أخ يسأل ويقول:
عندما يُصَلِّي الإمام على الجنازة؛ أين يكون رأس الجنازة: عن يمين الإمام، أم عن شمال الإمام؟
الجواب:
أولاً الآثار والأحاديث المرفوعة عن جَمع من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن الإمام إن صَلَّى صلاة الجنازة؛ فـالإمام يَقف عند رأس الذَّكر، وأما الأنثى؛ فيقف عند وسطها، هذا المأثور عن النبي- صلى الله عليه وسلم-.
والوقوف عند الوسط ثابت في صحيح مسلم، والوقوف عند الرأس ثابت في سنن أبي داود.
[فعن أبي غالب الخيَّاط، قال: “شَهِدت أنس بن مالك صلَّى على جنازة رجلٍ عند رأسه، فلمَّا رفَع، أُتِي بجنازة امرأةٍ من قريش أو من الأنصار، فقيل له: يا أبا حمزة، هذه جنازة فلانة ابنة فلان، فصلِّ عليها، فصلَّى عليها، فقام وسطها، وفينا العلاء بن زياد العَدوي، فلمَّا رأى اختلاف قيامه على الرجل والمرأة، قال: يا أبا حمزة، هكذا كان رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقوم حيث قمتَ، ومن المرأة حيث قُمتَ؟ قال: نعم، قال: فالْتفَت إلينا العلاء، فقال: احْفَظوا”
صحيح؛ رواه أبو داود (3194)، والترمذي (1034) وحسَّنه، وابن ماجه (1494).] وصححه الشيخ الألباني
إذا وَقَفتُ أنا عند رأس الميت، وكان الميت ذكراً؛ هل أجعل رأسه عن يميني أم عن شمالي؟
الإجابة:
الأمر واسع، سواء كان على يمينك أم عن شمالك، والزعم أن الأصل أن يكون على اليمين أو على الشمال؛ هذا خطأ، والأمر واسع.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٠، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
السؤال العاشر: قال الله تعالى عن الأشهر﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ كَاۤفَّةࣰ كَمَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ كَاۤفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ٣٦]، ونحن الآن في شهر “رجب” وهو من الأشهر الحرم، نصيحة يا شيخنا لنا جميعاً في هذه الايام؟
الجواب: أولا هذه الأيام عظيمة، فيسنّ للإنسان أن يجمع نفسه من أن يكثر من طاعة الله جل في علاه.
لم يثبت شيء في رجب على التعيين، إلا أنه من أشهر الله الحرم.
وأشهر الله الحرم تعظم فيها طاعة الله تعالى، وكل أدرى منكم بحضور قلبه، إلا صاحب القلب الميت، وحاشاكم أن تكونوا كذلك.
بعض الناس للآن لا يعرف قلبه كيف يحضر، بعضهم يحضر قلبه بالصدقات، وبعضهم بقراءة القرآن، وبعضهم في صلة الرحم.
يعني جميل قبل الساعة الأخيرة الجمعة تكون في صلة رحم وأن تكون ناويا فيها عبادة من العبادات، يعني أن تتقصد الأيام الطيبة، الطاعات التي يحبها الله والتي تجد لها أثراً.
هنالك عبادات مبتدعة كثيرة، وهنالك عادات جاهلية عربية كانت موجودة في الجاهلية ولا سيما عند قبيلة مضر، فمضر كانوا يعظمون رجب، وكان إذا دخل رجب عظّموه كما كانت العرب يعظمون الأشهر الحرم.
فكان عمر لما يرى ويتقصد أهل مضر وكان بعضهم يصوم الشهر بتمامه، فكان عمر رضي الله تعالى عنه يضرب أيدي الرجبيين الذين هم مضريون.
وهنالك صلوات مبتدعة ومنها صلاة الرغائب، وصلاة الرغائب تفعل في أول ليلة جمعة في شهر رجب، التي هي ليلة أمس، الآن أهل البدع والعياذ بالله أحيوا الليلة هذه بصلاة تسمى صلاة الرغائب، وهي صلاة مبتدعة، ووقع مساجلات بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام، وشيخنا الألباني رحمه الله طبع كتيبا في المساجلة التي حصلت بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام .
