[ دقة الإسناد وحفظُ الله تعالى القرآن والسنة ]

[ دقة الإسناد وحفظُ الله تعالى القرآن والسنة ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
ولذا المستشرقون يقولون لا يوجد في تاريخ البشرية علم أدق من علم الحديث، يفصلون ويدققون في كل رواية، يفصلون بين الحديث النبوي والحديث الإلهي، النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو قائم ثم كان جالسًا ثم كان قاعدًا فجلس إلى آخره، يفصلون في كل شيء.

الآن التوراة والإنجيل في قطيعة بين رواة الإنجيل مع عيسى عليه السلام، مدة الانفصام بينهما أقل شيء 500 سنة، 500 سنة!

علماء الحديث يدققون في كل كلمة، وما زال الحديث يروى لهذا اليوم، وهذه دلالة واضحة جدًا أن الله الذي تكفل بهذا الدِّيـن، إذا قال الله عز وجل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (سورة الحِجر: الآية 9)، الذكر: القرآن والسنة، افهم واحفظ لما يذكر الذكر، الذكر يراد به القرآن والسنة، القرآن هو الذي يبينه، والذي يفصله، والذي يخصصه، والذي يقيد إطلاقه، وهذا ميزة، لذا قال عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ): “الإسناد لهذه الأمة فقط”.

أمة محمد عندها إسناد صلى الله عليه وسلم، غيرها من الأمم لا إسناد عندهم، طيب، ماذا قال الله عن أهل الكتاب لما أنزل التوراة والإنجيل؟
قال الله تعالى في سورة المائدة: قال:
{…بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ…} (سورة المائدة: جزء من الآية 44).
إن حفظوه بقي التوراة والإنجيل، وإن حرفوه حُرِّفَ، وأما القرآن، فمن الذي حفظه؟ الله، لماذا؟ لأن القرآن هو دين الله المهيمن الخالد الباقي إلى قيام الساعة، يقول محمد تقي الدين الهلالي (ت 1407 هـ) في بعض مقالاته: يقول: إسبانيا طبعت مصحفًا في “تطوان”، وأسقطت منه كلمة “منكم” بعد “أولي الأمر”، ، من قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُم }
(سورة النساء: جزء من الآية 59)

أسقطت “منكم” بعد “أولي الأمر”، حتى إسبانيا تدخل، كانت مستعمرة لشمال إفريقيا، فرنسا استعمرت المغرب، وإيطاليا استعمرتها فرنسا وإسبانيا، أما إيطاليا فكانت لليبيا بتواطؤ بينهم.

الشاهد :
فكتبوا المصحف وفيه: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر”، وما في “منكم”، يقول: فجاء ولد صغير يراجع حفظه، فجاءني بالمصحف، قال: يا شيخ، هذه “منكم” ساقطة، قال: ما يعني؟ أمس وزعوه، اليوم اكتشفوا الأمر!

فالله عز وجل هو الذي حفظ هذا الدين، لذا قال عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ)، انتبه هذه المقولة لتربط بين سنة الله في شرعه وسنة الله في كونه، قال عبد الله بن المبارك:
“ما بَيَّتَ كذاب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل إلا وقيَّض الله له بالنهار من يفضحه”.

هذا عمل ربنا، وليس عملنا، كشف تحريف الدين عمل الله عز وجل، ويهيئ له العلماء، والتحريف في الدين قسمان: أشدهما وهو كفر يخرج من الملة: التحريف بالألفاظ، ثم التحريف بالمعاني.

لذا لما الخوارج كانوا يحتجون بالأحاديث الصحيحة لكن يحرفون معانيها، فكان علي رضي الله تعالى عنه (ت 40 هـ) يقول: “والله لأقاتلنكم على تأويله كما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار على تنزيله” .

فجعل التأويل قسمين: تأويل تنزيل وهو صنع الكفار، وتأويل في المعاني وتحريف في المعاني، وهذا من الذي يقوم بكشفه؟ العلماء، ومن الذي سخرهم له؟ الله جل في علاه.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
6 رجب 1445 هـ
18 يناير 2024 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ دقة الإسناد وحفظُ الله تعالى القرآن والسنة ]

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

الشريعة كلها قائمة على العمومات، ولذا موضوع العموم في الحقيقة موضوع، أي: من نبغ فيه وفهمه وأعطاه حقه من الفهم، خرج من حدّ كونه عامياً إلى كونه مشاركاً في العلم، ما أقول عالماً ، أقول: خرج من كونه عاميّاً محضاً إلى كونه مشاركاً في العلم، ويحتاج أن يفحص خاطره وقريحته وما طرأ عليها من شيء، وأن يعرضها على المفسرين وشراح الحديث، ويقرأ ما يخص هذه الجزئية التي انقدحت لك، وأن تقرأ وردك اليومي، وأن تطلب العلم وتقرأ الأحاديث من خلال ما سمعتم في هذا الدرس.

ينبغي أن ينقدح في نفسك فهم، ينبغي أن تراجع النصوص، فإن وجدت الموافقة، فاحمد الله تعالى.

إن وجدت الذي وقع في خاطرك هو المدون في كتب أهل العلم، أنت خرجت من كونك عاميّاً إلى كونك أصبحت مشاركاً ، وهكذا يتسع المجال أمام طالب العلم حتى يفهم المسائل فهماً صحيحاً.

لا ينبل ولا ينبغ طالب العلم إلا بمثل هذا، أن تقوى قريحته بالتدريج وفق ما تعلم من قواعد كلية أخذها عن المشايخ والعلماء، فيبدأ بفحص هذا الخاطر، فإن وجدَ أن هذا الفحص مع مضي الزمن والتكرار وكثرة الأمثلة، إن وجده صواباً ، فليحمد الله ، هو الآن من فضل الله أصبح على شيء، أصبحت له جذور ممتدة، وهذه الجذور، انتبه!

