء، لكن أمام الوالدين اخفض الجناحين، وكُن ذليلاً رحيماً.

لذا (قتادة) ( تابعي جليل ، تلميذ أنس بن مالك ) كان لما يُخاطب أمه يُخاطبها وهو ذليل، فيقال له: ارفع صوتك.
فيقول: الله أمر بجناح الذل من الرحمة، فيتكلم مع أمه وهو ذليل.

وكان (قتادة) لما تأكل أمه يُفتت لها الخُبز ، ولا يأكل ، فيقال له: لماذا لا تأكُل؟
فكان يقول:
أخشى أن أضع لقمة في فمي تشتهيها أمي .

وربي يقول: (( وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا )) ، ويقول : (( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شقيا )).

فالذي لا يبر أبويه جبار وعاصي في الدنيا، والذي لا يبر أمه جبار وشقي.

ولذا كثير من الناس يقولون عبارة أصلها هذه الآية، يقولون : والله فلان الله موفقه، وموسع عليه في الدنيا، ومهيء له الحياة الطيبة، وسعة الرزق، والله وضع له القبول ببركة بره بوالديه، والأدق أن يقال: ببركة بره بوالدته.
فالذي لا يبر أمه جبار.
(الجبار): القاتل.
حتى قالوا القاتل في قصة موسى عليه السلام: الذي قتل أكثر من نفس، جبار.

تخيل العاق لأمه وضعَ في منزلة القاتل.

جاء شاب إلى ابن عمر رضي الله عنه، فقال له:
إني قتلت نفساً فهل لي من توبة، والقصة مذكورة بإسناد صحيح في الأدب المفرد للبخاري.
تأمل معي بالله عليك؟.
تأمل معي يا صاحب الذنب.
قال له ابن عمر :
أحيّةٌ والدتك.
قال: لا.
فسئل ابن عمر لماذا قلت له:
أحيّةٌ والدتك.
فقال:
برها يُكفر ذنب قتله.
بر الأم يُكفر ذنب القتل، والقتل من أعظم الذنوب.

لذا من كانت هذه منزلتها ( الأم ) وهي صاحبة الحق، ويحتفل بحقها والله بــ ( قالب كيك ) ساعة ، أو سويعة من أيام السنة، ليس هذا حقها، هذا حق أصحاب من ينسون والديهم.

أنظر إلى محاسن شرعنا :
الوالد كلما كبر كُلما عظم حقه وأستفدنا من فهمه وتجربته، وتبركنا بأمره وطاعته، وكذلك الوالدة.
غيرنا لما يكبر والده يضعه في ( دار العجزة ) ويأتي ببدل منه ( بكلبٍ ) يؤنسه.

ففرق كبير وبين.

ومن نكد أهل هذا الزمان أن يكون الغرب هو القائد، وأن يكون هو من يُقتدى به، وينظر إليه بعين إجلال واحترام، والواحد منهم يعيش ويموت وهو يشكو من أبوه، لا يعرف أبوه.

كُل زمان أو مكان عُظّم لذاته فهو في شرعنا عيد، إذا لم يُعظم لذاته، وإنما عُظم لعبادة تقع فيه فهذا ليس عيداً.

فالعيد لا يشمل الزمان، وإنما يتعدى للمكان، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا قبري عيداً ).

كيف يكون قبر النبي عليه السلام عيدا؟

إذا عظمنا المكان، وعاودنا هذا التعظيم مرة تلو الأخرى فهو عيد، فالعيد من العود، فكل زمان أو مكان عُظم فهذا يسمى عيداً.

فالزمان الذي اخترع وابتدع للاحتفال بعيد الأم تعظيمه لذاته فهذا عيد.

ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله أبدلكم بيومين خيراً من هذه الأيام ، الفطر والأضحى ).

فنحن لا نعرف لنا عيداً إلا ( الفطر ) و ( الأضحى ).

