السّؤال:
ما معنى قولِ اللهِ -تعالى-:
{قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…} [الفرقان: ٧٧].
الجواب :
آيةٌ عظيمة، فسّرها نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-، وحينَ أقولُ لكم: فسّر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يَحتاجُ إلى ربطٍ وفهم .
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “لا تقومُ السّاعة حتّى لا يُقالَ في الأرض: الله الله”.
رواه مسلم (١٤٨)، والتّرمذي (٢٢٠٧)، وأحمد (١٢٠٤٣) من حديث أنسٍ -رضي الله عنه-.
اختلف أهل العلم في ضبطِ لفظِ الجلالة (الله)، فمنهم من رفعه، ومنهم من نصبه، حتّى لا يُقالَ في الأرض: اللهُ اللهُ، حتّى لا يرفعَ أحدٌ يديه ويقول: يا الله، اغفر لنا وارحمنا.
و لذا يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“لا تقومُ السّاعة إلّا على شرارِ النّاس”.
رواه مسلمٌ في “صحيحه” من حديث عبدالله بن مسعود .
ومنهم من نصبه -يعني: لفظ الجلالة-، فقال: “لا تقوم السّاعة ويقال في الأرض: اللهَ اللهَ”.
قال أهل العلم: (اللهَ) لفظُ الجلالة منصوبٌ على التّعظيم، وتقدير ذلك: لا تقوم السّاعة ويقال في الأرض: *اتقِ الله*.
والمعنى: أنّه لا تقوم السّاعة وأحدٌ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتّى لا يُقال: اللهَ للهَ، اتقِ الله يا فلان، لا يقول الوالد لولده ولا الأخ لأخيه ولا الجار لجاره، لا يقولُ له: اتقِ الله.
تأمّل الآية:
{قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…}.
(لولا دعاؤكم)، هذا الدّعاء المقبول أم المردود؟
المقبول.
لولا وجود الدّعاء ما عبأ الله بكم، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
” لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم، ثمّ يدعو خياركم فلا يستجاب لهم”.
رواه التّرمذي (٢١٦٩)، وأحمد (٢٣٣١٢).
إذًا لولا دعاؤكم المستجاب، الدعاء المستجاب -هذا- يلزمُ منه حتّى يُستجاب؛ أن يكون هنالك أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر.
فالنّاس -والدّنيا كلّها- يعيشون ببركة الّذين يدعون، أو ببركة الّذين يأمرون وينهون، البشريّة قائمة ببركة اّلذين يتوسّلون إلى الله ويتضرعون إليه، ويسألونه بذلّ، أو ببركة من يأمر ومن ينهى .
ومن ها هنا وقع الخلاف بين أهل العلم حول حديث: “حتّى لا يقال في الأرض: اللهَ أو اللهُ.
فللقولين وجهان معتبران؛ ما دام النّاس يدعون الله -تعالى-، الله -عزّ وجلّ- يستجيب لهم، ولا يهلك البشريّة، نسأل الله -عزّ وجلّ- العفو والعافية.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
كيف نجمع بين مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه «علِّموا أولادكم السِّباحة والرِّماية وركوب الخيل» والآن يوجد سيارات ويوجد أسلحة حديثة؟
الجواب:
ما هي الرماية؟ ما هو معنى الرماية؟ نقف عند قول عمر «علِّموا أولادكم السباحة…»
الغوص بالغواصات الحربية تدخل في السباحة؟
تدخل في السباحة.
ماذا عن الرماية؟
علماء اللغة يقولوا الرماية مصدر، والمصدر مُحلّى بالألف واللام، والألف واللام في قوله “الرماية” للجنس.
المفرد المُحلّى بالألف واللام في العربية ماذا يفيد؟ العموم؛ فكل ما يسمى رماية يدخل فيه.
فقصد عمر -رضي الله عنه-: الرماية بالبندقية، الرماية بالنشّاب، الرماية بالدّبّابة، الرماية بالطائرة…
نذهب لآية في قول الله تعالى في سورة الأنفال {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ…}.
كل كتب التفسير تفسّر قول الله “مِّن قُوَّةࣲ” وقوّة منكَّرة (نكرة) يذكرون ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إنَّ القوةَ الرَّمْيُ».
يذكرون في تفسير قول الله {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ…} قول النبي صلّى الله عليه وسلم «ألا إنَّ القوةَ الرَّمْيُ» أي رمي؟ الرمي الذي يرمي به عدوّك.
{وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ…} فيجب علينا أن نتسلّح بالسلاح الذي يحققُ الغايةَ المذكورة في الآية {… تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ…} حتى يثير الله حماس المؤمنين؛ قبل أن يقول عدوّكم قال عدوّ الله، قال أهل العلم هذه القوّة ينبغي أن تحقق الغاية، وتحقيق الغاية أن يقع الرَّهبة من قِبَل أعداء الله وأعدائكم، فقالوا ينبغي أن تكون القوّة من جنس قوة الرمي عند أعدائنا.
لا يجوز نقابل الطيارات والدّبّابات والمدافع ونقابلها بالسيف، هذا جنون… هذا غباء… هذا جمود! وليس لهذا محل لا من عقل ولا من فهم ولا من تدبّر ولا من إعمال المقاصد والغايات.