لا يمكن للأمة كلها إن اجتمعت على الإسلام والمسلمين، إذا وصل العبد وطالب العلم جذوره بجذور مَن قبله، لا يمكن أن يُنتزع هذا الدين، ولا يمكن أن يضيع هذا الدين.

ولذا كان هذا الدين وطريقة نشر هذا الدين مربوطة ومرهونة بالعلماء.

فمن فهم العلم فهماً كما فهمه العلماء بأصولهم وقواعدهم الكلية، مهما جرى لا يمكن إلا أن يبقى الدين قائماً.

فقيام الدين قائم على أن تَـفهمَـه، ثم بعد ذلك أن تعرف واجب الوقت الذي تعيّن عليك، ثم واجب الوقت الذي هو فرض كفائي، وأن تنشغل فيما تعيّن عليك، وفي إيجاد الفرض
الكفائي لهذه الأمة ، حينئذٍ نحن سعداء، ما نخشى غيرنا ما دمنا على الجادة، وما دامت أصولنا مربوطة بأصول العلماء.

حينئذ لا نخشى على الأمة أبداً ، ولذا الأمة بخير ما داموا يترسمون طريقة العلماء.

الخبط واللصق والضرب والشتم والصراخ، هذا ما يجدي، مظاهر نافعة فيها غيرة على الشريعة، لكن ليست هي الميزان الحقيقي لفحص حال الأمة، يعني تجد انفعالات، وهذا طيب، وهذه انفعالات وإن كان الله يحاسب صاحبها على حسب نيته وعلى حسب مراده، لكن من حيث الصواب والخطأ، الأمر يعود إلى قواعد العلماء.

الآن نحمل موازين بأيدينا ومعايير، ومن هذه المعايير نقيس كل ما يجري، نقيس بها كل ما يجري.

نحن الآن في خطر كبير، يعني الآن في أمر عظيم، يعني عملنا أشد دقة ويحتاج إلى همة أشد من همم الذين هم في ساحات الوغى ، فالأمر ليس سهلاً.

لذا المسلمون أينما كانوا، بأي لغة تكلموا، كانوا في مشارق الأرض أو مغاربها، يعودون إلى قواعد العلماء، فمن أصاب نقول له: جزاك الله خيرًا، عرفت الطريق، تقدم فيه، احمد الله.

ومن أخطأ يَظهر خطؤه، من الذي يَـكشِـف خطأ الناس؟
العلم.

المصدر:
الدرس الثاني عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
10 ربيع الآخر 1447 هـ
2 أكتوبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

السؤال: أحد من يسمون دعاة ولهم متابعون كثر ذكر أن الأمة ابتليت بست نكبات، أولها وفاة رسول الله ﷺ، وقد مات ولم يصنع للأمة دستوراً للحكم ؟

السؤال:
أحد من يسمون دعاة ولهم متابعون كثر ذكر أن الأمة ابتليت بست نكبات، أولها وفاة رسول الله ﷺ، وقد مات ولم يصنع للأمة دستوراً للحكم ؟

الجواب :
الله تعالى قال عن كتابه: {فِيهِ تِبْيَانٌ لِّكُلِّ شَيْءٍ} (النحل: 89)، القرآن فيه كل شيء، وليس فقط الدستور ، حتى قال بعض الظرفاء لبعض المشايخ يعني مُـتَعلِّـماً :
الساندويتش مذكور في القرآن؟

الله يقول فيه تبيان كل شيء، كيف أصنع الساندويتش؟
فأجابه: نعم، قال إن الله يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النحل: 43)، فرد الأمر إلى أهل الخبرة، ففيه كل شيء، القرآن فيه كل شيء.

ونحن في درسنا الماضي في أصول الفقه “حكم العام” ، فصلناها تفصيلاً أصولياً مهماً جداً.

فالقول بأن النبي ﷺ ترك أمته هملاً أي في متاهة، ولا يوجد في دينهم ما فيه الكفاية، فهذا قول باطل وليس بصحيح، وله لوازم خطيرة وخطيرة جداً.
متى افترقت السياسة والأحكام السياسية عن الأحكام الشرعية ؟
متى بدأت المناكدة بين الأمرين ؟
بدأت في القرن السابع، ابن القيم في أعلام الموقعين ذكَر حكم الساسة وحكم الشرع على أنهما قبيلان.

فتركُ النبي ﷺ أمته هملا، وأنه ما وضع لهم دستوراً ، وليس فيه بيان كيف يختارون الحاكم، هذا قول خطير وفيه نبز وطعن بأن هنالك أحكاماً ما ينبغي أن تُؤخَـذ من الشريعة، وإنما تؤخذ من السياسة، وهذه مناكدة ومناكدة عظيمة ، وبدأت في عصر المماليك الأُوَل ، لَما جهلوا الشريعة ؛ أطلقوا مثل هذه العبارات ، والإمام ابن القيم في “الطرق الحكمية” فَـصَّل في هذا ، وفي “إعلام الموقعين” كذلك.