وحكم أهل العلم على صلاة الرغائب بالبدعة.
فرجب شهر من أشهر الله الحرم لم يثبت في صيامه شيء على التعيين، ولا يوجد فيه صلاة خاصة على التعيين كصلاة الرغائب، وإنما هو من أشهر الله الحرم التي تعظم فيها عبادة الله تعالى بعموم الطاعة.
فاحرص أن لا تظلم نفسك، وظلم النفس أن تفعل المعاصي و الموبقات، فإذا كنت مبتلى والعياذ بالله ببعض الأوساخ والقاذورات، وبعض المعاصي، فابتعد وخف من ربك كما لو أنك كنت في بيت الله الحرام، فالله عز وجل يعظم الزمان، ويعظم المكان، فعظم هذه الأشهر حتى تتفقد نفسك، وتقبل على الله عز وجل وتقلع وتبتعد عن المعاصي.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٦ – رجب – 1439هـجري.
٢٣ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
http://meshhoor.com/fatwa/2042/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
أريد أن أسأل بخصوص المبيت في منى، هناك أقارب لي كانوا في الحج ولم يكن لهم خيمة في منى، وكان فندقهم في العزيزية، وكانوا يبقون خمسة ساعات بعد المغرب حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، ويكملون الليل في الفندق، هل عليهم ذبح، وواحدة من الحجات تقيم في الإمارات، هل يجوز أن توصي ابنها الذي في الأردن أن يذبح عنها، وأين يتم الذبح، وكيف؟
الجواب:
أولًا: من لا يستطيع المبيت في منى فالواجب عليه كما في أثر ابن عباس رضي الله عنهما: “من ترك نسكاً فعليه دم.” رواه الإمام مالك.
أن تذبح، والذبح يكون في مكة؛ والذبح يكون لفقراء مكة، وليس الذبح في الأردن أو الإمارات.
والأصل في الحاج أن يقيم في منى.
وعرفة حِلٌّ، ومنى ليست حِلّاً، وإنما هي حرم.
تأمّل معي:
الحاج الذي يلتحق بالحجيج يوم عرفة، أغلب موسم الحج أين يقضيه؟
في منى.
وذكرنا أكثر من مرة، الحجيج يكونون في منى اليوم الثامن، ثم يتحولون لعرفة، وعرفة وقتها ليس بطويل، ثم من عرفة الله يردهم إلى مزدلفة، ومن المزدلفة يرجعون إلى منى، ويبقون في منى، وثم يذهبون إلى بيت الله الحرام، فيطوفون بالبيت، ثم يغادرون.
وقلنا أكثر من مرة أن عرفة حل.
والناس يتركون حرم الله متضرعين حاسري الرؤوس متذللين متمسكنين لله جل علاه، يذهبون إلى عرفة ويرفعون أيديهم ويسألون، ثم الله يردهم إلى حرمه؛ يخرجهم من حرمه إلى حلّه، ثم يردهم الله من حلّه إلى حرمه، وفي هذا إشارة إلى أن الله تعالى قد قبلهم.
ولذا فإنَّ الحجيج الله جل علاه يقبلهم، عمار وحجاج بيت الله الحرام الله دعاهم فاستجابوا، وإذا سألوا الله عز وجل لا يمنعهم سؤالًا.
فأغلب الحج إنما هو في منى؛ فإذا ضاقت منى فما حول منى حكم منى، فقد قال بعض سلف: منى كرحم المرأة.
فالله عز وجل يوسّع كل منى.
اليوم هناك أقوام يأخذون حجيجهم، ويحققون المبيت، ومنى مناخا لمن سبق.
الأصل في منى أن تترك كما هي، وكل الناس في منى يكون لهم مناخ.
اليوم الذي عندهم ما يُسمّى بتحقيق المبيت، ليس لهم في منى مبيت، ولا يمكن أن يلتحقوا بحملة، وهذا عبارة عن تجارة للأسف، بل الأصل أن تبقى منى كما هي.
يقول ابن عمر كما عند الفاكهي باسناد حسن كما نقل الحافظ ابن حجر.
