السؤال :
هل الوسائل في التقرب إلى الله ، والدعوة إلى الله الأصل فيها التوقيف ، أو عدمه؟
الجواب :
الأصل في الوسائل التوقيف ، ولا يجوز للعبد أن يمتثل وسيلة ، أو أن يخترع وسيلة من عنده ، من رأسه ، الأخ يسأل عن الوسائل ، وعن التمثيل خاصة.
ظهر التمثيل في مصر ، وظهر في بداية القرن العشرين في الجامعات ، وكان يستخدمه عدد من الأحزاب ، ولا سيما القومية والبعثية ، و الناصرية، وما شابه.
وكان للإخوان المسلمين في بدايات القرن العشرين أثر كبير في الجامعات ، فزاحموا هذه الجماعات القومية فقاموا بالتمثل، حتى يسبقوا إلى أخذ الناس من أولئك ، فهذا هو المستند للتمثيل ، مستند التمثيل دسيسة من أناس يحاربون الدين من القوميين، فالإخوان المسلمون أخذوها ونشروها ، وما زالوا عليها إلى الآن.
وألف عدد كبير من علمائنا السابقين وعلى رأسهم أحمد الغماري المغربي كتابا سماه : “إقامة الدليل على حرمة التمثيل” ، وقرر أن التمثيل فيه كذب ، وأن التمثيل فيه تشبه بالكافرين.
الذي أريد أن أقرره بعد هذا ، أن الأصل في الوسائل المشروعية ، وأما أدوات هذه الوسائل فهي ليست توقيفية.
أما الأصل في الوسيلة فتكون شرعية.
أما الطرق فهي مفتوحة ، يعني الآن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لهرقل ، هذا أصل لنا بأن ندخل في النت وننشر أي شيء بالكتابة ، فالطرق التي نتوصل إليها في هذه الوسائل ، الطرق غير توقيفية ، أما الأصل في العبادات ؛ أن تكون توقيفية ، والأصل في الوسائل إليها أن تكون أيضا توقيفية.
والله تعالى أعلم. ✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
يقول ذهبت الى مكان جديد ، واجتهدت في إيجاد اتجاه القبلة وصليت المغرب ، وفي صلاة العشاء عرفت اتجاه القبلة أنها ورائي هل أعيد صلاة المغرب؛ مع العلم أني استدرت في الركعة الثالثة من صلاة العشاء؟
الجواب :
يعني صلى صلاة معاكسة.
إن قصرت لعدم معرفتك لاتجاه القبلة فالواجب عليك الإعادة ، وإن لم تقصر فقد أديت ما فرض الله تعالى عليك ، وعلى كل حال لو أعدت فالأصل في العبادات الاحتياط ، لعلك أنت الآن محتار هل قصرت أم لم تقصرت ، فمع هذه الصورة الأصل أن تعيد الصلاة ، ولكن إن اجتهدت فسألت من اعتقدت أنه يعرف القبلة فدلك فامتثلت ثم تبين لك الخطأ فحينئذ أديت الفريضة .
يعني واحد في فندق ما يعرف القبلة ، فسأل رجل أين القبلة؟
قال له: هكذا .
فصلى.
من هذا الرجل؟
أنت ما تعرفه.
لو سألنا هذا الذي دلك تعرف القبلة؟ قال لا أعرفها.
أنت تصلي ؟
قال لا أصلي .
كيف قال القبلة هكذا ، هذا قصر أم لم يقصر؟
قصر.
ما يجوز أن تسأل أي واحد.
لكن سألت وبحثت ودلك من هو على هداية فأنت فهمت خطأً ، إن حصل الخطأ منك الإعادة أفضل وهكذا.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
لي محل مواد بناء فيه عدد كبير من السلع واختلاف في الأسعار بسعر السلعة الواحدة على مدار العام في البيع والشراء ، فمعرفة زكاتي في عروض التجارة في هذه الحالة أمر شاق يحتاج لحساب دقيق فماذا افعل؟.
الجواب :
لست مأموراً بهذا.
أنت مأمور عندما يمر عليك الحُول أن تنظر الى محلك كم قيمته عند أهل الخبرة ، وأنت من أهل الخبرة، فأنت صاحب محل ، فتقدم و تزكي قيمة المحل ، جاء الحَول أنظر إلى الموجودات التي في المستودعات عندي ، هذه كلها لو أردت أن ابيعها الآن كم تجيب مال ! أزكيه ، والأصل في العبادات الاحتياط ، والأمر سهل، فليس مطلوب منك ان تسأل في كل فترة من الفترات كم كنت أبيع هذا وكم كنت أبيع هذا ، لا ، المال الذي عندك تتزكيه ، النقد زكيه ، والسلع تقومها بالجملة وتزكيها.