فالقول بأن أمته ﷺ تُـرِكَت هَـملاً، فهذا أمر خطير جدًا.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شرح صحيح مسلم – الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
10 ربيع الآخر 1447 هـ
2 أكتوبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

السؤال: أحد من يسمون دعاة ولهم متابعون كثر ذكر أن الأمة ابتليت بست نكبات، أولها وفاة رسول الله ﷺ، وقد مات ولم يصنع للأمة دستوراً للحكم ؟

[ هؤلاء يليق بهم الجهل أكثر من العلم ، ابحث تجدهم ]

[ هؤلاء يليق بهم الجهل أكثر من العلم ، ابحث تجدهم ]

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه “مجموع الفتاوى”:

“وإن كان قد يقال: بل العلم بحصول العموم من صيغة ضروري من اللغة والشرع والعرف والمنكرون له فرقة قليلة يجوز عليهم جحد الضروريات”.

قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

هذا كلام أنا حقيقةً يعني فرحت به ، من قديم يوجد فِرق يجحدون الضروريات منسوبين للعلم ، ما أكثر الذين يجحدون الضروريات هذه الأيام!
كثير الذين يجحدون الضرورية، حتى وصل الحال بـ شيخ الإسلام أن قرّر عجبًا.

كنت قرأت كلامه بصياغة أدبية عالية، ولعل الله ييسر لي أن آتيكم بكلامه وأقارنه بكلام أديب عصري “المنفلوطي”.

المنفلوطي أديب كبير، كنت قد قرأت كتابًا له اسمه “النظرات”، فيقرر -استغربت من كلام المنفلوطي- يقرر أن الجهل في حق بعض الناس أحسن من العلم، استنكرته واستغربته، لكن كلامه يأسِـر ، بلاغته، أسلوبه، كلامه يأسر، ومع البحث وجدت الفكرة موجودة عند ابن تيمية، لكن تلك بليغة أكثر من هذه.

بعض الناس يجحد الضروريات، الذي يصل به الحال إلى جحد الضروريات ؛ والله الذي لا إله إلا هو_ وهو يسمعني سبحانه ويراني_، أن الجهل أليق بهذا الذي يجحد الضروريات من العلم.

الذي يجحد الضروريات اللازمة، يجحد الفطرة، يجحد اللوازم التي أجمع أهل العلم عليها، يليق به الجهل أكثر من العلم، وهذا أصل في القرآن:
{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 97]

بعض الناس الأجدر به ألا يَعلم، هي مأخوذة من هذا الأمر.

قال أبو حيان الأندلسي في “البحر المحيط” قال من الأعراب؟:
الأعرابي الذي يركب رأسه ولا يسوسه سائس، ولا يجثو على الركب بين يدي العلماء.

من ركب رأسه ولم يسسه أحد، ما رباه لا أهل ولا عالِـم، ولا جلس إلى معلِّـم، ولم يجلس على الركب بين يدي العلماء ؛ هذا أعرابي، وهذا أخس أنواع الناس.

من هو أخس أنواع الناس؟
من كان الجهل به أليق من العلم.

هذا موجود أم غير موجود؟!
ابحث حواليك تجده، وتجده بكثرة، لاسيما في وقت الغفلة، وأن يكون العلم قِـشراً لا حقيقةً ، ليس مربوطاً بقواعد العلماء.

المصدر:
الدرس الثاني عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
10 ربيع الآخر 1447 هـ
2 أكتوبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ هؤلاء يليق بهم الجهل أكثر من العلم ، ابحث تجدهم ]

[ ما سبب عدم قبول الصدقة في آخر الزمان ]

[ ما سبب عدم قبول الصدقة في آخر الزمان ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
آخر الزمان يكثر المال، والذي يجدُ المال يطوف على الناس، ويطوف على رجل كان قد أعطاه، وهنا هذا المراد، فيوشك الرجل أن يمشي بصدقته، فيقول الذي أُعطِـيها – الذي كان قد أخذها سابقًا – فيقول:
“لو جئتنا بها بالأمس”.

فهذا معنى قوله (فيقول الذي أعطيها)، قال: أي عُرِضَت عليه، والآن لا يقبلها.

لأن الناس مقبلون على الآخرة، أشراط الساعة ظهرت، والناس لمّا القلب يتجه للآخرة يزهد في الدنيا، فالدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب، فإذا اقتربت من المشرق ابتعدت عن المغرب، وإذا اقتربت من المغرب ابتعدت عن المشرق، فالناس اليوم يَكُبُّون على الدنيا وعلى فنائها وحطامها، والسبب الرئيس هو زهدهم في الآخرة وعدم زهدهم في هذه الحياة الدنيا.

النبي ﷺ أشار وأخبرنا في حديث النوَّاس بن سمعان الذي أشار إليه الشارح الإمام النووي رحمه الله تعالى، لمّا قال:
« وسبب عدم قبولهم الصدقة في آخر الزمان لكثرة الأموال وظهور كنوز الأرض ووضع البركات فيها كما ثبت في الصحيح بعد هلاك يأجوج ومأجوج ».

ص96 – كتاب شرح النووي على مسلم – باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف –

بعد هلاك يأجوج ومأجوج البركة تُرفع من الأرض في أثناء الحياة ، لكن بعد هلاك يأجوج ومأجوج البركة تعود إلى الأرض ، ويكثر المال وتكثر بركته ويظهر هذا
جليًا في الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم في صحيحه برقم 2937 من حديث النوَّاس بن سمعان، وياتينا الحديث ونشرحه مفصلاً.

المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
6 رجب 1445 هـ
18 يناير 2024 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ ما سبب عدم قبول الصدقة في آخر الزمان ]

[كلمة موجزة عن الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله] [ فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله]

[كلمة موجزة عن الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله]
[ فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله]

“إِنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فيطيب لي أيها الإخوة الأحبّة في هذا اللقاء أن ألتقي بكم في معهد الحافظ ابن حجر في جاكرتا إندونيسيا، وأرجو الله تعالى أن يجعل لقاءنا هذا سبباً من أسباب النجاة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

والشكر موصول لمدير هذا المعهد، الأخ الفاضل الدكتور الشيخ زين العابدين ابن شمس الدين، وكذلك لأخينا هندر بن علي غفور ، وكذلك أحيي الوجوه التي أرى، وأرجو الله كما جمعنا في الدنيا على طلب العلم أن يجمعنا في جنات النعيم.

