حكم مبادلة الزيتون بالزيت في المَعاصِر.

هل يجوز مبادلة الزيتون بالزيت بالمعاصر ؟

حكم مبادلة الزيتون بالزيت في المَعاصِر.

السؤال: فيكثر النّاس من السؤال في هذه الأيام‏ عن شيءٍ يحصل كلّ عام‏ وهو مبادلة الزيت بالزيتون ‏في المَعاصِر.
يأتي إنسان عنده كمية من الزيتون فيعطيها لصاحب المعصرة ويصطلحا فيما بينهما أن يكون مقابل هذه الكمية عشر تنكات زيت مثلاً.
هل هذه المعاملة مشروعة أم ممنوعة؟

الجواب:
أنا لا أتكلم عن رجل يحضر زيتوناً فيعصره زيتاً مقابل مال؛ لا أتكلم عن هذه الصورة، هذه الصورة هي الدارجة ولا نأكل الزيت إلا بهذه الطريقة، وهذه الصورة لا شيء فيها.

لكن أنا أتكلم عن إنسان عنده كمية زيتون قد تكون كبيرة، فيصطلح ويتفق مع صاحب المعصرة أنه مقابل هذه الكمية يأخذ مئة تنكة زيت، و لا عبرة بالعدد: أي لا عبرة بكمية الزيتون وكمية الزيت.
هل هذا المبدأ مشروع أم ممنوع؟

هذا مذكور عند أهل العلم، وذكرهُ كثيرٌ من الكبراء، والمسألة بعينها موجودة في موطأ مالك، فمالك-رحمه الله- يقول : لا يجوز مبادلة الزيت بالزيتون.
وهذا مذهب جماهير أهل العلم أنهم يمنعون من مبادلة الزيت بالزيتون لسببين:

1 – السبب الأول: الغرر.
ما هو الغرر؟
أن هذا الزيتون لا نعرف كم عدد تنكات الزيت.
كم كمية الزيت التي ستترتب بعد عصره؟.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-أن النبي -ﷺ-:  نهى عن الغرر”. مسلم ١٥١٣.
والغرر الشيء المجهول العاقبة.

فالشرع أغلق هذا الباب لأنَّ الأصلَ في المعاملات بين المتعاملين أنها قائمةٌ على المشاحة لا المسامحة، فهذا يولِّد خلاف.

2 – السبب الثاني: وهو الأقوى، أن فيه ربا.
ذلك أن علة الربا في الأصناف الستة التي ذكرها النبي-ﷺ-” الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبُرّ بالبُرّ والشعيرُ بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، فالنبي-ﷺ- يقول مثلاً بمثل وهاءً بهاء، فإن اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيفما شئتم.

قَالَ -ﷺ- : “الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ رِبًا، إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا، إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ “. البخاري ٢١٣٤.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ” الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ – أَوِ اسْتَزَادَ – فَقَدْ أَرْبَى الْآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ “.  مسلم ١٥٨٤.

علماؤنا-رحمهم الله تعالى- يقولون: علة الربا في أول صنفين الذهب بالذهب والفضة بالفضة إنما هي لأنها الأصول التي تُقَوَّمُ بها الأشياء، فلما ضُرِبَتْ الفلوس فأصبح الربا يجري في النقود التي بين يديّ الناس.
لماذا الربا يجري في النقود التي بين يديّ الناس؟
لأن النقود أصبحت هي الأصل الذي تُقَوَّم به الأشياء، فهي بمعنى الذهب والفضة، ثم لما ذكر النبي-ﷺ- الأصناف الأربعة، البر بالبر والقمح بالقمح والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، قالوا: هذه يجمعها جامع، فمنهم من قال: أنه طعامٌ مُدَّخر، ومنهم من قال: أنها تُوزن وتُكال (الكيل والوزن).
وكيفما دار الأمر فإن الزيتون والزيت طعام مُدَّخر وأنه يجري فيها الكيل والوزن، فالزيتون بالزيت صنفٌ واحد.

وأعجبني (كلام الماوردي) قال: ويُمنعُ بيع الزيت بالزيتون لأن به ما فيه، أنه من جنسه فهم صنفٌ واحد، والتماثلُ معدوم أي المثل بالمثل معدوم.

وبالتالي مبادلة الزيت بالزيتون
يجري فيه الربا لأنه طعامٌ مُدَّخر أو لأنه يُكال ويُوزن.

