الجواب:
الوصية أن تضع الناس بعدك من أحبائك وورثتك، فألا تتركهم في عِماية، تقول لي كذا من الديون وعلي كذا، فما تعلمه على غلبة الظن أنه سيُفعل من خلال موت أمثالك من عشيرتك أنه سيفعل حراما تمنع منه فتعلم وتغلب على ظنك، فقديما كانت النساء يلطمن وينحن فكان الواجب البراءة من النوح واللطم، تعلَّم الناس اليوم واللطم والنوح قليل، لكن الناس اليوم يستدينون حتى يطعمون الناس في الثالث، والأربعين، والأسبوع، ورأس السنة، والعيد فهذا تبرأ منه، فكل ما يغلب على ظنك أنهم سيفعلونه فيه محذور تبرأ منه ولا يوجد للوصية لفظ، الوصية متروكة للإنسان ثم لك ثلث لك أن توصي به لمن تحب، الإمام الشافعي إمام كبير محمد بن إدريس الشافعي فكتب في وصيته وقال وأن يُعطى كل ذكر من آل شافع دينار، كل واحد من الحمولة والعشيرة اعطوه دينار حتى لا ينساني من الترحم عليّ، كان ذا مال فأوصى لكل واحد من عشيرته أن يُعطى دينار، فأنت حر في الوصية ولكن لا تُقْدِم حتى تستشير وهنا لفتة ينبغي أن ننتبه لها، سعد طمع بالأجور فأوصى بماله ولما مرض ما كان له ولد ثم فيما بعد رزقه الله عدد من الذكور وأصبحوا من أهل الحديث لهم ذكر في الأحاديث ولهم ذكر في عامر بن سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم، فأوصى ماله للفقراء فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الإرشاد لنا فقال ياسعد إنك ان تذر ورثتك أغنياء خير لهن من أن يتكففن الناس، أنت انوي في ما بينك وبين الله أن هذا المال يُعطى للأولاد ولك فيه أجر لك فيه أجر، إذا أردت أن تترك مالك لأولادك حتى لا يتكففوا الناس ولا يسألوا الناس وفي الحديث القادم في صحيح مسلم “اليد المُعطية خير من اليد الآخذة” اترك أولادك أصحاب يد مُعطية فلا تتركهم يتسولون ويطلبون، ليكن هذا بينك وبين الله. انتبه فضًّل النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الورثة وهم أغنياء المال على إعطائه للفقراء، فإعطائهم الفقراء فيه أجر فالأفضل من هذا الأجر أن يأخذه الورثة، فأن يرث الورثة أباهم فيأخذون من ماله هذا فيه أجر أعظم عند الله من الصدقة، انتبه لهذا يعني لا تخرج من كل مالك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد لا تخرج كل مالك الثلث والثلث كثير فلو نقصت أحسن، العلة أترك ورثتك أغنياء خير لك من أن يتكففوا الناس.✍️✍️
السؤال:
كيف نوفق بين أن صدقة البخيل الشحيح أفضل وممدوحة؟
الجواب:
لأنه فيها كلفة، فيها مجاهدة، وأنت في طبعك الذي طُبعت عليه أنك بخيل.
نعود ونؤكد على حقيقة، فالأخلاق ماذا قلنا عنها؟
الناس معادن، أنت تعرف معادن، والمعادن ليست سيان ففي معدن ذهب، وفي معدن تنك، في ناس معدنه عالي جدا، وإنسان مجبول على كما قال الخطابي كما سمعتم وكأنه طَبع له، الشح طبع له يعني مطبوع عليه.
هل يوجد بعض الفسقة أكرم من بعض المتدينين؟
كثير، وكذلك أشجع.
فالناس معادن، من أحبه الله عز وجل فقهه في الدين، أما الناس فمجبولون على معادن.
إنسان مجبول على الشح فتصدق وهو صحيح شحيح وهو مجبول على الشح، هذا كلفه مجاهدة زائدة، فصدقته أفضل من صدقته وهو على فراش الموت، أجره أعظم قطعا، السبب أنه بذل جهدا زائدا في مخالفة طبعه، في مخالفة الهوى والاستجابة لأمر المولى، خالف هواه واستجاب لأمر مولاه.✍️✍️
السؤال:
أخ يسأل فيقول: بما يتعلق بنسخ الحلف بغير الله؟
الجواب؛
عمر رضي الله عنه حلف فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله”، من المتقدم والمتأخر رواية يزيد بن سنان كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لا وأبيك”، ثم نهى عن ذلك، المتقدم والمتأخر من حيث الزمن ظاهر، المنسوخ الحلف بغير الله والناسخ وجوب الحلف بالله دون سواه.
