الجواب:
أهل الحديث عندهم ضوابط عامة لمذهبهم.
وتقرير مذهب الحديث والتدوين فيه من المسائل المهمة.
أهل الحديث ليست نسخة كل منهم عن الآخر.
أقرب الناس كما يقول ابن القيم في الإعلام أهل الحديث، فعلى الرغم من اختلاس أعصارهم وأمصارهم فهم أقرب الناس إلى بعضهم بعضا.
فأهل الحديث أصولهم في الإثبات وأصولهم في الاستنباط متطابقة بخلاف غيرهم.
فلا يوجد واحد من أهل الحديث يرى الكشف مثلا حتى يثبت الحديث. بعض الفقهاء يرى الكشف.
ما هو الكشف؟
أن الله يكشف عنه وعن بصيرته. وبعضهم زعم أنه يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء محسوبون على أهل الحديث. كان أحمد الغماري يعتقد أنه يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم. والسيوطي يعتقد أنه يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فطرق اثبات الحديث القائمة على حدثنا القائمة على الأسانيد والقائمة على تحقق الشروط من وجود العدالة من جهة والضبط من جهة والاتصال من جهة، فهذه القواعد العامة أهل الحديث متفقون عليها.
ويعِلون بطرق يتطابقون فيها من خلال ملكاتهم الحديثية.
وطرق إثبات الحكم شرعي وتوجيه النص على المسألة بالدلالات المعتبرة عند أهل الحديث واحدة.
فنجد اليوم مشايخ يقول لك اليهود تزول دولتهم سنة كذا.
ما الدليل؟
يبدأ اخماس و أسداس ويذكر لك ما يسمى بحساب الجمَّل.
جاءني مرة بعض الإخوة يقولون خطيبنا في مسجد الكالوتي يقول خلال سبع سنين يخرج المهدي.
قلت والله سبع سنين المدة ليست طويلة، لكن هل يجرؤ أحد منكم بعد سبع سنوات والمهدي ما خرج أن يراجعه وأن يحققه؟
للأسف.
أما أهل الحديث فيعتقدون أن العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليس هنالك معصوم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الناس يؤخذ من قولهم ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
أهل الحديث إذا عدموا النص يبقون مع حدثنا وأخبرنا يبقون مع الصحابة وما قاله الصحابة وإن لم يجدوا شيئا عن الصحابة لجؤوا للمتابعين، يعظمون القرون التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مذهب أهل الحديث.
أنظر إلى احمد رحمه الله تعالى إذا وجد مسألة ما فيها نص مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها أقوال للصحابة يعرف أقوال الصحابة ويقول في المسألة قولان أو في المسألة أربعة اقوال أو في المسألة عشرة أقوال إذا وجد أقوال الصحابة عشرة. يعيشون مطمئنون إلى ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيعتمدون الوحي ويوسعون الوحي وتوسيع الوحي أن تبقى متبعا لمن نزل في عصرهم الوحي كالصحابة ومن جاء بعدهم من التابعين.
هذه معالم عامة لأهل الحديث يحترمون العلماء جميعا ويقولون إن وقفنا على نص ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإمام من ائمة الفقه لم يقل به فيقولون أنا معذور بتركي لقول الإمام والامام معذور بتركه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشعار العام لهم ما قاله أئمة الهدى فقد قالوا عن أن المذهب الحق مذهب أهل الحديث قالوا عنهم هم أعرف الناس بالحق وارحمهم بالخلق.✍️✍️
السؤال:
ما حكم خروج مجموعة من النساء ( أكثر من عشرة ) رحلة.
الجواب:
إذا كانت هذه المسافة في تنقل المجموعة من النساء من محل إلى محل تعد سفراً فهذا ممنوع ، إلا أن يكون معها ذي محرم وهذا قول الجماهير، وبسطه وطول فيه ابن عبد البر في كتابه التمهيد.