الخلاصة: *جماهير أهل العلم يقولون: أقل شيء لتحقيق المبيت منتصف الليل وزيادة*، تحسب الوقت من المغرب إلى الفجر، وتُقسِّم على اثنين، وتحقق زيادة، فإذا حققت الزيادة أنت حينئذ قد حقّقت المبيت ولا شيء عليك، لكن ليس هذا هو الأصل، فيكون الحج الذي فعلته في أدنى درجات القبول، وإلَّا فأيام منى عظيمة.
قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر.
رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه شيخنا الألباني.
فأفضل الأعمال أعمال اليوم العاشر في مزدلفة .
وسمّيت منى بهذا الاسم، قال العلماء: إن سبب تسمية منى بهذا الاسم، هو كثرة ما يُمْنى فيها، أي يراق من الدماء، أو أنّ الله يحقق الأماني فيها، والأصل أن يقيم الإنسان في منى.
هذا الكتاب مطبوعٌ ومنسوبٌ للإمام: محمد بن إدريس الشّافعي، ويوجد كتاب “الفقه الأكبر” منسوب للإمام: أبي حنيفة النّعمان -رحمهما الله-.
والصّواب أنّ هذا الكتاب لم يصحّ للشّافعي، ولم يصحّ لأبي حنيفة.
كتاب الشّافعي طُبع في العراق، ثمّ طبع ضميمة، وزعته مجلّة الأزهر في ستٍ وسبعين صفحة، وطبع سنة ١٤٠٦ هـ.
قرأتُ الكتاب بعد هذا السّؤال، بحثت عن الكتاب، فصاحبه أشعريّ صوفيّ، وذكرَ فيه مسائل، وتاريخُ هذهِ المسائل لم تكن في زمن الإمام الشّافعي.
بل إنّ الباحثين المطلعين، وكان اطلاعهم واسعًا، حصلت فتنة بين العلماء في تفضيل إبراهيم -عليه السّلام- على محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- أيهما أفضل..
هذه المسألة مذكورة في الكتاب، وهذه المسألة ما ظهرت إلّا في القرن العاشر للهجرة.
فالكتاب ليس للّشافعي، بل في الكتاب -نفسه- كثيرًا ما يقول: قال: قال بعض أصحابنا -يعني: قال بعض الشّافعية-، فالكتاب ليس للشّافعي -أصلًا-، بل وجدتُ في “كشف الظّنون” يقول حاجي خليفة:
(في نسبة هذا الكتاب إلى الشّافعي شكّ، والظّنّ الغالب أنّه من تأليف بعض العلماء المتأخرين)
.
فنسبةُ كتاب “الفقه الأكبر” للشّافعي نسبةٌ دخيلة، وليست بصحيحة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
هل الزيادة عن صيام ستة أيام من شهر شوال خلاف السنة؟
الجواب: لا من قال أنه خلاف السنة.
إذا واحد صام ستة من شوال ثم صام اثنين وخميس، ثم صام أيام البيض -الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر- ما الذي يمنع؟
الصيام عبادة منفصلة وليست متصلة، والمنع بالزيادة على المشروع إنما هو في العبادة المتصلة لا المنفصلة.
سؤال:
صدقة الفطر عبادة أم ليست عبادة؟
عبادة.
والأصل في العبادات التوقيف.
كم مقدار صدقة الفطر؟
صاع.
واحد قال: أريد أن أخرج 4 أصاع أو 5 أصاع، مشروع أم ممنوع؟
مشروع.
واحد قال ما أريد اخرج صاع، أنا عندي مثلا أربعة أولاد، في ذمتي صدقات فطر عن أربعة، أريد ان اخرج ليس 4 أصاع، أريد أن اخرج 20 صاعا، نقول له مشروع ام ممنوع؟
مشروع.
لماذا مشروع؟
هذه عبادة منفصلة، هذه الأربعة لوحدها صدقة فطر والستة عشر منفصلة عن الأربعة، و ( 16) صدقة عامة.
هل الصدقة مقننة في الشريعة؟
هل الصدقة لها شروط؟
لا، شرطها أن لا تقع منة، أن تكون خالصة لله جل في علاه، أن تضعها في محلها، فأنا وضعت شروطها.
فالعبادة المنفصلة غير العبادة المتصلة.