لكن السؤال المعتبر الشق الثاني في الورقة، قوله:
بما يتعلق بالقول بشذوذ العبارة، أليس ثمة بحث في إعلاله عند أحد من أهل العلم؟
ما وجدت بحثًا بهذا، فشراح مسلم لا يعتنون بهذه المباحث لأنها مباحث مخبأة وراء السطور، وشراح مسلم لا يعتنون بذلك، وقلت لكم ما قاله ابن بطوطة، كان يقول شرح صحيح البخاري دين في ذمة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقال الشوكاني فجاء ابن حجر فرفع هذا الدين، ولا هجرة بعد الفتح إلا إلى الفتح “فتح الباري”، وأنا أردد معه أو بنحو كلامه، فأقول شرح صحيح مسلم دين ما زال دينًا في ذمة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فللآن ما رفع أحد من شراح صحيح مسلم هذا الدين، وهو دين في ذمة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-. لكن صنيع مسلم يشير إلى أنه معلول، ثم وهو مهم أخرج البخاري هذا الحديث في موطنين ولم يذكر لفظة “وأبيكَ”، فتَقَصُد الإمام البخاري على حذفها من الحديث إشارة واضحة أن الحديث محفوظ دونها، فالحديث محفوظ دون “وأبيك”.✍️✍️
الجواب:
منسوخ.
تتمة السؤال:
عبد الرحمن بن سمرة هو الذي أسلم يوم الفتح كما ذكر أهل السير، وهذا يكون قرينة على نفس حديث أبي هريرة بالحلف بغير الله، هذه قرينة أخرى.
هل يجوز الحلف بالقرآن؟
الحلف، نَسْخ الحلف بغير الله عليه أدلة قوية و كثيرة ومذكورة كما ذكرت في محنة ابن أبي العز.
فالقرآن يجوز الحلف به ولا يجوز، إن أردت بالحلف المصحف فهذا مخلوق لا يجوز الحلف به.
ولذا بعض أهل العلم يقول إن أُطلق المصحف فيراد به الكتاب والورق والجلد فلا يُحلف بالمصحف، ولكن يحلف بكلام الله، لأن كلام الله صفة من صفاته، فيجوز الحلف بصفة من صفات الله.
فالمصحف غير كلام الله عز وجل، وأما الصحف والجلد والأوراق لا يحلف بها، ولكن يحلف بصفة من صفات الله سبحانه وتعالى.✍️✍️
الجواب:
لا، إلا إذا كان أراد رجل عليه دين بحلال، هل يجوز لنا أن نعطيه صدقة؟ نعم، قال تعالى :“إنما الصدقات للفقراء” “لل” هذه “لل” تفيد التمليك أو تفيد الاختصاص، وهذا يفيدنا في جواب السؤال، هل يجوز تشغيل مال الزكاة؟
بعض لجان الزكاة يفيض عندها مال، فهل يجوز أن يستثمروه ويطوروه ويكثروه ويكبروه؟ الجواب: إذا كانت “لل” للتمليك فلا، وإذا كانت “لل” للاختصاص فنعم بقيود، نعم بقيود، فذكر الله: “إنما الصدقات للفقراء” قال: “والغارمين”، والغارم مديون، والمديون بحلال، وليس المديون بلعب قمار أو مديون بربا، إذا كان الدين الذي عليه بحلال، فيجوز ذلك.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول تفضلتم في الدرس الماضي أنك أوصلت الخصال إلى أكثر من مئتي خصلة بما فيها من الأحاديث الموضوعة فكيف تستدل بالأحاديث الموضوعة؟
الجواب:
أوصلتها إلى مئتي خصلة وواحدة ، وأنا لا أستدل بالأحاديث الموضوعة.
أنا ذكرت أني جمعت.
العلم يقوم على أمرين:
الأول: التقميش.
الثاني: التفتيش.
ومعنى أنك تقمش: أنك تجمع ما ورد في الباب كما صنع ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية، لما أثبت بما لا مزيد عليه علو الله تعالى على خلقه فقال أنا أجمع في كتابي هذا الدساكر والعساكر، فكل ما يمكن أن يقوم كدليل أجمعه ثم بعد ذلك أذكر الضعيف والموضوع.
فذكر الموضوع والضعيف ضعفا شديدا من باب التقميش والجمع وليس من باب التفتيش والاحتجاج.
