– الخطبة: إذا قلت لأخيك والإمام يخطب يوم الجمعة: أنصت فقد لغيت، وفي رواية: فقد لغوت. (مسلم: ٨٥١).
فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممنوعا؛ فمن باب أولى السلام.
– أما درس العلم فلا حرج.
– وأما رد السلام على قارئ القرآن، فلا حرج فيه؛ وقد ثبت في ذلك حديث في مسند أحمد.
ففي مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر الجهني قال: كنا جلوسًا في المسجد نقرأ القرآن فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم علينا فرددنا عليه السلام، ثم قال: (تعلموا كتاب الله واقتنوه) قال قَبَاث -أحد الرواة- وحسبته قال: (وتغنوا به، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من المَخَاض من العُقُل) السلسلة الصحيحة: ٣٢٨٥.✍?✍?
الجواب:
نعم، وهذا مذهب الجمهور، خلاف مذهب الإمام أبي حنيفة، أبو حنيفة يُفَرِّق بين البكر والثيب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبِي صلى اللهُ عليه وسلم قال: ((لا تُنكحُ الأيِّمُ حتى تُستأمرَ، ولا تُنكحُ البِكرُ حتى تُستأذنَ)) قالُوا: يا رسُولَ الله، وكيف إذنُها؟ قال: ((أن تسكُت)) البخاري (٥١٣٦)، مسلم (١٤١٩).
يعني عندك بنت تقدم لها خطيب، فتقول لها يا بنتي تقدم لك فلان، فالبكر ليست كالثيب، البكر ماذا قلنا عنها؟
قلنا أنها أشد حياء، الزواج يقّل من حياء الرجل ومن حياء المرأة.
لكن هذه مفسدة نادرة قليلة، أمام المصلحة الكبيرة، بأن يكون لك أولاد، ويكون لك أسرة وتفرغ الشهوة في موضعها الحلال.
فلا حرج من هذه المفسدة التي لا يكون بها شيء.
لذا الشرع فرق في الأحاديث النبوية، كما في حديث أبي موسى وغيره، البكر إذنها صماتها، الإذن أن تسكت، تقول لها يا بنيتي أتاك فلان؛ فخجلت وسكتت فهذا إذن، لو قالت: أنا لا أريده؛ فليس لك أن تجبرها، لذا البكر عندما لا تريد؛ تُصرِّح.
لكن الثيِّب لا بد أن تنطق.
هل يلزم للثيب رضا ولي الأمر؟
الجواب: نعم.
وهنا مسألة مهمة ينبغي أن ننتبه لها :
اولا: عن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا نكاح إلا بولي”.
رواه الترمذي (١١٠١) وأبو داود (٢٠٨٥) وابن ماجه (١٨٨١) وصححه الألباني.
النكاح الشرعي لا بد له من ولي، ولا بد له من شاهدي عدل فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)
التعليقات الحسان (٤٠٦٣) وهو حسن صحيح.
هناك حديث آخر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا» مسلم(١٤٢١).
وهذا دليل أبي حنيفة في أن المتزوجة تزوج نفسها بنفسها من غير إذن وليها.
هل هذا المعنى صحيح؟
الجواب: لا، ليس بصحيح؛ لأن الواجب علينا ان نُعمِل بين النصين، العلماء يقولون: الإعمال مُقدَّم على الإهمال.
أن نَعمَل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : “لا نكاح الا بولي”، وبين قوله صلى الله عليه وسلم الأيِّم، “وفي روايه الثيب” أحق بنفسها من وليها.
المتزوجة تعرف الأزواج، تقول يا والدي: أنا أريد فلان، أو تَقدَّم لي فلان، وأنا أرغب من زواجه.
فلا بد من اذنه، ويحرم حينئذ على ولي الأمر أن يرد طلب الأيِّم، حرام شرعاً أن تقول لِلأيِّم: لا، لا تتزوجي.
وسبب الغباء والفساد الموجود في المجتمع -أحياناً-؛ سوء تدبير أولياء الأمور.
عندك بنتك طلقت وأتاها شخص وقالت لك: أنا أريده، هي أحق بنفسها من وَليِّها، لكن مع أنها أحق بنفسها؛ مع ذلك يَحرُم عليها أن تتزوج إلا بإذن ولي أمرها، فالواجب الجمع بين الحديثين.
