ما هو الضابط للخروج من التقليد إلى الترجيح بين الأقوال ؟
الجواب :
هذا يكون للعارف والعالم.
ومن يزعم أن التقليد دين فزعمه خطأ .
والله يطوف في قلبي هؤلاء القوم الذين يميلون مع كل مائل ويتبعون كل صائح، ولا أريد أن استبدلها بكلمة أخرى.
لو سألته : ما هي رسالتك الماجستير والدكتوراة ؟
يقول كتبت في موضوع كذا .
ماهو منهجك في بحثك ؟
يقول جمعت أقوال الفقهاء وذكرت الأدلة ورجحت .
ما أصبحت مقلد وأنت بعد على مقاعد الدراسة الأولى، يعني على مقاعد دراسة الماجستير والدكتوراة اخذت الأقوال ورجحت مذهب على مذهب فهذا حرام على غيرك وحلال عليك !
ولو كان التقليد واجب لكان ينبغي أن نسحب جميع الرسائل من جميع أصحابها وحينئذ لا يبقى صاحب شهادة .
واتكلم عن من كان تخصصه في الفقه فجل الدراسات الفقهية تقوم على هذا المنهج .
فنحن نحترم العلماء ونتبع الدليل ولا نقبل أن نستبدل قول أحد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الله سبحانه وتعالى عندما يبعثنا يوم القيامة ماذا نقول ؟
يا رب بلغنا أن نبيك قال كذا فقلنا به فالله يعذرنا إن اخطأنا .
تخيل لو أن الله سبحانه وتعالى سأل رجل فقال كيف قلت بكذا وقد بلغك أن نبيي محمد صلى الله عليه وسلم قال كذا.
لماذا حدت عنه ؟
انا استغرب ما هو جوابه هذا الذي يسأله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة هذا السؤال بلغك قول النبي صلى الله عليه وسلم لماذا حدت عنه ؟
فاطلب أنا ممن يحيد عن قول النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة أن يعد جوابا لهذا السؤال في ذلك المقام المهيب .
أنا لو أخطأت وقلت يا رب هذا الذي بلغني وأنا افتيت بالذي بلغني عن نبيك عليه الصلاة والسلام.
وزيادة في الاحتياط أقول الجواب وانسبه إلى مذهب أو إمام معتبر فالجواب عندي أقول قال عليه الصلاة والسلام وقال به فلان وفلان وفلان.
والله تعالى أعلم .✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
شيخنا أحسن الله إليكم إمرأة في العدّة وأولادها يريدون أن يذهبوا بها إلى مزرعة في الغَور، فهل يجوز ذلك ، على أن لا تبيت هناك، الله يبارك فيكم شيخنا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله.
الخروج للضرورة أخي أبا فياض.
ففي بعض الصور قد تتصور الضرورة، لكن أغلب الصور والصور الشائعة بين الناس يطلعوا لشمة هواء (رحلة)، فيأجلوا هذه الأمور حتى تنتهي العدّة.
هذه ليست ضرورة، إلا إذا خشيت على نفسها إن بقيت وحدها وإذا لم تمكث معهم في المزرعة إلى آخره.
فالصور تتفاوت والضرورة تتفاوت والورع والتقوى حسن في هذه الأمور.
السؤال:
شيخنا أنا في بعثة الحج هذا العام ومعنا المفتي وقد أمر البعثة اليوم وهو ثاني أيام التشريق بالرمي بعد الفجر وقال إنه يجوز للمتعجل أن يرمي قبل الزوال فهل الرمي صحيح وماذا يترتب على ذلك؟
الجواب:
سئل عبدالله بن عمر وثبت ذلك في البخاري فقال له السائل متى ارمي قال ارمي اذا رمى امامك.
فقال السائل -وكان طالب علم- : متى رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحين الزوال
فإذا زالت الشمس رمى.
قال أهل العلم:
أن الرمي قبل الزوال جائز للحاجة، لأن ابن عمر افتى بذلك.
فلما سئل عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رمى بعد الزوال. فإذا استطعت أن تتأخر في الرمي لبعد الزوال فهذا الواجب، أما إذا كنت لا تستطيع والرفقة الذين معك سيسافرون فلك أن ترمي قبل الزوال ،على فتوى عبد الله بن عمر كما ثبت في صحيح البخاري.
والله تعالى اعلم✍🏻✍🏻
السؤال:
أمس شيخنا الشيخ الذي صليت عنده العشاء ذكر حديث أنا بالنسبة لي ما فهمته وهو قوله من لم يضحي فلا يقربن مصلانا، فما صحة هذا الحديث؟
الجواب:
جزاك الله خيرا
من وجد سعةً ولم يضحي فلا يقربن مصلانا مثل من أكل البصل والثوم فلا يقربن مسجدنا.
معناها يُحرم من الأجر ، ليس معناها أنه ليس لك أن تصلي أو ليس لك أن تضحي.
الذي يجد سعة فهذا ما نال فضل أيام العيد ، فضل أيام العيد مفتاحها وأسها ولبها مترتبٌ على الأضحية.
شيخنا الألباني –رحمه الله- يصحح هذا الحديث، والحديث يدور بين الرفع والوقف، فالحديث له أصل وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الحديث:
من وجدَ سَعةً، ولم يضحِّ، فلا يَقربنَّ مصلّانا. الألباني (ت ١٤٢٠)، إصلاح المساجد ٢١. ثابت.