فقول الله تعالى {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ…} وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «ألا إنَّ القوةَ الرَّمْيُ» وقول عمر -رضي الله عنه- “علموا أولادكم الرماية…” على مهْيَعٍ واحد وعلى طريقٍ واحد، وهي من نفس جنس الرَّمْي المعروف في عصرنا، فلكلِّ عصرٍ قوّة ولكلِّ عصرٍ ذخيرة وما شابه.✍️✍️
السؤال:
ما حكم تعلم المقامات، وهل يجوز للقارئ أن يقرأ بها بمقام معين؟
الجواب:
المقامات من الذي يُعلِّمُها؟
الذي يُسمى اليوم الموسيقار.
وفرق بين الموسيقار وبين المغني، المغني يُغني على سجيته والموسيقار يغني على علم -يتعلم-.
كان بعض إخواننا
موسيقاراً وهو يحضر معنا درس الخميس وأخبرني أن عنده مقامات وهذه المقامات موجودة من قديم، وهذه المقامات لها أسماء فهذا الأخ الذي ترك هذه المهنة وتاب إلى الله، قال: وأنا أُعلِّم الناس الغناء كان المشايخ يأتوني، لأنه في بعض الناس -يا الله لطفك يا ربنا عفوك- يبحث عن إمام لجمال صوته ويزيد في راتبه، بعض الأئمة في المرج يأخذ فوق الألف دينار هذا غير راتبه في الأوقاف وسبب هذا المبلغ أنه صاحب مقامات، يقرأ بمقامات يقرأ ويطرب، لما يقرأ يأتوه أصحاب الطرب والناس من كل مكان.
أصبح القرآن نسأل الله عز وجل العفو والعافية سلعة.
فأن تتعلم القراءات على المقامات هذا فساد وضلال وهذا صنيع أهل الباطل.
قال هذا الأخ يأتي حتى يتعلم المقام يأخذ العود ويبدأ يتعلم على المقام على العود، ويبدأ يقرأ القرآن على نفس المقام بالعود حتى يصل لحالة من الحالات أنه يقرأ القرآن بالمقام دون العود، هو يبدأ يقرأ القرآن بالعود ويبدأ يتدرب على المقام فيتعلم أول شيء في المقام بالعود، يعني يريد يتعلم المقام ذاته بعد ما يتعلم المقام ذاته يريد يتعلم المقام ويقرأ عليه القرآن وبعدها يفصل المقام، يبعد العود ويقرأ المقام دون العود، بهذه المراحل تصبح تقرأ القرآن على المقام. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
أخشى على من صنع هذا الردة.
نسأل الله العافية.
واحد له كتاب تنطح وزعم أن قراءة المقامات مباحة، وكان بعض إخواننا المشايخ يُلين القول في المقامات، وجرى كلام بين العبد الضعيف وبينه في موضوع اللين في المقامات، وزعم هذا الزاعم قال أنا أقول لك أتحداك هات لي قارئ من القُرّاء إلا وأعطيك المقام الذي يقرأ فيه، قال الشيخ الشريم يقرأ بمقام كذا، الشيخ السديس يقرأ بمقام كذا، المنشاوي يقرأ بمقام كذا، عبدالباسط يقرأ بمقام كذا.
إن وافقت قراءتك للقرآن دون أن تتكلف مقاماً فهذا أمر لا حرج فيه وهذا يُرخص فيه، أما أن تتقصد أن تقرأ المقام وأن تتعلم المقام فهذا ضلال.
بعض إخواننا وسيم تنظر لشكله تقول بارك الله ما شاء الله منظره جميل، وبعض الناس صوته جميل، الله عز وجل أعطى كُلاً منا شيئاً، بعض الناس ذكاءه جميل، بعض الناس لسانه جميل، بعض الناس خُلقه جميل، فبعض الناس صوته جميل فيقرأ قراءة مطربة كما كان يفعل أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه هذا لا حرج فيه، هذا ممدوح في الرجل، هذا الرجل الذي يقرأ القرآن والناس تحب قراءته لا حرج في ذلك، لكن أن تتقصد وأن تتعلم قراءة القرآن على المقام بالطريقة التي لا يَحْذَقُ الإنسان إلا بها من خلال هذا التعليم فهذا أمر مرذول مردود.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
أخ استشكل جواب سؤالي يقول ذكرت أن استخدام الكريمات من حليب الحُمُر حرام لكن الدليل جاء في تحريم الأكل والشُرب.
الجواب:
أنا اسألك الشيء الحرام أكله هل يجوز استخدامه؟
الأصل في من كان حراماً أكله ألّا تتقصد استخدامه.
الآن أنت تتقصد استخدام الحليب، هذا الحليب الأصل فيه أنك لا تحتفظ فيه، فالأصل فيه أنه لا قيمة له، فمعنى أنه لا قيمة له لا يجوز لك أن تتقصد استخدامه.✍️✍️
الجواب:
والله أنّ هَذا السّؤال من أهمّ الأسئِلة،
والجَوابُ يحتاجُ إلى تَوفيقٍ من الله -عزّ وجلّ-، ولسِرٍّ عجيبٍ جعلَ الله -عزّ وجلّ- دعاءَ الوالدِ لولده مُستجابًا.
فَيا أيّها الأب، لا تَحرم أولادكَ ولا تَحرم نَفسكَ من صَلاحِ أولادكِ؛ فاستخدم الدّعاء، لاتنسَ الدّعاء، وأَحوَجُ الأولادِ للدّعاءِ أبعدُهم عن الله -عزّ وجل-، أكثرُهُم بُعدًا سواءٌ كانوا ذُكُورًا أم إناثًا.
