هل يجوز أن يعطى أخ أكثر من أخ بالعطية بسبب الغربة والظروف الصعبة، علما برضى باقي الأخوة؟
الجواب:
إذا كان هناك حاجة كالتعليم مثلا فيما يظهر لي من الأخوة، النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما شفاء العي السؤال (سنن أبي داوود ٣٣٦ وحسنه الألباني.)
فالوالد لو أنفق على ولده لتعليمه، أو لتطبيبه أكثر من سائر إخوانه فلا حرج في هذا، فهذا من الواجبات المناطة التي اناطها الشرع بالوالد، أما مجرد العطية فلا تشرع إلا بالسوية، لحديث النعمان بن بشير لما نحل ولده نحلة فأشهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لا أشهد على جور، وفي رواية قال له انحلت سائر أولادك مثله، ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء.
(البخاري ٢٦٠، مسلم ١٦٢٣)
قال بعض الشراح:
قوله في البر إشارة إلى أن هذا حق لله، وليس حق للعبد.
وهاهنا اختلف العلماء لو أن سائر الأولاد رضوا فهل العطية جائزة أم لا.
إن كانت حق للعبد جازت، وإن كانت حق لله إن رضوا لا يجوز، وبالأول قال المالكية والحنفية، وبالثاني قال الحنابلة.
والذي أراه أن السوية في العطية واجبة، إلا فيما أوجب الشرع على الأب من تطبيب وتعليم وما شابه، وما عدا ذلك فالأصل في العطية أن تكون بالسوية.
والذي أراه أن العطية حق لله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: اعدلوا بين أبنائكم. (سنن أبي داوود ٣٥٤٤ وصححه الألباني)✍?✍?
السؤال:
سمعت أن للإمام أحمد -رحمه الله – ثلاث روايات في حكم تهنئة الكفار بأعيادهم، هل هذا صحيح؟
الجواب:
ليس بصحيح.
وقد ذكر ابن القيم في كتابه “أحكام أهل الذمِّة” -وهو أعلم الناس بأقوال الإمام أحمد- في غير موطن في كتابه ” أحكام أهل الذمّة ” إجماع علماء المسلمين على حرمة تهنئة الكفار في أعيادهم.
(( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه)). أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم ج1 ص 442 .
ومن يشوش ويجوّز تهنئة الكفار، ولا سيما (النصارى) في أعيادهم ؛ فهذا منبطح على وجهه، خائن لله ولرسوله، وللعلم والحقيقة.
من قال أن عيسى عليه السلام ولدَ في شهر (1) كذاب دجال.
عيسى عليه السلام عاش في بيت المقدس، عاش في فلسطين ، و شهر (1) يستحيل أن يكون فيه رطب ، وربي عز وجل قال: ((فَأَجَاۤءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا)).
ومعنى أجاءها: أي ألجأها.
في شهر (1) تأتي المرأة وتلد تحت جذع نخلة؟!!
في شهر (1) لو امرأة أرادت أن تلدَ فتلدُ في مغارة أو تلد في بيت، تحتاج لدفء، ما تحتاج لجذع نخلة!!
الله سبحانه أكرمها فقال: ﴿قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِیࣰّا﴾
السري: جدول ماء، حتى يكون هناك الجو الذي يريحها، وهذا لا يمكن أن يكون في الشتاء.
والله عز وجل يقول: ((وَهُزِّیۤ إِلَیۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَـٰقِطۡ عَلَیۡكِ رُطَبࣰا جَنِیࣰّا)).
وفي شهر (1) لا يوجد رطب.
فالكلام على أن عيسى عليه السلام ولد في شهر (1) ونحتفل بعيد ميلاده أصلًا هذا كذب على واقع وحقيقة ميلاد عيسى عليه السلام، وهذا تزوير قام به الرومان وكذبوا ودجّلوا وراج ودخل في دين النصارى كذبًا و زورًا، وهذا كلام كثير من الغربيين وكثير من أصحاب الديانة النصرانية يقررون أن عيسى عليه السلام لم يلد في شهر (1)، هذه واحدة.
الثانية:
أنّ أعياد الميلاد عهر وفجور ومعاصي وهذا لا تجوِّزه الشريعة.
في الإنجيل المرأة التي تخرج حاسرة الرأس يُحلَقُ شعرها.
هذه دخيلة على دين الله عز وجل، على الدين الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام.
في الإنجيل المرأة في الكنيسة يحرُمُ عليها أن تتكلم أمام الرجال.