زكاة المال، زكاة مالي 100 دينار، فاخرجت 200 دينار، وأخشى أحد من إخواننا يقول: الأصل في العبادات التوقيف وهذه زيادة على العبادة المشروعة، فإخراج الزكاة 5 بالمائة بدلاً من 2.5 بالمائة، إخراج الزكاة بدعة أو إخراج الزكاة معصية، أعوذ بالله، لا أحد يقول بهذا أبدا، لماذا؟
لأن الزكاة عبادة تقبل الإنفصال.
كيف تقبل الانفصال؟
هذه زكاة وهذه صدقة، علي زكاة 100 دينار دفعت 200 دينار، هذه 100 زكاة وهذه 100 صدقة، والشرع ما يمنع من أن نجعل الصدقة مع الزكاة، يعني أن نخرج هذا وهذا.
واحد صلى ركعتين الظهر البعدية صلاها ثلاث ركعات، مشروع؟
غير مشروع.
هذه عبادة متصلة وليست منفصلة، الركعة الزائدة متصلة ليست منفصلة.
واحد صلى ركعتين سنة صلاة الظهر البعدية، ثم قام فصلى ركعتين تطوع مطلق ، مشروع؟
مشروع.
إذا داوم بعد الركعتين على ذلك ، فمداومته فيها شيء، أما أصل الركعتين مشروع، إلا إذا كان أداء الركعتين النافلة في وقت نهى عنه الشرع، كما وقع مع سعيد بن المسيب كما في مقدمة الدارمي ، شاب لما اقتربت الشمس من الغروب قام يصلي نافلة، فأخذه سعيد بن المسيب سيد التابعين ومسكه بيده وقال له اجلس لا تصل.
قال يا إمام:
أيعذبني الله على صلاة ركعتين له؟
قال لا، فلا يعذبك الله على صلاة ركعتين، بل يعذبك الله على مخالفة السنة.
الله يعذبك على أنك خالفت سنته، فالنبي عليه السلام نهى أن تتحرى الشمس وتقوم تصلي نافلة في وقت تحري الشمس.
فهذه المسائل ينبغي لطالب العلم أن يعرفها.
فصيام الست من شوال لا يمنع أن تصوم الإثنين والخميس، ولا يمنع أن تصوم الصيام المطلق لأنها عبادات منفصلة.
والله تعالى أعلم.
⬅️ مجلس فتاوى الجمعة
27 شوال 1438 هجري
21-7-2017 ميلادي
⬅️ رابط الفتوى:
http://meshhoor.com/fatawa/1246/
⬅️ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
السؤال الثالث والعشرون: رجل يريد أن يوزع اضحية لكنه لا يجد المال الكافي فهل يجوز أن يشاركه والده في ثمنها، وهل تعتبر هذه اضحية؟
الجواب: على كل أهل بيت اضحية، والعبرة بالبيت المدخل والمخرج والمأكل والمشرب؛ يعني رجل عنده أولاد مدخلهم ومخرجهم ومأكلهم واحد فعليهم اضحية واحده.
أما لو كان ساكن بعمارة فيها شقق والمدخل والمخرج لكل ولد مختلف والمأكل والمشرب مختلف فعلى كل شقه اضحية.
على كل أهل بيت أضحية.
لكن ما يستطيعون إلا هذا؟
لو صنعوا لا حرج عليهم، أصلا الأضحية ليست واجبة على الذين لا يستطيعون، وهي عند جماهير اهل العلم سنة، فإن كانوا لا يستطيعون إلا هذا الاجتماع مع اختلاف المدخل والمخرج والمأكل والمشرب ففعلوا شيئا لم يكلفهم الله به فهذا امر جائز.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
19 ذو القعدة 1438 هجري
2017 – 8 – 11 إفرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatawa/1324/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السؤال:
أخ يسال ويقول شيخنا أريد أن اعمل إفطار صائم لبعض العائلات لكي احصل على الأجر.
ولكن كما تعلم في ظل هذه الظروف (جائحة كورونا) فنوعا ما هناك صعوبة في الأمر نتيجة الحظر المطبق.