وأما إن كان الانتقال من مكان إلى مكان لا يعد سفراً كالانتقال مثلاً من عمان إلى الزرقاء فلا يلزم المحرم. والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
بالنسبة لتصوف أبو نُعيم في كتابه” الحلية وذكر الأخبار” ، هل يُعد أبي نُعيم شيخ الصوفية في زمانه؟
الجواب:
قالوا ضبط البدايات سلامةٌ في النهايات.
الشرع جاء بالتزكية.
وأبو نُعيم في الحلية اعتنى بالتزكية وبالرقائق، وذكر أحوال الزُهاد، ومن بين من ذكر الشافعي.
وأسند أبو نُعيم في الحلية عن الشافعي، قال الشافعي: ما تصوف رجل في أول النهار إلا وتزندق في آخره. هذا في الحلية.
كل نِحلة فيها فريق يُسمى الصوفية، البوذية عندهم صوفية.
فالشاهد أن أبا نُعيم انشغل في منهجه في الحلية بالزهد والتزكية.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
الأبدية المذكورة في القرآن هل تتعارض مع أبدية الله سبحانه وتعالى؟
الجواب:
كل صفة إذا أُضيفت إلى ذوات متعددات، فتختلف باختلاف إضافتها للذوات.
خذ الرأس، قل رأس جبل وقل رأس إنسان وقل رأس خنزير وقل رأس إبرة هل هي بمعنى واحد؟! أم أن هذه الصفات تختلف باختلاف إضافتها للذوات؟!
هذا في حق المخلوق، فما بالك إذا أُضيف شيء للزمان ثم أُضيف لله جلَّ في عُلاه!
في الفترات الأخيرة كثُرت الأسئلة في أثناء لقاء الأخوة في السؤال والجواب وجاءني سؤال أكثر من مرة ((كُلُّ شَیۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُ)) قالوا: هذا ذاته.
قلت: لا الوجه.
قالوا: ((كُلُّ شَیۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُ))
فغير الوجه يهلك.
قلت: أعوذ بالله.
من قال هذا كفر وخرج من الملة، لأن هذا مأخوذ بمفهوم المخالفة والله تعالى يقول (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فالله سبحانه وتعالى حي لا يهلك.
فأي شيء لله فيه صفة وللمخلوق فيه صفة فهذه الصفة على حال وهذه على حال.
وهذه أبدية الله ذاتية فالله حي قيوم ولا يحتاج سبحانه وتعالى إلى أحد بخلاف كل شيء غيره سبحانه. وتعالى.✍️✍️
السؤال:
شيخنا الحبيب هل يوجد عناوين فقهية مقترحة تصلح أن تكون رسائل جامعية؟
الجواب:
هذا سؤال مكرر كثيراً والفائدة منه ضعيفة، لأن قرار الرسالة والموافقة عليها وعدمها بيد المشرف أو بيد القسم أو ما شابه.
فنصيحتي لكل طالب أن يسأل المشرفين وأن يتوجه بتوجههم وألا يكتب إلا في شيء هو مقتنع فيه ويكون فيه فائدة للإسلام والمسلمين.
لكن الانطلاقة تبدأ من المشرف أو من القسم لا من غيرهم.
فتقترح أحياناً عناوين مهمة ومفيدة ولم يكتب فيها و للأسف يتم ردها وسبب الرد أحياناً عدم إدراك أهميتها.
أنا ما زلت أقول وقلت وسأبقى أقول من المسائل المهمة التي نحتاجها أحكام المحتل ، أحكام المحتل مسألة مهمة جداً ولكن للآن لا أعرف دراسة عنها ورددت هذا على أسماع الكثير من الطلبة وتعبت من كثرة الاقتراحات التي نقترحها على إخواننا أصحاب الدراسات العليا ولكن غالباً لا يفلحون.✍️✍️
السؤال:
ما قولكم فِيمن يقول بأنّ الأشاعرة هُم أولى النّاس بلقب أهل السنّة والجماعة لأنّهم أول من ذبَّ عن السنّة وناظر المعتزلة ؟
الجواب:
الأشاعرة مرُّوا في مراحل، وأحسنها أولها.