ولذا قال أهل العلم: إذا تقدم رجل للمرأة ودفع مهر المثل، وكان ذا خلق ودين؛ فيحرم على ولي أمر هذه البنت أن يعضلها.
ماذا يعني يعضلها؟
يمنعها من الزواج.
فإن عَضَلها فالولاية تنتقل إلى مَن هو دونه، يعني لا يلزم أن يكون الأب، ممكن الأخ ممكن العم هو الذي يُزَوِّج، أو الجد، فإذا عضل الولي موليته؛ فحينئذ تتحول الولاية.
ولذا هذا التحول الذي هو مذكور عند أهل العلم؛ يُدلِّل على ما قلنا.
والله تعالى أعلم.
✍?✍?
السؤال السادس عشر :
أنا متزوجه ومغتربه عن أهلي ووطني منذ ثلاثين عاما (أسأل الله أن يردك إلى وطنك وإلى من تحبين إن شاء الله تعالى ) ، ولا أرآهم إلا كل خمس سنوات ، فهل يؤجر الإنسان على غربته وصبره وعلى بعده عن أهله ووطنه ؟
الجواب :
نعم ،وعند النسائي
أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : مَاتَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ : ” يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ “. قَالُوا : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ” إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ “.(
1832 )وحسنه الشيخ الألباني
، والغريب الذي يتقي الله جل في علاه ،ويصبر على مفارقه الأهل والوطن ،فهذا أمر في الشرع لا حرج فيه ، ولا سيما إذا كان حاله لا يصلح في دنياه إلا بالغربه ،وكان عمر رضي الله تعالى عنه يقول كما في مصنف عبد الرزاق ( لا تلثوا بدار معجزه ) ، فلان كان في دار ثم ضاق عليه الرزق وكانت هذه الدار بالنسبه اليه معجزه ( يعني مافتح الله عليه وما وسع عليه في الرزق ) فعمر يقول ( لا تلثوا بدار معجزه ) يعني لو رحلت من أجل إكتساب الرزق ، فهذا أمر إن شاء الله تعالى لا حرج فيه .
والله تعالى أعلم
السؤال:
ما حكم وضع الفوانيس والزينة لقدوم شهر رمضان، سواء كانت هذه الزينة داخل المنزل أو خارجه؟
الجواب:
هذا احتفال لرمضان لأهل الدنيا.
إذا أردت أن تعرف نفسك من أهل الدنيا، أو من أهل الآخرة.
إذا رأيت أن احتفالك برمضان بالفانوس والقطايف والأكل والشرب؛ فأنت من أهل الدنيا، ولست من أهل الآخرة.
أهل الآخرة كيف يحتفلون برمضان؟
يتدربون في شعبان على قراءة القرآن.
أنت في باقي أيام السنة تقرأ جزءا، أما في شعبان تجاهد نفسك وتقرأ ثلاثة أجزاء مثلاً كل يوم، تجد لك وقتًا في أول النهار أو في آخر النهار فتقرأ ثلاثة أجزاء، وعندما يدخل رمضان؛ فتقرأ خمسة أجزاء كل يوم في العشر الأوائل، وفي العشر الأواسط سبعة أجزاء، وفي العشر الأواخر عشرة أجزاء؛
فيصبح لك في كل ثلاثة أيام ختمة في العشر الأواخر.
هذا صنيع أهل الآخرة.
طبعًا لا يفقه القرآن من يقرأه في أقل من ثلاثة أيام.
فأنت الآن درِّب نفسك، حتى لما تصل رمضان تكون قد تهيأت لدخوله؛ تقرأ -مثلاً- ثلاثة أجزاء في اليوم، فلما تصبح في رمضان؛ تَزِد قليلاً، فعندما تدخل العشر الأواسط؛ تزِد قليلا أيضاً، وفي العشر الأواخر تزِد أيضاً، هذا هو شهر رمضان -شهر القرآن-.
بعض الناس يقول لك:
لَمَّا يصبح عندي فراغ وزهق وملل من الكلام، ومن القيل والقال؛ أُمسِك القرآن وأقرأ.
هذه ليست قراءة القرآن، وليس هكذا رمضان، رمضان ليس لهذا النوع من الناس.
رمضان شهر القرآن:
أي أن القرآن يأخذ قلبك ويأخذ وقتك، ويأخذ لُبّك، ويأخذ عقلك، تصبح رجلاً تقرأ القرآن ليل نهار، قبل نومك تقرأ القرآن وعندما تستيقظ تقرأ القرآن، كل جهدك وكل تركيزك على القرآن.