هَذا الأمرُ الأوّل..
المُؤامرة تبدأ على الصّبية، ومُؤامرةُ الكفّارِ على المُسلمين طَويلة، نحنُ غافلون، وقلّ -منّا- مَن أدركَ منها شيئًا، ونحنُ نخوضُ فِيها ونحنُ لا نشعُر.
وأذكرُ لكُم شيئًا، وهذا الشّيءُ قَليلٌ مِن كثيرٍ؛ حتّى تُدركوا شيئًا مِن المُؤامرة عَلى الأُمّة.
الكُفّار ليسُوا غَافلين، والكفّارُ يعملُونَ بطريقةٍ عِلميّةٍ دقَيقة، والمُسلمُونَ -للأسف- غَافلون، يظهرُ هَذا فِي ما يُسمّى -اليومَ-: (عِلمَ الاجتِماع)، وأخصّ من علمِ الاجتِماعِ “نَمَطَ الأُسرَة”.
إخَوَانُنُا الكَبار فِي هَذا المَجلس يُدركونَ ما أقول، ولمسُوا هَذا فِي أُسرِهم، والصّغارُ ما لمسُوا هذا، ولعلّهُم وقعوا في هَذهِ المُؤامرة، وهُم فِيها وهُم لا يشعرون.
فِي عِلم الاجتِماع يذكُرونَ أنّ الأُسرةَ قِسمان:
_ أُسرةٌ لا يُوجد فِيها شخصٌ مَسؤولٌ عنها.
_ أُسرةٌ يُوجدُ فيها شخصٌ واحدٌ مَسؤولٌ عَنها.
يُسمّونها في عِلم الاجتماع بأسماء، منها:
(الأسرةُ العَنقُوديّة)، (والأسرةُ السّهلةُ البسيطة)…
ولا تَحضُرني -الآن- الأَسماء المَذكُورة فِي عِلم الاجتِماع.
وليست العِبرةُ بالاسم، وإنّما العبرةُ بالحقيقة.
أدركنا -إن لَم أقلِ الآباء أقُول الأجداد- إذا مات الأب؛ فالعمّ أب، والخال أب، وإذا ماتت الأمّ؛ فالخالةُ أمّ والعمّة أمّ، والأَولاد (ذكور أو إناث) إذا كانوا أيتامًا لا يَضِيعون، ثمّ أرادَ الغربُ أن يَصبغُونا بصِبغتهم، وعَلموا -بيقين- أنّهم لا يستِطيعُون أن يُمرّروا ما يُريدون إلّا بعدَ تغيير نَمَط الأُسرة، فَنمطُ الأُسرة اليومَ غير نَمطِ الأُسرةِ الأُولى، اليوم إذا مات الأبُ وعندهُ أولادٌ صغار؛ يعيشونَ في جحيم، بِخلافِ الأُسرة على النّمط الأَوّل، الأُسرةُ على النّمط الأوّل يوجدُ قيّم لها، وإذا ماتَ واحدٌ فهناك بديل، وإذا مات آخر فهناك بديل، والنّاس فيهم شهامة، وفيهم خير.
اليوم إذا تكلمت مع ابن أخيك، ورأيتَ منه خطأً جسيمًا، وتكلمت معه كلامًا شديدًا؛ أبوه يقول لك: يا أخي، ابني حسّاس، وإذا أردتَ أن تتكلّمَ معه، تكلّم معي، وأنا أُوَجِّهُهُ، هذا المُؤدّب، وأمّا غير المُؤدّب يُقِيمُ الدّنيا ولا يُقعدها.
الولد صارَ حسّاسًا، لا ينبغي أن تُوَجّهَ له شيئًا.
الآن الغرب غيّر نمطَ الأُسرة في الحياة.
و تغييرُ نمطِ الأُسرة تمّ بعد طرحِ هذا الموضوع في رسائل الماجستير، و في رسائل الدّكتوراة، وفي وسائل الإعلام، وإيجاد أفلام كرتون، وأُنفقَ عليه مئات الملايين حتّى غيّروا النّمط.
بعد تغيير هذا النّمط تبدأ خطوة ثانية وخطوة ثالثة.
الكفّار لايصنعون معنا ما يريدون مرّةً واحدةً وبحماس، (لا).
بل يصنعون بدراسة، ولمّا وصل الكفّار إلى ما وصلوا إليه -اليوم- في قانون الأُسرة الموجود، وكيف تُنزَع -الآن- صَلاحِياتك عن أولادك، ويُؤخذ أولادك منك على النّمط الغربيّ؛ لأنك أزعجته -يعني: ولدك-، لأنّك سألتَ البنت لمَاذا تحملين جهازًا خلويًّا وماشابه.