مدرسة أبي الحسن الأشعري وتمثّلت بالباقلاني، قريبون من مذهب الإمام أحمد، صحيح وقعت تجاوزات ، لكن إن قارنت بين مدرسة أبي الحسن الأشعري بمرحلتها المتأخرة المتمثلة بالفخر الرازي والقانون الكلي، مع المدرسة الأولى مدرسة أبي الحسن الأشعري في كتابه الإبانة، تجد فرقًا كبيرًا!
بعض تلاميذ الباقلاني وصلوا للمغرب، وبدأت تتململ الأشعرية في المغرب على إثر تلاميذ الباقلاني، وقبل ذلك المغرب العربي لا يعرف الأشاعرة، والكلام الشائع عند كثير من الطلبة ممن يقرؤون، ولا سيّما شبه المخالفين هذه الأيّام، يقول لك: كل علماء المغرب أشاعرة، وهذا ليس بصحيح.
وهناك فِرية أشد من هذه الفِرية، يقولون: ابن تيمية -رحمه الله- هو الذي قعّد ما عليه السلفية اليوم، ولم يسبقه أحد، هذا تُتمم الفرية الأولى، وهذا من الخطأ الشنيع.
وبعض إخواننا في الإمارات، له كتاب بديع جدًا في تأييد المالكية وبيان أن مذهبهم مذهب أهل السنّة، ونقل عن عدد كبير من المالكية قبل أن يولد شيخ الإسلام، وقارن كلامهم بكلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتبه.
فما جاء به شيخ الإسلام:
أولًا: تقرير.
ثانيًا: تفنيد شبه.
في معرض التقرير ما جاء شيخ الإسلام بجديد.
في معرض التفنيد صالَ معهم وجال، وحاقَقهم وضايقهم، وأكّد على صدق تقريره.
وإذا نظرتم إلى الشبه التي تُثار حول شيخ الإسلام، إنما هي شبه تثار في معرض مناقشته للإشاعرة وليس في معرض تقريره لعقيدة السلف!
وجُلّ هذه الشبه، لأن العقول قاصرة على إدراك كلام شيخ الإسلام.
ولذا من العلماء الذين غضبوا على شيخ الإسلام، صديقه وحبيبه ومعظمه الإمام الذهبي، كان يقول عقلك أكبر من عقولهم، وهم لا يفهمون كلامك، اسكت!
كانت نصيحة الذهبي لشيخ الإسلام، يعني من سعة علمه، قال: اسكت، هؤلاء لا يفهمون ماذا تقول!
أيضًا هذا كلام، البعض يستدل به على أنّ ابن تيمية مغموزٌ بهِ بسبب كلام الذهبي في السير وتاريخ الإسلام والذيل على السير عن شيخ الإسلام، وكل مراد الإمام الذهبي
وقد بينتُ هذا بالتفصيل والتطويل في كتابي الأغاليط……إلخ
فالشاهد أن السائل لمّا ذكر الأشاعرة، إذا أراد أبي الحسن الأشعري ومدرسته فصحيح.
أبي الحسن بدأ معتزليًّا وعرف ثغرات المعتزلة، وما وافقهم.
لكن الفخر الرازي وأئمة الأشاعرة المتأخرين معتزلة، الفخر الرازي في كثير من كتبه يقول: “الحديث صحيح” الحديث هذا صحيح في معرض ذكر بعض الصفات، صحيح، لكن لا يمكن أن أقول به!
لماذا؟
قال :الحديث هذا صحيح والحديث آحاد، والقاطع العقلي ينفيه.
المشكلة أين تَكمن؟
الكلام طويل وذو شجون -كما يقولون، طريقة إثبات الخالق عند الأشاعرة، ينطلقون من نظرية الجوهر، وكلّ من أثبت الخالق بناءً على هذه النظرية، مسبقًا من أثبت صفة الذهاب والمجيء والحركة والتنقل لله -جلَّ في علاه- هو مجسّم مسبقًا، لأنهم يعتقدون، بناءً على هذه النظرية أنّ الجوهر (الجسم) لا بد أن يكون ذو حركة ولا بد أن تكون هذه منفية عن الله -عز وجل-، لذلك نحن لا نستغرب عندما يقولون عن ابن تيمية : أنه مُجسم.