والذي يركز على الفوانيس وعلى الهلال، أنا لا أدري هذا الهلال الذي يضعونه الآن من أين جاء أنه شعار للإسلام؟
هذا الشعار للدولة التركية، ليس له نص لا في كتاب ولا في سنة.
هذا الهلال الذي يضعونه في رمضان، من أين للهلال صلة بالشرع؟!
لا يوجد أبدا صلة بين الهلال وبين الشرع.
*هذه الزينة دلالة على خواء الباطن.*
وقال أبو الدرداء قديمًا -: “إذا زوقتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم؛ فالدمار عليكم”.
(وفي السلسلة الصحيحة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا زوقتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم؛ فالدمار عليكم”. السلسلة الصحيحة١٣٥١ وحسنه الألباني.)
إذا اشتغلتم بالظاهر وتركتم الباطن؛ فالدمار عليكم.
فهذا أمر ليس بحسن.
السؤال السابع عشر:
هل من كلمة للآباء والأمهات الذين تركوا أولادهم مع صحبة السوء؟
وهل من كلمة للقائمين في منزل المسؤولية في المدارس الخاصّة والعامّة، فالأمر جلل يا شيخ، فهناك بعض الطلبة في أعمار متفاوتة؛ في الصف الثامن والتاسع وغير ذلك يحملون الجوّالات وفيها ما فيها من سوء، وينشرون الفساد بين زملائهم، أرجو مخاطبة المعلمين والإداريين في المدارس ماذا يصنعون في هذه الظاهرة ؟
الجواب:
أولاً: الواجب على المدرس أن يعامل الطلبة كحبّه لمعاملة أولاده، والأولاد أمانة في أعناق الآباء وفي أعناق المدرَّسين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: *” كُلُّكُمْ راعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِه ِ”* .[البخاري ومسلم].
وتربية الشباب تحتاج إلى فن، ومن أهم الوسائل لتكون أباً مربياً أن تقدر هذا الشاب، وأن تتعامل معه على أنه بشر وليس بمشكلة.
ومن فقد هذا الأمر لا يستطيع ألبتةَ أن يربّي شابّاً.
ولذلك قال بعض السلف قديماً : “ولدك في السبعة الأولى ريحانةٌ تُشَمّ، وفي السبعة التي تليها خادم مطيع، وفي السبعة التي تليها إمّا صديقٌ وإما عدو”.
يعني من واحد إلى سبعة يكون ريحانة تلاعِبه، ومن سبعة إلى أربعة عشر خادم ترسله في حاجاتك، ومن أربعة عشر فما فوق إما صديق وإما عدو.
ولذا من العبارات الجميلة التي يردّدُها الناس في مجالسهم اليوم: “ابنك لما يَكبُر تخاويه”.
يعني بعد الأربعة عشر يصبح أخاً لك، وأخوك ما يمكن إلا أن تُلاطفه وإلا أن تسايره.
فولدك لمّا يبدأ يفهم ليس بمشكلة، لكن ولدك ينبغي أن تربيه وينبغي للمربي أن يعامل المتربي بحاجته هو وليس بحاجتك أنت.
أنت ما شاء الله كبُرت وفهمت وعلمت وأصبحت تدرك الأمور على وجه فيه معرفة لحقائق الأشياء، وأنت مرتاح وعندك زوجة وولدك ليس كذلك.
وكان الله عزوجل في عون الشباب، والله الذي لا إله إلا هو إني أدعو للشباب وأُسمي بعض الشباب من أحفادي، و بعض من أحب ممن أرى في المسجد من الصغار وأسأل الله عزوجل لهم الثبات.
الأمور صعبة وصعبة للغاية وليست بسهلة، والمربي ينبغي أن يرعى، ومن رعيتَ في التربية فزلَّ فاغفر له زلته ولا تُعيّره بها وخذ بيده لتوقظه ولتقيمه ولا يبقى منبطحاً على وجهه.
فالمربي ينبغي أن يضع خطة وأن يفهم بأنه يجب عليه أن يحفظ أسرته، وأن يحفظ من يربيهم، سواء أكان مدرساً أم مديراً أن يحفظهم من كل آفة ومن كل سوء ومن كل شر ومن كل ضر فهذا واجبٌ على المدرس.