السؤال: لو أحضرت لهذه العائلات دجاج وأرز وزيت، وقلت لهم هذا إفطار صائم لكم في رمضان، هل احصل على أجر إفطار صائم الوارد في الحديث ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا “. الترمذي ٨٠٦، وصححه الشيخ الألباني
الجواب:
طبعًا، لك أجر تفطير الصَّائم، إلا إذا كان الذي تعطيه عاجزاً عن الطبخ كالشيخ الْمُسن أو المرأة الكبيرة التي لا تستطيع أن تطبخ، فهذه تحتاج إلى شيء مطبوخ، تحتاج لشيء يؤكل مباشرة .
أما إذا كانوا يستطيعون صنع الطعام؛ فهذا حسن.
ولو سألتهم أيضًا هل عندهم شيء يطبخون به، بعض العوائل فقيرة جدًّا قد لا تملك، لكن غالب الناس تملك -لله الحمد-، تملك غاز، تملك شيء يطبخون به من آنية وأدوات، فإن كانوا كذلك وطبخوا، فلك الأجر، وأنت تطعم صائم أيضًا.
جزاك الله خير وبارك فيك.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
فأنصح نفسي وإخواني في هذه الأيام ونحن في شهر من أشهر الله الحرم ومقبلون على شهر ذي الحجة وعلى الأوائل منها على وجه الخصوص، بأن نقلع عن الذنوب، وربي تعالى لما ذكر الأشهر الحرم قال: ﴿فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡ﴾ [التوبة ٣٦]، ويقول الله عز وجل: ﴿وَمَن یَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُ﴾ [الطلاق ١]
الأشهر الحرم المعاصي فيها تعظم وتكبر.
والواجب على العبد أن يتوب وأن يقلع عنها وهي ثلاثة سرد وواحد فرد تبدأ من ذي القعدة الذي نحن الآن في أواخره ثم ذي الحجة ثم المحرم، وأما الفرد فهو رجب.
هذه الأشهر الحرم عند الله جل في علاه.
أحسن واجب يقوم به المكلف في هذه الأيام أن يسعى لإسقاط ركن من أركان الاسلام وأن تبرأ ذمته من فريضة الحج التي أوجبها الله تعالى مرة في العمر، وهذا الواجب يتعين على كل مكلف مستطيع، والاستطاعة يتفاوت فيها الناس، وأقل ما يجب على العبد أن يتضرع إلى ربه سبحانه وأن يرزقه هذه الفريضة، ولا يدري العبد كيف ييسر الله تعالى الأسباب.
أفضل عبادة في هذه الأوقات هي عبادة الحج، وأن يسعى العبد حثيثا وأن يبذل الذي يستطيع لفعل هذا الركن، هذا في حق من لم يؤدها، وأما من أداها فيتفقد الإنسان نفسه، فعلى الأقل يجهد الإنسان أن يحج كل خمس سنوات مرة لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ اللهَ يقولُ: إِنَّ عبدًا أَصْحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ، ووسَّعْتُ لهُ في مَعِيشَتِه، تَمْضِي عليهِ خمسَةُ أَعْوامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ إنَّهُ لَمَحْرُومٌ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ١٦٦٢.
الذي لا يحج ولا يعتمر كل خمس سنوات مرة فهو محروم.
ومن لم يقدر لا على هذا ولا على هذا فليجد وليجتهد في الطاعة والعبادة ولا سيما أننا مقبولون على العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال فيها عند الله هي أفضل الأعمال وهي كما في الصحيحين مقدمة على الجهاد في سبيل الله.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» [رواه البخاري].
أول عمل صالح يقوم به العبد وأفضل الاعمال على الاطلاق في هذه العشر أن تتفقد الواجبات والأوامر فتفعلها:
فقاطع الرحم يصل رحمه.
وتارك القرآن أن يتدبر القرآن ويقرأ القرآن.
وتارك العلم يطلب العلم.
والمسيء للناس عليه أن يحسن اليهم ويستسمحهم.
وتارك الزكاة يؤدي الزكاة.
والمرأة التي تركت قضاء رمضان مما أفطرت بعذر فتتوب إلى الله جل في علاه ولا تتمادى، فتكثر من الصيام وهكذا.