فمثلاً: كتاب بكتاب هذا ما فيه ربا، سيارة بسيارة ما فيه ربا، دار بدار ما فيه ربا، لكن الأشياء التي توزن أو تُكال أو تُدَّخر وتُطعم فهذه يجري فيها الربا.

الآن الزيتون يجري فيه الربا، إلا عند (ابن حزم)، ابن حزم يقول: الأصناف الستة لا يوجد غيرها يجري فيها الربا، الربا فقط في الأصناف الستة، ولعله لو عاش عصرنا ورأى أنَّ الأصل الذي يتعامل فيه النقد وليس الذهب لغيَّر نظرته، لأنه لو أردنا أن نستصحب أصله لما قلنا في المال الآن ربا، لأن ابن حزم  حصر الربا في هذه الأشياء الستة، فالآن الشعير الناس لا تأكله، فالعبرة بالأكل فيَلحقُ بها غيرُها.

فالزيتون والزيت صنف أم صنفين؟
صنف.
قالوا: الصنف لا بد  فيه مماثلة.
كيف المماثلة ؟
أمر يعسر.
وتماما ذكروا (لأن به ما فيه) شيء كثير: مثل تعطي الإنسان رمان ويعطيك عصير فهذا لا يصلح، أو تعطي إنسان سمسم ويعطيك زيت سيرج، فالجنس واحد والأصل فيه مثلاً بمثل ولا يجوز أن يقع التفاضل.

فخلاصة كلام أهلِ العلمِ:
أن الراجح من الأقوال منعُ مبادلة الزيت بالزيتون لهاتين العلتين:
العلة الأولى: الربا.
العلة الثانية: الغرر.
فهاتان العلتان تمنعان من مبادلة الزيت بالزيتون.

والله تعالى أعلم.

فماذا نصنع إذا؟
الجواب:
نبيع الزيتون ونقبض مالاً ثم نشتري زيتاً.
مثل إنسان عنده ذهب ويريد أن يبادل الذهب بالذهب فنقول ماذا يصنع؟
يبيع الذهب، والأحسن يشتري ذهبا من غيره، فيصبح هناك معاملتان، فتبيع الذهب وتقبض المال.

وكذلك بالنسبة للزيتون تبيع الزيتون وتقبض المال ثم تشتري زيتاً، وسواء اشتريت منهُ أو من غيره.

النقد (العملة الورقية والعملة المعدنية) جنس أم جنسين؟
جماهير المعاصرين من أهل العلم يقولون: جنس واحد.
لا يجوز أن أبدّل الدينار بتسعين قرشا بالمعدن، أو أبدّل الريال فئة العشر ريالات مثلاً بتسع أو بثمان ريالات.

الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كان يقول هذا جنس وهذا جنس فلك أن تبدل كيفما شئت، فإذا اختلفت الأجناس فلك أن تبدل كيفما كان.
والصحيح والله تعالى أعلم أن العملة الورقية والمعدنية جنسٌ واحد.
لكن الدينار والدولار أو الدينار والريال هذه جنس أم جنسين؟
جنسين.
فلا يلزم من الألف دينار ألف دولار أو الألف دينار ألف ريال، فهذا جنس وهذا جنس ، فإذا اختلفت الأجناس فبيعوا كيفما شئتم ولكن يشترط فيها يداً بيد، فبيع العملة بالعملة يشترط فيها اليد باليد.

مداخلة :
الآن في معاصر الزيتون يأتون بالزيتون وبعد عصره يخرج عشر تنكات والله لي تنكة أو نصف تنكه أو تعطينا نقد، الصورة هذه الآن التي يتعامل بها ما حكمها؟

الجواب: لا حرج أن تكون الأجرة من جنس الشيء، يعني اعمل لي كذا، اعصر لي هذه الكمية من الزيتون ولصاحب المعصرة تنكة، لا حرج في هذا، لأن الأجرة تجوز على كل شيء مُتُقَوَّمُ شرعاً فيجوز أن تعمل عندي وتأخذ شيء آخر غير المال، وهل كان الأمر إلا كذلك في ذاك الزمن الأول الأنور، فكانت النقود قليلة وشحيحة.
فكان الناس في معاملاتهم تكون مقابل الأشياء وليس مقابل النقد.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
        2017/11/10 م

↩ رابط الفتوى :

حكم مبادلة الزيتون بالزيت في المَعاصِر.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍🏻

⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor

السؤال: هناك نهي عن التفصيل في الدعاء وهناك أدعية مفصّلة، فما هو الجمع؟

السؤال:
هناك نهي عن التفصيل في الدعاء وهناك أدعية مفصّلة، فما هو الجمع؟

الجواب:
نحتاج منك لدليل فأذكر لك الجواب.
السؤال ليس بدقيق.
أخ يقول: هناك نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفصيل بالدعاء.
ما هو دليلك على هذا النهي؟
الاعتداء.
الاعتداء غير التفصيل.
فلما جاء التفصيل وتوهمت أن النهي في التفصيل، والأمر ليس كذلك وإنما النهي في الاعتداء، فرأيت دعاء مفصلًا، وقع عندك الإشكال.
ولو تذكرت أن النهي عن الاعتداء وليس عن التفصيل لزال الإشكال. ونحتاج للمثال.

تفضل.

مداخلة:
يقصد، شيخنا أحسن الله إليكم، يقصد التفصيل في الطلب، اللهم أعطني الجنة وما على الجنة وعلى نهرًا وكذا وكذا، يعني يفصّل الطلب.اللهم لا تحرمنا لا فضلك ولا رزقك ولا سعة رحمتك.في الدعاء،قصد دعاء رمضان

الشيخ:
التفصيل لا أعرف فيه دليلًا للمنع، وإخواني المشايخ إذا كانوا يعلمون دليلًا يعلموني، يذكرون هذا.
أنا أعلم أن النهي في موضوع الاعتداء.
ولما سمع بعض الصحابة رجلًا يدعو بوصف في الجنة والحديث في مسند الإمام أحمد قال نهانا النبي عن الاعتداء.
.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: هناك نهي عن التفصيل في الدعاء وهناك أدعية مفصّلة، فما هو الجمع؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يقول تكثر علي الوساوس بأني لا أصلح للعلم، فماذا تنصحني.

السؤال:
أخ يقول تكثر علي الوساوس بأني لا أصلح للعلم، فماذا تنصحني.

الجواب:
لماذا لا تصلح للعلم؟
العلم الواجب عليك منه مقدرتك.
ومن محاسن ديننا وكله محاسن إن الله إذا أمر بأمر تأتوا منه ما استطعتم.
الواجب علينا الذي نستطيع.
ولا يوجد أحد لا يصلح أن يتعلم دين الله سبحانه وتعالى.
العبرة بأن تجد نهمة وهمة وإقبالًا وحبًا حين الطلب، وأن تتعلم لتعمل.
فإن تعلمت لتعمل أكرمك الله بمزيد علم.
وأما إن تعلمت ليُشار إليك بالبنان ولكي تناطح الناس كما كان يقول سفيان الثوري رحمه الله، قال:من تعلم ليعمل كَسرَه العلم، ومن تعلم ليناطح الناس فليضعْ له قرنين.
كثير من طلبة العلم تنقصهم القرون.
بعض الناس نسأل الله العافية، تجده طالب علم جيد، لكن لمّا ترَ مسلكياته وترى أخلاقه وترى طريقة تعامله مع الناس، تقول عجبًا، هذا أين أثر العلم عليه؟
فإذا تعلمت لتعمل، وبعد ذلك لتبقى على صلة بالطلب، فإذا حصل عندك شيء من فتور فاقرأ تراجم العلماء. تراجم العلماء ولا سيما الأئمة المشهورين من أئمة الحديث،كالإمام البخاري ومسلم، وكذلك الفقهاء المعروفين. فالنظر والإدمان في قراءة التراجم بإذن الله تعالى تُعين على دفع هذه الآفة، وهي آفة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: لكل عامل فترة، ولكل عامل شِرّة، فمن كانت فترته إلى سنّتي فقد اهتدى، ومن كانت شرّته إلى سنّتي فقد اهتدى.
فالفتور أمر لا بد منه بين الحين والحين، لكن المهم أن تبقى متماسكًا وأن يكون فتورك مضبوطًا بالأفعال الواجبة عليك ولا تُقصّر فيها.

↩️ الرابط:

السؤال: أخ يقول تكثر علي الوساوس بأني لا أصلح للعلم، فماذا تنصحني.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يسأل: أشعر أنني لست كحالي في بداية الاستقامة في السابق فما تنصحني؟.

السؤال:
أخ يسأل: أشعر أنني لست كحالي في بداية الاستقامة في السابق فما تنصحني؟.