الأمر الأهم في هذا الموضوع أن تعامل الولد على أنه بشر وليس بمشكلة، إذا عاملته على أنه مشكلة وأصبحت تعيره، وتتكلم معه بكلام ولا تقيم له وزناً.
فحينئذ يحمل لك السيجارة بطريقة ويقول لك يا أبت أنا موجود، أو يضع في يديه أساور ويقول لك أنا موجود أنا بشر.
فأنت قبل ما ولدك يسلك مسالك ليست سديدة أَشعِره بوجوده وأَشعِره أنه حاضر وأنك تحبه وأنه وأنه…. إلخ.
فإذا سلكت هذا الأمر بدأت بطريقة صحيحة في التربية؛ وهي أن تُشعر الشاب أنه موجود وحاضر، وهذا من المواضيع المهمّة جداً في مواضيع التربية.
فابنك لما يبدأ يفهم أَشعره أنه رجل، وأَشعِره أنه حاضر ولا تهمله ولا تعنفه ولا تشتمه.
كثير من الأباء اليوم- للأسف- يقول لك : أنا أربّي وابني لا يستجيب!.
حبيبنا أنت لما تربي ابنك كيف تربّيه؟ كيف يُربي الأباء الآن أبناءَهُم؟ بالبهدلة !
هل هذه تربية؟!! هذه ليست تربية.
يعني تبقى تشتم ولدك، وتبقى تعنّف ولدك، وتبقى تُسمِعه كلاماً سيئاً.
وللأسف آثار التربية – أنا أحب كل الحضور – ولكني والله عَتِبٌ وفي قلبي عَتبٌ على كثير من الحضور، وفي قلبي عَتَبٌ على أهل مسجدنا هذا، أنا لا أخصُّ أحداً فأنا أحب الجميع، ولكن في قلبي عتب.
والله نحن الذين نصلي في هذا المسجد لو أحضرنا أولادنا إلى المسجد، والله لكنا على أقل تقدير ضعفين، أو ثلاثة أضعاف من حيث العدد.
كثير من الناس يصلي كل صلوات اليوم في المسجد، ولكن أين أبناؤك؟ لا يأتون للمسجد! يأتي الأب لوحده، ولماذا تأتي وحدك؟
أنت لماذا تأتي من بيتك إلى المسجد وحدك أين أولادك؟ لماذا لا تأتي بهم إلى المسجد؟
إذا كنت تُعظِم وتُكبِر وترى صلاحاً وتوفيقاً من الله عزوجل لما ترى رجلاً يدخل المسجد
ووراءه ولدين أو ثلاثة أو أربعة يحضرون معه الجماعة.
أنت تقدره وأنت تحترمه وترى أن هذا الأب موفق، وهذا الأب قد أعانه الله جل في علاه على هذه التربية.
تربية الولد أن تأتي به إلى المسجد، ما تُبقي أولادك في الدار نائمين، وأن تأتي إلى المسجد وحدك فقط.
أنت قصرت في قول الله عزوجل:{قُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِیكُمۡ نَارࣰا} [التحريم: ٦].
طيب أين التهذيب وأين التعليم وأين الأمر وأين النهي وأين التواصي بالحق وأين التواصي بالصبر؟!.
فهذا واجبٌ على كل مسلم، وأكثر ما يجب على من يتولَّ التربية وهم الآباء والمعلمون.
وأمّا الجوال فماذا تصنع في الجوال الذي في يد الولد؟
يعني أنا أعرف أخانا أبا أحمد (إمام مسجد) لولا أن بعض الناس يحبوه لضاجوا عليه، صحيح؟
صحيح.
فبعض الناس غير متحملين الصلاة، لكن الحبَّ يشفع.
يعني أنت تشفع لمن تحب.
لو زوجتك تحبُّها فصنعتْ شيئا وأنت لا تحبه فحبُّك إياها يشفعُ لها.
فما أجمل أن يكونَ الإمامُ محبوباً متواضعاً ، يحبُّ الناسَ ، وعلاقته معهم طيبة، فيجعلهم يصيبون السنةَ بحبه بدايةً ، وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم نهايةً.
يعني يبدؤون به في حبهم له ، وفي النهايات يقولون لا نحن نحب السنة ، لا لأننا نحب فلان، لكن هذا فلان جزاه الله خيراً هو الذي دلنا على السنة.