ومن وجد نفسه كذلك فلله الحمد والمنة هو على خير وفعل الواجبات التي يقدر عليها، وما أمرتكم بشيء فافعلوه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دعوني ما تركتُكم فإنَّما أهلك من كان قبلكم كثرةُ سؤالهم، واختلافُهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتُم». متفق عليه.
فالاوامر الإنسان يفعل منها ما يستطيع والنواهي الواجب عليه أن يجتنبها، فمن تفقد نفسه ووجد الأمر كذلك فهو على خير فلله الحمد والمنة يتعطر ويتطيب بسائر الطيبات والخيرات من الأعمال الصالحات، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذكر والتحميد والتكبير والتهليل.
وقد علق الإمام البخاري عن بعض أصحاب رسول الله كابن عمر وأبي هريرة أنهم كانوا يذهبون للسوق ويكبرون الله تعالى ويذكرون ويُذكّرون الناس بذكر الله جل في علاه
فهذه الأيام الاعمال الصالحة فيها محببة إلى الله عز ط، ويغفل عن هذا كثير من الخلق، وكثير من الناس بين يدي أعظم يوم من أيام السنة وهو يوم النحر.
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر. رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني.
ويوم القر المراد به أيام الاستقرار بمنى.
هذه الأعمال الصالحة تكون بمثابة الأعمال الصالحة من القيام بالليل قيام رمضان وصيام النهار في رمضان بين يدي ليلة القدر، فالله أكرمنا فجعل ليلة القدر في الآخر حتى يتدرب الإنسان، والله أكرمنا فجعل اليوم العاشر وجعل قبله تسعة أيام يجاهد الإنسان نفسه فيها حتى إذا وصل إلى أحب الأيام إلى الله وهو يوم النحر يوم العاشر من ذي الحجة وهذا اليوم الذي يحرم على العبد أن يصوم فيه ويفرح بذكر الله عز وجل وشعاره تكبير وشكر لله وتوسع على نفسه في المطعم والمشرب، ألا إن أيام منى أيام أكل وشرب.
هذه الثمرة التي تكون بين يدي الطاعات في العشر الأوائل من ذي الحجة.
هذا البرنامج العام المقدمون عليه في الأيام القليلة الباقية فارصد، وعليك بحسن إدارة الوقت والاستفادة من كل لحظة من هذه اللحظات، وحدد هدفك، وهدِّف بإذن الله حتى تصيب الهدف أو تحوم حوله، سددوا وقاربوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم” لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ.”
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري: 5673.
فهذه الأيام المقبلة أيام تحتاج إلى جد وتحتاج إلى تشمير وتحتاج إلى همة وتحتاج إلى إقلاع عن العادة والمألوف والغفلة وتحتاج إلى الاخبات والإقبال على الله ومحاسبة النفس وكثرة الذكر وكثرة الإقبال على الطاعة والعبادة.
وكما قلت لكم العبد السعيد في هذه الحياة الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب.
بعض الخلق عنده آفات وعنده أمراض كما قال الله عز وجل: ﴿بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ﴾ [القيامة ١٤].
والواجب على الإنسان أن يتطبب في هذه المشافي، في هذه المستشفيات أن يتطبب.
وإن لربكم في دهركم نفحات فتعرضوا لها.
فلله نفحات في هذا الكون والعاقل يتعرض لها.
كل أدرى بمرضه، والواجب أن يجاهد الإنسان وأن يقلع عن هذا المرض. بعض الناس مرضه في لسانه، وبعض الناس مرضه في قلبه، وبعض الناس مرضه في إرادته، وبعض الناس مرضه في جهله، وبعض الناس مرضه في عجبه.
رحم الله أئمة الهدى كالإمام ابن القيم في الإعلام قال: من قرأ (إياك نعبد) فهذا علاج من الرياء، ومن قرأ (إياك نستعين) هذا علاج من العجب، ومن قرأ (اهدنا الصراط المستقيم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) قال هذا علاج من الجهل وعلاج من فساد الإرادة.
فهذه صورة هي صورة شفاء للأبدان والأرواح.
اسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم أن نغتنم هذه الأوقات، وأن يرزقنا فيها الطاعات، وأن يجنبنا الشرور والمنكرات.✍️✍️
مسائل الجرج والتعديل.