فالأمر سهل.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
إمام مسجد يختم القرآن في الصلوات الجهرية، فلو قرأ في ركعة إلى منتصف الصفحة وفي الركعة الثانية تجاوز آيتين، هل يُفتح عليه؟
الجواب:
لا.
الإمام إذا ترك بعض الآيات عن قصد لا يُفتح عليه.
أولاً: هو لم يستفتح حتى يفتح عليه .
وثانياً: هو قرأ صواباً.
يعني قرأ ثم في الركعة الثانية ترك بعض الآيات هذا الترك مقصود، عند الإمام هذا الترك مقصود، والصعب في القرآن هو موضوع الآيات المتشابهات.
لذا سبحان الله حافظ القرآن لا يخرف، الذي يحفظ القرآن لا يخرف يبقى بعقله ويبقى دقيقاً جداً في فهمه للأشياء وفي الربط بين الأشياء، القرآن له بركات لا يعلم بها إلا الله عز وجل.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
الجواب :
أنا ذكرت في الدرس الماضي أن شيخنا الألباني يحسن الحديث.
ولكن الحديث مر بي قديما وأنا اعمل في كتب الشيخ رحمه الله ، والشيخ قال الحديث حسن إلا الفضل في سورة الزلزلة فالحديث الذي في فضل سورة الزلزلة أنها تعدل نصف القرآن الراجح أنه ضعيف.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
حكم قراءة إمام المسجد نفس الآيات في الصلاة ؟
الجواب :
الأصل في الإمام أن يكون أقرأ الناس ، واذا عمل أحدكم عمل فإن الله تعالى يحب منه أن يتقنه ، فالإمام الأصل فيه أن يزيد حفظه ، ولا يكرر محفوظه في أداءه للصلوات .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
هل يجب التكبير خلف الإمام إذا كبر عند الركوع والسجود والانتقال ؟
الجواب :
قطعا ، الأصل في فعل الإمام والمأموم أنه واحد ، الإمام يجهر والمأموم يكبر في سره.
تكبيرات الركوع والسجود وتكبيرات الانتقال، ففي الحديث(( فإذا ركعت فاركعوا وإذا سجدت فاسجدوا )) إلى آخره ، فهذا أمر عام للإمام والمأموم ، والأصل في صلاة المأموم أنها صلاة الامام .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول منذ فترة قليلة وأنا ملتزم بفضل الله تعالى بالورد اليومي من القرآن والسُّنن الرواتب وقيام الليل وغيرها من السُّنن، فما هو السبيل للحفاظ على ذلك والزيادة في الطاعات؟
الجواب:
أولًا الطاعة تجرُّ إلى طاعة.
وكان يقول بعض تابعي أهل الكوفة: إني لأعمل الطاعة طمعًا في أختها التي هي أكبر منها وإني لأترك المعصية خوفًا من أختها التي هي أكبر منها.
فالطاعة تجرُّ إلى طاعة والمعصية تجرُّ إلى معصية.
والمُخلِص يثبت، والإنسان غير المخلص يتذبذب على هواه، أحيانًا الهوى يكون فيه عبادة.
ممكن واحد يكون عنده هوى؟
ممكن، ترتاح فتعمل عبادة، يعني تفضفض عن المعاصي والغفلة فتفطن فترة ثمّ تغفل فترات، ليس هكذا أهل السَّلف.
علامات السّاعة قلت لكم كثيرًا وهذه مسألة مهمّة علامات الساعة الذي يجمع بينها أنّها لم تكن معروفة عند السَّلف الصّالح، ليس الجمع بين علامات الساعة المعصية، هنالك طاعات في علامات الساعة: فتح بيت المقدس، نزول المهدي، فتح القسطنطينية، هذه طاعات ومن علامات الساعة، فبعض الناس يعتقدون أنّ كل علامة ساعة تكون حرامًا أو مكروهًا، لا، علامات الساعة يجمع بينها أنّها على خلاف ما كان عليه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقرون المُزَكَّاة التي زكَّاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
لذا مِن أشراط الساعة أن يصبح الرجل مؤمن ويمسي كافر، يصبح كافر ويمسي مؤمن، التّذبذب والتّحوّل والتّقلُّب هذا مِن أشراط الساعة.