فالذي يستطيع ويجد سعة يضحي.
ما معنى سعة؟
أن لا يضيع أهله ، بمعنى أنه لا يذهب ويشتري أضحية ولا ينفق على أهله
السعة أنه بعد الأضحية يجد مقدرة على أن ينفق على أهله .
ولذا بعض أهل العلم أوجب الأضحية بهذا الحديث، وكذلك بقوله صلى الله عليه وسلم {على كل اهل بيت أضحية}.
الحديث:
١٠- [عن مخنف بن سليم:] أنه شَهِدَ النبيَّ – ﷺ – يَخْطُبُ يومَ عرفةَ يقولُ: على كلِّ أهلِ بيتٍ في كلِّ عامٍ أُضْحِيَّةٌ وعَتِيرةٌ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، تخريج مشكاة المصابيح ١٤٢٣ .صحيح.
فالأضحية واجبة على كل أهل بيت.
مثلا: شخص عنده أولاد مأكلهم ومشربهم ومدخلهم ومخرجهم من بيتهم واحد فهؤلاء عليهم أضحية واحدة.
شخص أخر عنده عمارة فيها أولاد عدة، كل ولد في شقة، وكل واحد له مدخل ومخرج وكل واحد له مأكل ومشرب خاص به، فعلى كل أهل بيت أضحية، على كل شقة أضحية.
أما إذا اجتمعت الأسرة في مدخل واحد ومخرج واحد من البيت ومأكل واحد ومشرب واحد تجزئهم أضحية واحده عن الأحياء والأموات، ولا يشرع أن يخص الأموات بأضحية، أن تقول هذه عن أبي الميت، فالأضحية عن كل أهل بيت سواء كانوا أحياء أو أموات.
والمراد بالأضحية أن تدخل الفرحة على قلبك ، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم ارسل بعض الصحابة ينادون في الناس ألا إن أيام منى أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله، أيام منى -أيام العيد-.
في رواية فيها ضعف عند الإمام الدارقطني في السنن ألا إن أيام منى أيام أكلٍ وشربٍ وبعال وذكرٍ لله.
ما معنى بعال؟
أيام جماع، أيام شهوة، تأكل وتشرب، فمن أكل وشرب يقوى للجماع، فالقرآن لم يذكر الحور العين إلا ويذكر قبلها وفرش مرفوعة وقبل الفرش المرفوعة، يذكر الطيور واللحم والفواكه .
فالإنسان متى أكل وشبع ونام وارتاح يحتاج للمرأة، أما وهو جائع أو خائف غير آمن فلا يحتاج إلى المرأة و لا تخطر في باله.
البعال : أن تتبعل المرأة لزوجها؟
ما معنى أن تتبعل المرأة لزوجها؟
تتجمل.
الأصل في المرأة في العيد تتجمل فهذا صحيح ويوافق الشرع.
ولذا في الحديث جابر بن عبد الله وهو حديث طويل علي ابن أبي طالب حج مع النبي صلى الله عليه وسلم ولما علي حج مع النبي صلى الله عليه وسلم جاء لليمن وساق مئة من الإبل، والنبي صلى الله عليه وسلم لما حج كان معه في حجه ابنته فاطمة، وفاطمة تكون زوجة علي، وعلي غائب عن فاطمة فترة طويلة، كان في اليمن قاضيًا أرسله النبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة حجت حج تمتع، والمعروف عند العرب قبل ما يحج النبي صلى الله عليه وسلم كان الرجل في الحج يٓعظُم جداً أن يأتي الرجل أهله فيه، كانوا يعتبرون أن الرجل إذا أتى زوجته ارتكب شيئاً مُنكرا وكان هذا في الجاهلية ، النبي صلى الله عليه وسلم لما حج أوحى الله إليه فأخبر الناس وهو على المروة، وقد طاف الناس وسعوا أول القدوم ، أمر صلى الله عليه وسلم من لم يسق الهدي معه أن يتمتع ، يخلع ملابس الإحرام ويلبس ملابسه العادية ويبقى لليوم الثامن النبي صلى الله عليه وسلم وصل مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة ، رابع وخامس وسادس وسابع وثامن يتمتع، فالصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله تأمرنا بالتمتع ، أي الحل؟
ما معنى نتمتع؟
كانوا يعظمون أن يأتي الرجل أهله، فالنّبي صلّى الله عليه وسلم قال الحل كله، كلّ شيء أنت ترجع بعد عمرتك وقبل اليوم الثّامن ماذا؟
الحل كلّه .
والتمتع قسمان :
1 – التمتع الحقيقي .
2 – التمتع الحكمي .
التمتع الحقيقي يجب أن تكون زوجته معه وهذا تمتعه تمتعاً حقيقياً، ومن لم يكن أهله معه يكون تمتعه تمتع حكمي ليس تمتعاً حقيقياً .
كثير من أخواتنا لما ندرس تأتينا أسئلة على أوراق مكتوبة أن زوجي يريدني وأنا اتمنع وأقول له عيب نحن في بيت الله الحرام، لا هذا عبادة هذا أمر به النبي صلى الله عليه وسلم قال الحل كله ، جابر بن عبد الله وكلنا رجال جابر بن عبد الله يقول في صحيح مسلم يقول فانطلقنا إلى منى في اليوم الثامن وأذكارنا تقطر منيًا، يعني كنا حديثي عهد بإتيان الأهل، فهذا الامر ليس بممنوع شرعًا .