هذا المعهد أظن لو أن الحافظ ابن حجر بُعث من قبره فراكم لفرح، فكان لابن حجر حب شديد لتلاميذه، وكان كريماً عليهم،
ولابد أن أُعرِّفَ به موجزاً، وإلا فالكلام عن الحافظ يحتاج إلى مؤتمرات، وكُتبت عنه رسائل كثيرة، وأظن في مكتبتي من الدراسات عن الحافظ ابن حجر، يعني لو جِيءَ بها في هذا المجلس لكانت أكثر من نصف مساحته، الحافظ إمام، وهو إمام في كل العلوم، فهو أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني الشافعي، الملقب بشهاب الدين، المعروف بأنه خاتمة أمراء الحديث، فلم يوجد بعده من لُقّب بأنه أمير للحديث إلا هو، وكنيته أبو العباس، وعاش في مصر وأصله من عسقلان، عسقلان مدينة في غزة الجريحة، التي أرجو الله أن يعافيها ويعافي المسلمين هناك.

وله شعر مطبوع، له ديوان بعنوان “الكواكب السائرة” وما زال شعره يحتاج إلى جمع، فما من جزء حديثي أفرده في طرق حديث إلا ونظمه بمقطوعات بأبيات معدودات، ومن أشهر كتبه وكتبه كثيرة ، ذاك الكتاب الذي كان يقول عنه شيخنا الألباني كتاب الإسلام وهو”فتح الباري شرح صحيح البخاري”.

و”فتح الباري” ليس خاصاً في شرح صحيح البخاري، ولو أنك قلت إن “فتح الباري” شرحَ كتب الحديث الستة لأصبتَ، فما من مسألة إلا ويُسهب فيها فيُشبع ويروِّي، فمن قرأه خرج شبعانَ ريانَ من العلم، والذي يقرأ “فتح الباري” هو العالِم حقاً،
وانشغل به العلماء، وما من عالم من العلماء المعروفين إلا وقرأ كتاب “فتح الباري”، وبعضهم قرأه مرات وكرات، وتُرجم إلى أكثر من لغة، كتاب “فتح الباري” وأنا لا أعرف هل تُرجم للغة الأندونيسية أم لا، فإن لم يترجم فما أجدره أن يُترجم، ووجوه وحركة الرؤوس تدل على أنه تُرجم، هذه بالمفهوم الإشارة وهو مفهوم معتبر عند العلماء، هذا مفهوم معتبر وله أدلة كثيرة.

ومن أشهر كتبه “تغليق التعليق”، كتاب فذ لم يُؤلف غيره في معلقات البخاري، فالبخاري أورد أحاديث وآثار وعلقها، فلم يذكر سنده إليها، علقها على قائليها، فقال: قال ابن عباس، قال مجاهد، قال ابن عمر، قال عمر، وأحياناً يذكر قولاً وأحياناً يذكر فعلاً، فجاء الحافظ ابن حجر فغلّقها وسمى كتابه “تغليق التعليق” فأورد فيه أسانيده من شيخه إلى الأثر المعلق عند البخاري ، وهذا عمل عظيم لا يقدر عليه إلا أمثال الحافظ ابن حجر، وطُبع في أربع مجلدات.

ومن كتبه البديعة “الإصابة في تمييز الصحابة” ومات ولم يتمه، وبقي فيه قسم المبهمات، فحاول ألصقُ تلاميذه به الحافظ السخاوي محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902 أن يتمه فما استطاع، فبقيت “الإصابة” ناقصة ولا يوجد فيه القسم المتعلق بالمبهمات مثل: عم فلان، وأخو فلان، وابن فلان وما شابه.

ومن كتبه البديعة وهو الرابع، وكان يتمنى لو أنه ما كتَـب إلا هذه الأربعة:
“فتح الباري”، “تغليق التعليق”، “الإصابة”، والرابع “لسان الميزان”.

“لسان الميزان” ووضعه ذيلاً على كتاب الإمام الذهبي “ميزان الاعتدال في نقد الرجال” وزاد عليه، والزيادات تراجم مفردَة لم يتعرض لها الإمام الذهبي، وجعل أمامها في “اللسان” حرف زاي وهذا الحرف فيه إشارة إلى أنه ترجمة زائدة ما ذكرها الإمام الذهبي.

وله كتب كثيرة وهو شافعي المذهب، له اختيارات على وفق الدليل، وإن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء قال به، ولسان حاله يقول: “أنا معذور بترك قول إمامي، وإمامي معذور بتركه لهذا الحديث، ولا أقدم قول أحد على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

هو من أعيان القرن التاسع الهجري، متوفى سنة 852، تتلمذ على كبار شيوخ عصره، وكان في طبقة شيوخه كثير ممن شرحَ صحيح البخاري، فاجتمع بين يديه عدد كبير من الشروحات، وكان الحافظ ابن حجر قيماً على الكتب الوقفية في القاهرة فاجتمع له شرح شيخه الحافظ الكبير ابن الملقن المسمى “التوضيح في شرح الجامع الصحيح”، وكذلك شرحُ شيخه سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني ، وله شرح على صحيح البخاري.

وكذلك تتلمذ على الحافظ العراقي عبد الرحيم بن الحسين العراقي صاحب الألفية التي شرحها السخاوي في كتابه “فتح المغيث”.