في النّّمسا -وهي من البلدان المعروفة- يتّصل بي أخٌ حريص، يقول: للآن أُخذَ -حسبَ وسائل الإعلام النّمساوية- خمسةٌ وثلاثونَ ألفَ طفلٍ من آبائهم، وترعاهم مؤسّسات اجتماعية ترعاها الدّولة، وهؤلاء الخمسةُ وثلاثونَ ألفَ طفل، ليسوا الآن مسلمين، أُخذوا من مُسلمين، لايُؤخذُ إلّا الطفل المُسلم، وترعاهم وسائلُ رعايةٍ اجتماعية، ومؤسّساتٌ اجتماعية، والآن ليسوا مسلمين، هؤلاء الأولاد أُخذوا صغارًا، أُخذَ لأنّ أباهُ سألهُ عن كذا، لأنّهُ لطمهُ على وجهه، فيؤخذ -يعني: الولد- تحت رعايةٍ كافرةٍ لأُسرة مُعيّنة، هذا القانون الّذي يُراد أن يُمرّر في هذه الأيام.
الغرب يمشي معكَ واحدةً واحدةً..
ولذا إخواني، رعاية الأب لأبنائه هذا أمرٌ واجب -أصلًا-، وهذا مذكورٌ في كتاب الله -عزّ وجل-، قال الله -سبحانه وتعالى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}. [التّحريم:٦].
قال علي بن أبي طالب: (علّموهم وأدّبوهم)..
والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
“كُلُّكُم رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسؤول عَن رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهلِهِ وَهُوَ مَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيتِ زَوْجِهَا وَمَسؤولَةٌ عَن رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكم رَاعٍ وَمَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ”.
رواه البخاري (٨٩٣)، ومسلم (١٨٢٩)، وأبو داود (٢٩٢٨)، والتّرمذي (١٧٠٥) وأحمد (٤٤٩٥) من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-.
حتّى الخادم راعٍ وسَيُسأل يوم القيامة عن مال سيده، فما بالك بولدك الّذي هو فِلذّةُ كبدك، والّذي هو قِطعةٌ منك، والِذي هو الشّهوةُ المُتجسّدةُ أمامك.
منِ ابنُكَ؟ شَهوَتُكَ.
ما أتى الولدُ إلّا بعدما جامعتَ أُمّه، فالولدُ شهوةٌ لك، شهوتكَ المُتجسّدة أمامك، ولدك شهوتك، فِلذَةُ كبدك. فالواجبُ عليك أن تعمل وأن تمتثلَ قوله -تعالى-:
{…قُووا أنفُسكُم وأهليكُم نارًا…}.
فالولدُ يحتاجُ إلى توفيقٍ في التّربية، ويحتاجُ إلى أبٍ نبيه وأبٍ حريص، وأدُلُّكم على مفتاح التّربية، يقول بعضُ السّلف كما أسندَ ابن قتيبة في “عيون الأخبار”، قال: (الولدُ في السّبع الأُوَل ريحانةٌ تُشم، الولد من السّنة الأولى إلى السّنة السّابعة ريحانةٌ تَشمُّها، وفي السّبع الّتي بعدها(من ثمانٍ إلى أربعَةَ عشَر) خادمٌ مُطيع، تعال يا ولد، أحضِر يا ولد، ويبدأُ الأبُ يفرح لمّا يصِير خادمًا -يعني: ولده-، ولذا ابتلى الله إبراهيم -عليه السّلام- بذبح ابنهِ إسماعيل في المرحلة الثانية، لمّا صار الولد يخدم ويذهب ويجيء؛ ابتلاه، فكان البلاءُ شديدًا على إبراهيم -عليه السّلام-.
الشّاهد: في تربية الولد لجواب السؤال تتمة الكلام لبعض السّلف فيما أسند ابن قتيبة قال: وفي السبع الّتي بعدها (من خمسة عشر فما بعد)، إمّا صديقٌ وإمّا عدوّ، إذا وصل ابنك خمس عشر سنة الآن أنت صاحبه، عاملهُ معاملة الصّاحب، لا تُعامله معاملة الأب، لاتعامله معاملة القسوة، معاملة الأمر، وتصير تأمر وتنهى، وأنا أعرف بعض النّاس يأتي للمسجد، والله كان معنا و لا أُريد أن أسمّي أحدًا، يقول: والله أنا أُصلي جنبًا؛ لأنّ والدي يريد ذلك، فابنك بعد أربعة عشر صاحبه، وإذا عنده خطأ دعه يخطئ، لا تقسو عليه، حذّره من الخطأ، برّئ ذمّتك عند الله من الخطأ، أخطأَ تدارك الخطأ، لا تجعلهُ يسترسل، لكن لا تشعره أن لك سطوةً على وجهٍ فيه قَسوة، بل سطوة على وجهٍ فيه رحمة، وليست سطوة على وجهٍ فيه قسوة، كُن رحيمًا به، وتعامل معه على أنّه صديق وعلى أنّه صاحب، وعجّل في رُجولته.
عندك ابن عمره أربع عشر سنة، خمس عشر سنة، وعندك بناتٌ كبيرات، وجاء عريسٌ لبنت -منهنّ-، قل له: تعال يا ولد، ما رأيك نزوّج أم لا؟ أنفذ الّذي تُريده، لكن أشعره أنّه رجل، دعه يأخذ باله من أخواته بعد ما تموت، قل له: يا ولدي، نزوّج فلان أم لا نزوّج، القرارُ بيدك، افعل الّذي تراه، القرار الخطير في الأسرة أشعره به.
لذا إخواني نحن -الآن- نقول: هو صغير، إذًا زوّج ابنك وهو صغير؛ يصبحُ كبيرًا، لمّا فقدنا الزواج المبكّر صار عندنا آفات، صار عندنا طامّات، وصار عندنا عُقد في الحياة، وعُقد في الممارسات، وعُقد في النّفس.