فاطمة رضي الله تعالى عنها كانت لم تسق الهدي فتمتعت، فلبست الزائد من الحجاب ، علي رضي الله تعالى عنه لما رآها تلبس الزائد من الحجاب استنكر ذلك جداً ، وقال لها من أمركِ بهذا؟ وكان غضبان، فابتسمت وقالت: أبي الذي أمرني بهذا، أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يلبسن لباس لا حرج في هذا ، وهذا كان قبل عرفة كان في وقت المتعة .
الشاهد وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى أيام العيد أيام عبادة وأيام أكل وشرب.
الإنسان يتمتع فيما أحل الله عز وجل له وهذا لا ينافي هذا في الحج فمن باب أولى أن هذا لا ينافي هذا في غير الحج .
المسلمون يظلمون أنفسهم والمسلمون يظلمون دينهم، اتمنى لو أن كل مسلمٍ على وجه الأرض يعلم أن الله ما حرم شيئاً أو أحل شيئاً إلا لمصلحة العبد في دنياه قبل أخراه.
فالله لما بعث لنا رسلاً وأنزل كتباً الله أراد منا أن يحقق مصالحنا .
البشرية لو كانت تفهم لأقبلت على الإسلام من أجل الدنيا لا من أجل الآخرة .
الأنظمة الاقتصادية جربت أشياء كثيرة ، جربت النظام الرأس المالي والنظام الشيوعي وأنظمة عديدة الآن كل علماء الاقتصاد في الدنيا يقولون أحسن اقتصاد في الدنيا الذي تكون فيه نسبة الفائدة الربوية صفرا ، بمعنى صفرا أي تبتعد عن الربا وهكذا .
لا يمكن أن تجد ذوقاً أو أن تجد حكما أحسن من حكم الله، الفرق بين كلام الله وكلام البشر والفرق بين أحكام الله وأحكام البشر كالفرق بين ذات الله وذات البشر ، ذات البشر كلها عيوب وكلها يعتريها المرض والخلل والوفاة والضعف وتحمل العذرة فيها ، وذات الله الجليلة المقدسة سبحانه له الأسماء الحسنى فالله جل في علاه المتصف بالأسماء والأفعال والاقوال التي فيها سبحانه وتعالى قال الحسنى الاسماء الحسنى وكذلك الصفات الحسنى وكذلك الأفعال الحسنى فله صفات الجلال سبحانه والجمال والكمال .✍️✍️
الجواب:
إذا كان يرجو السداد استدان وإذا لا يرجو السداد لا يستدين.
مداخلة من أحد الحضور:
هو عليه دين؟
الشيخ مشهور:
ليس واجبا على من لم يجد أن يضحي.
لكن لو سألني سأل وقال أنا أعلم أنه ليس واجب، ولكني اعلم فضل الأضحية فاريد أن استدين واضحي واجد من يعطيني ديناً ويصبر علي ويعلم أنها للأضحية.
فأقول له: إن كنت ترجو السداد أفعل وإن كنت لا ترجو السداد لا تفعل.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
من كان من عادته أن يصوم التسع كاملة في هذه الأيام، فهل يصوم السبت؟
الجواب:
مسألة صيام يوم السبت مسألة فيها خلاف، والخلاف فيها معتبر.
وبعض أخوانا في صيام السبت يشدد كثيرا حتى أخبرني بعض الأئمة القريبين جدا من مسجدنا، قال والله أنا واضع في جيبي حبات قضامة ومن أجده صائما أضع له حبة قضامة في فمه.
قلت له: ما هذا الفعل؟
هذا أسلوب خطأ.
نحن مع الحجة والبرهان والدليل ، فمن شرح الله صدره لقولنا فهو محاسب عند الله عز وجل بقناعته.
روى الترمذي (744) وأبو داود (2421) وابن ماجه (1726) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلا فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ ) صححه الألباني في “الإرواء” (960)
فمنع النبي صلى الله عليه وسلم من صيام السبت.
لكن أن نجعل هذه المسألة مسألة في أن تجبر الناس على الفطر وأن نعتقد ان المسألة لا خلاف فيها وأنه ليس فيها إلا قول واحد فهذا خطأ.
فعلماؤنا رحمهم الله تعالى مختلفون في المسألة.
أنا العبد الضعيف أرى رجحان منع صيام يوم السبت ،
وجاءتني شقيقتي يوم سبت يوم عرفة أو يوم عاشوراء، قبيل المغرب وصنعت لها افطارا وعند أذان المغرب تناولت طعام الافطار، ثم تحصل المباحثة، وصيام السبت وحكم صيام السبت لا يكون فيه نكران يكون فيه مباحثة تحديدا تكون فيه مباحث علمية أخذ وعطاء أقول رأيي وأنت تقول رأيك، والله عز وجل يحاسبني على ما شرح الله به صدري.
أئمة الإسلام الكبار -الائمة الاربعة- -الائمة الستة- أئمة الحديث كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم كلهم يجوزوا صيام يوم السبت ومع هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم إلينا احب إلينا من قولهم
نحن تعلمنا من مشايخنا أن نعظم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأن لا نعارض قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقول أحد.