فإذا الإمام كان غيرَ مقبولٍ عند الناس والله لو قرأ بقوله تعالى: ((قل هو الله أحد)) لبعضهم انزعجَ منه .
فالإمام يتواضعُ للناس ويتقربُ ويتحببُ للناس ، ويكون قريباً من الناس.
وأهم إنسان تزوره يا إمام المسجد في المسجد من؟
أكثر الناس مشاكسةً وعداوةً لك زره وقدم له هدية.
نريد أن نرَوِّجَ بضاعتنا والله يا أخواننا البضاعة التي لنا لا توجد عند غيرنا من البشر ، لكن يجب أن نكونَ مروجين لبضاعتنا بطرقٍ صحيحة.
الذي يروجُ بضاعةً اليوم كالتجار يتفننوا، التجار اليوم إذا اشتريتَ بضاعةً يتفنن في ترويجها، فمن كانت عنده بضاعةٌ و سلعةٌ غالية ينبغي أن يروجَها بأحسن طريقة، وأحسن طريقة تتألف القلوب.
وأكثر الناس بعداً عنك ومشاكسةً لك ورَد لك ،أولى الناس أن تزوره، لو أخذت لك معك كيلو كنافة وزرتَه لسكّته ليوم الدين،( يصيبه خجل) .
ينبغي أن نتواضعَ للناس ، والناس يحبوننا، فإذا الناس أحبونا يا أبا مالك ما أحد ينزعج منا، أما إذا الناس ما أحبونا ينزعجون منا.
لا نريد أن نتكلم عن شخص بعينه ، نحن العرب عندنا أنزيم التبرير ،
-أنزيم المسوغات- عالي.
الأصل في الإسلام إذا وقعَ الإنسانُ في مخالفة، لو زوجتك نكدت عليك أن ترجعَ لنفسك و تقول الخلل مني وأنا استغفر الله .
إذا واحد في المسجد نكد عليك في الشرع نقول، قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ). (30) سورة الشورى .
أنا أبحث بحالي ما أبحث على الناس، ما أقول الناس والناس والناس، لا، أنت
والله علمنا منهج الأنبياء ، يونس عليه السلام لما ابتلعه الحوت، ماذا قال يونس عليه السلام ؟
فهذا الذي علمنا إياه الشرع، نحن نرى أن كل شيء يقلقنا ويزعجنا ، إنما هو من أعمالنا، وعلينا أن نحسن أعمالنا ، غيرنا تقول له يا فلان صلِ.
قال: لما الحاكم يحكم بما أنزل الله أصلي.
يا فلان صلِ.
قال لما يرجع الأقصى، لما ترجع الأقصى نصلي، والأقصى لا ترجعُ حتى نصليَ ، وهذا يسميه علماء المنطق (دور).
يعني الصلاة لما يرجع الأقصى، والاقصى لا ترجع إلا لما نصلي ، فلا نصلي حتى ترجع الأقصى، والأقصى لا ترجع حتى نصلي.
يبقى الأمر يدور هذا مرتبط بهذا ، وهذا مرتبط بهذا ، فهذا ما كان والثاني ما يكون ، فالأقصى يبقى ضائعا ، ونحن تاركين الصلاةَ ، هذا يسميه علماء المنطق (دور) هذا مبني على هذا ، وهذا مبني على هذا ،
وهكذا .
نحن الآن هذه العلة التي ينبغي أن نعرفها ، وينبغي أن نؤمن بها ، أي شيء وقع معك مع الناس وأنت تُدرس، وأنت تعلم، وأنت إمام، وأنت في عملك، في أي شيء دائماً تقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
أنا العلة مني، أنا العلة فيَّ ، إن فعلت هذا أرحت واسترحت وهنأ المجتمع ، وكنت إنسان على أحسن حال.
أما أنا اقول لك كذا، وأنت تقول لي فلان وفلان، وفلان قال وفلان عاد، هذا ليس من منهج الأنبياء.
مداخلة من الحضور:
إن بقيَ هذا الإمام على ما هو عليه بصلاته هذه هل يترك قراءة السجدة والانسان ؟
الجواب: الله يكرمك أنا أُجيبكَ بشيءٍ مهم جداً، وهذا أصل ذكره علماؤنا وذكروه في كثير من كتبهم.
العلماء يقولون: الاجتماع على مرجوح خيرٌ من الافتراق على راجح.