الجواب:
صحيح، ليس أنت، هذا شعور كل واحد.
بالبداية الإنسان لما لما يُقبل على الله عز وجل فالله يؤلف قلبه، فيذيقه حلاوة يجب عليه أن يحافظ عليها.
فبأي زلّة وأي خلل وأي معاصي وأي غفلة إذا بقي فيها فهذه اللذّة تزول.
فهذا الأخ يشكو من اللذة الأولى، لذّة التوبة.
ثم زالت.
طبيعي أن تزول.
فهذه اللذة هي من باب إكرام الله تعالى للتائب بأن يُذيقه شيئاً ما كان معهودًا عنده.
فبدأ يرِد على القلب أشياء ما كانت، كان القلب مُغفل، كان القلب في غفلة وفي جهالة، فلما أقبل على الطاعات وأول قدومه على الله وجد حلاوة وراحة وطمأنينة.
لكن هذه تحتاج إلى محافظة.
وأذكرُ كلام الحافظ ابن حجر في الجزء الحادي عشر من فتح الباري في كتاب الدعوات لما ذكر أثر تغير الأدعية، وأن تتنوع، فقال رحمه الله تعالى: ينبغي للحريص أن يُنوع الأدعية التي كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي نوّعها النبي صلى الله عليه وسلم،فإن هذا هو الشاهد، فإن أثر تنوع الأدعية والأذكار على القلوب كأثر تنوع الطعام على البدن.
لو أكلت ألذ الأطعمة، فأكلت اليوم الثاني واليوم الثالث يُصبح لذة الطعام زالت، لأنك أدمنت عليها.
فلذا ينبغي أن تُنوع الطعام، وتنوُّع الطعام له أثر على البدن كتنوع الأذكار على القلب، تُصلي، فلك ذكر في دعاء الاستفتاح، ولعلّ بعض الناس بعد الفاتحة يقرأ السورة هي هي، في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقرأ السورة هي هي. فحينئذ أنت تفقد اللذة، فأصبحت الصلاة أشبه ما تكون بالروتين.
أذكار الركوع هي هي، أذكار السجود هي هي.
فإن أردت أن تجد لذة لك في الصلاة فنوّع الأذكار على الحال الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم.
فتنوع هذه الأذكار لها فائدة.

↩️ الرابط:

السؤال: أخ يسأل: أشعر أنني لست كحالي في بداية الاستقامة في السابق فما تنصحني؟.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يقول: هل صحيح أن الشيخ الألباني كتب أربعين مجلدة؟

السؤال:
أخ يقول: هل صحيح أن الشيخ الألباني كتب أربعين مجلدة؟

الجواب:
هذه الأربعين مُجلّدة هي الأحاديث التي كان الشيخ ينظر الشيخ فيها في مخطوطات المكتبة الظاهرية، فهو جعل لكل حديث من كل مصدر سندًا، فربما للحديث الواحد يكون له عشرين سندًا، عشرين بطاقة، من خلال الطرق، وهي التي استفاد منها في كتابه السلسلة الصحيحة والسلسلة الضعيفة.
هذا تفريغ الشيخ للأحاديث التي وجدها دون دراسة، كانت أربعين مُجلّدة، لكن الشيخ انتقى منها وجرّدها وجمع طرقها بطريقة علمية في كتبه المعروفة ولا سيما المُطولات وعلى رأسها السلسلة الصحيحة والضعيفة.

↩️ الرابط:

السؤال: أخ يقول: هل صحيح أن الشيخ الألباني كتب أربعين مجلدة؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: ما توجيهاتكم لطلاب العلم والدعاة الذين يشعرون بالإحباط لكثرة الفرق المخالفة وارتفاع أصواتها…..إلى آخره.

السؤال:
ما توجيهاتكم لطلاب العلم والدعاة الذين يشعرون بالإحباط لكثرة الفرق المخالفة وارتفاع أصواتها…..إلى آخره.