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصوموا يوم السبت نقول سمعا وطاعة، لكن ليس المسألة المتفق عليها كالمسألة المختلف عليها، ولا سيما إذا كان الخلاف ممتدا بين أئمة الإسلام، وائمة الاسلام ما اجمعوا على قول وانما بقي الخلاف ممتدا . فنحتاج أن نتعامل مع موضوع صيام السبت معاملة أهل العلم الكبار وبالمباحثة.
أنا حمدت الله تعالى انه هذا العام يوم عرفة ما جاء يوم سبت جاء يوم الأحد حتى الناس تصوم وحتى يقل القيل والقال عند بعض السفهاء وعند بعض من طاشت عقولهم وزال ورعهم وتقواهم فهم يشتمون ويلعنون الذين يرون صيام يوم السبت للأسف الكبير .
فالمسألة فيها خلاف ممتد .
والله أعلم.,,✍️✍️
السؤال :
هناك بعض الشباب يرون أنَّ الدُّعاة السلفيين هنا لا يهتمون بواقع الأمة، -لا يتكلمون في مشاكل الأُمة-.
مداخلة الشيخ مشهور حسن:
صحيح، وأنا أُقرهم.
تتمة السؤال:
لكن هذا تسبب عندهم بالتوجه إلى دعاة الإخوان والسروريين، وينشرون أقوالهم بتبرير أنهم يتكلمون في أمور الأُمة ويهتمون بمشاكل الأُمة وهذه الأمور!.
فهذه قد تكون أول خطوة في الانتكاس عندهم.
فما توجيهكم شيخنا؟
الجواب :
هناك طرق كثيرة للوصول إلى الحكم، فهناك طريق الأنبياء، وهناك طريق الثورات، وطريق البرلمانات، وإلى آخره.
طريق الأنبياء طريق مأمون، فالمشي في هذا الطريق كمشي النملة، تمشي حتى تصل إلى الطريق مشي النملة، مشي بطيء، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مكث فأقام الدولة مكث ثلاثة عشر سنة، مدة طويلة جدًا، بعض الأحزاب خلال سنة يعمل مجلس نواب ويعمل ثورة ويقيم ثورة ويقيم الدولة، فلسنا أهل دولة، والله لا يحاسبنا على عدم حكم الدولة نحن لا نريد حكم الدولة.
نريد أن يحكم الله وأن يكافئنا الله بصدقنا وإخلاصنا في إقامة دينه فنتوسع في الخير شيئًا فشيئًا، يعني الدولة حكم مثل هذا حامل سهم ومثل هذا الحائط، أُخبط الدولة وحصل الدولة، ليست هكذا الدولة، لا نؤمن هكذا الدولة، نؤمن أن الخير يتغلغل في النفس ونربي الناس شيئاً فشيئاً والخير يتسع، والسعيد من ابتدأ بالذي يقدر عليه ومن خلال ما يقدر عليه وُسِّع عليه حتى يصل إلى ما لا يقدر عليه وَفق سنة لله لا تتخلف أبدًا.
والتعيس والمحروم مَن انشغل بالذي لا يقدر عليه وترك ما هو يقدر عليه طمعًا في الملك، وطمعًا في الجاه، ليس هذا من منهجنا.
الناس غارقون في كثير من المخالفات، مشاكل المسلمين مُحزنة وأوضاع المسلمين مُحزنة، والشيء الذي يُبكِّي أن حال هذا الإنسان مع الله خطأ، هذا عقيدته خطأ، هذا يتوجه إلى غير الله، هذا يعبد غير الله، وأنا طبيب، أختار أي الأمراض؟!
الأخطر على الدين.
ما هو الأخطر على الدين؟
أن تكن عقيدتك فاسدة، تكون عبادتك فاسدة، أن تعبد غير الله، أن تتوجه إلى الله تعالى بعبادة لا يحبها الله ولا يرضاها، فأنا أركز على هذا الجانب.
أنا ما صنعت ما يهواه المستمعون، ما لي ومال ما يهواه المستمعون، أنا ما أسوق على نغمة ما يطلبه المستمعون، أنا أعلم أن لله سنة: “من لم يسلك طريق النبي -صلى الله عليه وسلم- في التغيير فلن يصل”.
شيخنا الألباني -رحمه الله- كان يقول لنا عبارة جميلة وأدركناها بعد ما كبرنا وفهمنا؛ كان يقول: ” المهم أن تكون على الطريق، وليس المهم أن تصل “، المهم أن تكون في الطريق ما تنحرف، ليس المهم أن تصل، امشِ وأنت في الطريق مثل السلحفاة تصل.
الله يقول: (( ألا إنَّ نصرَ الله قريب ))؛ نصر الله قريب ولا بعيد عنا ؟!
الجواب: قريب.
الآية صريحة جدًا، والله نصر الله قريب، لكن هذا الباب قريب مني، وأنا ركبت طائرة وتوجهت بعكس اتجاه هذا الباب، أنا الآن بعدت عن نصر الله، نصر الله قريب لكن أنا الذي بعدت عن نصر الله.
أكثر الناس الذين أبعدوا نصر الله عن الناس هم المتحمسون الجاهلون، لكن حبهم للإسلام لا يشفع لهم، لأن هناك لله سنة؛ قال فقهاؤنا وعلماؤنا: ” من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه “، فالعجلة والثورة والتثوير وحماس الشباب وفرد العضلات ورد الأمور بالقوة وبالثورات هذا يُبعد الإسلام، هذا لا يقرب الناس للإسلام أبدًا.