أما الأم ( الوالدة ) فلها حق في كل يوم ، والوالد كذلك، وهذا الحق حق فيه إجلال وتعظيم في حياتهما، وحفظ أهل الود لهما بعد وفاتهما، فمن برك لوالديك أن تحفظ أهل ودّهما، وأن تدعو دوماً لهما، وأن تتفقدهما بما أذن لك الشرع من العبادات والطاعات التي تنفعهما بعد موتهما.

أما أن يُحتفل بالأم في يوم ويحضر لها قالب من قوالب الكيك فهذا احتفال بدعي ما أنزل الله تعالى به من سلطان.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢١ / ٣ / ٢٠١٥ إفرنجي

↩ رابط الفتوى:

تأصيل علمي بديع حول الاحتفال بعيد الأم. السؤال: تكثر هذه الأيام، وجاءتني بعض الأوراق عن الأحتفال ب ( عيد الأم). ولا استغرب أي سؤال.


◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا الآن صار في إشكال عند الإخوة بالنسبة للجمع بين المغرب و العشاء لأنه في كتابكم (فقه الجمع بين الصلاتين) من المسائل التي ذكرتها الجمع فيما يخص حظر التجول الذي فرضه اليهود على أهل فلسطين.

السؤال:
شيخنا الآن صار في إشكال عند الإخوة بالنسبة للجمع بين المغرب و العشاء لأنه في كتابكم (فقه الجمع بين الصلاتين) من المسائل التي ذكرتها الجمع فيما يخص حظر التجول الذي فرضه اليهود على أهل فلسطين.

مداخلة الشيخ مشهور بن حسن: الخوف الذي كان يخرج يُطلق عليه النار.
الآن ما هو الخوف؟
نحن متخوفين من انتشار المرض.
ما هو العذر؟
لا يوجد عذر.
مداخلة الأخ المتصل:
ذاك خوف و هذا تخوف، هذا الفرق.

مداخلة الشيخ مشهوربن حسن:
هذا الفرق، وفرق كبير.
ثم إن الفقهاء يذكرون أنه ما لم يتخذ عادة، هذا عادة وسيبقى حتى الشهر القادم إلى رمضان و بعضهم يقول سيبقى سنتين أو ثلاث.
من غير المعقول كل يوم نجمع بين المغرب و العشاء في هذه المدد، لأنها صارت عادة.
يوم من الأيام إذا واحد نشأ فينا يقول المغرب و العشاء تصلى مع بعض!
و إذا شككنا في السبب أبقينا الصلاة على وقتها فهو مجرد شك.
ونحن دائما نقول لإخواننا شددوا في العذر بين الظهر والعصر و تساهلوا في المغرب والعشاء لأن الظهر والعصر أطول من المغرب و العشاء، والعذر في المغرب و العشاء أبين منه في الظهر و العصر.
فالإمام لما يشك في العذر إن كان موجود أو غير موجود في الجمع بين الظهر و العصر نقول له لا تجمع حتى تتيقن.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا الآن صار في إشكال عند الإخوة بالنسبة للجمع بين المغرب و العشاء لأنه في كتابكم (فقه الجمع بين الصلاتين) من المسائل التي ذكرتها الجمع فيما يخص حظر التجول الذي فرضه اليهود على أهل فلسطين.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣]. شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-. في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر. شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-. السؤال شيخنا -الله يحفظكم-: هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟

السؤال:
شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣].
شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-.
في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر.
شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-.
السؤال شيخنا -الله يحفظكم-:
هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟

الجواب:
أوَّلًا: نحتاج للتنبيه على أصل، وكذلك المداخلة في موضوع الصفات.
فعنترة الجاهلي الشاعر يقول لعبلة عشيقته:
إن كان ربي في السماء قضاها.
هذا يعتقد أن الله في السماء.
وهذا وارد في شعر الشعراء الجاهليين.
والأصل في توحيد الربوبية:
هو موضوع الرزق، وموضوع الخلق وما شابه، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني.