رجل مُرتاح، مالذي يمنعه أن يُزوّج ابنه؟
قال: صغير!
لماذا صغير؟
زوجوه وكبّروه.
إذا زوجته كبُر.
فصارت حياتنا وتفكيرنا غربي، لا شرعي.
فالآن ليس لنا سبيلٌ لتربية أبنائنا إلّا أن تُصاحبَ ولدك، وإلّا أن تتحبّب إليه، وإلّا أن ترعاه، وأن لّا تغفل عن رعايته، لا تغفل عنه، إذا غفلت عن ابنك تكون هنالك طامّات.
كُنتُ في مجلس شيخنا الألباني -رحمه الله-، وكان هنالك رجلٌ صالحٌ تُوفي -رحمه الله-، فَشكى لَهٌ ولَدَه، ثمّ قال طردته من البيت؛ مرّة يصلي ومرّة لا يصلي، فقسا عليه الشيخ -رحمه الله- على الأب، قسا عليه قسوةً شديدة، قال: لِمن تركته؟ طردته، من الّذي سيربيه؟ لعلّه يرجع لك وهو مُدخّن، لعلّه يرجع لك وهو مُتعاطٍ للمخدرات، ولعلّ ولعلّ…فإذا أخطأ ولدك؛ فلا تريه القسوة التي فيها سطوة بقسوة، يعني: تَبقى مُهاب الجانب، وأن تُخوّفَ زوجتُك أولادَهَا بِك (مَقصَد).
الزّوجة الموفّقة تخوف بالأب، والأب يستخدم الرحمة مع وجود المَهابة المزروعة في نفس الولد من الأم، الأم تزرع المهابة، والأب يرحم، فإذا أنت -الآن- ما رحمت أولادك ومارَعيتهم ودقّقت في توجهاتهم وعرفت أصحابهم، اصنع صاحبًا لابنك، واحمدوا الله -عزّ وجل- ..
والله اتصل بي أخٌ من لبنان، يقول: أنا إيطالي أسلمت، وكانت لي زوجة كافرة، كُنت كافرًا ولي زوجة كافرة، وليَ بنتٌ جميلة، والبنت بدأت تعرف الشهوة، فسأل سؤالًا من أعجب الأسئلة الّتي مرت علي، يقول: سائق الباص الذي يُوصلها للمدرسة صالح، يَدرسون في مدرسة شرعية، قال: أُريدُ أن أهمِس في أذن السائق: صاحب ابنتي؛ وأنتَ زوجٌ لها دونَ أن تعلم، قال: أشعر أنّها تذكره، فأقول له: صاحبها وأصبح عشيقًا لها؛ وتزوجها، اطلبها منّي للزّواج، هكذا يفكّر حتّى يحفظ ابنته.
فالأب ينبغي أن يدرك وأن يفهم وأن لا يكون مُتعنّتًا.
أخت تتصل بي، تقول لي: أنا كنت أشتغل سكرتيرة عند رجل، أُشهد الله أن الرجل صاحب ديانة وصاحب خُلق، ومع وجوده عندي مِلتُ إليه ومال إلي، فجاء يطلبني فرفض والدي، وبعد فترة رفض والدي.
يا أيّها الوالد، رفضته زوجًا؛ فلا تبقيها سكرتيرة عنده، خذها من عنده على الأقل، ثمّ تقول -يعني: البنت-: عَقَد عليّ دون إذن والدي، وأنا حاملٌ منه دون أن يعلم الوالد، يظنّون أنّي أذهب للعمل وأنا في بيته، وأبي يريد أن يزوجني لقريب لي؛ لأن عنده مال، وجاء هذا القريب، تسأل هذه الأخت تقول: ماذا أفعل، وأنا زوجة وحامل؟
يوجد مصائب في المجتمع…
دكتور اسمه: الدكتور عدنان -ذكره الله بخير-، له مختبر في الوحدات، يقول لي: ياشيخ، أدركوا النّاس، أدّوا حق الله -عزّ وجل-، فيما أمركم به، يقول: الطّلاب في آخر النّهار يأتون يعملون فحوصات، هل يوجد حمل أم لا يوجد حمل، طلاب المعاهد والجامعات، آخر النّهار يأتون للعيادة، يعملون اختبار حمل، والأب غائب والأم غائبة، الأولاد في باب والآباء في باب.
وبالتّالي إخواني، الأولاد كما قال الشّاعر:
_ وينشأُ ناشئُ الفتيان فنّا…على ما كان عوّده أبوه.
– وما دان الفتى بحجًى…ولكن يعلّمه التّدينَ أقربوه
الإنسان ينشأ على ما تعوّد عليه في الشّباب، عوّد ابنك وراقب ولدك، ولتكن بينك وبينه الرّحمة، وأشعره أنّك لا ترغب منه إلّا أن يكون على استقامة، هذا توفيق من الله -سبحانه وتعالى-، وتضرّع إلى الله في أوقات الاستجابة أن يرزقك الله ذريةً صالحة، فأحسن ما يُرزق العبد في هذه الحياة ولدٌ صالح يدعو له، وأن يُكثر من العمل الصّالح حتى يُكتب في صحيفة أبيه.
هذا والله أعلم..✍️✍️
السؤال:
كيف الرد على من يقول ان الشيخ الألباني رحمه الله كان محدثا ولم يكن فقيها.