ليس ابن تيمية مجسم، كل من أثبت الصفة عندهم : مجسم.
لأن الأصل في إثبات أن الله حقٌّ عندهم ليس بسديد.
وشيخ الإسلام ناقشهم طويلًا في هذا، وبيّن أن أحسن طريقة بأن الله حقّ، طريقة الأنبياء، وطريقة الأنبياء -عليهم السلام- الفطرة والتأمّل في خلق الله، وليست النظريات الفلسفية وما شابه.
فالأشاعرة الخلاصة:
أنهم مرُّوا بمراحل ومرُّوا بمدارس، وليسوا سواءً.
فالمدرسة الأولى:
مدرسة أبي الحسن الأشعري.
مدرسة نحبُّها.
لكن أنبّه أنّ كثير من الناس يقولون: أن الإمام أبو حنيفة ماتريدي، ويقولون: أن الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام مالك أشاعرة.
من المتقدّم ومن المتأخر؟
هناك نحو تسعين سنة بين وفاة الإمام أحمد، وميلاد أبي الحسن الأشعري.
يعني أبي الحسن الأشعري ولد بعد الإمام أحمد بتسعين سنة.
يعني لو سمعتَ -مثلًا- قائلًا يقول: ابن حجر كان تلميذًا للألباني، فماذا تقول؟ هذا جنون.
ابن حجر متقدم على الألباني رحمهما الله تعالى.
فلمّا تقولون أن الأئمة أشاعرة، فهم متقدّمون على أبي الحسن الأشعري فكيف يقال عنهم أنهم أشاعرة؟!
هذا الآن كلام يُسمع، وهذا كلام يُقال، وهذا كلام ليس له نصيب ليس فقط من العلم، حتى من العقل!
وشيخ الإسلام قال في المجلد الرابع من مجموع الفتاوى: العقيدة أكبر من أن تُؤخذ منّي، أو من أبي الحسن الأشعري، أو من الشافعي، أو من أحمد، أو من مالك.
العقيدة أكبر من هذا.
العقيدة لا تؤخذ إلا من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالعقيدة لا تُؤخذ من أشخاص. والعقيدة التي نادى بها أئمة السلف سهلة، تُناسب القاصي والداني، والعالم والجاهل، بخلاف العقائد الأخرى.
سؤال من أحد الحضور:
يستدل الأشاعرة المعاصرون اليوم أن جُلّ علماء الأمة هم من الأشاعرة، فلازم هذا أن الأمة كانت على العقيدة الصحيحة، وهي عقيدة الأشعرية؟
الجواب:
إخواني بارك الله فيكم العِصمة لمن؟ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- زكّى مَن؟
أي القرون -صلى الله عليه وسلم- زكّاها؟
زكّى النبي -صلى الله عليه وسلم- العصر الذي هو فيه، والذي يليه، والذي يليه، هذه هي العصمة.
مابعد هذا ليس عندنا تزكية.
والكثرة ليست دليلًا.
هذه النقطة الأولى التي ننطلق منها. العصمة في الجيل الذي ربّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- وجيل التابعين وتابعي التابعين، فما كان هؤلاء عليه ما ينبغي أن يُحاد عنه، لأنهم مُزكوْن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الأمر الآخر:
العلماء يتابع بعضهم بعضًا.
مثلًا درسنا مع إخواننا شرح الإمام النووي على صحيح مسلم، الإمام النووي لو قارنت كلامه في تأويله للصفات، بكتاب “إكمال المُعلِم” للقاضي عياض فإنه ينقل منه كلمة بكلمة، وحرفًا بحرف، فما أنشأ الإمام النووي كلامًا من عنده، وإنما نقل عن كلام من قبله وهكذا، فالمؤولة شاع وذاع.
فمثلًا كتب الغريب، “النهاية” لابن الأثير، أصبح كل من أراد أن يفسّر حديثًا، ينقل من ابن الأثير ويسكت، العلماء كما قرر الغزالي في “المُستصفى” قال: الاجتهاد يتجزأ. وقال بعض العلماء قد يكون إمامًا في فن، وقد يكون عاميًّا في فنٍّ آخر، فراجَ وشاعَ وذاع كلام التأويل من خلال كتب الغريب، ومن خلال كتب شرح الأحاديث..إلخ
لكن لا يمكن لأحد أن يقول كل علماء الأمة أشاعرة.