أولًا أسأل سؤالين وهما مهمان جدًّا:
السؤال الأول:
-وهذه مسألة في الحقيقة تحتاج لدندنة كثيرة وتأصيل مهم جدًّا حولها:
أن سمات النص الشرعي غير التقسيم الاصطلاحي، هذه تقسيمات اصطلاحية، فسمات النص الشرعي الشمول، النص الشرعي شامل لكل أحد إلا ما ورد فيه الاستثناء، النص الشرعي غير التقسيمات، وغير التقعيدات، القواعد التي يذكرها أهل الأصول وأهل الفقه هي غالبة، أغلبية، وليست حرفية، ولا تشمل كل شيء.

لذا دائما في القواعد -وألف في هذا ابن نُجَيم-، هناك مستثنيات للقاعدة لا تدخل تحت هذه القواعد.

وكذلك التقسيمات:
تقسيمات التوحيد:
ربوبية، ألوهية، أسماء وصفات، هي غالبة وليست شاملة.
فهذه نقطة مهمة ينبغي أن يراعيها من يجيب على مثل هذا السؤال.

والدخول لهذا التقسيم بكليَّاته أي : كليَّات توحيد الربوبية: الإيمان بأن الله حق، والإيمان بأن الله جل في علاه هو الذي يرزق ..إلخ.

المسألة الثانية المهمة:
الصلة العميقة والقوية بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.
فالأصل في توحيد الألوهية لمّا يعلم العبد أنه عبدٌ لله تعالى بالاضطرار من خلال توحيد الربوبية بالجملة كما قلنا، فهو إن كان موفقًا فهو ينقل نفسه من كونه عبدًا لله بالاضطرارإلى كونه عبدًا لله بالاختيار.
فتوحيد الألوهية هو أن تختار أن الله ربك، وأنك عبد له، وهذا ينبغي أن يصنعه كل عاقل، وسبب ذلك أن الإنسان لما ينظر يجد أنه عبد لله بالاضطرار شاء أم أبى.
فهذا النقل هو توحيد الألوهية.

فالشاهد الغفلة عن مثل هذا الأمر تأتي من أمرين:
– الأمر الأول أن التقسيمات ليست كالنصوص، ليست شاملة لكل شيء، ويطرأ عليها بعض الأشياء، لأنها تقسيمات من البشر.

– الأمر الآخر: ينبغي أن يكون كل موحد لله في ربوبيَّته موحدًا لله في ألوهيته.

يعني الآن بتعبير سهل وحتى أوضح ما أريد:
واحد له جاكيت، هذا الجاكيت أهداه، فيقال له: لم أهديت جاكيتك؟
قال: أنا الذي أملكه، فلأني أملكه أفعل به ما أريد، فليس لك أن تعترض علي لماذا أهديتُه لفلان، أو لماذا أتلفته أو أو إلخ.

فلمّا تعلم أن الله الذي خلقك، وأن الله الذي رزقك، وأن الله الذي قدر عليك، فليس لك إلا أن تتضرع بالدعاء وأن تصل إلى ما ثبت عن عمر رضي الله تعالى عنه لما كان يناجي الله تعالى فيقول: اللهم إن كنت قد كتبتنا أشقياء فامح ذلك واجعلنا من السعداء.

والأثر : أخرجه الطبري في تفسيره (13/564) ، قال أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ: “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْنِي فِيهَا ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ الذَّنْبَ وَالشِّقْوَةَ فَامْحُنِي وَأَثْبِتْنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ “. وإسناده حسن كما قال ابن كثير في “مسند الفاروق” (2/549) .

فالأمر خالص لله جل في علاه.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا هل لنا أن نقول: الإيمان بالربوبية هل هو من حيث المعنى اللغوي أم الشرعي لما يُطلقه العلماء؟

الشيخ مشهور بن حسن :
هو اصطلاح.
والاصطلاح على عدة أشياء: توحيد طلب، توحيد فِعل، فالاصطلاحات أمرُها واسع.