ومن أشهر تلاميذ الحافظ وأكثرهم عملاً في الحديث وله مصنفات بديعة وكثيرة ومتقـنَة ومحررة:
الحافظ السخاوي، وكان يفخر على عصرِه وخَصـمِه “الحافظ السيوطي” بأنه تتلمذ على ابن حجر.

فقال السيوطي رداً على السخاوي:
“أنا والدي أحضرني وأنا طفل في مجلس الحافظ ابن حجر”، فكان مجرد حضور الواحد في مجلسه وهو طفل كان يتباهى به وكان يفتخر بنسبته للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.

الحافظ يحتاج إلى كلام طويل وكثير ولكن عَـنَّ في بالي وانشرح صدري أن أتكلم بهذه الكلمات بين يدي هذه الدورة الثالثة في هذا المركز المبارك، الذي أسأل الله تعالى أن يوفق القائمين عليه وأن يعقدوا مؤتمراً خاصاً ، وما أجدره بذلك.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الأولى.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[كلمة موجزة عن الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله] [ فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله]

السؤال: كيف يتأكد الإنسان أنه مخلص في عبادته لله عز وجل، وما هي نصيحتكم في إخلاصه ؟

السؤال:
كيف يتأكد الإنسان أنه مخلص في عبادته لله عز وجل، وما هي نصيحتكم في إخلاصه ؟

الجواب:
أما من شهد أنه مخلص في عبادته لربه، فإخلاصه بحاجة إلى إخلاص، والذي يتهم نفسه، فهذا الاتهام علامة خير، ولا يخشى من الرياء إلا مخلِص ، فمن علامة العافية والرجاء أن يخشى الإنسان على نفسه.

وهذا حال السلف الصالح، فكان يجتمع في قلبهم الخوف والرجاء، والخوف والرجاء جناحان لا يطير العبد إلا بهما ولا يصل إلى الجنان إلا بجناحين اثنين، الجناح الواحد لا يحلق الطائر به، فالإخلاص يحتاج إلى أن تكثر طاعتك في خلوتك، وأن تطيلها، وأن تستحضر النية قبل الفعل، وفي أثناء الفعل، وبعد الفعل.

وأن تسأل ربك الإخلاص دائما، وأن تدعو:
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه، وأن تعلم أن للإخلاص بركات وثمارا عديدة جدا.

ويذكرون قصة جميلة:
رجل كان يتزيّى بزي النساء ويدخل معهن في الأعراس والمآتم.

فدخل يومًا من الأيام في المآتم، وهو متزيٍّ بزي النساء، يسمع حديثهن وينظر إلى عوراتهن، فسُرقِـت في المجلس دُرّة ثمينة، فتوجّه إلى الله بإخلاص: يا رب، إن نجيتني من هذه الورطة فإني سأتوب ولن أعود، فبقوا يفتشون وبقي يؤخِّر نفسه، فلم يبق إلا هو وامرأة.

فوجدوا الدُّرّة مع التي قبله ، فقالوا: أطلقوا الحرّة فقد وجدنا الدُّرّة.

فالإخلاص من أسباب النجاة، وحديث الكهف، الثلاثة الذين دخلوا الكهف واضح جلي في هذا الباب، فالإنسان في الورطات والظلمات إذا توجه إلى الله بإخلاصه نجّاه الله، فمن يعلم قيمة الإخلاص يعلم أن الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة.

ويبقى الإنسان يجاهد نفسه حتى يصبح مخلَصًا، فإذا أصبح مخلَصًا الشيطان لا يقدر عليه، كما قال الله عن يوسف عليهالسلام:
{ .. إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف : 24]

وصرف الله عز وجل عنه السوء والفحشاء، قال تعالى:
{ … كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف : 24]

فمن جاهد نفسه على الإخلاص يصبح مخلَصًا، المخلِص يجاهِد، والمخلَص لله ينجيه من حظوظ نفسه.

لذا قالوا عن أيوب السختياني وغيره من الزهاد -وكان يجاهد نفسه- ، وكان في مجالس الوعظ تَدمع عيناه، فيرى الناس ينظرون إليه والدموع في عينيه، فيقول: ما أشد الزكام! ليتظاهر أنه مزكوم.

ولذا الإنسان عند الله بإخلاصه، أتعرفون الفرق بين المنافق والصحابي؟
إنه الإخلاص.

الصحابي مخلِص ، والمنافِق كذاب، وفي ظاهر الحال أمرهما واحد، لكن الإخلاص هو الذي يفرق بينهما، فالإخلاص ينجي صاحبه.

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
«إنَّما يَنصرُ اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ بضَعيفِها، بدَعوتِهِم وصَلاتِهِم ، وإخلاصِهِم».
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 3178

إن أحسنّا لضعفائنا ووجِـد الإخلاص فينا، نصرنا الله تعالى.

فالإنسان يبقى يجاهد نفسه ليكون مخلِصًا، فإن أفلح واصطفاه الله يصبح مخلَصًا، الله يجتبيه، فالله ينجيه، ينجيه من حظوظ النفس ، ومن المعاصي.

ولذا قالوا عن أبي أيوب السختياني:
كان إن أراد أن يعصي الله لا يستطيع.

وبعض الناس من شدة إخلاصه لو أَن النفس، حدثته بمعصية، الله يحفظه.

يحفظه بإخلاصه وصدقه، فالإنسان في حقيقة أمره عند ربه ؛ بقلبه ونيته، لذا قالوا: نية المؤمن أبلغ من إيش؟
من عمله.