هو لما يحصل التغير، والله -عز وجل- يقول: (( إنَ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ، هل تعرفون اللغة أم لا ؟
نعم شيخنا.
( يُغير ) مرتين: (( إن الله لا يغير )) مرة ، (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا )) مرة ، الفاعل : هو الله في الأولى، (( إن الله لا يغير )) فاعل يغير: الله، يعود على الله، تغيير الله ربطه بتغييرنا لأنفسنا، يعني ما فيه قوة سحرية تغير، إن الله ليس بعاجز، وهذه سنة لله كانت في زمن الأنبياء، لو كان هناك من يستحق النصر دون تعب فأولى الناس محمد -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعون، لكن الله ما أكرمهم بالنصر حتى بذلوا، حتى امتحنهم، حتى زلزلوا، (( حتى يقول الرسولُ والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنَّ نصرَ الله قريب )) هذه سنن لله تعالى.
فالاستعجال والثورات وشتم الحكام وشتم الملوك والانشغال بالسياسات هذا ليس مِن دين الله.
هل في الدين سياسة ؟!
كل الدين سياسة، والسياسة في الدين، لكن هل السياسة الموجود اليوم من الدين؟!
لا والله ليست من الدين.
لا يضيرني أن أجهل، لا يضيرني أن أجهل السياسة وتفاصيل السياسة وغالب أحكام السياسة خفية والظاهر منها غير الباطن، والمعلن منها غير الخفي، وماذا يفيدني في ذلك؟!
انظروا الآن إلى المشتغلين بالسياسة وانظروا للدعاة وانظروا للواقع وانظروا ماذا تكشف الواقع بعد سنوات من خوضهم للأخبار؛ لا تجد لهم بصيرة أبدًا وما أصابوا في شيء أبدًا، فوالله إنهم فقدوا الدين وفقدوا السياسة، ولا يفهمون لا الدين ولا السياسة.
ثم يأتي الشباب الأغرار! إذا أردنا أن نشاركهم ونغررهم نقول لهم: تكلموا في السياسة، وإذا أردنا أن نصدقهم؛ نصدمهم، إذا أردنا لهم الصدق يُصدمون، قل: ترى والله الذين تتكلموا عنهم لا يفهمون في دين ولا يفهمون في السياسة، اسمعوا أخبارهم قبل عشر سنين وانظروا في واقع الناس، خبرهم في جهة والسياسة في جهة، الأحداث بعد فترة تظهر!
لكن الذي يعتصم بتصحيح عقائد الناس ما خسر شيئًا، الذي يعتصم بما عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقي على الجادة، بقي يسير، لكن سيره على الجادة، فمن فضل الله منهجنا في التغيير لا فيه دماء، منهجنا منهج أمن ومنهج إيمان ومنهج رحمة، ورحمة لنا ورحمة للحكام ورحمة للمحكومين ولا ندعو لأحد ولا نريد من أحد شيئاً إلا أن يقيموا دين الله، لا نريد من أحد شيئًا، ماذا نريد؟!
الآن أنا جلست معكم وغدًا أسافر إلى عمان، ماذا أريد منكم؟ ما نريد منكم صلة، ولا أريد منكم لا دنيا ولا تريدون مني دنيا، ولا بيني وبينكم حزب ولا بيني وبينكم بيعة ولا بيني وبينكم مصالح خفية ولا بيني وبينكم ظاهر وباطن، أنا وإياكم على الظاهر الذي نقول، الظاهر الذي نقول: نريد الناس أن يعبدوا الله وأن يعرفوه، (( وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون )) قال ابن جرير: ” إلا ليعبدون “، يعبدوا الله -سبحانه وتعالى- عبادة حقة فتصلح عقائدهم وتصلح عبادتهم، ونبقى على هذا الحال، فإن غيرنا الله يكرمنا -عز وجل-، الله يكرمنا بالتغيير، كيف الله يكرمنا بالتغيير؟!
ليس شغلك، هذا جائزة من الله لك، كيف الله يعمل؟!
ليس شغلك، فعقلك قاصر، وفهمك قاصر، وتقديرك للأمور ما تقدر عليه، الله -عز وجل- يقيم الدين، الله أغيرُ مِنا على دينه، وكثير من الناس من الأحزاب خاصة يقول لك: ” انتشار الدين بفضلنا وجهدنا وجهادنا “؛ هذا خطأ، الله نصر أهل بدر، والله قال عن أهل بدر: (( كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ))، والله نصر أهل بدر وألقى عليهم النعاس، والله نصر أهل بدر في المنام؛ قللهم في أعينهم وكثرهم في أعينهم، الله نصر موسى عليه السلام على فرعون، إخواني فرعون مثل عجيب وشيء من يتأمل فيه يستغرب، كيف نصر اللهُ موسى عليه السلام على فرعون؟!
موسى عليه السلام كيف نُصر وهو هارب؟!
موسى عليه السلام فرَّ من فرعون وما وجد أمامه إلا البحر، فالله أطبق البحر على فرعون، موسى عليه السلام نصره الله وهو هارب.
فموضوع النصر موضوع ينبغي أن نفهمه، وينبغي أن نفهمه فهمًا شرعيًا، ويا ليت أصحاب التراجم يكتبون عن النصر في القرآن وما معنى النصر.