والله تعالى أعلم.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣]. شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-. في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر. شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-. السؤال شيخنا -الله يحفظكم-: هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا. هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟ وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟ ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟

السؤال:
سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا.
هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟
وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟
ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟

الجواب:
أولًا: أنا لا أعرف موضوع الأوقاف. لكن أقول -بارك الله فيك-:
المسألة حقيقة شائكة، والمسألة النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في مرض وفاته جالسًا والناس قيام.
وبهذا استدل الحنفية.

ولكن عند التحقيق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى مرتين، صلى مرة إمامًا ومرة صلى مأمومًا، ولما كان مأمومًا كان قد صلى جالسًا، ومن خلفه يصلون قيامًا، ولما صلى إمامًا في المرة الثانية أو الأولى المرتين على التناوب وليس على الترتيب، لما صلى -صلى الله عليه وسلم- إمامًا أشار بيده للناس أن اجلسوا، وعلى هذا مذهب الشافعية، ووقع خلاف كبير، أنه:
– أولا: التكرار هل النبي -صلى الله عليه وسلم- كرر الصلاة خلف أبي بكر؟
– وهل التكرار كان مرة إمامًا أو مرة مأمومًا؟.
فالكلام طويل وكثير والخلاف شديد.

*والذي يترجح عندنا (بعد جمع الروايات وتفصيلها في شرحنا لصحيح الإمام مسلم) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى جالسًا مأمومًا، فكان الناس حوله قيامًا، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى إمامًا أشار إليهم أن اجلسوا.*

فالأصل في الإمام إن صلى جالسًا أن يصلي من خلفه جلوسًا مثله ولا يقومون، على خلاف معتبر في المسألة بناء على ما ذكرناه من التعداد والتكرار في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

والإمام إذا ما استطاع أن يقوم في صلاته الأحسن ألا يصلي إمامًا، الأحسن أن يصلي مأمومًا.
والله تعالى أعلم.

مداخلة:
شيخنا: إذا صلى الإمام واقفًا لكن عند السجود يجلس ويومئ برأسه، فهل هذا الفعل صحيح أم ماذا؟
 
الجواب:
لا؛ هو قائم ومن خلفه يصلون قيامًا.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا. هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟ وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟ ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: السلام وعليكم ورحمة الله شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم. شيخنا بارك الله فيكم: تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون، والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى. وجزاكم الله خيرا.

السؤال:
السلام وعليكم ورحمة الله
شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم.
شيخنا بارك الله فيكم:
تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون،
والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى.
وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله أخي الفاضل.
أولًا: أسأل الله رب العرش العظيم أن يطيل عمرك في الصالحات، وأن يمن علينا وعليك بالهداية والسداد والخير والرشاد، وأن يرزقنا وإياك حفظ القرآن وطلب العلم الشرعي.

القرآن يحتاج إلى شيء من تفرغ، ويحتاج إلى قيام، ويحتاج إلى مداومة وإدمان، وأحسن الحفظ حفظ الإدمان؛ وحفظ الإدمان أن تقرأ كل يوم خمسة أجزاء وعلى وجه الدوام، فإذا بقيت تحفظ وتقرأ هكذا فتدمن على حفظ القرآن ويصبح الحفظ حفظ إدمان، وتصبح منزلتك منزلة الحافظ عند الله عز وجل، أما الحفظ دون تعهّد ودون إدمان فتحفظ شيئا اليوم ثم تنساه غدًا وهكذا.
فنصيحتي لك أن تبقى مع القرآن تجلس ساعات طوال في أول النهار وآخر النهار، وإذا يسر الله لك قيام الليل فحسن، تثبيت القرآن يحتاج إلى قيام الليل.
وأرجو الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجعلني وإياك من أئمة الهدى، وأن يجعلنا من المرضيين المقبولين عنده سبحانه وتعالى.
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: السلام وعليكم ورحمة الله شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم. شيخنا بارك الله فيكم: تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون، والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى. وجزاكم الله خيرا.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا الليلة الماضية كانت ليلة السابع والعشرين من رجب، عامة المسلمين يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج. والإسراء والمعراج عقيدة عظيمة عند المسلم شيخنا. شيخنا هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج.