تتكلمون عن حقوق المرأة والمرأة؟؟؟
المرأة إذا كانت في محفل من الرجال وهي في الكنيسة يحرم عليها أن تتكلم.
فليس هذا في دين الله عز وجل في شيء.
ثمّ أنت حين تهنئ نصراني في عيده ماذا تقول له؟
ماذا يعتقد هو؟
يعتقد أن اللهَ ولدَ عيسى في هذا اليوم، فمبارك ولادة الله!!
وأنت تقول له: مبارك ولادة الله؟!!
والذي يلد (ناقص) عنده شهوة، ويحتاج لزوجة، ويحتاج لولد، أما أنا وأنت نحتاج للولد لأننا سنموت، والله عز وجل لا يحتاج لولد.
فالذي يجوّز الاحتفال بأعياد النصارى لا يفهم ماذا يقول، ولا يفهم الواقع، ولا يفهم الدين ، ولا يفهم الإسلام، ولا يفهم النصرانيّة، ولا يفهم ماذا يجري.
هؤلاء منبطحون يريدون أن يجاروا الرأي العام كما يقولون.
وأما جواز الاحتفال بأعياد النصارى فلا يقول به مسلم.
فالعلم للمُباهاة و للمُفاخرة ولصرف وجوه الناس للقائل مهْلَكة، و أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا سبب من أسباب دخول النار و العياذ بالله .
فنصيحتي لإخواني:
أن يتفقدوا أحوالهم وقلوبهم ونواياهم وأفعالهم، وكلما ازدادوا علما ازدادوا قُربا من الله جل في علاه، وظهر هذا في سمتهم، وفي هديهم، في نُطقهم وفي سكوتهم، في حركتهم وفي سكونهم، يعني ظهر هذا في كل ضروب حياتهم.
وأنصح إخواني:
– بأن يعلموا أن العلم بحث، وأنه لا يقبل الجمود ولا الهمود.
– وأن العلم فيه حسنات، ومن أحسن حسناته: أنه لا أمير في العلم إلا العلم.
ومن حسناته: أن المخطئ فيه إن بذل وسعَه وكان من أهله مأجور، فله أجر، هذا أمر لا يوجد في غير العلم.
ومن أحسن حسنات العلم أيضا أنه لا يقبل المجاملة، وأن معاييره ثابتة.
وبالتالي الإنسان حتى يحصل العلم لا بد أن يعطيه كُلَّه.
وقد قالوا قديما: إن أعطيت العلم كُلَّك أعطاك بعضه وإن أعطيته بعضك لم يعطيك شيء.
فالعلم مثل الزوجة المدللة، إذا هجرته يوم هجرك أسبوع، وإذا هجرته أسبوع هجرك سنة وهكذا.
ولذا إذا هبت رياح العبد وحبب الله إليه العلم نهل منه وأخذ بكل ما يستطيع أن يحمل، إذا هبت رياحك فاغتنمها.
فوصيتي أن نتعلم، وأن نعمل بما نتعلم، وأن ندعو خصوصا في البحرين.
أسأل الله يبقيها حصنا لأهل السنة وأسأل الله جل في علاه أن يرد كيد الكائدين، وأن يبعد شر الأشرار و مكر الكفار وأن يجعل كيدهم يبور.
البحرين بلد الآن مطموع فيها من قبل أعداء الله من قبل الفرس والمجوس.
وأسأل الله جل في علاه أن يحفظها وأن يبقيها ذخرا للاسلام و المسلمين؛ فأهلها يحتاجون إلى مزيد علاقة مع الله، وإلى مزيد تواصي بالحق وتواصي بالصبر، وأهلها يحتاجون أن تجتمع كلمتهم، وأن يبقوا وراء حكامهم ومسؤوليهم وأُمرائهم.
وأن تتسع صدورهم، وأن يعفوا بعضهم على بعض، وأن يتركوا الحزبيات المقيتة، وأن يجتمعوا على قلب رجل واحد.
فالشرور التي تُداهم شديدة و قوية، الأعاصير قوية، وهذه الأعاصير القوية تحتاج إلى اجتماع كلمة، وتحتاج إلى رحمة، وأن يتواصوا فيما بينهم بالمرحمة كما أخبرنا الله عز وجل.
وأن يزدادوا من العلم وأن يحذروا من خطر القوم،وأن يدعو إلى الله عز وجل على بصيرة من أمرهم.
حققت منها القليل، لكن العزيمة إن شاء الله متجهة لإصدار جميع تراث الشيخ تقي الدين الهلالي، وهذه النية قديمة ابتدأتها من قبل ( 30 ) سنة.