نُوقشت رسالة دكتوراه من قريب، وكان المشرف عليها حسن الشافعي الأشعري لكنه منصف ، أخينا كتب رسالته بعنوان “مذهب السلف الصالح إلى القرن السابع عند الشافعية” وسرد أعلام كثر للشافعية، وكانت عقيدتهم على مذهب السلف الصالح.
مشاكل شيخ الإسلام ابن تيمية مع الشافعية، لا أكتمكم، كل أعداء شيخ الإسلام شافعية.
والشافعية مدرستان:
١)مدرسة السبكي تقي الدين وروّجها ولده عبد الوهّاب تاج الدين.
٢)مدرسة البُلقِيني أو البُلقَيْني -بتعبير أدق-.
وشاعت وذاعت مدرسة السُبكي. السُبكي متقدّم على ابن تيمية ومات بعده، وبعد وفاته بإحدى عشر سنة كتب ترجمة لابن تيمية، وكتابته لترجمة ابن تيمية فيها تحذير منه، وآذى ابن القيم تلميذ ابن تيمية وقد سُجن.
والكلام في هذا الباب كثير.
لكن الشاهد أن عددًا كبيرًا من الشافعية يؤيدون كلام شيخ الإسلام.
أمس كنت أراجع مسألة أظنّ في المجلد التاسع (٤٥٣)، من كتاب “النجم الوهّاج شرح المنهاج” للدَّميري، فينقل ثم يقول: وأفتى ابن تيمية بكذا، فقدح في نفسي قلت: يا ليت طالب علم يجمع فتاوى شيخ الإسلام أو نقولات الشافعيّة عن ابن تيمية من كتب الشافعية.
نقولات الشافعية عن ابن تيمية موثّقة من الكتب.
ما السر في ذلك؟
ابن تيمية إمام، وكلامه معتمَد ومعتدٌّ به ليس فقط عند الحنابلة، وإنما عند غيرهم.
وشاهدي من هذا مادام أن الشافعية هم كانوا في مُناكدة مع ابن تيمية، فنحتاج أن نبرز قيمة شيخ الإسلام عند الشافعية أنفسهم.
فالشاهد بارك الله فيكم الحكم عن الأشاعرة ليست العبرة بالشخص إنما العبرة بالتقرير، والتقرير نُخضعه لقواعد العلماء؛ فالمقبول منه مقبول، والمرذول منه مرذول، والذي يقبل الصواب والخطأ في مسائل يُقال هذا صواب وهذا خطأ.
فالقول بأنّ العلماء كلهم أشاعرة هذا خطأ، ليس بصحيح.
ونحن قول صحابيٍّ واحِد أحبُّ إلينا من قول مئات من المتأخرين.
العبرة بالقرون الثلاثة الأولى التي زكّاها النبي صلى الله عليه وسلم.✍️✍️
السؤال:
رجل مُعدد وله أولاد من الأولى وأولاد من الثانية فالقرعة والنوبة كانت لواحدة، فالزوجة تقول لزوجها ما ينبغي أن تُحضر أولادك من الزوجة الثانية.
فيقول أنا أُحضر أولادي ليس لكِ بل أُحضر أولادي لإخوانهم وأخواتهم، لو أنّي لا أملك أولاد منكِ ما أحضر أولاد زوجتي الثانية فأنا أُحضر أولادي لإخوانهم.
الشيخ :فليس من حقها هذا، إلا إن كانت وحيدة فلا يوجد عندها أحد.
وإلا فمن حق الأب أن يجعل بين الأولاد محبة ومودة وعلاقة، وهذه سياسة الوالد والكلمة كلمة الرجل.
لكن في الواقع للأسف الكلمة ليست له.