عندي صلاة صحيحة، ونقرأ غير السجدة والإنسان والقلوب مجتمعة، أو نقرأ السجدة والإنسان والقلوب مفترقة، فعلماؤنا يقولون الاجتماع على مرجوح خير من الافتراق على راجح.
والواجبُ على من يريد أن يعلّمَ الناسَ السنةَ، وأن يرفع بأيديهم ، وأن يأخذ بالسنة ، أن يتدرج معهم ، والواجب عليه أن يُلقي لهم استعداده ، وأن يعلمهم وأن يغرس الاستعداد في نفوسهم قبل أن يبدأ بالعمل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما بعثه الله تعالى مزكياً معلماً ، قال تعالى ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) سورة الجمعة.
قبل التعليم الواجب التزكية ، نزرع التزكية في نفوس الناس قبل أن نعلمهم.
اليوم بعض إخوانا ماعنده تزكية ، ما يزكي الناس ، وما يضع استعداد لقبول الحق ، فالحق عند الناس يستقيم ، ومن وصايا علمائنا الكبار رحمهم الله تعالى قولهم: أن الحقَّ ثقيلٌ، فلا تجمعوا على الناس ثقل الحق ، وثقل أسلوب إلقاء الحق.
الحق ثقيل ولكنه هنيء.
فالواجب على الأمة وعلى الناس وعلى الدعاة إلى الله ألا يجمعوا على الناس ثقل الحق ، مع ثقل طريقة إلقاء الحق.
السؤال الثالث و العشرين:
ما حكمُ تقبيلِ الزوجة يد أو رأس والد الزوج، أو يقبل الزوج يد أو رأس والدة الزوجة ؟
الجواب : والد الزوج مَحْرَم ووالدة الزوجة مَحْرَم ولذا يجوز للمرأة أن تقبل يد أو رأس والد زوجها و يجوز للزوج أن يُقبّلَ رأس أو يد أُم الزوجة .
والتقبيلُ له أحكامٌ و قد ألّفَ عددٌ من علمائنا في أحكام التقبيل فقد ألّف اﺑﻦُ ﺍﻟﻤُﻘﺮﺉ كتابَ ﺍﻟﺮﺧﺼﺔِ ﻓﻲ ﺗﻘﺒﻴﻞِ ﺍﻟﻴﺪ ، و ألّف ابنُ الأعرابي تلميذ أبي داود كذلك جزء في القُبَل و المُعانقة و ألّف غير واحد من المعاصرين إعلام النبيل في حُكم التقبيل.
علماؤنا يقولون التقبيل من الفم خاص بالزوجة لأنه يُثوّر الشهوة فيحرم أن يُقبِّلَ الرجل من الفم غير زوجته.
و التقبيل من الرجل للرجل أو المرأة للمرأه من الخد بشهوة حرام، و تقبيل الرجل للرجل أو المرأة للمرأه من الخد من غير شهوة مكروه، و السنة المعانقة، وأن يضع الكتف على الكتف و هذه المعانقه سنةٌ في حق الرجال فيما بينهم و في حق النساء فيما بينهم، و كذلك في حق الرجال مع النساء المحارم لا يكون تقبيل.
أمّا تقبيل اليد و تقبيل الرأس احتراما فلا حرجَ في ذلك.
و قد سُئل سفيان بن عُيينة عن حُكم تقبيل اليد و وضع اليد على الجبين فقال ابن عيينة رحِمه الله قال تلك السجدة الصغرى ، فإذا قبلت يد أبيك أو يد كبير أو يد فاضل فاكتفي بالتقبيل دون أن توضع اليد على الجبين ،قبِّل دون أن تضع اليد على الجبين، فإذا قبَّلت اليد كعادة الناس اليوم فبعد أن تُقبِّل اليد تضع هذه اليد على الجبين فابن عيينه يقول هذه السجدة الصغرى .
ماذا تعني السجدة الصغرى؟ أي ليس لأحد أن يسجد إلا لله عز و جل فتقبيل اليد دون وضعها على الجبين أمر لا حرج فيه.
السؤال العشرون :أخت تسأل وتقول : أنا ملتزمة ولكني أحب الاجتماعات وأضحك كثيراً بصوت عالٍ فيها وأشعر أن ذلك يؤثر على قلبي وتصيبني قسوة، وثقل في العبارة
الجواب: كثرة الضحك تقسي القلب ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضحك ، وأشد ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو نواجذه
أخرجه البخاريُّ في صحيح البخاري كِتَابٌ : الْأَدَبُ بَابُ التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ ٦٠٨٧.