الهلالي وما أدراك ما الهلالي؟
الهلالي الذي لا يعرفه كثير من السلفيين.
هل تعرفون من الذي يعرف الهلالي اليوم؟
من أكثر واحد يعرف الهلالي اليوم؟
كنت على تواصل مع باحث أمريكي له رسالة دكتوراة طبعها ونشرها باللغة الإنجليزية، أنا شخصيا لم أرَ أفهم منه في الهلالي حقيقة، مع أنه كتب ستة أو سبعة رسائل علمية عن الهلالي، وللاسف تقرأ ما تفهم، تجد أن الذي كتب لا يفهم الهلالي، لا يعرف الهلالي أبدا.
طبعا الدعوة السلفية أصبحت رقما كبيرا، وأصبح هذا الرقم الكبير عند دول العالم.
هذا الباحث ألف كتاب اسمه “عولمة الفكر السلفي من خلال تقي الدين الهلالي”، ويزعم صاحب هذه الرسالة وقد صدق في زعمه أن سبب انتشار الدعوة السلفية في العالم هو تقي الدين الهلالي، لأن الهلالي ما يوجد بلد ما دخله، ولا يوجد لغة لا يتقنها، فهو يتقن الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والألمانية والعبرانية والسريانية والأمازيغية، ولما أضر أتقن لغة بريل، وشرح العقيدة الطحاوية بلغة بريل، وله مؤلف في شرح الطحاوية بلغة بريل.
ما هي لغة بريل؟
لغة العميان.
وكتب مقالة بديعة جدا أثبت فيها أن بريل سرقها من بعض علماء الأندلس، و هذه اللغة معروفة عند بعض علماء الاندلس، فكتب وطول في هذا.
فالعبد الضعيف متوجه لأنشر جميع تراث الهلالي إن شاء الله.
جوابا على السؤال:
حققت ( سبيل الرشاد ) في أربع مجلدات، وحققت ( رسائل الهلالي ) في أربع مجلدات، وحققت ( اختصاره وشرحه المختصر على صحيح البخاري )، وحققت كتابه ( الدعوة إلى الله ) ، وحققت كتابه ( مرقاة المفاتيح ) و ( مدَنية المسلمين في المغرب ). هذا الذي نشر.
وإن شاء الله سأعيد طباعة التراث.
والمشكلة عند الهلالي أنه يكتب بجميع اللغات، يكتب بالأسباني والألماني والإنجليزي، إلى آخره.
والمصحف الذي يتداول اليوم والذي تبناها مجمع الملك فهد جزاهم الله خيرا لطباعة المصحف الشريف المصحف الذي يطبع باللغة الإنجليزية هو من ترجمة الهلالي، الذي ترجمه هو الهلالي رحمه الله تعالى.
وله ترجمة على اللؤلؤ والمرجان باللغة الإنجليزية.
وله ترجمة على البخاري باللغة الإنجليزية.
وله ترجمتان على البخاري، ترجمة موجزة في مجلدة وترجمة مطولة في تسع مجلدات.
مقالات الهلالي كثيرة جدا، للآن أنا جمعت قرابة ( 900 ) مقالة للهلالي من صحف سيارة يومية، هذه الصحف نشرت في عدد كبير من البلدان، وأكثرها خفاءا الصحف التي نشرت له الصحف العراقية، وهو في العراق نشر في عدد كبير من الصحف.
أخ يقول إن مشايخ الأردن لا يدعون إلى عقيدة التوحيد؛ ولا يشرحون كتب الدعوة، وإنما يهتمون فقط بالحديث والسنة ولا يحاربون الشركيات.
الجواب:
هذا زعم.
العلماء أهل اختصاص، وكلٌ مُنصبغٌ بتخصصه.
الطلبة بالجملة يتأثرون بتخصصات المشايخ الكبار.
وامتن الله عز وجل على الأردن بشيخنا الألباني رحمه الله، وإخواننا حتى من كان منشغلا بالقرآن و القراءات والتدريس انشغلوا بالحديث.
لكن لله الحمد والمنة القران كله توحيد، والسنة كلها توحيد.
في كتاب البخاري كم كتاب في التوحيد؟ التوحيد والإيمان.
وفي مسلم أول كتاب الإيمان.
صحيح؟
نعم صحيح.
يعني هذه الفروق التخصصية تحت المسميات فينبني عليها أنه من درس الحديث ينبني عليه أنه لا ينشغل بالشركيات ولا يحذر من الشركيات ولا يدعو للتوحيد، هذا شيء موجود في الخيال؛ وليس موجود في الواقع.