أنا أسأل سؤال مهم، الرجل في الأسرة يسمونه الرأس، وهو أشرف عضو في الإنسان وهو اسمه الرأس لأن التفكير فيه وهو يرسم السياسات.
السؤال إذا الرجل هو الرأس المرأة ما هو موقعها؟
موقع المرأة الرقبة التي تُحرك الرأس كيفما شاءت تُحركه يمين وشمال.✍️✍️
السؤال :
ما هو ضابط العرف الذي يحدد للسفر، وهل الواجب أن يقول كل الناس بأن هذه المسافة سفر ؟
الجواب:
المسألة فيها خلاف، والخلاف مبني على توجيه بعض الأحاديث ومبني على أقوال لبعض التابعين.
والكلام في المسألة يطول ولكن، مثلا، سفر النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في الرابع، ومكث فيها الخامس والسادس والسابع، ثم انتقل النبي صلى الله عليه وسلم في الثامن إلى منى، فقال بعض أهل العلم أن السفر ثلاثة أيام غير اليوم الذي تصل فيه. ثم النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في هذا السفر؛لكن هذا دليل ناقص. صحيح التوجيه، لكن ناقص. لماذا ؟ لأن النبي في فتح مكة مكث فيها تسعة عشر يوما. وكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة كان يقصر؛ مكث تسعة عشر يوما.
الإمام البخاري أراح نفسه . الإمام البخاري في صحيحه أفاد أن من مكث تسعة عشر يوما مسافر، زاد عنها ليس بمسافر. لأن أطول مدة قصر فيها النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يوما. والأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة قد أتم ولم يقصر كلها فيها رواة مجاهيل أو متروكين، يعني أنها ضعيفة أو شديدة الضعف ولم تثبت. لكن الصحابة مكثوا فترة أطول من تسعة عشر يوما، لما حاصروا سجستان وغيرها، وكانوا يقصرون لمدد طويلة جدا.
فالشاهد أننا أمام أشياء، إما أن نأخذ بنص فنقرر شيئا بمعزل عن سائر النصوص، وإما أن نأخذ بجميع النصوص. والواجب الإعمال لا الإهمال، والواجب إعمال جميع الأدلة لا إهمال بعضها، والعبرة بالعرف. ما هو العرف ؟
كل حكم علقه الشرع على شيء، ولم يجعل له حدا، ولا يوجد له حد في اللغة، فأمره إلى العرف.
يعني، السفر لا يوجد في العربية ضابط للسفر، ولا يوجد في الشرع ضابط للسفر، فالحكم في السفر متروك للعرف.
فإذا كنت بين أقوام، وكان العرف أنك مسافر، فحينئذ لك أن تقصر ولك أن تجمع؛ تقصر عزيمة وتجمع رخصة.
وأما إذا كنت غير مسافر، فحينئذ الواجب عليك أن تتم ولا تقصر. يعني رجل له زوجتين وفي بلدتين، فهو هناك مقيم وهناك مقيم. والسفر يكون في الذهاب والإياب. فيقصر وهو ذاهب وكذلك وهو راجع. وأما في بيته مقيم والبيت الآخر الذي سافر اليه مقيم، وهكذا، وهكذا.
فالمسألة عرفية.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
هل يوجد أحاديث لم يشرحها الإمام النووي في صحيح مسلم؟
الجواب:
الإمام النووي لم يُقِم شرحه على طرق، فبعض الاحاديث سردها الإمام مسلم لغاية أرادها ومنهج اعتمده في موضوع الاسناد، فالإمام النووي رأى أن شرح الحديث الأول يغني عن الثاني والثالث لأنَّ شَرْحه ليس شرحًا حديثيًا ليس كفتح الباري، وحصر النووي رحمه الله تعالى نفسه في شَرْحِه بألفاظ القاضي عياض، وألفاظ القاضي عياض كان يرجِّح فيها مذهب مالك وكان الإمام النووي رحمه الله تعالى يرجِّح مذهب الإمام الشافعي، ولذا التبويبات اختلفت، التبويبات التي اعتمدها النووي وقد بُوِّب صحيح مسلم بغير تبويباته، يعني أنا وقفت على نسخة ابن خير الإشبيلي التي نقلها ابن خير الإشبيلي من خطِّ الإمام مسلم، نسخة ابن خير نقلها من خطِّ الإمام مسلم، يعني وقف على نسخة بخطِّ الإمام مسلم وفيها تبويبات لكن تبويبات غير تبويبات الإمام النووي، الذي يقرأ تبويبات الإمام النووي على صحيح مسلم يظنُّ إن لم ينتبه إلى أن هذه التبويبات من النووي يظنُّ أن مسلمًا شافعيُّ المذهب.