الجواب:
دعوة عجيبة غريبة وهي سابقة وقد قالوا عن الإمام أحمد إنه محدث وليس بفقيه.
مداخلة :
قالوا عن أبو هريرة كذلك
أنا أريد أن أقول أحمد لاجتماعه مع شيخنا الألباني في شيء.
كان الإمام أحمد لما يُسأل عن المسألة كان لا يجيب إلا بحديث أو أثر فإذا لم يكن أثرا عن الصحابة نزل إلى التابعين أو تابعيهم و كان يقلل من العمل بعقله ويجتهد ويجيب بالأثر ، كان يمتثل قول سفيان الثوري رحمه الله: إذا إستطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.
فإذا وجد الإمام أحمد خمسة من الأقوال لخمسة من الصحابة ولم يجد شيئا مرفوعا في المسألة كان يقول فيها خمسة أقوال، فإذا وجد عشرة من الأقوال للصحابة والتابعين قال فيها عشرة أقوال، وإذا وجد فيها قولين قال فيها قولان.
ولذا الروايات عن الإمام أحمد في القولين والثلاثة والأربعة والخمسة إلى عشرة كثيرة.
فكان جزاؤه بسبب سعة اطلاعه على الأحاديث والآثار قالوا: إنه ليس بفقيه.
فما ذنب الألباني إن سُئل عن مسألة فقال : قال أبو هريرة وقال ابن عباس وقال ابن مسعود وقال وقال، ولم يعمل شيئا من عنده.
ما جزاؤه ؟
هكذا يُجازَى العلماء الذين يعرفون أقوال الصحابة و التابعين هكذا يجازى..!
بأن يُسلب منهم الفقه…!
من هو الفقيه ؟
ما فائدة الفقه دون أن يكون عليه أثر؟
فقيه ولا يعرف شيئا من قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يعرف الأدلة، أي فائدة من هذا الفقيه؟
أنا لمَّا أسأل العالم فالله يقول جل في علاه “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” فقط أم لها تتمة؟
هذه الآية في النحل وردت في موطنين وتكررت مرتين في السورة فالله يقول {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ • بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ…}.
اسألوهم بالبينات والزبر.
أنا لمّا اسأل العالم أنا أريد جِبَّته، وأريد عمامته، أو أريد لحيته، أو أريد شكله، وأن عينه كحيلة، وأنه جميل، أم أنا أريد في السؤال الدليل والأثر؟
الله يقول فسألوا ، فسألوا يامن لا تعلمون ، فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والأثر.
فالذي يجيبك ويعطيك البيانات والأثر هذا يُسلب عنه الفقه…!
هذا جهل.
من يقول أن الألباني فقيه فقط (عجيب).
هل الفقه والحديث هما أمران متعارضان متناقضان أم أن الحديث والفقه أمران متلاصقان؟
وهل يوجد فقه صحيح من غير دليل؟
قد يسأل سائل الآن وهذه مسألة مهمة وتحتاج إلى بسط ولكني أُجمل قد تكون هناك مسائل غير نصية فتحتاج إلى القياس وتحتاج إلى إلحاق المسألة بالأشباه والنظائر، فالحاجة للقياس والأشباه والنظائر ليست أدلة تُثبت الحكم و إنما هي كاشفة عن الأدلة في الإلحاق فالأمر في الأول والآخر يعود على من؟
على الكتاب والسنة.
فدين دون كتاب وسنة ودون نقل ليس دينا.
الدين الآن القياس ما هو حجية القياس هل القياس مثبت أم أن القياس كاشف؟
كاشف وليس بمثبت، كاشف يكشف لك عن العلة، ثم الفقيه يلحق غير المنصوص بالمنصوص بالعلة التي تكون والتي تسري من الأصل إلى الفرع.
فالقياس ليس دليلا.
ما أحد يقول لي أني لا أرى القياس ، لكن أقول أن القياس ليس دليلا نقليا القياس دليل عقلي كاشف عن الدليل النقلي، وهو حجة
و الفرق بين أهل الحديث وأهل الظاهر أن أهل الحديث يعملون بالقياس و أهل الظاهر لا يعملون بالقياس.
ومسألة القياس أتعبت الإمام أحمد لكثرة الآثار التي كانت عنده.
لما التقى الإمام أحمد بالإمام الشافعي سأله عن حجية القياس ، قال القياس.
فقال الإمام الشافعي:
عند الضرورة.
والله أعلم
لأن يكون محدثا وقد تضمن هذا الحديث الفقه خير من أن يكون فقيها وليس بمحدث وليس في فقهه شيء من النقل.
هذا على التنزل في التفريق بين الفقه و الحديث على أنهما متضادان متقابلان وليس بينهما مساحة مشتركة.
فهذه دعوة باطلة منبعها الحسد✍️✍️
الجواب:
لا ليس بمذموم.
أن تخطب خطبة ولا سيما في بداياتك أو لظرف اقتضاه الحال وأن تكون مضبوطة مكتوبة خير لك من أن تصعد المنبر وتشرق وتغرب وتَلحن -أي تُخطِىء-.
والله لمّا أسمع الخطباء وتقع بعض الأخطاء النحوية الواضحة التي تقلب المعنى أشعر كأنما رجلًا لطمني على وجهي ،وأتأذى، لما أسمع الخطيب ويلحن لحناً فاحشاً أتأذى والله إني أشعر بألم بأذى وأشعر بغصه وأحزن وأقول : يا ليته كتب خطبته.