تأملوا معي صنفين أو رجلين أخبر عنهما النبي صلى الله عليه وسلم في حديثين في الصحيحين ، كل على حدة :
«أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: قالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يَدِ سَارِقٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ علَى سَارِقٍ فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا في يَدَيْ زَانِيَةٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ علَى زَانِيَةٍ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، علَى زَانِيَةٍ؟ لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يَدَيْ غَنِيٍّ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ علَى غَنِيٍّ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، علَى سَارِقٍ وعلَى زَانِيَةٍ وعلَى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ فقِيلَ له: أَمَّا صَدَقَتُكَ علَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عن سَرِقَتِهِ، وأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عن زِنَاهَا، وأَمَّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فيُنْفِقُ ممَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ.»
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1421

آخر مجاهِد، عالِم، قارئ القرآن ، كريم، يضع الأشياء في أماكنها، وهو أول ما تُسعَّر به النار، الفرق أن ذاك صادق وهذا منافق.

ولذا الإخلاص، إخواني، يتحصل عليه الإنسان بالمجاهدة، وباستحضار النية، وبإخفاء العمل، والفرق بيننا وبين السلف أن بواطنهم خير من ظواهرهم، وأن أفعالهم أبلغ من أقوالهم، ونحن ظواهرنا خير من بواطننا، وأقوالنا أبلغ من أفعالنا، هذا الفرق بيننا وبينهم.

إذا كان الواحد منهم ينام، يضع رأسه عند رأس زوجته ويبكي، ويبل الوسادة من البكاء، وزوجته بجانبه لا تشعر به.

الواحد منا اليوم يعمل عملاً، فيبقى الشيطان يطغيه حتى يُحدّث ويصيبه العجب ويتكلم فيه، إن استحضر النية من البداية، فإنه في النهاية لا يسلم من العُجب.

المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان (لأول مرة ينشر الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان 150- شرح مسلم)✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

السؤال: كيف يتأكد الإنسان أنه مخلص في عبادته لله عز وجل، وما هي نصيحتكم في إخلاصه ؟

[حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد ]

[حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد ]

حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد، سمعتم بفتنة ابن صياد؟

فتنة ابن صياد ثابتة في الصحيحين، وأذكر لكم حديثاً واحداً، وفصل فيه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، فاتفق الشيخان البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه،

أنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ في رَهْطٍ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حتَّى وجَدُوهُ يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وقدْ قَارَبَ يَومَئذٍ ابنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بشيءٍ حتَّى ضَرَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظَهْرَهُ بيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابنُ صَيَّادٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟ قَالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آمَنْتُ باللَّهِ ورُسُلِهِ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَاذَا تَرَى؟ قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُلِطَ عَلَيْكَ الأمْرُ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اخْسَأْ ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي فيه أضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يَكُنْهُ، فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ، فلا خَيْرَ لكَ في قَتْلِهِ.

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3055
التخريج : أخرجه مسلم (2930) باختلاف يسير

“أُطُم بني مغالة”:
الأُطم تلة، يلعب بجانب هذه التلة مع صبيان.

“وقد قارب ابن صياد الحلم”:
يعني صغير بعد، قارب أن يحتلم، أن يبلغ، أن يكون بالغاً.

ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني قد خبأت لك خبيئاً” :
تزعم الغيب، خبأت، أخبرني بالذي خبأته.

فقال ابن صياد: “هو الدُّخْ،” والذي بيّته النبي صلى الله عليه وسلم له الدخان، فقال: “الدُّخْ،” الشياطين تلعب بالناس، فكان معه شيطان.

إلى ما يدعو الدجال؟
يدعو أولاً بأنه نبي، ثم من بعد النبوة يدعي أنه إله، الدجال فتنة عظيمة، الدجال يظهر في وقت مجاعة، الناس تجوع، ولذا فتنة الدجال معه جبال من خبز، فمن آمن به أطعمه ومن لم يؤمن به تركه جائعاً، ومعه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ومكتوب بين عينيه “ك ف ر” ، هكذا تهجاها النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “يقرأها كل مسلم، قارئ وغير قارئ.

اختلف أهل العلم: ابن صياد هو الدجال ولا غيره؟ نسمع ثم رواية ابن عمر في الصحيحين، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “اِخْسَأْ فلن تعدو قدرك،” لا تعرف الغيب، اخسأ لما قال: “دُّخْ”، ما أكمل، فقال له صلى الله عليه وسلم: “اِخْسَأْ، أنت بشر لن تعدو قدرك”.

فقال عمر: “يا رسول الله، اضرب عنقه، ذرني أضرب عنقه،” رضي الله تعالى عنه، كان شديداً في دين الله، فقاله النبي صلى الله عليه وسلم معلماً إياه أن لا يتعجل، قال: “إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله”.

إيش يعني؟ “إن يكنه”؟
إن كان ابن صياد الدجال فلن تسلط عليه، الدجال داء له دواء، ما هو دواء الدجال؟
دواء الدجال ذاك عيسى عليه السلام، نبي الله عيسى ينزل ويطعنه حتى يقتله عند باب لد، الباب الشرقي في مدينة لُدّ، ومدينة لُدّ في فلسطين، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: “إن يكنه، إذا كان هذا هو الدجال، فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله”.

الحافظ ابن كثير في التفسير في أواخر النساء لما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا وجعل له دواء،” فقال: “ومن هذا الحديث يستدل على أن قاتل الدجال هو عيسى عليهالسلام، لأنه داء ودواء، الداء الدجال والدواء عيسى عليه السلام”.

