السؤال:
سمعنا أنه يدفن في مقبرة البقيع أكثر من واحد في نفس القبر فما الحكم؟ وهل يجوز أن ندفن رجل كبير بجانبه طفل في آنٍ واحد؟
الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم رخص في أن يدفن أكثر من واحد يوم أحد لما كثرَ الموتى .
والمصنوع والمعمول به في البقيع فيما رأيت أنهم في كل خمس سنوات يحفرون على الموتى ويجمعون بقايا العظام ويضعونها في قبر واحد، ويضعون ميتا جديدا في هذا القبر. ولا إله إلا الله البقيع فيما يذكر أهله أن تربته حامية جدا .
فالأرض المعتدلة كبلادنا -بلاد الشام- أن الإنسان يذوب جسده قالوا : في نحو خمسين الى سبعين سنة.
أما أهل البقيع لشدة حرارة الأرض الميت خلال خمس سنوات يتحلل، فهم بعد خمس سنوات يعملون على الدفن .
فهم لا يدفنون أكثر من واحد في قبر، وإنما يجمعون العظام والمتبقي من الميت في قبر واحد ويدفنون دفناً جديداً.
والله تعالى أعلم.
السؤال: نريد منكم شيخنا نصيحة للخطباء الذين لا يلتزمون بالخطبة
الموحدة فيعرضون الدعوة إلى التحجيم وإيقاف الخطباء مع أن معظم الخطب هي موحدة.
الجواب:
معظم الخطب الموحدة ممتازة جداً.
أنا التقيت من قريب قبل هذا الدرس (6 شهور) بمعالي وزير الأوقاف وسمعته من قريب يقول:
الخطبة الموحدة غير ملزمة .
الموضوع ملزم .
أما الخطبة التي يبثونها غير ملزمة. يعني أنت لا تحاسب أنك لمَ لم تقل كذا ولم لم تستدل بآية كذا وحديث كذا .
أنت ملزم بالموضوع الذي أعطوك إياه .
فهذا الموضوع سهل.
والمواضيع التي يعرضها الإخوة بالجمله مقبولة وجيدة .
لو حُدت وتكلمت قليلا عن هذا الموضوع فلا تعرض نفسك أن تفصل من الخطابة .
ودائما أقول للإخوة وأنا مأذنون لي أن أتكلم ب 100 كلمة.
لماذا أبدأ من برقم 99 لماذا لا أبدأ بواحد .
لماذا مباشرة تتعدى وتنتهي من كل الخطوات ويقال لك: قف .
فيا إخوة الغربة شديدة، وأعداء الله لا يفترون، والمكر كما أخبرنا ربنا مكر الليل والنهار مكر تزول منه الجبال.
﴿وَقَدۡ مَكَرُوا۟ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ﴾ [إبراهيم ٤٦].
فمكر الكفار كبير.
والسعيد من ثبتَ، ومن ثبت نبت.
فإذا لم تثبت لم يقع لك نبت.
فحتى يظهر نبتك لا بد من ثباتك. والثبات على مفضول خير من أن تتكلم بعجلة على شيء فاضل ثم تغادر.
فالثبات هو سبب الإنبات .
فيا خطباء السنة والجماعة.
يا أهل الفضل .
يا أهل الخير .
يا من تحبون دين الله .
احرصوا على أن تبقوا في مواقعكم وتكلموا واشرحوا واثبتوا
إلى آخر رمق يمكن أن تبقوا فيه .
هذا والله تعالى أعلم .
السؤال:
في الحديث وضع النبي صلى الله عليه وسلم رداءه ؟
مداخلة الشيخ:
الرداء والإزار.
الجواب :
لكن غطى بدنه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم مع أنه وضع رداءه إلى أنه غطى بدنه بإزاره ووضع الإزار على جنبي المكان الذي نام فيه.
لكن لو رُفع لبانت عورته.
فهذا الغطاء يكفي.
هل يجوز للإنسان في خلوته أن يكون عارياً ؟
لا يجوز.