لو قارنّا بين خطيبين:
خطيب يقرأ عن ورقة وضبط خُطبته وهو لا يعرف النحو.
أحد إخواننا المتحمسين كان في ظرف معين واضطر يصعد المنبر ولا يعرف شيئا في العربية فسأل شيخنا الألباني رحمه الله قال: أصعد وأتكلم فكلامي إن شاء الله سوف تُسَّر به لكن عربيتي ما تُسَّر.
قال له : لا تخطب إلا عن ورقة اكتبْ خطبتك وأعطيها لواحد يضبطها لك يشكلها واقرأها مُشكّلة على وجه الصواب خير أن ترتجل خُطبة على وجه الخطأ وكذلك إذا كان هناك داعٍ اذا كان في حاجة فبعض الخطب الكلمة في الخطبة على المنبر قد يتولد عليها شيء مثل الخطب في الحرمين الشريفين فإخوانا المشايخ والعلماء الذين يصعدون المنبر في المسجد النبوي والمسجد الحرام من كبار علماء الأمة ويستطيع أن يتكلم على المنبر 10 ساعات لكنه هو واقف وحامل ورقة لأن هذه الخطبة تُمثل الأمة تمثل سياسة دولة فليس له أن يرتجل فهذه خُطبة مقروءة ومراجعة ويتولد عليها شيء كبير.
فوجود الخطيب على المنبر وأن يقرأ عن ورقة في مثل هذه الصور لا حرج فيه فلا يلزم من القراءة عن الورقة في الخطبة أن القارئ لا يحسن الخطابة.
ففي مثل هذه الصور هذا أمر لا حرج فيه.✍️✍️
السّؤال:
عِندي قَريبة ذَاتُ خُلقٍ ودينٍ وجمال، وهي نابغةٌ في الدّراسة، وأَرغبُ بالزّواج مِنها، لكنّها من الصُّمّ البُكم، فهل من توجيهٍ أو نصيحة؟
الجواب:
إِذا رأيتَ أنّها تَكفيكَ وتَعُفّكَ؛ فلا حرجَ من الزّواج مِنها، تَصدّق عَليهَا.
ولَو كُنتُ مَكانَك سَأشترِط، إِذا احتَجتَ لزِوجةٍ أُخرى؛ اطلُبِ الأُخرى، لا تقبل التّقيد بها.
والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “إنّ أحقّ ما وفّيتم بِه من الشّروط ما استحللتُم بِه الفُروج”.
رواه البخاري (٢٧٢١)، ومسلم (١٤١٨)، وأبو داود (٢١٣٩)، والتّرمذي (١١٢٧)، والنّسائي (٣٢٨١)، وابن ماجة (١٩٥٤)، وأحمد (١٧٣٠٢).
أحقّ شرطٍ الشّرطُ الّذي يُؤخذُ بِه عَليك في الزّواج.
قَالتْ لك: أنا أتزوّجك يا فلان، لكن بشرط أن أبَقى عَلى وظِيفَتي، وأنت قَبلت، بعدَ ذَلِك أصبحتَ تَقول أُريدُ راتبها، لا يحقّ لك؛ لمّا قبلتْ بكَ قالت لك: أنَا -الآن- قبلتُ الزّواج لكن أبقى على وظيفتي.
ما معنى ذلك؟
معناه أن المال مُلكها (يتضمّن هذا الشّرط).
“أحقّ ما وفّيتم به من الشّروط ما استحلتم به الفروج”.
قالتْ لك: أنا ما أُسافر، سكني قُرب أهلي، وقبلت؛ فلا يجوز لك أن تُخلف شرطك، إلا إن وافقت.
العلماء يقولون: (الاتّفاق اللّاحق كالشّرط السّابق).
وأمّا إن أُخذ عليك شَرطٌ فهذا واجب.
أنت قل لهذه الأخت أتزوجك، وأنا أُريد أن أعفّك وأعفّ نفسي، لكن إن احتجتُ لزوجةٍ فلي ذلك.
والخبر ليس كالمعاينة، إذا مارستْ الحياة فلعلّها أن تحتاج منك أن تغيب عن الوظيفة، أو وعندها ولد لعلّه يبكي وهي لا تسمع.
عليك بتدبير معيّن تستطيع من خلاله الجمع بين الخيرات.
العُلماء يَقولون قاعدة احفظها، وهذه فائده تفيدك في حياتك، يقولون:
(الجمعُ بين الخيرات خيرٌ من الانفراد بالشّيء).
اجمع بين الخَيرات؛ أحسنُ لك من أن تنفرد بَشيء.
مُداخلةُ السّائل:
يخشى أن ينتقل هذا المرض إلى الذريّة.
الجواب:
هَذا كلامُ طبيّ، ويحتاجُ للسّؤال عنه هل هو مضمونٌ متحقّق، أم أن يكونَ لازمًا.
والآن -والحمد لله- حتّى الصمّ والبُكم عندهم لغة يتواصلون من خلالها ويتفاهمون من خلالها.
والله -تعالى- أعلم.✍️✍️
الجواب:
الجواب طويل وكثير.
القلب المليء بالشعر كالقلب المليء بالقيء كما ورد في الحديث.