مثلاً نستمع شيء من كلام الله تعالى في النصر حتى نعدل فهمنا على النصر، هؤلاء الأغرار لا يفهمون النصر ولا يعرفون النصر.
الله -عز وجل- يقول:
(( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنَّ الله معنا )).
ويقول الله -عز وجل-:
(( إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذا يقول لصاحبه لا تحز إن الله معنا )).
وقبلها ذكر النصر في التوبة!
(( إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثانيَ اثني إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ))؛أين النصر؟!
أصحاب العقول! يا من تحكمون عقولكم ولا تستسلمون لأمر الله ولمراد الله من كلامه! النبيُّ هارب من كفار قريش ودخلوا في الغار، والله يقول: (( إلّا تنصروه ))، يا أيها الناس يا أهل قريش (( إلا تنصروه فقد نصره الله )) كيف النصر؟
سؤال نحتاج أن نجيب عليه، كيف نصر اللهُ محمدًا وصاحبه أبا بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- وهما في الغار؟ ما هو الجواب؟!
والله سؤال محير لازم نفهم ما هو النصر ؟
كيف نصره الله؟!
قال أهل العلم: ” مقدمات النصر؛ نصر”.
النبي صلى الله عليه وسلم خارج من مكة إلى المدينة فسلك مقدمة النصر، فمن سلك مقدمة النصر فهو منصور، وعقلك غير مدرك النصر غير فاهم ما هو النصر، مثل ما نصر الله موسى -عليه السلام- عقلك ما أدرك، كن مع الله وافعل ما يريد الله؛ الله يكرمك، الكرم عند الله وليس بعقلك، استسلم لأمر الله -سبحانه وتعالى-.
فنحن نعرف أن مقدمات النصر نصر، ثباتكم يا أهل كوسوفو على دين الله وأن تتعلموا دين الله وأن تنشروا دين الله، وأن تجدوا وتجتهدوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تُقوِّموا الناس للتي هي أحسن بالتي هي أقوم، وأن تسلُكوا طريق الأنبياء مع الحلم والعلم والتواضع والخلق الحسن وتدعوهم بأخلاقكم؛ هذه مقدمات نصر، ومقدمات النصر؛ نصر.
النبي سلك مقدمات النصر، فالله الذي نصره، النصر من عند الله -عز وجل-.
فنحن لا نزعم أننا ننصر دين الله، نحن نقول: يا رب! سخرنا بأن ننصر دينك، يا رب هيء لنا أسباب نصرة دينك، يا رب وفقنا أن نكون سببًا في أن ننصر دينك وأن ننشر سنة نبيك، نطلب من الله -عز وجل- نتذلل لله -سبحانه وتعالى- بهذا الأمر، ونحن ضِعاف وكلنا أخطاء وكلنا تقصير، نسأل الله أن يتجاوز عنا وأن يغفر لنا.
تريدون وأنتم لا تعرفون دين الله وأوامر الله وألا تقيموا دين الله؛ تريدون إقامة نصر الله -عز وجل-، من يمشي في شوارعكم يفكر بالنصر؟! هذا مجنون!! الذي يصنع هذا مجنون!! فما يرى من عورات المسلمات -للأسف- في هذه البلاد يقول: أي نصر هذا، هذا نصر بعيد جدًا.
فالآن دغدغة عواطف الشباب بأنه والله النصر والجهاد وإرسال ناس للمجرمين، للدواعش، والدواعش قوة أصلًا مصنوعة ليست إسلامية أصلًا، ناس غُرر بهم، ترسلوهم يناصروا الدين وأن هذا جهاد في سبيل الله!! هذا هبل!! هذا خلل في العقل، هذا يحتاج لفهم، الناس في هذه الديار يحتاجون لفهم، يفهمون المسائل فهم شرعي صحيح، ويبتعدون عن التهور، ويبتعدون عن العنتريات وفرد العضلات، ليس هكذا النصر، النصر أن تنصر الله تعالى، أن تنصر الله تعالى وأن تقيم التوحيد وتقيم السنة وأن تدعو إلى العلم الشرعي وإلى تعظيم أوامر الله وإلى تحقير ما حقره الله وتعظيم ما عظَّمه الله أنت إذًا تنتصر، إن مت لا خوف عليك، وهذه العنتريات إن مِت ما فعلت شيئًا، فنحن لا نغرر الناس، لا نغرر الناس ولا نطنطن على أعصاب وعلى نزوات وشهوات الشباب فنجعلهم هم القوة الخارقة، الآن من آفات ما يسمى “بالدعوة الإسلامية اليوم” التركيز على الشباب وإنزالهم فوق منزلتهم، الآن عمر الحركة الإسلامية الذين يعملون للإسلام في تصرفاتهم في بلاد العالم جميعًا مثل شاب ابن خمسة عشر سبعة عشر فقط، وابن خمسة عشر أو سبعة عشر سنة غير قادر أن يفهم ما هو المطلوب، ابن سبعة عشر سنة ما يفهم، نحن نحتاج إلى همة الشباب ونحتاج إلى تجارب الكبار، تجارب علمائنا وعلم علمائنا، فحينئذ نجمع بين هذه وهذه.
هذا ما عندي ولعل فيها شيء من الانفعال.