السؤال:
شيخنا الليلة الماضية كانت ليلة السابع والعشرين من رجب، عامة المسلمين يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج.
والإسراء والمعراج عقيدة عظيمة عند المسلم شيخنا.
شيخنا هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج.

الجواب:
أولًا:
ينبغي أن نلتفت إلى فعل السلف الصالح، وأن ننظر إلى طريقة مرور هذه الأيام عليهم.
فليلة الإسراء والمعراج غير محددة بتاريخ قطعي لا يقال فيه إلا قول واحد.
والإسراء والمعراج أعظم ما فيه الربط الوثيق بين بيت الله الحرام والمسجد الأقصى.
فلكل مسلمٍ على وجه الأرض ممن يقول لا إله الا الله محمد رسول الله نصيب في المسجد الأقصى.
والمسجد الاقصى هو القبلة الأولى للمسلمين كما هو معلوم.
وهو من المساجد التي تشد إليها الرحال، ومنزلته عظيمةٌ عند الله تعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ البخاري (1139)، واللفظ له، ومسلم (1397).

ولا يجوز لأحدٍ سواء كان من المسؤولين أو من الناس التفريط فيه. فهذا مسجدٌ عظيم، وربط الشرع بحادثة الإسراء إليه من مكة إلى المدينة وبحادثة المعراج للانتقال من المسجد الأقصى الى السماوات السبع هذا هو المعراج، هذا ارتباطٌ وثيقٌ وشديدٌ بين المسجد الحرام وبين المسجد الأقصى.
هذا الدرس الذي ينبغي أن نستفيد منه ولا سيما هذه الأيام التي أصبح اليهود يجهدون ويحاولون اقتحام المسجد تارة ومحاولة اللعبة الدولية التي تمشي في الدنيا كلها اليوم بما يسمى ( توحيد الأديان وإعادة الإبراهيم عليه السلام).
ولذا كانت الزيارة الأخيرة إلى العراق وتعظيم البيت الإبراهيمي والتركيز على هذا الباب، ومحاولة نسيان المسجد الأقصى ووضعه كما ورد في عدة مواثيق، وكانت بلادنا ولله الحمد والمنة من أول البلاد المعارضة لهذه الوثائق التي يكون فيها المسجد الأقصى تحت حماية دولية، وتكون فيها الأديان الثلاثة، فكان هذا ولله الحمد والمنة من فضل الله تعالى على الأمة أن بلادنا أبت هذا، وأن هذا المسجد يبقى تابعاً لوزارة الأوقاف في القدس وهي تابعة إلى الحكومة الأردنية.

مداخلة الأخ المتصل:
تبقى تحت الرعاية الهاشمية شيخنا.
الشيخ مشهور بن حسن:
نعم، تبقى تحت رعاية الوزارة.

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا الليلة الماضية كانت ليلة السابع والعشرين من رجب، عامة المسلمين يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج. والإسراء والمعراج عقيدة عظيمة عند المسلم شيخنا. شيخنا هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا: لا يخفاكم كان بالأمس قرار قانون الدفاع سمعتم به، ونحن نظن أن هذه القرارات إنما هي من باب الحرص على أرواح الناس ولأجل الحد من انتشار العدوى من مرض (( كورونا )) ، شيخنا كان من القرارات عدم إقامة الجمعة لفترة. شيخنا كثير من الناس، بل ربما من المختصين كما رأينا بعض التعليقات هنا وهناك يقولون القرار غير مقنع، فالناس يذهبون للجمعة سيراً على الأقدام ويصلون متباعدين، ويلبسون الكمامات، ويسجدون كلٌ على سجادته الخاصة، وهذا يجعل احتمال حصول العدوى بعيد بل ربما يكون متعذر.