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا يَرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا ) رواه البخاري (6155) ، ومسلم (2257) .
أن يغلب الشعر في قلبك على القرآن هذا مذموم، فإن حفظت القرآن ثم حفظت شيئاً من الشعر فلا بأس، فالواعظ على المنبر من إخوانّا الموفقون في الخطابة، وهذا كلام مفيد لإخواننا الخطباء ولا سيما ممن هم في بداية الطريق في الخطابة، الخطيب الحاذق لا يستطيع أن يُنشيء الكلام كله من عنده وهو على المنبر، الخطيب الحاذق وهو على المنبر مثلاً ثلث ساعة، طبعا طول الخطبة للأسف حتى إخواننا السلفيون في مدة خطبهم ليسوا سلفيين، يخالفون السلف ويطولون للأسف، لمّا يتكلم ثلث ساعة الخطيب ينبغي أن تذهب منها عشر دقائق من الثلث ساعة مثل السيارة لما تنزل نزول ما في بنزين، عشر دقائق تكون من حفظه ما ينشيء كلاماً على المنبر بل يُرخي الحفظ، فالخطيب البارع له نصيب من الحفظ، حفظ الحكم والمأثورات وأهم شيء حفظ الآيات والأحاديث ثم حفظ الشعر الذي يؤثر في الناس، فإن تسلحت بحفظ الشعر لتستفيد منه في الوعظ فلا حرج.
وزبدة الكلام وخلاصته ما ثبت عند البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: الشِّعرُ كلامٌ، فحَسَنُه كحَسَنِه، وقبيحُه كقبيحِه.
الحديث:
[عن عائشة أم المؤمنين:] سُئلَ رسولُ اللهِ ﷺ عن الشِّعرِ فقال: هو كلامٌ فحَسَنُهُ حسنٌ وقبيحُه قبيحٌ
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ١/٨٠٨ .
في هناك شعر مجون وفي شعر مليء بالعورات وفي شعر هجاء وفي شعر غزل وما شابه…
فالشعر كلام فحسنه حسن وسيئه سيء.
والله تعالى أعلم✍️✍️
السؤال:
أخ سؤاله حسن وطيب، يقول: كيف نجمع بين الدرس (مجلس فتاوى الفجر) وأذكار الصباح؟
الجواب:
أولاً : الأذكار بعد الصلوات قالها النبي صلى الله عليه وسلم على أكثر من حال:
فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُسبح بعد الصلاة عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً.
-وهذا الذي أنا أصنعه قبل أن أجلس للدرس، سبحت عشرة وحمدت عشرة وكبرت عشرة-.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح إحدى عشر ويحمد إحدى عشر ويكبر إحدى عشر.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح خمساً وعشرين ويحمد خمساً وعشرين ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير خمساً وعشرين ويقول الله أكبر خمساً وعشرين وهذا الذكر يحتاج إلى أطول وقت، فهذا تقوله في الوقت الذي لا تكون فيه مشغولاً.
وثبت في الصحيحين وغيرهما وهو الوجه الرابع والأخير من الأوجه، وأخّرّتُه لأهميته ولأنه الشائع الذائع عند الناس، والتأخير منهج قرآني كما قال الله تعالى {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيّن } النساء 11
أيُهُما يُقدَّم الوصية أم الديّن؟
الديّن قولاً واحداً.
أول ما يموت الإنسان ماذا نعمل؟ نجهزه، نقتطع شيء من ماله نكفنه وندفنه هذا أول شيء، وبعدها الدين، وبعدها الوصية، وبعدها الميراث.
الناس اليوم نسأل الله العافية أول عمل الميراث، ما يسألون لا عن وصية ولا عن ديّن ولا يسألون عن شيء.
فقولاً واحداً الديّن مُقدم على الوصية.
قال أهل التفسير ما هو السر في تأخير الديّن في قوله تعالى: {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيّن}؟
قالوا: ينبغي لمن أراد أن يتكلم أن يؤخر الشيء المهم .
فالوجه الرابع في الأذكار ما هو؟
هو التسبيح ثلاثاً وثلاثين والحمد ثلاثاً وثلاثين والتكبير ثلاثاً وثلاثين والقول في تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أو أن يكون التكبير أربعاً وثلاثين.
في الدرس ماذا نفعل؟
نقول عشرة عشرة قل عشرة أو إحدى عشر ويكفيك هذا.
والأذكار في الذهاب والمجيء، أذكارك ينبغي أن تكون حافظاً لها، تبدأ بالأذكار وأنت تقرأ من كتاب، وأحسن الكتب ذاك الكتاب المبارك للشيخ سعيد القحطاني رحمه الله (حصن المسلم)، التقيته أكثر من مرة في مكة المكرمة وهو رجل مبارك مات من قريب رحمه الله تعالى صاحب كتاب حصن المسلم، الذي تُرجِم لكثير من اللغات وطُبِع منه مئات الملايين من النسخ، ولا يكاد بيت من البيوت يخلو من هذا الكتاب، كتابٌ مبارك كتاب حصن المسلم اقرأه عن حاضر، تقرأه مدة معينة ثم بعد ذلك لا تحتاج إليه ، تصبح تقرأ عن ظهر قلب.
فالذكر وأنت ذاهب ولما ترجع أو لمّا تأتي للمسجد، وإذا استطعت تمشي أحسن فتقرأ أذكار الصباح والمساء.