السؤال:
شيخنا الحبيب كثير من الإخوة يسأل عن صيام الجمعة إذا صادف يوم عرفة هل يجوز أن يصوم هذا اليوم وحده أم لا بد أن يصوم يوم قبله
علماً كما لا يخفى على كريم علمكم إنه لم يقصد تخصيص هذا اليوم بالصيام؟
افيدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
سائل يسأل عن صيام الجمعة إذا صادف يوم عرفة هل يجوز أن يصوم هذا اليوم وحده أم لابد أن يصوم قبله علما أنه انه لم يقصد تخصيص هذا اليوم بالصيام، افيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
ثبت في صحيح مسلم النهي عن تخصيص يوم الجمعة بالصيام ولكن هنالك استثناء.
قال صلى الله عليه وسلم
“لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيَامٍ مِن بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ”.
صحيح مسلم
الرقم: 1144
قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا إن وافق صوما يصومه أحدكم. فهذا الذي يريد أن يصوم عرفة هو يوم جمعة وافق صيام عرفة، فهو لا يصوم الجمعة، وإنما يصوم عرفة. فصيام عرفة وافق صياما كان يصومه.
وعليه يجوز للمسلم أن يكتفي بصيام يوم الجمعة لأنه يصوم عرفة ولا يصوم الجمعة، لا يخص الجمعة.
والله تعالى اعلم.✍️✍️
السؤال: شيخنا بارك الله فيك، رُخَص السفر، الآن المسافر هل له أن يأخذ هذه الرُخَص أحياناً وأن يترُكَهَا أحياناً؟
الجواب:
ما دام رُخْصَة نعم.
لكن هناك رُخصَة وهناك عزيمة فالقَصرُ عزيمة.
فلم يثبت أن النبي صلى الله عليه أتمَّ في سفر وإنما صلى الله عليه وسلم كان يقصُر، القصر واجب وهو عزيمة، أما الجمع فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن لا يحرِج أُمته فهو سنة، ولك أن تفعلها ولك ألا تفعلها، والأفضل أن يفعل المُسافر الأرفق به، سواء كان الجمع تقديماً أم تأخيراً أو كان الصلاة في وقتها ،كالمترفه فهو ليس عنده شيء متفرغ فهو يحتاج إلى أن يتذكر ويصلي فلا يجمع، إنسان يقضي غرضاً ويركب، فالأرفق به يفعله تقديماً أو تأخيراً
والله تعالى أعلم.
السائل:
شيخنا إذا كانت هناك مصلحة مثلاً في ترك عزيمة وهو القصر، هل له ذلك؟
الشيخ:
إذا صلى خلف مُقيم الواجب عليه الإتمام، فقد ثبت عند أحمد عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه سُئِلَ عن المسافر إذا صلى خلف مقيم فقال رضي الله تعالى عنهما يُتِمّ
وفي رواية صحيحة عند أحمد قال تلك سُنة أبي القاسم.
علماء المصطلح يقولون: القول بأن تلك سنة أبي القاسم لها حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم.
فالمسافر متى صلى خلف مقيم يُتمّ ولا يقصر إلا إن صلى إمامً فيَقصُر
السائل:
هل يجب أن يَقصُرإذا قلنا بالعزيمة؟
الشيخ:
طبعاً يجب القصر، لم يثبت أبداً أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بإتمام في سفر، والأحاديث الواردة أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث عشرين يوماً لمّا فتح مكة والأحاديث الواردة في اتمامه مدارها على مجاهيل ومناكير من الرواة، والثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث عشرين يوما يَقصُر في فتح مكة، ولذا الإمام البخاري في صحيحه جعل أقصى حد للمسافر بالقصر عشرين يوم، قال استقرأت كل فعل النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته عشرين يوم قصر الصلاة وما وجدت زيادة عليه، أما الآثار فلا تخفى عليكم آثار الصحابة كانوا يقصرون ستة أشهر وزيادة.
السائل:
شيخنا بارك الله فيك هل نأخذ من هذا مثلاً الذي نعرفه ودرسناه، أن الأصل في أفعال النبي عليه الصلاة والسلام أنها ليست على الوجوب، هل هذا الكلام صحيح أو يُقيّد إلا إذا كان لا يُعرف خلافه.
الشيخ:
جزاك الله خير.
متى كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم امتثالَ أمر قولي فهو واجب، أقول لك شيئاً:
ما قولك في قطع يد السارق من الرسغ وقطع اليمنى؟
واجب، ولا خلاف في ذلك ، إلا أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم المضطرد ولم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم خلافه أنه قطع من الرسغ في اليد اليمنى، وهي امتثال لقول الله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} فإذا كان فعل النبي صلى وسلم امتثال أمر قولي ولم يفعله إلا على وجهة واحدة فحينئذ هذا الفعل الذي هو امتثال الأمر القولي واجب وما عدا ذلك الأصل في فعله صلى الله عليه وسلم السُنية وليس الوجوب
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ : (فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ) والنبي صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنه البتة أنه أتمّ في سفرٍ، وبالتالي القول بأن القصر يكون ثلاث أيام أو أربعة أيام كما يقول الحنابلة ومشايخ من الكبار من الحنابلة يُخالفه فعل النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى له نقاش وكلام طويل في هذا الباب.
السائل:
ولكن يا شيخ يقول الأحوط أن نأخذ بقول الجمهور.
الشيخ:
الأحوط أن الأصل في الصلاة أنها ركعتين.
السائل:
أقصد المدة الأربعة أيام.
الشيخ:
أربعة أيام تقصر ، تقصر ولا تتم، إلا إن صليت خلف مُقيم.