السؤال:
شيخنا: لا يخفاكم كان بالأمس قرار قانون الدفاع سمعتم به، ونحن نظن أن هذه القرارات إنما هي من باب الحرص على أرواح الناس ولأجل الحد من انتشار العدوى من مرض (( كورونا )) ، شيخنا كان من القرارات عدم إقامة الجمعة لفترة.
شيخنا كثير من الناس، بل ربما من المختصين كما رأينا بعض التعليقات هنا وهناك يقولون القرار غير مقنع، فالناس يذهبون للجمعة سيراً على الأقدام ويصلون متباعدين، ويلبسون الكمامات، ويسجدون كلٌ على سجادته الخاصة، وهذا يجعل احتمال حصول العدوى بعيد بل ربما يكون متعذر.
هذا رأي فئة من الناس.
شيخنا طبعاً الحكومة نعتقد أنها اجتهدت.
هل لكم كلمة حول هذا ونصيحة للجميع حول هذا الشيء بارك الله فيكم؟
الإخوة يتسائلون والله.

الجواب:
جزاكم الله خيراً.
ابدأ بالعبادة التي هُجرت فترةً من الزمن، بل كادت أن تعم الدنيا كلها إلا ممن رحم الله تعالى وهي خاصةٌ بالنساء، وهي عبادة الاستقرار والقرار بالبيت.

وبهذه المناسبة أنا أدعو إخواني أولاً وأخواتي ثانياً، إخواني لينشروا ويدعوا أهاليهم بأن يقروا في البيت، هذه عبادة مهمة هجرت ومن أحياها له أجرها وأجر من عمل بها.

الأصل في النساء أن يقررن في بيوتهن وأن لا يخرجن.
هذه واحدة.

الثانية بارك الله فيكم جميعاً:
موضوع الحكومة أصابت أم أخطأت فهذا لأهل الإختصاص، وأهل الاختصاص أهل الطب، وأهل الاختصاص دائماً ليسوا متفقين على شيء.
ولكن لما ترقب ماذا يجري وهذه الزيادات اليوم أظن ان حالات الإصابة بالكورونا اليوم كان أكثر من ثمان آلاف حالة، خلال أيام قليلة سبقت وصل إلى سبعة آلاف ثم ستة آلاف، وكانت قبل فترة قصيرة الأمور تدور حول الألفين وأقل من الألفين إصابة، والوفيات أيضاً بدأت في ارتفاع وزيادة.

وأهل العلم في تقريراتهم يقولون: المحافظة على الأبدان مقدمٌ على المحافظة على الاديان.

فإذا وجد احتمال عند أهل الاختصاص ووقع فيه الاجتهاد، أولاً: نحن لسنا من أهل الاجتهاد، فإن أصابوا فلنا ولهم الأجر، وإن اخطأوا فالوزر عليهم، وليس لنا إلا أن نبقى في بيوتنا، وليس لنا أن نخرج.

لكن يحز في النفس كثيراً و ينزعج الإنسان كثيراً لما يجد الناس للأسف في المولات وأماكن التجارة وما شابه يقرُبُ بعضهم من بعض ويتكاثرون، ثم لما تأتي الأمور للمساجد فيصبح كأن المسجد هو الآفة وهو العلة.
وأمر أهل المساجد هم أكثر الناس التزاماً وأكثر الناس حرصاً لأنهم يعلمون أن المريض يحرم عليه شرعًا أن يخالط الصحيح، والواجب عليه أن يبقى في بيته.

ومن محاسن ديننا التي نفاخر بها الدنيا الحجر الصحي الثابت في الأحاديث الصحيحة، وأن هذا الحجر الصحي موجود في ديننا، ولم يوجد في دينٍ من الأديان، بل لم يكن يعرفه أحد قبل معرفة الفيروسات والعدوى والانتقال.

فهم يمتثلون هذا الحجر من أجل دنياهم.

وأما نحن فنمتثل هذا الحجر طاعةً لله عز وجل وامتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

فالظن وحسن الظن أمر حسن.
ليس هم يريدون إغلاق المساجد ولا إبعاد الناس من المساجد.

وامتثال الشروط المعروفة مأذون فيه ولله الحمد والمنة.

والله تعالى أعلم.✍️✍️