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَلَكْتُ، وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. قَالَ : ” أَعْتِقْ رَقَبَةً “. قَالَ : لَيْسَ لِي. قَالَ : ” فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ “. قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ : ” فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا “. قَالَ : لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ – قَالَ إِبْرَاهِيمُ : الْعَرَقُ : الْمِكْتَلُ – فَقَالَ : ” أَيْنَ السَّائِلُ ؟ تَصَدَّقْ بِهَا “. قَالَ : عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، قَالَ : ” فَأَنْتُمْ إِذَنْ “.
يعني تظهر نواجذ الأسنان ، فبتعبيرنا الدارج اليوم -الناب-الذي بجانب الطحونة يعني أشد ما كان من النبي-صلى الله عليه وسلم- من الضحك أن تظهر نواجذه ، أما ارتفاع الصوت وكثرة الضحك فهذا من مقسيات القلب ، وليس بحسن.
الأخت تسأل وتقول : أنا أحب الضحك .
الشيخ : من أحسن؟ هل الإنسان يميل للضحك أم يميل إلى أن يتماسك ويترك الضحك..!؟
الجواب عند الإمام الذهبي في السير ، الذهبي في السير يقول :«إذا كنت ترى في نفسك يعني ميلاً إلى الضحك فتماسك ، وإن كنت ترى في نفسك ميلاً للعبوسة -عبوسة الوجه- فانبسط».فانظر إلى نفسك ، فأنت يا أختي سؤالك يقضي أن نقول لك تماسكي ، طبعاً رفع الصوت أمام الرجال حرام شرعاً ، والمسألة أنت أنك تضحكين أمام النساء وترفعين الصوت وتكثرين من هذا فهذا أمر مذموم ، وليس بمحمود، وهو من مقسيات القلب.
السؤال السابع عشر: بالنسبة للتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا العاشرة، هل يجوز أن ينام من لم يبلغ العاشرة مع من بلغ العاشرة في نفس الفراش؟
الجواب :-
في الحديث الذي تعرفونه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع”. سنن أبي داود(٤٩٥) وصححه الألباني.
ابن السبع سنين تذكِره بالصلاة وتُفوِّت ستر العورة وتُفوِّت الوضوء إلى عشرة، العشرة قال النبي صلى الله عليه وسلم اضربوهم.
مصعب
قال أهل العلم: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اضربوهم عليها أبناء عشر يعني ينبغي أن تراعي طهارته، ويجب أن تراعي ستره للعورة ، الذكر والأنثى.
ولذا البنت وهذا أبرز من حيث الثمرة في موضوع تربية البنت، البنت من سبعة لعشرة مرة تستر شعرها ومرة ما تستر شعرها، ألامر سهل.
إذا بلغت العشر شارفت على البلوغ وشارفت على جريان القلم، القلم مرفوع حتى يبلغ الإنسان، وبلوغ الذكر يكون بالمني، وأنت يا أيها الأب ما يمنعك الحياء أن تعلم أولادك حكم المني، وتقول له ذَكر الرجل يخرج منه بول ويخرج منه مذي ويخرج منه مني، وتبين لابنك، لكن إذا كنت أنت جاهل فهذه مصيبة، أنت جاهل ما تعرف كيف تعلم أولادك.
فتعلم ابنك متى يجب الغسل، فيجب عليك أن تعلمهم .
قال علماؤنا واضربوهم أبناء عشر سنين، فابن العشرة الآن يختلف، له موقع في صلاة الفرض ولا يجوز أن يصلي من غير وضوء ويجب أن يستر العورة.
والنبي صلى الله عليه وسلم علق ببلوغ العشرة حكم آخر قال وفرقوا بينهم في المضاجع، يعني في السرير الواحد في الفرشة الواحدة، أبناء قبل العشر سنين تضع عليم غطاء واحد، أما ابن العشرة فأكثر، فابن العشرة سواء كان مع إخوانه او أخواته بلغوا العشرة فأكثر يحرم أن تجمع بينهم في غطاء واحد، فكل واحد له غطاء.
واحد بلغ عشرة وآخر ما بلغ؟
الذي بلغ يستقل بالغطاء ولا يكون معه من لم يبلغ.
هذه وسائل تربوية مهمة ومهمة للغاية، والإنسان النائم لا تدري كيف يفعل به الشيطان. والواجب علينا أن نمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم .
أخت تسأل لها ولدان، عمر الأول خمسة عشر عاماً و عمر الثاني ثلاثة عشر عاماً فعلا عمل قوم لوط دون علم أن هذا محرماً فما حكمهما؟
الجواب:
فعل قوم لوط هذا أمر محرم مجمع عليه، ولا يُجهل من فعله، والقول بأنهم لا يعلمون الحرمة هذا جهل.
والواجب الأخذ على على حسن تربية الأولاد، واليوم من لم يربي ولده يخسر خسارة شديدة.
وأهم وسيلة لتربية الأولاد اصطحابهم إلى المسجد، لو أن أهل هذا المسجد اصطحبوا أولادهم إلى المسجد فقط الذين يصلون معنا، أظن أن المسجد لا يتسع.
الواجب على الوالدين تربية هؤلاء الأولاد تربية صحيحة شرعية بالرعاية والتعهد.
وأهم وسيلة من وسائل التربية المتابعة، فليست التربية بهدلة، كثير من الناس يعتقد أن التربية أن تبهدل ابنك.
التربية أن تضع هدف وتوصل الولد لهذا الهدف، وإن تركته دون سلطان منك عليه فيبقى وقد وصل الهدف وفهم والتزم هذا الهدف، هذا الأصل في التربية، فأصعب شيء في التربية موضوع المتابعة.
الأصل في فعل قوم لوط أن الصحابة كانوا يفتون بالقتل، لكن هذا صغير وجاهل ويحتاج إلى رعاية.
واليوم يا إخواننا إذا لم ننتبه لأولادنا وبناتنا سنخسر خسارة كبيرة، اليوم الآباء -كان الله في عونهم-.
وسائل التربية أربعة:
– الأول :البيت، الوالدان، -الأولاد لا يعرفون غير الآباء في سن قبل التمييز، الذكر يجاري الأب، والأنثى تجاري الأم حتى يصبح سن التمييز-.
– الشارع والحارة هذا العنصر الثاني.
– والعنصر الثالث المدرسة.
– والعنصر الرابع وهو الخطير وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.
هذة الوسائل الأربعة التي تؤثر بالناس، الوالدين ثم الحارة والبيئة التي يعيشان فيها ثم المدرسة ثم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وأخطرها وسائل الإعلام المرئية.
فاليوم البيت المسلم والوالد الذي يريد أن يربي ابنه عليه أن يجابه ويعمل ضد ثلاث جبهات:
– الحارة لا تخفى عليكم.
– والمدرسة لا تخفى عليكم.
-ووسائل الاعلام لا تخفى عليكم.
فيصبح واحد ضعيف أمام ثلاث جبهات قوية جدا وهذا يحتاج أن يستنجد بالله.
لذا يا أيها الاب إذا ما رفعت يديك وتذللت لله وتسأله بذل وانكسار قلب (يا الله أصلح لي أولادي واصلح لي ذريتي ) تكون أنت الخسران.
و لذا لحكمة عظيمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ) صحيح ابن ماجه (3862) وحسنه شيخنا الألباني .
دعاء الأب مستجاب لأولاده، وأهم الأولاد الذين ينبغي أن تدعو لهم ابنك البعيد، كل ما ابتعد ابنك يحتاج لدعاء أكثر، كل ما ابنك ابتعد وبنتك ابتعدت عن حكم الله عزوجل تحتاج إلى دعاء، وتحتاج أن تركز في الدعاء، وأن تسأل الله أن يصلح لك ذريتك.
والمؤمن لا يقول فقط اللهم أصلح لي أولادي، لأن الله عزوجل يقول: ﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ﴾[الفرقان: ٧٤]؛ فتدعو لابنك وابن ابنك، وابن ابن ابنك إلى يوم الدين وهذه هي الذرية.
تخيل واحد وُلِد على هذه الدنيا وهو محفوف بدعاء الأجداد، وكل الأجداد يقولون: ﴿رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ﴾[الفرقان: ٧٤]؛ فالله جل في علاه يحميهم بهذه الأدعية.
ولذا قال الله عز وجل في سورة الكهف: ﴿وَكانَ أَبوهُما صالِحًا ﴾[الكهف: ٨٢]؛ فهذا درس لمن يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة بأن تدعو لأولادك، وأن تكون صالحا، فإن كنت صالحا كان أولادك كذلك.