أنت وَرِع، لكن السُنة هي الوَرَع
السائل:
بارك الله فيك شيخنا لست ورعاً، أنا سائل.
الشيخ:
الله يوفقنا وإياك، سؤال وَرِع.
السائل:
شيخنا اسمح لي بعض الإخوة الأئمة يُنتَدَبون، مثلاً يُسافر لكي يؤم، في رمضان أو كذا فيُقَدم إمام لصلاة العشاء ويصلي التراويح فيُتِمُّ.
الشيخ:
المسافر له أن يقوم الليل وله أن يصلي التراويح، لكن هو حتى يخرج من هذا يُصلي مأموماً في الفريضة، الفريضة ما يصلي إماماً، يصلي مأموماً في الفريضة، ثم يقوم الليل ويصلي قيام الليل لرمضان.
السائل:
لكن هم ترتيباتهم أو بالوزارة هكذا.
الشيخ:
يُهيّئ نفسه بترتيب ثاني، المسافر إن صلى إماماً يقصر، وإن صلى مأموماً يتم.
والله أعلم.
السائل:
شيخنا أفهم من كلامكم السابق أن فِعل النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان امتثالا لأمر، والقيد الثاني: ولم يفعله إلا على وجهة واحدة فهو واجب.
الشيخ:
نعم، وإلا لقلنا قطع اليد ليس واجب ولا أحد يقول بهذا، وليس لنا دليل إلا فعله.✍️✍️
السؤال:
شيخنا إذا الرجل اغتسل غسل الجنابة و نوى بغسله رفع الحدثين و لما وصل في أثناء غسله في انتصاف بدنه خرج منه ريح ثم أكمل بقية الغسل، هل يلزمه الوضوء؟
الجواب:
جزاك الله خيرا.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه و من والاه.
موضوع اجتماع النية متى يجوز و متى لا يجوز، موضوع مطروق و بكثرة، ولا سيما في كتب الفقه، و العبد الضعيف تكلمت عن المسألة بالتطويل في شرحي على منظومة الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى-، و مفاد القول أن اجتماع النية في المندوبات أمر لا حرج فيه، فأن يصلي الإنسان ركعتين بنيه سنة الظهر القبيلة وسنة الوضوء أفضل ولا سيما لما يضيق به الوقت، وإلا فالأحسن أن يفصل، و كذلك من اغتسل غسل الجنابة وأراد به غسل رفع الحدث الأكبر و الأصغر فهذا صحيح و له هذا العمل، و ما ورد عن أبي قتادة في مستدرك الحاكم بإسناد صحيح أنه سال ولده قتاده لما رآه قد خرج من المغتسل: فسأله اغتسلت للجنابة أم للجمعة؟ قال للجنابة، قال أبو قتاده الأنصاري أعد غسلك، حمل أهل العلم هذا الأثر على أنه ما نوى الجمعة، و لذا بوب الإمام ابن رجب في كتابة القواعد لو أنه نوى الجمعة لأجزاءه، أما من اغتسل يوم الجمعة للجنابة و لم ينوي الجمعة فما سقط عنه غسل الجمعة فينبغي أن يغتسل مرة أخرى.
و بالتالي جواب سؤالك هل يجوز أن نجمع نيتين في غسل واحد تماما لو أردنا أن نتوضأ وقد عملنا أكثر من ناقض للوضوء، فالوضوء الواحد يكفي مع وجود أكثر من ناقض، فكذلك الغسل يكفي غسل واحد لكن بالنوايا فالعبرة في النية، أن تنوي الجمعة، فمن نوى الجمعة و هو على جنابة فله أن يرفع الجنابة (ينوي الجمعة ورفع الجنابة) فلا حرج في مثل ذلك.
ننتقل الآن لجواب الفرع الثاني:
حكم الترتيب بين الأعضاء.
فبعض أهل العلم لا يوجب الترتيب كالحنفية مثلا، فالحنفية يقولون من انغمس في بئر أو في بركة ثم قام يكون جاهزا للصلاة، و كذلك من غسل أعضاء بدنه من غير ترتيب فيما بينها فاحدث، ثم غسل الأعضاء كلها فيقولون الوضوء صحيح.
أما من يوجب الترتيب فينظر متى أخرج الريح، فمتى أخرج الريح فبقي الترتيب ما بعد الخروج فوضوئه صحيح فإن كان الترتيب غير حاصل بين الأعضاء، أو أخرج في وقت غسل بعض و بقي بعض نقول له أعد، فالمسألة مركبة على موضوع الترتيب بين الأعضاء في الوضوء، و الراجح الترتيب.
و الأثر الذي احتج به شيخنا الألباني -رحمة الله تعالى- في صحيح سنن أبي داود سواء في المختصرة او المطولة وهو أن النبي ﷺ توضأ فغسل وجهه ثم تمضمض و استنشق فهذا شاذ، و طولت في بيان حكم أنه شاذ و نقلت عن كبار الأئمة النقاد من السابقين و منهم الإمام البيهقي -رحمه الله- في تعليقة طويله لي على الخلافيات.
فالأصل في الوضوء أنه مرتب.
و لذا قال الإمام أحمد و الشافعي و جمع من أهل العلم أنه لا بد من الترتيب بين أعضاء الوضوء.
و بهذا يظهر الجواب بهذا التفصيل.✍️✍️