هذه حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبقي وكبر وجرت له مناظرة مع أبي سعيد الخدري، والكلام طويل ولا أريد أن أجعل الكلام خاص بابن صياد، الكلام طويل جداً عن ابن صياد، لكن قال بعض أهل العلم كابن كثير أنه فُـقد في الحَرَّة، ابن صياد فقد، فلعله هو الدجال، لعله هو الدجال.

فالدجال حي، الشاهد من الإيراد أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ظهرت عندهم فتن أولاً “من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا” ، بدايات الاختلاف، أما الفتن التي تجسدت وأصبح لها قوة، وهذه القوة أصبحت تبطح الناس، هذا جرى في العصور المتأخرة، وسيأتينا رسم بياني في أن الفتن كلما تقدم الزمن اشتدت، والفتن لله فيها سنة، وذكرته لكم في الحديث السابق الطويل، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:
«وإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِه جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا».
صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 1844

ما معنى: “فيرقق بعضها بعضاً”؟
فتنة أمس رقيقة بالنسبة لفتنة اليوم، فتنة اليوم بالنسبة لفتنة الغد تكون فتنة رقيقة، وفتنة الغد بالنسبة إلى فتنة بعد غد ؛ فيرقق بعضها بعضاً.

ما الفحوى والمعنى م “يرقق بعضها بعضاً” ؟
أن الفتنة تشتد بمضي الزمن.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثانية.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد ]

[سبب البأس الشديد في الأمة هو الحكم بغير ما أنزل الله ]

[سبب البأس الشديد في الأمة هو الحكم بغير ما أنزل الله ]

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«سألتُ ربي ثلاثًا ، فأعطاني اثنتينِ ، ومنعني واحدةً ؛ سألتُ ربي أنْ لا يُهْلِكَ أمتي بالسَنَةِ ، فأعطانيها ، وسألتُهُ أن لَّا يُهْلِكَ أمتي بالغرَقِ ، فأعطانِيها ، وسألْتُهُ أن لَّا يَجْعَلَ بأسَهم بينَهم ، فمنَعَنِيها».

الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3593

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية -شمال المدينة- حتى إذا مر بمسجد بني معاوية فدخل، فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه دعاءً طويلًا ثم انصرف إلينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “سألت ربي فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة”، قال: “سألت ربي لأمتي ثلاث دعوات، فالله جل في علاه أعطاني اثنتين ومنعني الثالثة”، انتبه سأسمعك الاثنتين والواحدة، وأسألك سؤالًا، والمرجو منكم -وكلكم فطناء وطلبة علم وأذكياء- أسمع منكم الجواب.

والسؤال مهم، وكثير من الناس يتشككون فيه، اسمعوا ماذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه لأمته ، وما هي الخصلتان اللتان أعطاهما الله تعالى لأمته وما هي الخصلة التي منعها إياه، قال: “سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها”.
لا يوجد زلزال أو مجاعة أو أي سنة من سنن الله عامة تهلك الأمة بتمامها، لا، هذا قد أعطانيه، مطمئنون لهذا، هذه الأولى.

الثانية: “قال وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها”:
غرق يغرق الأمة مثل ما حصل مع نوح عليه السلام، هذا لا يكون، هذه الثانية التي أعطانيها.

قال صلى الله عليه وسلم:
“وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم شديدًا فمنعنيها”.

البأس، بأس أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيما بينهم، ايش؟ شديد، بأسهم بينهم شديد، هذا أعطاها الله لنبيه أم منعها؟ منعها.

طيب أقرب لكم الجواب، كيف أقرب الجواب وأنا ما سألت السؤال بعد؟
هل الحكام كفار؟ الحكام الذين يحكمون المسلمين هل هم كفار؟ طيب أقرب لكم الجواب واسمع منكم الجواب، ثبت من حديث عبد الله بن عمر في سنن ابن ماجه و شعب الإيمان للبيهقي قال: “يا معشر المهاجرين خمس إن تدركوهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن”.

وذكر خمسة أشياء، الذي يهمني من هذه الخمسة قوله صلى الله عليه وسلم:
“وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا جعل بأسهم بينهم شديدًا”.

هل النبي ﷺ يعلم أن الحكام في آخر الزمان -حكام أمته- سيحكمون بغير ما أنزل الله؟ يعلم أو لا يعلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “وسألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم شديدًا فمنعنيها”، طيب ما هو سبب البأس الشديد؟
قال: “وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا جعل بأسهم بينهم شديدًا”.

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الحكام سيحكمون بغير ما أنزل الله؟ نعم، كيف يعلم؟ لازم قوله: “فمنعنيها”، لأن سبب البأس الشديد هو الحكم بغير ما أنزل الله، فسأل ربه ألا يجعل بأسهم بينهم شديدًا فمنعنيها، فإذاً كان النبي ﷺ يعلم أن الحكام في آخر الزمان -حكام المسلمين- سيحكمون بغير ما أنزل الله، وسكت عن تكفيرهم ، قال:
«يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم ، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم ، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم».

المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7978

الخطاب للمهاجرين ، يا معشر المهاجرين ، ولذا قلت لكم أن الانشغال بتكفير الحكام لا يقدم ولا يؤخر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، انشغلوا بالعلم الشرعي الصحيح، ننشغل بتعليم الناس دين الله سبحانه وتعالى، ولا ننشغل بالذي يصنعه بعض المتحمسين الذين لا يعرفون جل أحكام الشريعة، فالواجب علينا أن نتعلم أحكام ديننا، فربنا يُعلم نبينا صلى الله عليه وسلم، ربنا أخبره أن البأس الشديد موجود، وسبب البأس الشديد هو الحكم بغير ما أنزل الله، والنبي ﷺ سكت.