فالتقميش شيء والتفتيش شيء. فبعض العلماء يقمش ويفتش وهذا منهج من رام أن يجمع مسألة وأن يورد كل ما ورد فيها، يبدأ بالتقميش والتفتيش.
بعض العلماء يعمل على التفتيش ولا يذكر إلا الصحيح وبعض العلماء يسوقها ولا يفرق بينها فلا يفرق بين الصحيح والضعيف،
فذكر الضعيف شديد الضعف الذي لا يقبل التحسين في تعدد الطرق فيكون الضعف شديدا هذا لا يحتج به، فهو إن ذكر فإنما ذكر من باب التقميش.✍️✍️
الشيخ : فأقول له ولكم أحبكم الله الذي احببتموني فيه.
فالحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان كما صح عند أبي داود وأحمد وغيرهما.
روى أحمد (18524) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ) .
وحسنه الإمام الألباني في “صحيح الترغيب” (3030) .
والإنسان إن أحب أخاه في الله فهذا معدن حسن وطيب ، ومن أحب أخا له في الله فليزره وليخبره بأنه يحبه في الله، فهذا أكمل المراتب، فإن تعذر فيخبره دون زيارة.
✍️✍️
السؤال:
رجل تأتيه معصية ويتوب منها هل يدخل في السبعة؟
نعم.
كل ابن آدم خطاء، ولكل عبد ذنب يعاوده بين الحين والحين، فإن جاهد نفسه وأخلص لربه واتقاه ثم سرق منه الشيطان مواطن يسيرة فالعبرة بالغالب.
والله تعالى أعلم✍️✍️
السؤال:
الزواج سنة من السنن التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف نفسر عزوف بعض علمائنا من السلف الصالح وعلى رأسهما شيخ الإسلام وتلميذه النووي؟
الجواب:
لا ليس تلميذا لشيخ الإسلام فالنووي قبل ابن تيمية ، فإن ابن تيمية لم يدرك النووي.
ابن تيمية يروي عن شخص عن طبقة عن النووي،ما أدرك النووي،
ولكنه بلديُّه ، وبعض شيوخه الذين أخذ عنهم هم تلاميذ للنووي .
النووي مات صغيرا وابن تيمية عاش يقارع أعداءه.
ولولا أنه قال أنا لا أعرف النساء وما تزوجت وما تسريت لقلنا لعله تسرى.
ظفرت بإسناد في “اتحاف السادة المتقين “قديما -والآن جاءني وأنا أتكلم – برجل كأنه اسمه عبدالله بن أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، وهذا مذكور في إسناد عند الزبيدي في “اتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين” . ولكن الظاهر أن هذا تطبيع وخطأ، فإبن تيمية ما تسرى ولا تمتع بالنساء وهذه صور نادرة.
من كتب في العزاب من العلماء هم قلة ، وإذا جمعت العجائب من البر أو من البحر في مدة طويلة فنفلتها بجانب بعضها بعضا تستغرب، هذه درر قليلة وليست هي الأصل.
ولذا علماء الأمة تزوجوا وانجبوا وكان ابن عباس يقول كما في البخاري معلقا” احسنكم اكثركم نساء، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
أحسن المسلمين أكثرهم نساءً، أو أفضلكم أكثركم نساءً فأكثر الرجال نساءً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم الذين تخلفوا فلم يتزوجوا لهم أعذار، وهذه الأعذار بعضها قد تكون خاصة بهم لا يستطيعون التصريح بها، وإن صرحوا بها لا تلزمنا ،
فبعض الناس لا يستطيع أن يقرب بالنساء، هكذا خلقه الله عز وجل.
فلا يجوز أن يجعل القليل النادر أصلا ، فالنادر لا حكم له.
يعني يا من تذكرون أن بعض العلماء لم يتزوجوا كم واحد هم؟
أربعين، خمسين، ستين، سبعين، مقابل مئات الألوف بل أكثر.
والأصل هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم.✍️✍️
السؤال:
لو كان الشاب عاصيا وفي العشرين من عمره تاب وصار طالب علم.
الجواب:
أرجو الله أن يكون ممن نشأ في طاعة الله.
والنشوء في طاعة الله يختلف من بيئة لبيئة ومن وقت لوقت.
من نشأ بين أبوين صالحين فنشأ طائعا لله غير الذي نشأ في بيئة فيها بعد عن الله عز وجل. فكلما تركت هواك وجاهدت نفسك وأخلصت لربك وشعرت بأن الله ينظر إليك كان لك بإذن الله تعالى نصيبا من هذا.✍️✍️