الجواب:
الله عز وجل يقول:
(مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ).
أي بحبل.
(إِلَى السَّمَاءِ): أي إلى سقف بيته.(فليمدد بسبب إلى السماء ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) {الحج:15}.
من كان يظن من الناس أن الله لن ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم في حياته ولن ينصر دينه بعد وفاته فليمدد بحبل إلى سقف بيته وليقتل نفسه وليشنق نفسه، فلينظر، هل يُذهبن كيده ما يغيظ.
الله ناصرٌ دينه.
فإن أكرمنا الله تعالى فأجرى شيئًا من نصرة الدين على أيدينا فنحمد الله تعالى.
نحن لسنا على شك من أن الله سبحانه وتعالى ناصرٌ دينه، ولا ننتبه للقلة والكثرة.
المهم كما كان يوصي شيخنا الألباني -رحمه الله-،كان يقول المهم أن تتفقد نفسك أنك على الطريق، فلو كنت تمشي مشي السلحفاة وأنت تمشي في الطريق، تصل، وأما إن ركبت الطائرة وانحرفت عن الطريق فحينئذ أنت تبتعد عن الطريق.
ولذا الله يقول:
(ألا إن نصر الله قريب).
فنصر الله قريب ولكن الناس متعجّلون، ويتركون نهج الأنبياء في التغيير، فيتعجلون كما هو جارٍ في كثير من البلاد الإسلامية، تعجّلوا.
والقاعدة المعروفة عند العلماء:من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، مع وجود الأسباب الدنيوية والموازيين التي تقضي بأن تكون الصولة والجولة لأهل الدنيا ولأعداء الدين، فإن الله لا بد أن ينصر دينه، ولا بد أن يُهيأ الله تعالى لدينه من ينصر دينه.
قال تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
فأسأل الله تعالى أن يُعيننا لنصره، وأن يعيننا وإياكم أن ننصر دين الله سبحانه وتعالى.

↩️ الرابط:

السؤال: ما توجيهاتكم لطلاب العلم والدعاة الذين يشعرون بالإحباط لكثرة الفرق المخالفة وارتفاع أصواتها…..إلى آخره.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يقول: كيف أفكّ المخطوط الصعب ولاسيما إذا كنت مبتدئًا في هذا الفن.

السؤال:
أخ يقول: كيف أفكّ المخطوط الصعب ولاسيما إذا كنت مبتدئًا في هذا الفن.

الجواب:
أولاً: يحتاج المخطوط إلى دُربة، ويحتاج إلى إدمان وكثرة نظر، ويحتاج إلى التأمل الشديد في طريقة رسم الحرف في الكلمات التي عرفت قراءتها، ثم تبدأ تجمع الكلمة التي لم تعرفها من خلال التيقن على طريقة النسخ، -نسخ هذه الكلمة-.
أحياناً كنت في بعض المخطوطات عييت أن أقرأ بعض الكلمات فكنت أصورها، فأضع صورة في غرفة النوم وصورة في المطبخ، وصورة وين ما رحت وين ما جيت لهذه الصورة أمامي حتى تظهر الكلمة.
لكن نصيحتي لإخواننا المعتنين بالمخطوطات أن يعتنوا بتراث عالِمٍ واحد، فيعرفون منهجه وطريقته ولا سيما إذا كان له كتبًا بخطه، إذا كانت له كتب بخطه، فيعرفون الخط ويتدربون عليه.
وإن يئست من معرفة كلمة ، اتركها ثم امضِ، فلمّا تمضِ ستجد ما يسعفك في معرفة الكلمة التي فاتت.
فالمخطوط لا يُقرأ مرة واحدة، فالمخطوط يحتاج أن يُقرأ مرة تلو المرة، وأن تقع عندك الدُربة.
فالعُجمة والصعوبة في الآخر أقل بكثير من الصعوبة التي تواجهك في الأول.
امضِ ثم لما تعرف طريقة الرسم، ترجع من الأول وتصبح الأمور ظاهرة.

↩️ الرابط:

السؤال: أخ يقول: كيف أفكّ المخطوط الصعب ولاسيما إذا كنت مبتدئًا في هذا الفن.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: هل للشيخ الألباني -رحمه الله- كرامات؟

السؤال:
هل للشيخ الألباني -رحمه الله- كرامات؟

الجواب:
نحسبُهُ مستقيمًا، والاستقامة هي عين الكرامة كما قال الإمام الشافعي.
قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحنُ أَولِياؤكُم في الحَياةِ الدُّنيا وَفي الآخرة) [فصلت:30].
فالولاية لا تنال إلا بالاستقامة، والاستقامة هي عين الولاية.
ثم الفتوحات التي يفتحها الله تعالى على العالِم هي أشد وأبلغ مما يجري على أيد الصالح من الكرامات. الفتوحات التي يفتح الله تعالى بها على يدي العالِم في بيان الأحكام الشرعية هي كرامة وهي أبلغُ وأكثر فائدة مما يجري على أيدي الأولياء من تعطّل الأسباب والمسببات كما هو معلوم.
الكلام عن الشيخ الألباني-رحمه الله- طويل وكثير، والقصص والحكايات التي فاتت أضعاف أضعاف ما ذُكرت.