فالشاهد الأصل أن ننشغل بالأحاديث الصحيحة الصريحة في هذه الأمة.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثانية.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[سبب البأس الشديد في الأمة هو الحكم بغير ما أنزل الله ]

[ قصة إسلام الفرنسي الطبيب “موريس بوكاي” ، وبيان سر صد كثير من أهل الكتاب الذين يعيشون في أوروبا عن القرآن ؟ ]

[ قصة إسلام الفرنسي الطبيب “موريس بوكاي” ، وبيان سر صد كثير من أهل الكتاب الذين يعيشون في أوروبا عن القرآن ؟ ]

السؤال:
هل إقامة الحُجة تحصل بترجمة القرآن؟

الجواب:
قد تحصل وقد لا تحصل، الإسلام انتشر في أوروبا لأسباب، من بين الأسباب التي انتشر فيها الإسلام في سبعينيات القرن الماضي عالم فرنسي جزاه الله خيرًا كان نصرانيًا فأسلم، اسمه موريس بوكاي.

موريس بوكاي له كتاب تُرجم للغات عديدة جدًا عنوانه “العلم في القرآن والتوراة والإنجيل”، بَيّن فيه أن القرآن لا يخالف العلم، وأن الذي يخالف العلم ما هو في التوراة وما هو في الإنجيل، وحاضر، وكان يترحل إلى كثير من عواصم الدول الأوروبية وحاضر في الكتاب، ونفع الله تعالى به كثيرًا،
هذا إسلامه له قصة على موضوع الترجمة، هو طبيب، موريس بوكاي طبيب، وكتب عدة كتب وفهمه للإسلام جيد وكلامه على الإسلام جيد، بخلاف “روجيه غارودي”.

“روجيه غارودي” يدعو إلى الأديان كلها، بل كان اشتراكيًا شيوعيًا، وكان يقول في بعض مقابلاته:
“أنا ما تركت الاشتراكية”، يعني بقي شيوعيًا، ويدعو لكل الأديان، والدعوة لكل الأديان هذا مصيبة، وهذه طامة في هذا الزمان.

الخلاصة :
موريس بوكاي طبيب يقول: “كنت طبيبًا وكنت مبشرًا بالدين النصراني، وكلما جاءني مريض أبدأ معه بالتشكيك”، قال: “وقرأت القرآن ثلاث مرات، ولكني قرأت القرآن بالترجمة، لم أقرأه باللغة التي أنزلها الله، العربية”، “قرأته بالترجمة”، قال: “فذات يوم اتصل عليّ ديوان الملك السعودي، وقالوا: نريد أن تعالج الملك فيصل، الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود”،
والملك فيصل رجل صالح، غيور على دين الله ، قال: “فترددت، كيف أعالجه وكيف أعامله؟ هل أعامله كما أعامل الناس؟”، قال: “فعزمت أن أُبقي على نهجي، أبدأ أُشكك في الإسلام وألقي عليه الشبه”، قال: “فجاء وعالجته، وبدأت أُلقي عليه الشبه كالعادة”، قال: “فوجدته هادئًا، العالِم عنده يقين، يعرف القرآن ويفهم القرآن”.

قال: “فمد يده، صافحني”، فصافحته، قال: “أريد منك أن تعاهدني أن تقرأ القرآن الكريم”، قال: “فقلت بتبجح: قرأته ثلاث مرات”، قال لي: “هل قرأته بلغة الأم، أم أنك قرأته مترجمًا؟”، قال: “قرأته مترجمًا”، قال: “فالفساد وصل إليك من المترجِم، أنت لا تفهم القرآن، أنت لا تفهم القرآن، عاهدني أن تقرأ القرآن باللغة العربية”.

فقال: “اتصلت بجامعة باريس، وطلبت أن أتعلم العربية” ، وتعلم العربية، ثم ذهب إلى الجزائر ومكثت فيها سبع سنوات يتعلم العربية.

ثم قال :
قرأت القرآن، وبدأت أفتش في القرآن، وأنا في كل علمي أن القرآن مثل التوراة والإنجيل، وهذا هو سر صد كثير من أهل الكتاب الذين يعيشون في أوروبا عن القرآن، يظنون أن القرآن كالتوراة والإنجيل، هناك سلطان يجعلك تتخلى عن عقلك، تتخلى عن فهمك، والسلطان سلطان الدين، يسيطر عليك وتقتنع بأشياء لا يمكن أن تقتنع بها، فيصدون عن سبيل الله ، الآن النصارى ليسوا نصارى، واليهود ليسوا يهود، هم أقرب للإلحاد”.

الخلاصة: قال: “فبدأتُ أتعلم، ثم الله شرح صدري للإسلام”، قال: “فتكلمتُ مع الشيخ ابن باز”، تكلم مع الشيخ ابن باز، قالوا: “الشيخ ابن باز تكلم مع محمد تقي الدين الهلالي”، قال: “فذهب، فكان يعرف الفرنسية، فذهب لموريس بوكاي إلى فرنسا، والتقى به ودعاه للإسلام”، فقال: “أنا على وشك الإسلام، أنا قرأتُ الإسلام وأنا على وشك الإسلام”، فأسلم، وتحمس للإسلام، وألّف كتبًا وحاضر محاضرات عديدة كان لها أثر عظيم واضح جلي في نشر الإسلام، فالترجمة تصلح ولا تصلح.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الرابعة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ قصة إسلام الفرنسي الطبيب “موريس بوكاي” ، وبيان سر صد كثير من أهل الكتاب الذين يعيشون في أوروبا عن القرآن ؟ ]