فلو ما درسنا كتاب التوحيد، وأنت تدرس كتاب الله، اين المشكلة؟
كتاب الشيخ الهلالي “سبيل الرشاد” هل تعرفونه؟
نعم نعرفه.
كتاب “سبيل الرشاد” كتاب شرح فيه فقط آيات التوحيد، (توحيد الألوهية)، (توحيد الربوبية)، (توحيد الأسماء والصفات)، (وتوحيد الاتباع).
والقسم الكبير من القرآن خاص بالتوحيد.
فأن نقول: والله الذين يدرسون الحديث لا يحاربون الشركيات هذا قول خطأ.
كأن الحديث شيء أجنبي ولا صلة له بالشركيات فهذا خطأ، هذا تقسيم على الورق، هذا تقسيم أكاديمي، أما من يشرح الحديث النبوي، فكتب التوحيد تحتوي على ماذا؟
تحتوي على آيات وأحاديث، لكن المتاح لك في التدريس درسه.
مثلا إخواننا الآن في السودان ماذا يدرسون؟
إن منعوا من كتاب لفلان فيشرحون ما في كتب فلان تحت مسمى آخر، أو اسم آخر.
الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله لما كان في المغرب، كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله محاربة، وكانت الحرب شرسة عليه، وطبع كتاب التوحيد بشرحه، ووضع اسم كتاب التوحيد، وقال: لمحمد ابن سليمان الدرعاوي، حتى أحمد الغماري الخريط في الكتب، يتصل بالهلالي يقول من هذا محمد ابن سليمان الدرعاوي صاحب هذا الكتاب، هذا كتاب فيه توحيد خالص؟
يقول الهلالي: أرسل إلي الغماري أن هذا كتاب ممتاز فيه توحيد خالص، هذا لو عرف أن الكتاب لمحمد بن عبد الوهاب؛ لقال هذا كتاب شرك.
فالعبرة بارك الله فيك أن تكون صاحب رسالة، وأن تؤدي هذه الرسالة بالمتاح لك، وهذه كلمة المتاح لك تحتاج إلى جهد وتوفيق من الله عز وجل.
? كلمة وتوجيه من فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حول إضراب المعلمين.
أولاً: المصلحة الخالصة والمفسدة الخالصة هذه الأيام نادرة، وهي كما يقولون قديماً: -أندر من الكبريت الأحمر-، ولا سيما المصلحة والمفسدة التي تخص المجتمع، التي لا تخص الأفراد، فقد تصفو لبعض الأفراد مصالح خالصة ومفاسد خالصة، والعاقل يلزم الأولى فعلاً، والثانية اجتناباً.
أما ما يخص المصالح العامة التي تكون في حق أغلب الناس، فالخالصة معدومة، وعُدمت من زمن قديم، والعلماء يحكمون بالمصالح الغالبة فعلاً، وكذلك بالمفاسد العامة تركاً.
الواجب على المسلم أن يُغلب المصلحة العامة، ويكون هذا الغالب بالمنظور الشرعي الصحيح، فالمفاسد الوهمية كثيرة، ولله سنة بأن المفاسد الوهمية يظهرُ زيفُها مع مُضي الزمن.
الناس حقيقة في ضغط، والإنسان يتذكر قول الله عز وجل في سورة الملك: *(( أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ))*، وهذه سنة لله جل في علاه لا تتخلف، إذا الناس ضغطوا في موضوع الرزق، فردة فعل الناس، -والآيات عجيبة بألفاظها ومعانيها-، (بالمباني والمعاني)، قال: لجوا، ما اعترضوا، واللجج: اعتراض فيه صوت مرتفع، وحال من لجَّ، قال: عتو ونفور، عاتي ونافر.
ولو بحثت في كل معاجم اللغة تتكلم عما جرى مع المعلمين، وما سيجري في ظني في التاريخ القريب الذي نحن نعيش، سيكون الشعار هو اللجج والنفور، النفور من القوانين، والنفور ممن ينظم مصالح الناس العامة أو الغالبة، لأن من يزعم الآن ويقول أنا عندي مصالح خالصة للناس هذا كذاب، ولا يمكن أن يتحقق هذا ولا سيما مع الظروف التي تعيشها الأمة بعامة، وتعيشها بعض المجتمعات بخاصة، فالخير والمصلحة الخالصة ليست صحيحة.