بل كشف العورة لا يكون إلا عند حاجة، كقضاء الشهوة والنهمة مع الأهل أو قضاء الحاجة.
السؤال:
لم تذكر أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خلع عمامته ووضعها؟
الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس العمامة فوق القلنسوة.
وكان يلبس القلنسوة بلا عمامة .
والنبي صلى الله عليه وسلم ما خرج حاسراً الرأس لا هو ولا أصحابه ولا العرب من قديم.
فمن السنة أن يلبس الإنسان إما قلنسوة كما افعل الآن (أشار الشيخ إلى القلنسوة التي يلبسها) أو عمامة فوقها أو عمامة دون قلنسوة ، وأما ما ورد في السؤال من وضع العمامة فهذا أمر لا يذكر فهذا الأمر قد يوضع في الجيب أو يوضع بجانبك فلا يذكر، لكن الحذاء يحتاج إلى خلع ثم وضبط ووضع كذلك الرداء وأما هذه فلم تذكر لماذا؟
لأن خلع القلنسوة وخلع العمامة أمرها سهل.
يسمي ذلك علماء الأصول الاستدلال الناقص من هذا الحديث على عدم حجية غطاء الرأس.
فالاستدلال ناقص وغير كامل .
ما حكم غطاء الرأس في ديننا؟
سنة.
وأدركنا بعض العوام الكبار عندهم غلو في القلنسوة، فكان بعض الناس من يتقدم للإمامة لا يقبلون إمامته لأنه حاسر الرأس.
فهذا الغلو تولد عنه تفلت.
ما أحسن أن نضع الأشياء في أماكنها وبالموضع و المكان الذي وضعه الشرع فيها.
السؤال :
ما حكم أخذ ما تضعه الفنادق للنزلاء في الغرف من الأغراض الشخصية.
الجواب :
إذا كان في العُرف يتساهلون فيه فلا حرج.
أما إذا كان هذا في أعراف الفنادق والأعراف العامة السائدة في البلد فيحرم على نزيل الفندق أن يأخذ هذه الأشياء.
مثلًا الشيء الباقي الغطاء، الفراش فهذه الفندق لا يأذن بأخذها.
أما الشيء الذي يستهلك والبقايا اليسيرة أمرها سهل ويتساهل فيها.
فالعبرة بالعرف العام.
فما تعارف عليه الناس من أخذ بعض الأغراض فلا حرج فيها.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
أخٌ يقول قال الله تعالى ((إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَٰنَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ)) هل يجوز أن يهِبَ الشخص نفسه لهذا الدِّين بطلب العلم والعمل له والدعوة إليه ؟
الجواب :
نعم.
لكن كيف تهِب نفسك لدينك؟
نعم أنت لا تنجو عند الله إلا بهذا.
واجب عليك لا تنجو عند الله كما قال الله تعالى ((وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )).
حال الناس إذا عرضتهم على الآية يقولون إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات فقط ويسكتون.
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. التواصي بالحق من الطرفين والتواصي بالصبر من الطرفين .
السائل :هل له أن يعزف عن الزواج من أجل التفرغ للعلم؟
هذا خطأ.
هذا فَهْمٌ ليس شرعيًا.
هذا فَهْمٌ وقع فيه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقسى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
تظن أنك وأنت أعزب و تُعذِب نفسك ولا تتزوج أقرب إلى الله من أن تتزوج!
هذا كلام خطأ
وخطأ شنيع وبشيع.
ما المشكلة إن وهبت نفسك إلى الدِّين وتتعلم وتطلب العِلم وتتزوج؟
كثير الآن من الآباء يأتي شخص لابنته زوجًا يقول بنتي وما زالت تدرس، ما المشكلة إن تزوجت وهي تدرس.
يعني هو الذي يتزوج لم يعد يفهم. ابنتك شابّة مطموعٌ فيها ما المشكلة أن تزوجَها وتشترطَ عليه أن تكملَ تعليمها، فمن حقك هذا.