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداُ عبده ورسوله ، أما بعد.
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، حياكم الله أيها الأخوة الكرام في هذا اللقاء المبارك مع شيخنا -أبي عبيدة- مشهور بن حسن سلمان -حفظه الله- ونفع به ومتعنا بطول عمره وعلمه.
وهذا اللقاء أيها الكرام في هذا اليوم يوم الجمعة الثامن عشر من شهر الله المحرم للعام الثالث والأربعين بعد الأربعمائة والألف، ومحور اللقاء بإذن الله عز وجل حول بعض مسائل الجرح والتعديل، ومما لا يخفاكم أيها الكرام أن علم الجرح والتعديل علم شريف أصيل ، بل هو من العلوم التي يفاخر بها المسلمون ، فهو علم يعد مفخرة من مفاخر الأمة الإسلامية وهو من المنن التي امتن الله بها على هذه الأمة ، فهذا العلم هو العلم الحارس للشريعة، وهو العلم الحارس لسائر العلوم من أن يدخل فيه دخيل أو أن يتكلم فيه من ليس من أهله ، وغرض هذا العلم الأساسي هو الذب عن الشريعة الإسلامية وصونها وحمايتها.
غير أنه في تطبيقات الناس مؤخراً حصل خلل وخطأ كبير وزلل كبير في هذا العلم مما أدى إلى ظهور بعض التصرفات وبعض التطبيقات المخالفة لضوابط هذا العلم، فإن هذا العلم قائم على ضوابط أصيلة لا بد من مراعاتها والنظر فيها قبل الحكم على الأشخاص وقبل تنزيل الأحكام على الأشخاص.
حول هذا الكلام محور لقائنا مع شيخنا حفظه الله فليتفضل مشكوراً مأجوراً بمقدمة يسيرة قبل أن نطرح عليه بعض الأسئلة المعده لذلك.
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان:
شكر الله لك وبارك فيك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
من المقرر عند العلماء والعقلاء أن الخير والشر ثابتان موجودان ولا جديد، وإنما الجديد في الوسائل والطرق.
فالغلو حاصل منذ أن أنشأ الله تعالى الخلق، وخلق الله تعالى الناس على طبائع و الطبائع تختلف فمن استرسل مع طبعه فبعضهم يميل إلى الغلو وبعضهم يميل إلى السهولة واليسر والوسط بين الأمرين.
فالظاهرة هذه موجودة، مذكورة في كتاب الله، ومذكورة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني الغلو وكيف ذم الله تعالى الغلو.
ظاهرة الغلو في الجرح ولا أقول التعديل ، أقول الجرح والجرح ، بعض الناس لا هم لهم إلا الجرح.
الظاهرة موجودة ولها أسبابها وتحتاج الأسباب إلى رصد ودراسة أزعم أننا نحتاج إلى عدة علوم إنسانية تشارك في سبب هذه الظاهرة، ليست العلوم الشرعية فقط وإنما العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية ، كالعلم الذي يسمى اليوم بعلم النفس وكذلك بعلم الاجتماع والظروف التي مر بها هذا الطاعن وهذا القادح في خيار علماء الأمة، فهذه كلها لها أسباب.
فالعصمة في النجاة من هذه الفتنة ومن كل فتنة إلى يوم الدين أن تكون وراء العلماء، وأن تسأل دائماً ماذا يقرر العلماء الثقات الربانيون في مثل هذه المسألة ، وألا تنفرد بقول من عندك، وإلا فالاسترسال مع الطبع هو عادة أو سجية، ومن الحمق بمكان ومن قلة الدين بمكان أن يطلق الإنسان كلامه هكذا على عواهنه.
جل المخالفات التي تقع في هذه الأمة هي موجودة عند من قبلنا، عند أهل الكتاب عند اليهود والنصارى.
تأمل معي قول الله عز وجل:
﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَۗ كَذَ ٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ﴾
مثل قول من ؟
اليهود والنصارى.
ماذا يقولون النصارى؟
ليس على شيء.
الكلام على عواهنه.
فلان ليس على شيء ، هذا كلام اليهود وهذا كلام النصارى.