↩️ الرابط:

السؤال: هل للشيخ الألباني -رحمه الله- كرامات؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

🌿أحكام تتعلق بزكاة الزيت والزيتون.


🌿أحكام تتعلق بزكاة الزيت والزيتون.

فتكثر هذه الأيام أسئلة الناس عن زكاة الزيت والزيتون.

فهذا موسم جني الزيتون، تلك الشجرة المباركة، وبلادنا ولله الحمد والمنة غنية بهذا النوع من الشجر، بل رأيت فى بعض الأماكن في عجلون أشجار الزيتون يزيد عمرها عن ألف سنة وما زالت تعطي وتثمر.

وزكاة الزيتون من الزكوات التي وقع خلاف بين أهل العلم فيها.
والراجح وجوبها وهو قول جماهير أهل العلم.
وجزم بالوجوب علماء الحنفية والمالكية، وهو قول عند الإمام أحمد، وهو قول قديم عند الإمام الشافعي.

والأدلة النقلية غير ظاهرة في المسألة، لكن ذكرت لكم أكثر من مرة في هذا المجلس وغيره أن هنالك شيء يسمى عند الفقهاء (إلغاء الفارق) فالتمر واجب بالنص لأنه طعام مدخر، وكذلك الزيتون فهو طعام مدخر يمكث فترة ويبقى صالحاً للأكل كالارز في بعض البلاد، بعض البلاد لا تأكل القمح والخبز وإنما محصولها الذي تقتات به طوال السنة إنما هو الأرز، فالارز يلحق القمح وهذا ليس قياساً وإنما هذا بإلغاء الفارق.

زكاة الزيتون لا بد فيها النصاب، ولا يلزم فيها حولان الحول، والنصاب كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة.
[عن أبي سعيد الخدري:] ليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ، ولا فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، ولا فِيما دُونَ خَمْسِ أواقٍ صَدَقَةٌ. مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٩٧٩. [صحيح].

والمراد بالصدقة الزكاة، فنصاب زكاة الثمار خمسة أوسق، والخمسة أوسق تعادل (611) كيلو في موازيننا اليوم.

يعني بعض الناس يكون عنده أمام البيت أو في داخل البيت شجرة أو شجرتين من شجر الزيتون ولما يأتي الموسم يجز ويلتقط هذا الزيتون ولعله يعصر منه أحيانا تنكة أو تنكتين وما يبلغ (611) كيلو، فهذا ما عليه شيء.

بعض الناس عندهم شيء كبير، لكن هو لا يتاجر فيه وهذا الصنف من الناس يترخص، لا يخرج زكاة، يهدي الأقارب والجيران والأحبة فهذا لا يغنيه.

فمن ملك وكان حصاد شجر الزيتون التي عنده (611) كيلو وأكثر فيجب عليه أن يؤدي الزكاة.

بعض الناس يبيع الثمر للتجار، يكون عنده بستان فيه زيتون ويبيع ثمر الزيتون قبل أن يجزه وهو على الشجر.
الواجب في حقه أن لا يبيع هذا الثمر حتى يبدو صلاحه، وأما والثمرة غير منعقدة فهذا يسمى عند علمائنا بيع فيه غرر، أذا بعت شجراً عليه ثمر والثمر لم يظهر، ما بدا صلاحه فلا يجوز شرعاً.

واختلف أهل العلم لو أن بعض الشجر بدا صلاحه وبعضه لم يبدو صلاحه، والراجح في هذه الصورة الجواز، لأن هذا المناخ يظهر منه أن الثمرة صالحة، وهذه تعجل إخراجها وهذه لم يتعجل إخراجها، ولو ظهر في بعض الشجر بدو الصلاح فحينئذ يجوز بيع الزيتون.

من باع الزيتون ماذا يعمل؟

من يبيع الزيتون فهناك حق للفقراء. مثلا أنا عندي شجر يقدر ب (10000) كيلو زيتون.

وهنا مسألة مهمة، فهل (611) كيلو هل العبرة بالزيتون أم بالزيت؟

العبرة بالزيتون، فَ (611) كيلو العبرة أن تكون زيتونا وليس زيتا.