كثير من إخواننا يقولون نحن ملتزمين والجامعات مختلطة!…….. أنت كيف تُزوِجُ ؟
فأنا عندي ثلاث بنات وزوجت ثلاث بناتي والثلاثة عندهن بكالوريوس ودرسوا شريعة وكان شرطي على زواجهُنّ أن يُكمِلنَ تعليمهُنَّ وأنت دعها تُكمِل تعليمها……..
أنا كنت طالب في الجامعة ودرست في الجامعة وكنت والله عندما أدخل الجامعة أُجاهِدُ نفسي على ما أرى من فساد والمجاهدة أشدُ على نفسي من المذاكرة والطلب والدراسة، أن تستقيمَ وأنت في الجامعة هذا أمر يحتاج إلى جُهدٍ عظيم.
فهذا الأخ أراد أن يهب نفسه ولا يتزوج، لماذا لا تتزوج؟
هِب نفسك للدِّين وتزوج وأنجب أولاد وهِبهم إلى الدِّين، اجعل أبناءك مثلك، حفظّهم كتاب الله عز وجل.
لماذا تقول أنا لا أريد أن أتزوج ؟
ثلاثة نفر جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس والقصة في الصحيحين جاءوا يسألوا عن النبي صلى الله عليه وسلم يتتبعوا أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في بيته.
من أهنأ الناس في زوجاتهم؟
الأنبياء.
ادرس حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته لتعلم هناءً ما بعده هناء.
سألوا خوّاص النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له أن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر والنبي صلى الله عليه وسلم يأتي أزواجه ، النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس في البخاري يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم أوتيتُ قوّةَ أربعين رجُل فكان يغتسل ويطوف على نساءه التسع بعد صلاة العصر يطوف عليهن فهذا ليس عيبًا هذا العرب تفتخر به القوّة هذه مفخرة عند العرب مفخرة عند كل العقلاء فسألوا الناس قالوا النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب ويصوم ويفطر ويأتي النساء فقالوا النبي صلى الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ما ربطوا هذا بالتقوى ربطوه بغفران الذنب فكان هذا هو الخلل فقال أحدهم أما أنا فأصوم ولا أفطر وقال الثاني فأما أنا فلا آتي النساء فقال الثالث وأما أنا فلا أنام أصلي طوال الليل فوصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا إني أتقاكم لله وأخشاكم له ليس لأنه كما قالوا ربطوا هذا النبي صلى الله عليه وسلم بغفران الذنب، فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم أفطر ونام وجامع أهله النساء لأنه تقي.
فأنت يا أخانا السائل أخانا الحبيب لماذا تعزِف عن النساء لما لا تتزوج وهبت نفسك لله، لماذا تهب نفسك فقط لله ادعوا لنفسك ادعوا لأبناءك وادعوا لذريتك قال تعالى(( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)) كن حصيفًا كن عاقلًا كن فاهمًا لا تَحرِم ذريتك من الدعوة .
تخيل واحد وُلِد وأجداده سبعة أو عشرة وكانوا يدعون له فهو مُحاط كما قال الله عز وجل قال ((وأمّا أبوهما فكان صالحًا ))وجدّه صالح وجد أبوه صالح وجد جده صالح والكل يقولون اللهم اغفر لنا و لذرارينا، اللهم أصلحنا وأصلح أبناءنا وأصلح ذرارينا كلمة خفيفة على اللسان لا تُقصِر بها ادعوا لذريتك وأنت يا أخي الحبيب هَب نفسك وهَب ابنك وهَب ذريتك لله عز وجل .
فإن قال يوجد ناس لم يتزوجوا من علمائنا وهم كثيرون؟
فهذه حالات نادرة. وليس الكثير من علماؤنا لم يتزوجوا هذا خطأ قلّة لم يتزوجوا ولهم ظروف خاصه، علماؤنا كُثُر لا يجوز لك أن تأخذ حالة رجل أو رجلان أو ثلاث أمثال ابن تيمية و النووي والطبري والطبري كذلك لم يتزوج هذه صور نادرة ولهم ملابسات خاصة كسائر الناس.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول بعد سماع هذه القصة المؤلمة (الفجور الذي يحصل في بعض البيوت) فإنا لله وإنا إليه راجعون، ألا يكون إدخال هذه الأجهزة إلى البيوت وتملُك المسلمين لها ولا سيّما قد ظهرت أثارها الفتاكة على المسلمين عقيدةً وسلوكًا وارتكاب الموبقات ألا يكون ذلك حرامًا .