جاء صاحب فتح الملهم قال ألفتُّ كتابي فتح الملهم حتى أصرف الطلبة عن شرح الإمام النووي حتى لا يصبح شافعيًا فوجَّه الأحاديث والتبويبات على مذهب أبي حنيفة.
أبو يعلى ذكر مسلم في طبقات الحنابلة على أنَّه من الحنابلة، ما هو مذهب مسلم؟ مذهب البخاري ومسلم وابن قتيبه وابن حبان وأبو داود والترمذي والنسائي مذهب أهل الحديث، مذهبهم مذهب اهل الحديث، طبعا مسلم تلميذ لأحمد وروى أحاديث في صحيحه أسند أحاديث عن أحمد، لكن كما قال ابن القيم في الاعلام قال: أبو داود و مسلم والبخاري هم أقرب لمذهب الإمام أحمد من متأخِّري الحنابلة لأحمد، أصحاب المتون الذي أصبح المذهب عبارة عن أقوال وما شابه.
فالشَّاهد أن الإمام النووي في أحاديث لم يشرحها نعم صحيح ، لكن لم يَمُرَّ بي باب أهمله الامام النووي، لكن قد تكون في أحاديث كثيرة اختصرها بشرح، يعني اوفاها من حيث الالفاظ وما تضمنه حديث هذا الوافي من ألفاظ أُخَرْ قد لا يعرِّج عليها الإمام النووي في شرحه.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
كل من أنكر شيئا من الدين معلوم بالضرورة هل يكفر ؟
الجواب:
إلا إذا كان حديث عهد بالإسلام.
والمعلوم من الدين بالضرورة ابن حزم يرى بأنه هو الإجماع، يعني الإجماع المعتد به إجماع القرون الأولى فقط عند ابن حزم، لأن الفقهاء افترقوا في البلدان، ويستحيل الواحد أن يحيط بهم وأن يعرفهم. ويرى أن الإجماع هو المعلوم من الدين بالضرورة.
المعلوم من الدين بالضرورة، قد يقع في حق من أسلم حديثا، فيجهل شيئا معلوما من الدين بالضرورة. وأما من قامت عنده الدلائل على أن هذا حلال، على أن هذا من شرع الله جل في علاه فأنكره، أو أن هذا حرام فأحله، أو أن هذا حلال فحرمه، فهذا كفر –عياذا بالله تعالى-.
مثل، الآن إنسان يحل الزنا، أو يحل الخمر، أو يستحل القمار، أو ما شابه؛ لكن القمار له صور. قد يجهل كثير من الناس بعض صور القمار، فهذا لا نكفره وإنما هذا نقيم عليه الحجة.
ممكن تأتيك رسالة على الهاتف، تقول لك ابعث كذا، من يفوز في المباريات، ابعث رسالة بستين قرشا. هذا قمار، هذا قمار. لكن واحد يجهل لا يعرف أنه قمار ففعل واستحل هذا، هذا يعلم، هذا يعلم.
فالشاهد –بارك الله فيكم، أن المعلوم من الدين بالضرورة قد يختلف من بلد لبلد، وقد يختلف من زمن لزمن، وقد يختلف من شخص لآخر. والذي دخل الإسلام حديثا، قد يشرب الخمر وهو لا يعرف أن الخمر حرام.
من دخل الإسلام، إذا ما عَُرِّف، فقد يجهل. فالعذر بالجهل – الصواب عند أهل العلم- أن الإنسان يعذر بجهله، على ضوابط معروفة ومذكورة عند العلماء.✍️✍️