كانوا قديمًا يوغلون في العبادة برفق ويعبدون الله تعالى بفقه وكانوا يفحصون استعدادهم قبل البدء بالطاعة فإن وجدوا استعدادًا فعلوا الطّاعة وثبتوا عليها فلمّا تصبح جزءًا منهم تحوّلوا إلى طاعة ثانية ثمّ إلى طاعة ثالثة، فالثبات أهم من العمل.
فأنت ماذا تفعل؟
أولًا اسأل ربّك الثّبات واحمد الله تعالى على هذه الطاعة، وهذه الطاعة أن شرح الله صدرك بأن تقرأ وردك اليومي اثبت عليه، الصالح الورد اليومي بالنسبة إليه جزءٌ منه، عضو من أعضائه، لا يتغيّر ولا يتبدّل، فأحبُّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ أدومها وإن قل والمهم أن تثبت على هذه الطاعة ولا يستطيع العبد أن يثبت إلا ببركة إخلاصه، المخلص دائمًا يعمل، وغير مخلص يتذبذب، المخلص يثبت على الطاعة.
تذكرون حديث في البخاري الرجل الذي أراد أن يتصدق؟
[الحديث:] عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قالَ: قالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَها في يَدِ سارِقٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على سارِقٍ فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ فَوَضَعَها في يَدَيْ زانِيَةٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ على زانِيَةٍ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، على زانِيَةٍ؟ لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَها في يَدَيْ غَنِيٍّ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على غَنِيٍّ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، على سارِقٍ وعلى زانِيَةٍ وعلى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ فقِيلَ له: أَمّا صَدَقَتُكَ على سارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عن سَرِقَتِهِ، وأَمّا الزّانِيَةُ فَلَعَلَّها أَنْ تَسْتَعِفَّ عن زِناها، وأَمّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فيُنْفِقُ ممّا أَعْطاهُ اللَّهُ.
[صحيح البخاري ١٤٢١].
ففي ثلاث مرات تصدّق وكان في كل مرة يُخطئ محل الصدقة، فقال أهل العلم: المخلص يثبتُ على العبادة وإن لم يضعها في موضعها فإنّه يثبت عليها.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
الجواب:
تقصير اللحية ورد فيها خلاف، لكن من أسوأ ما يُسمّى بتقصير اللحية هو أن تنظر للإنسان تقول هل هو ملتحي أم هو تارك الحلق يوم أو يومين؟!
وبعض العوام يستدل ويعتقد أنّه للأسف حديث يقول: خير الدقون قبضة تكون.
هذا ليس بصحيح.
نعم ورد عن ابن عمر وجمع من الصحابة كانوا يأخذون ما بعد القبضة، فما زاد عن القبضة يُؤخذ، وأمّا أن تحلق اللحية وأن تُقصِّرها على وجه لا تظهر عليك فهذا فيه مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَفِّرُوا اللِّحى».
[أخرجه البخاري ٥٨٩٢].
وَفِّرُوا: أي لتكن لِحَاكُم وفيرة في وجوهكم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم له لحية كثَّة، مَن كان خلفه يرى اضطرابها عندما كان يقرأ القرآن الكريم في الصلاة فكان له صلّى الله عليه وسلم لحية كثَّة.
فالتقصير على الوجه الذي يفعله كثير من الناس فهذا ليس بصحيح.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول لدي شيك مؤجل لمدة واتفقت أنا مع شخص أن يعطيني أقل من قيمة الشيك وأعطيه الشيك. فهل هذا جائز؟
الجواب:
هذا ربا النسيئة باتفاق.
ربا النسيئة مال بمال مع زيادة بسبب تأخر الزمن.
فأنت عندك شيك وله موعد وأنت متعجل على المال لتصرف الشيك، فبعته بقيمة أقل فترتب عليه الزيادة لأجل الزمن وهذا هو الربا.
فهذه معاملة حرام شرعا، وهي كبيرة من الكبائر، ولا تجوز أبدا.
فإن لم يكن هذا ربا فلا يوجد في الدنيا ربا.
فهذه المعاملة ربوية غير مشروعة.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٨- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢- ١٢ – ٢٠٢٢م