الجواب :
لا.
الحلال ما أحلّه الله والحرام ما حرمه الله .
الأمر ليس لي ولا لك.
إذا كان عندك جهاز وهذا الجهاز أنت تعلم أنك ستستخدمه في الحرام فحرامٌ عليك أن تملكه.
فأنت دعكَ منه.
وأما إن كنت تستخدم هذا الجهاز في طاعة الله فنحن نُشجّع إخواننا أن يشاركوا في مواقع التواصل في (الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل ) بالخير.
أنت لك موقع مع مجموعة من أخوانك وأقاربك افعلو هذا وتذاكروا بالخير.
زرتُ بعض المشايخ في الرياض الشيخ يقول تلاميذي أهدوني هاتف ذكي قال فاستخدمته فقال تهجم عليّ الصور اللأخلاقية.
قال فرميته إليهم.
فقلت أرجِعوا إليَّ الهاتف الغبي ولا أريد هذا الذكي.
لكن الآن يوجد طريقة للتحكم في الهاتف .
الهاتف وسيلة وحكمُه حُكم الذي تستخدمه، فإن كان وسيلة خير فهو خير، وإن كان وسيلة شر فهو شر والناس يتفاوتون، ومن يستخدمه بحرام فالواجب عليه أن يتركه لأنه وسيلة للحرام.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
ما حكم سماع النساء لما يُسمى اليوم الشيلات وهي عبارة عن قصائد وأهازيج ينشدها الرجال منها ما هو بالدُّف ومنها ما هو دون الدُّف.
الجواب :
الدُّف تستخدمه النساء.
حتى أن الإمام أبو عُبيد القاسم ابن سلاّم المتوفى سنة مئتان وإحدى عشر من أقران الإمام أحمد السابقين لما عرَّف الدُّف قال الآله التي تستخدمها النساء .
أما الرجل أن يرجز وأن ينشُد ولا سيّما في المناسبات ولا سيّما في الجهاد كما كان يفعل البراء بن عازب ثبت عن براء انه كان يستلقي على ظهره ويضع رجله فوق رجله ويرجز يُحمِس نفسه وأخوانه للجهاد في سبيل الله فهذا الرّجز لا حرج فيه. وفي الأدب المفرد عن عائشة جيء برجُلِِ لينشُد يوم اختتان ولد أختها فرأته يهتز فقالت أخرجوه إنه شيطان.
أما إلقاء الشِعِر فلا حرج.
الشيء الذي كانت تفتخر به العرب وترفع أقوامًا وتخفض آخرين وكان الذي يُتقِن الشِعرَ له منزلة عظيمة عند العرب فالشِعرُ والرّجزُ وقول الشِعر لا حرج فيه .
ولذا النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا ضابطًا كليًّا مهمًا في الشِعرِ فقال صلى الله عليه وسلم الشِعرُ كلام فحسنَهُ حسَن وسيئهُ سيء.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لإن يمتلئ قلب أحدُكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شِعرًا .
الأصل في القلب أن يمتلئ بالقرآن ولو حفظ شيئًا من الأشعار لا حرج.
أخواننا خطباء الجُمَع والوعَاظ لو حفظوا شيئًا من أشعار الزُهد والأشعار التي فيها تقرُّب إلى الله تعالى لا حرج فيه لكن بشرط أن يبقى حِفظُ الشِعرِ مغلوبًا لا غالبًا
إذا أصبح حفظ الشِعر هو الغالِب والقرآن هو المغلوب فهذا الأمر مذمومٌ وليس بِحَسَن.