لكن أهل العلم ومنهم الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول:
إخراج زكاة الزيتون زيتا أحسن، لأن معنى الإدخار في جعل الزيتون زيتا أظهر من الزيتون، يعني يصبح شبيه، جداً في التمر في بلاد الحجاز، فأهل الشام يدخرون الزيت وأهل الحجاز يدخرون تمراً، لا يوجد زيت عندهم حتى يدخرون، فالإمام الشافعي -رحمه الله- يقول الأحسن أن تؤدى زكاة الزيتون زيتا.

لكن كيف يحسب؟
هل يحسب زيتا أم زيتونا (611 كيلو)؟
يحسب زيتونا ولا يحسب زيتا.

إنسان عنده بساتين كثيرة، والزيتون على الشجر باعه وقد بدا صلاحه، عند البيع فهذا فيه حق للفقراء، قال تعالى: ((وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)).

متى حق الفقير؟
لما يحصد ويجز.

هل يحل له أن يبيع (الذي يسمى اليوم الضمان) بالتعبير الدارج، هل يجوز أن يبيعه كامل المحصول؟ 

الجواب: لا، فمن المحصول هذا قسم للفقراء، إذا كان هو “يسقي” فمن كل (20) تنكة يخرج تنكة، يعني إذا كان الزيتون “بعل”، وجل الزيتون في بلادنا والجيد منه لا يسقى، وإنما يكون السقي من السماء.
الزيتونة شجرة مباركة تتحمل، لذا قالوا: الزيتونة مثل المرأة البدوية، وقالوا: التين مثل المرأة الفلاحة، والعنب مثل المرأة المدنية، المرأة المدنية مكلفة حالها ومزبطة حالها فالعنب هكذا، والفلاحة بين البين وهكذا التين، والزيتون كالمرآة البدوية تركت نفسها فتبقى قائمة.

فالشاهد أن هذا الذي يريد أن يبيع المحصول وفيه “العشر أو واحد على عشرين” يحرم عليه شرعاً أن يأخذ ثمنها، يجب يخصم واحد على عشرة، واحد على عشرين ويقول هذا للفقراء، أن تجزه وتعطي للفقراء ولا يجوز له أن يبيع كامل المحصول إذا بلغ (611) كيلو وزيادة، فهذا فيه حق للمساكين، إما العشر وأما واحد على عشرين.

كيف تخرج الزكاة؟

إذا يسقي واحد على عشرين.
إذا أبقاه زيتونا واحد على عشرين من الزيتون.
وإذا حوله زيتا فالأحسن أن يخرج زكاته زيتا.

هل يلزم الزيت يبلغ (611) كيلو؟ 

لا، لا يلزم الزيت أن يبلغ (611) كيلو، وإنما الذي يلزم أن يبلغ الزيتون (611) كيلو، لأن عند عصر الزيتون فإن النوى يذهب، والعصر الصحيح السليم للزيت أن لا يكون فيه شيء من اللب، الذي يكون ما يسميه اليوم بتعبيرنا الدارج عند أصحاب الزيت يعصر بالبارد لا بالحار، الزيت الذي ينتج عن العصير البارد هو الزيت الصحي، أما الزيت الذي يعصر بالحار الذي يكون ثخين والذي كلنا نتناوله هذا لا يستخدم إلا للأكل، يعني لا يوضع هذا الزيت مثلا في الأُذن، (وسبب شكواي من أذني هذا الأمر)، لذا أعرف وبعد سؤال أهل الخبرة وضع الزيت في الأذن يقول لي بعض كبار المتخصصين في الدنيا بالاذن، ما أكبر جرم عندكم؟
قلت: له الكفر.
قال: هذا كالكفر عندكم.
أما الزيت البارد فهذ الذي يوضع في الأذن ويدهن البدن فيه، وهذا يحتاج لضعف كمية الزيتون الذي يستخرج بالطريقة الحارة، يعني نقول 50 كيلو زيتون مثلا يطلع تنكة، فالزيت الحار يحتاج لـ 100كيلو حتى يطلع تنكة على الزيت البارد، يكون زيت خالص دون اللب.

الخلاصة:
الزكاة تؤدي أما بالعشر، وإما بواحد على عشرين.
أنت الآن تسقي الزيتون، فسقياك للزيتون هذا يجعلك تخرج النصاب واحد على عشرين.