الآن أنا أفهم من فحوى سؤال أخينا أن نبحث عن المصلحة الغالبة وليست المصلحة الخالصة.
فعلى من بيدهم القرار أن يفهموا الآية، وأن يعرفوا كيف ردة فعل الناس لما يضيق عليهم في أرزاقهم.
ولذا دائماً المسؤولين ومن بيدهم القرار إن أرادوا أن يسترضوا الناس فبالاستعطاف والعطاء حتى يميلوا الناس، هذا أسلوب معروف على مر التاريخ، أنه المعارض دائما يغدق عليه بشيء من مال، يغدق عليه بشيء من منصب، ولا يهمل الناس، ولا يتركون هملاً.
من المعلوم لدى الجميع أهمية المعلم، والمعلم إذا ما أكفي سينعكس هذا الأمر انعكاساً سلبياً على المجتمع، وهذا الانعكاس ليس خاصاً في هذه الفترة، وإنما سيتبع أجيال قادمة، وهذه الأجيال القادمة قد يمتد الأمر امتداد كبير، ولذا نحن عندما نتكلم عن المصلحة الغالبة، فالواجب -وقد قرأت في بعض البلدان كاليابان وغيرها أن راتب المعلم أكثر من راتب الوزير ، لأن هذا المعلم إن لم يكن مرتاحاً فسيهدم الأمة، وسيضرب بمعول من حديد في جذورها وأصولها، سيهدم مجتمعاً، سيهدم جيلاً، وهذا الجيل فقد التربية وفقد التعليم.
ونحن نتكلم عن موضوع المصالح الغالبة لا بد أن نراعي الأجيال، وأن نراعي موضوع من يدرس هؤلاء الأجيال.
لكن طريقة الأعتراض التي عندنا طريقة بأن تنعكس على المجتمع بما يسمى بالعصيان المدني، وبالانعكسات الخطيرة التي قد يتولد عنها، فهذا أمر مرفوض.
أنا مع المناصحة الحثيثة لكل من بيده قرار، ولكل من بيده كلمة، وتكون هذه المناصحة مدروسة، وتكون القرارات التي يُنصح فيها المسؤولون (واقعية)، بمعنى أن يكون بالمقدور تنفيذها من جهة، ومن جهة أخرى أن تكون رئيسة ولا تكون فرعية، وموضوع الرواتب أمر مهم ،ولكن الأهم من هذا موضوع المناهج، وموضوع الغيرة على الشرع، وموضوع الغيرة على الخُلق، والغيرة على الدين، وأن يكون هذا من المحاور التي ينبغي أن لا تقل عن موضوع الرواتب وما يُعطى للمعلم.
أصبحنا للأسف الكبير إذا رأينا مثل هذه الاحتجاجات نربطها بالقضايا المادية، ولا ينكر عاقل ما قلناه وأسلفناه في الآية، لكن الأهم من هذا القضايا الشرعية، والقضايا الخُلقية، وما شابه.
فنصيحتي للمعلمين أن يغلبوا المصالح العامة، وأن لا يعطلوا أمور قد لا قدر الله يكون من وراءها أن يتفلت الأمن، وتقع الفتن من وراءها، وتكون الفتن طاحنة، وتكون عامة.
لكن المناصحة لأولياء الأمور هذه من المسائل المهمة.
لا أرى موضوع النزول للشوارع العامة، وإغلاق الشوارع العامة، وشل الحركة، هذه طريقة لا أراها صحيحة، ولا أراها تحقق مصالح عامة، قد يجدون ،والأمر لا يحتاج مني أن أفصل، أولاً: لأني بعيد عن هذا الأمر، والأمر الآخر: المسألة تحتاج إلى تؤدة وتحتاج إلى مدارسة، وتحتاج أتخاذ اجراءات صحيحة، هذه الأجراءات الصحيحة تكون وفق منهجنا ووفق ديننا، وما ينبغي أن يكون فيها ضرر على الدولة ككيان، وتفلت الأمن، وثانيا على من لم يكن من أهل هذه المهنة، فيضرون الناس.
لهم طرق ولهم وسائل، وينبغي أن يتأنوا في ذلك، وينبغي أن تكون المناصحة مستمرة، وأن لا تنقطع هذه المناصحة.
هذه شنشنة وكلمة عامة، والمسألة تحتاج إلى مزيد كلام، وتحتاج إلى مشاورة أهل الأختصاص، ومن وجد أنه قد سُلب حقه، أو قد ظلم، فالواجب عليه أن يناصح من بيده هذه القرارات.