فما من مخالفة تقع في هذه الأمة إلى يوم الدين إلا ونحن مسبوقون فيها ، تختلف الوسائل الواتس والتلفون والكتابة فهذه وسائل لكن الأصل في المخالفة أنها موجودة عند من قبلنا
﴿ فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ﴾
الله الذي حكم.
وتأمل معي الآية لما نعى الله قال:
﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ ﴾، ثم قال: (( وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ)) ، الاستهجان العظيم الذي ذكره الله تعالى في هذا السياق قال:
﴿ وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ﴾، تقرأ كتاب الله وهكذا تعتدي على خلق الله وأنت تقرأ كتاب الله، فهذا الاستهجان ما بعده من استهجان.
فهذه الظاهرة موجودة عند من قبلنا. واربط هذه الظاهرة بما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المستفيضة الشهيرة التي قد تصل إلى حد التواتر من اتباع سنن من كان قبلنا فإننا لا نستغرب في هذا الزمان أن نجد زعانف وصغار قليلو العقل والديانة والتحصيل بإطلاق الكلام ، يقولون ليس فلان على شيء ، ليس الشيخ الفلاني على شيء، ليس مدرسة الشيخ الفلاني على شيء ، يهدمون هدماً بكلمات قليلات ويلقون كلاماً على عواهنه وهم لا يفهمون ما يقولون.
لا يفهمون ماذا ؟
لا يفهمون واقع من يتكلمون عنهم ، ولا يفهمون الإنجازات العظيمة التي قام بها فلان ، وهذه الظاهرة هنيئة مريئة حبيبة لأعداء الله ، فجل هؤلاء تجد من يحتويهم ومن يوجههم، فبعض هؤلاء غافلون يتكلمون بلا علم وبلا فهم ، وبعضهم موجهون وهم لا يقلون في أثرهم في أنهم معاول هدم تضرب جذور العلم الشرعي والمدارس العلمية أي الشرعية ، وأثرهم لا يقل عن أثر أعداء الله عز وجل في هذه الأمة.✍️✍️
الجواب:
تهنئة النصارى في أعيادهم من الزور الذي نَهى الله عنه، قال تعالى؛ ﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ ﴾.
وكذلك يقول الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة: إن فعل المعاصي مجتمعة أهون من تهنئة النصارى بعيدهم.
(( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه)). أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم ج1 ص 442 .
أنت لمّا تُهنئهم بعيدهم، تبارك لهم ميلاد ربهم، وهذا إقرارٌ بعجز الرب وضعفه، وأن له شهوة، وأنه بحاجة لزوجة، وبحاجة لولد، تعالى الله عمّا يقول الكافرون علواً كبيرًا.
أبو الطيب الباقلّاني لما دَعَوه القساوسة إلى إسبانيا للمناظرة، احتاروا في أمره، وقد بلغهم ذكاؤه وفطنته، فأعد الملك مناظرة مع القساوسة، فهم جماعة وهو واحد بمحضر الملك، فالحضور له أُبّهة وهو في قلّة، وأجلس القسيس الذي يريد أن يُحاضره ويناظره في مكان، وبنى مكانًا فيه طاقةٌ لا يمكن لأبي الطيب الباقلّاني أن يدخل إلا راكعًا، بمعنى أنه سيدخل راكعًا ويجد القسيس أمامه، وهذا أمر له أثر في المُواقعات و المُنازلات ، فنظر الباقلّاني كثيرًا قبل أن يدخل، فدخل بظهره، -استدبر ودخل-، ثمّ قام فنظر إليه وهو جالس، فقال كيف حالك ؟، و كيف حال أبناءك؟
فَغضِب، وقال: ألا تعلم أني قسيسهم؟ تنسب الولد لي؟
قال: سبحان الله تُنزّه نفسك عن شيء تنسبه إلى ربك.
فسكت.
فالنصارى، أنت لمّا تُهنئهم بأعيادهم -وأعيادهم قريبة الوقوع من حيث التاريخ- هذا كبيرة من الكبائر.
ابن القيم في أحكام أهل الذمة يقول: أن يرتكب المسلم جميع الكبائر مجتمعة أهون عند الله من أن يهنئ النصراني بعيده.
وكلامه -رحمه الله- مهم ويا ليت يُنشر.
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