ماذا عن كلفة العصر؟
ليس كل الناس عندهم معصرة، كلفة العصر على صاحب الزيتون، ولا يحسب من الزكاة،  الكلف التي يدفعها صاحب الزيتون حتى يحوله إلى زيت هذه لا صلة لها بالزكاة.

هذا موجز أحكام زكاة الزيت والزيتون وهي مهمه والكلام يكثر عنها.

⏪ مجلس فتاوى الجمعة.
7 صفر 1439
27/10/2017

⬅ رابط الفتوى :

🌿أحكام تتعلق بزكاة الزيت والزيتون.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor

السؤال: هل يَلزَم من عقوق الأبناء للآباء أن يكون الجزاء من جنس العمل ، وإن تاب الأبناء بعد موت الوالدين؟

السؤال:
هل يَلزَم من عقوق الأبناء للآباء أن يكون الجزاء من جنس العمل ، وإن تاب الأبناء بعد موت الوالدين؟

الجواب:
هذا أمر ليس لك ، هذا لله ، والجزاء من جنس العمل :
قاعدة مُطَّرِدة.

لله سنة في الشرع ، ولله سنة في الكون ، فإن تُبت ولجأت إلى الله عز وجل بِصدق ، وأحسنت إلى أبويك ، وما تركت الدعاء لهما ، وعملت على وصل من يحب والداك ؛ فلعل الله عز وجل يهون عليك.

أما بر الوالدين من أهم أسباب الطاعات ، ومن أهم أسباب التوفيق في هذه الحياة.

الله يقول:
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء : 24]

(يعني مهما حَـلَّـقتَ ، وصار لك أجنحة ، وطِرت في موقعك الاجتماعي ، وفي مهنتك ، وفي كثرة المال عندك ، وأصبحت صاحب مَنصب) ؛ أمام الوالدين اخفِـض هذين الجناحين ، وتعامل مع والديك بذُل ورحمة.

كان قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل تلميذ أنس بن مالك ، كان لَمّا يجلسْ مع أمه يفتفت لها الطعام ولا يأكلُ ، وكان إذا تكلم بين يديها ؛ يَـشعر السامع أنه يتكلم بِـذُل.

فلما سُئل:
لماذا لا تأكلُ ؟
قال :أخشى أن أضع لقمة في فمي ، تشتهيها أمي فأُطعمها ولا آكل.

ولما سُـئل عن كلامه معها ، قال:
“واخفض لهما جناح الذل”.

الولد إن تكلم مع أبويه ؛ السامع يقول هذا يتكلم بِذُل.

هل هكذا حال الأبناء الآن ؟!
والله يا إخوة مات لي أبوان أسأل الله لهما الرحمة.

ما ندمت على شيء إلا على عدم إكمال برهما ، ومن أكمل البر لأبويه ؛ يَعلم.

إن كان الوالدان عندك في بيتك -وهذا الذي امتن الله عليَّ به في آخر حياتي- أن الرجل لا يستطيع ذلك إلا أن يجاهد نفسه جهادًا عظيمًا.

جاء رجل يطلب الجهاد في سبيل الله ، فقال له ﷺ أحيُّ أبواك ؟ قال :
نعم.

فقال النبي ﷺ له :
ففيهما فجاهد.

هذا الحديث مَن يفهمه ؟!
والله لو قرأت كل كتب الدنيا ، وأنت تبحث عن فقه هذا الحديث ؛ لا تفهمه إلا إن كان أبواك عندك.

عندما يكون أبواك عندك في بيتك ؛ في كل لحظة تستحضر هذا الحديث ، أن تجاهد في أبويك.

والله يقول عز وجل في كتابه:
{وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ }…
ولم يكن ؟

{..وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم : 14]

الذي يكون عاقًا بوالديه ؛ جبار عصي.

وفي موضع آخر:
{وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم : 32]

الذي ليس بارًا بأمه ؛ كتب الله عليه الشقاء.

في الوالدين قال :
جبارًا عصيًا.

وهي معصية الله.

أما الوالدة ؛ ولم يجعلني جبارًا شقيًا.

حتى العوام يقولون :
هذا موفق في عمله ، موفق في حياته ، ببركة بِرِّه لأمه ، هذا مستنده الآية.

هذا الكلام صحيح ، ومستنده الآية :
{وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم : 32]

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل يَلزَم من عقوق الأبناء للآباء أن يكون الجزاء من جنس العمل ، وإن تاب الأبناء بعد موت الوالدين؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor