السؤال: شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣]. شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-. في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر. شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-. السؤال شيخنا -الله يحفظكم-: هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟

السؤال:
شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣].
شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-.
في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر.
شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-.
السؤال شيخنا -الله يحفظكم-:
هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟

الجواب:
أوَّلًا: نحتاج للتنبيه على أصل، وكذلك المداخلة في موضوع الصفات.
فعنترة الجاهلي الشاعر يقول لعبلة عشيقته:
إن كان ربي في السماء قضاها.
هذا يعتقد أن الله في السماء.
وهذا وارد في شعر الشعراء الجاهليين.
والأصل في توحيد الربوبية:
هو موضوع الرزق، وموضوع الخلق وما شابه، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني.

أولًا أسأل سؤالين وهما مهمان جدًّا:
السؤال الأول:
-وهذه مسألة في الحقيقة تحتاج لدندنة كثيرة وتأصيل مهم جدًّا حولها:
أن سمات النص الشرعي غير التقسيم الاصطلاحي، هذه تقسيمات اصطلاحية، فسمات النص الشرعي الشمول، النص الشرعي شامل لكل أحد إلا ما ورد فيه الاستثناء، النص الشرعي غير التقسيمات، وغير التقعيدات، القواعد التي يذكرها أهل الأصول وأهل الفقه هي غالبة، أغلبية، وليست حرفية، ولا تشمل كل شيء.

لذا دائما في القواعد -وألف في هذا ابن نُجَيم-، هناك مستثنيات للقاعدة لا تدخل تحت هذه القواعد.

وكذلك التقسيمات:
تقسيمات التوحيد:
ربوبية، ألوهية، أسماء وصفات، هي غالبة وليست شاملة.
فهذه نقطة مهمة ينبغي أن يراعيها من يجيب على مثل هذا السؤال.

والدخول لهذا التقسيم بكليَّاته أي : كليَّات توحيد الربوبية: الإيمان بأن الله حق، والإيمان بأن الله جل في علاه هو الذي يرزق ..إلخ.

المسألة الثانية المهمة:
الصلة العميقة والقوية بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.
فالأصل في توحيد الألوهية لمّا يعلم العبد أنه عبدٌ لله تعالى بالاضطرار من خلال توحيد الربوبية بالجملة كما قلنا، فهو إن كان موفقًا فهو ينقل نفسه من كونه عبدًا لله بالاضطرارإلى كونه عبدًا لله بالاختيار.
فتوحيد الألوهية هو أن تختار أن الله ربك، وأنك عبد له، وهذا ينبغي أن يصنعه كل عاقل، وسبب ذلك أن الإنسان لما ينظر يجد أنه عبد لله بالاضطرار شاء أم أبى.
فهذا النقل هو توحيد الألوهية.

فالشاهد الغفلة عن مثل هذا الأمر تأتي من أمرين:
– الأمر الأول أن التقسيمات ليست كالنصوص، ليست شاملة لكل شيء، ويطرأ عليها بعض الأشياء، لأنها تقسيمات من البشر.

– الأمر الآخر: ينبغي أن يكون كل موحد لله في ربوبيَّته موحدًا لله في ألوهيته.

يعني الآن بتعبير سهل وحتى أوضح ما أريد:
واحد له جاكيت، هذا الجاكيت أهداه، فيقال له: لم أهديت جاكيتك؟
قال: أنا الذي أملكه، فلأني أملكه أفعل به ما أريد، فليس لك أن تعترض علي لماذا أهديتُه لفلان، أو لماذا أتلفته أو أو إلخ.

فلمّا تعلم أن الله الذي خلقك، وأن الله الذي رزقك، وأن الله الذي قدر عليك، فليس لك إلا أن تتضرع بالدعاء وأن تصل إلى ما ثبت عن عمر رضي الله تعالى عنه لما كان يناجي الله تعالى فيقول: اللهم إن كنت قد كتبتنا أشقياء فامح ذلك واجعلنا من السعداء.

والأثر : أخرجه الطبري في تفسيره (13/564) ، قال أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ: “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْنِي فِيهَا ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ الذَّنْبَ وَالشِّقْوَةَ فَامْحُنِي وَأَثْبِتْنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ “. وإسناده حسن كما قال ابن كثير في “مسند الفاروق” (2/549) .

فالأمر خالص لله جل في علاه.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا هل لنا أن نقول: الإيمان بالربوبية هل هو من حيث المعنى اللغوي أم الشرعي لما يُطلقه العلماء؟

الشيخ مشهور بن حسن :
هو اصطلاح.
والاصطلاح على عدة أشياء: توحيد طلب، توحيد فِعل، فالاصطلاحات أمرُها واسع.

والله تعالى أعلم.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣]. شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-. في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر. شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-. السؤال شيخنا -الله يحفظكم-: هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا. هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟ وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟ ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟

السؤال:
سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا.
هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟
وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟
ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟

الجواب:
أولًا: أنا لا أعرف موضوع الأوقاف. لكن أقول -بارك الله فيك-:
المسألة حقيقة شائكة، والمسألة النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في مرض وفاته جالسًا والناس قيام.
وبهذا استدل الحنفية.

ولكن عند التحقيق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى مرتين، صلى مرة إمامًا ومرة صلى مأمومًا، ولما كان مأمومًا كان قد صلى جالسًا، ومن خلفه يصلون قيامًا، ولما صلى إمامًا في المرة الثانية أو الأولى المرتين على التناوب وليس على الترتيب، لما صلى -صلى الله عليه وسلم- إمامًا أشار بيده للناس أن اجلسوا، وعلى هذا مذهب الشافعية، ووقع خلاف كبير، أنه:
– أولا: التكرار هل النبي -صلى الله عليه وسلم- كرر الصلاة خلف أبي بكر؟
– وهل التكرار كان مرة إمامًا أو مرة مأمومًا؟.
فالكلام طويل وكثير والخلاف شديد.

*والذي يترجح عندنا (بعد جمع الروايات وتفصيلها في شرحنا لصحيح الإمام مسلم) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى جالسًا مأمومًا، فكان الناس حوله قيامًا، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى إمامًا أشار إليهم أن اجلسوا.*

فالأصل في الإمام إن صلى جالسًا أن يصلي من خلفه جلوسًا مثله ولا يقومون، على خلاف معتبر في المسألة بناء على ما ذكرناه من التعداد والتكرار في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

والإمام إذا ما استطاع أن يقوم في صلاته الأحسن ألا يصلي إمامًا، الأحسن أن يصلي مأمومًا.
والله تعالى أعلم.

مداخلة:
شيخنا: إذا صلى الإمام واقفًا لكن عند السجود يجلس ويومئ برأسه، فهل هذا الفعل صحيح أم ماذا؟
 
الجواب:
لا؛ هو قائم ومن خلفه يصلون قيامًا.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا. هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟ وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟ ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: السلام وعليكم ورحمة الله شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم. شيخنا بارك الله فيكم: تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون، والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى. وجزاكم الله خيرا.

السؤال:
السلام وعليكم ورحمة الله
شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم.
شيخنا بارك الله فيكم:
تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون،
والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى.
وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله أخي الفاضل.
أولًا: أسأل الله رب العرش العظيم أن يطيل عمرك في الصالحات، وأن يمن علينا وعليك بالهداية والسداد والخير والرشاد، وأن يرزقنا وإياك حفظ القرآن وطلب العلم الشرعي.

القرآن يحتاج إلى شيء من تفرغ، ويحتاج إلى قيام، ويحتاج إلى مداومة وإدمان، وأحسن الحفظ حفظ الإدمان؛ وحفظ الإدمان أن تقرأ كل يوم خمسة أجزاء وعلى وجه الدوام، فإذا بقيت تحفظ وتقرأ هكذا فتدمن على حفظ القرآن ويصبح الحفظ حفظ إدمان، وتصبح منزلتك منزلة الحافظ عند الله عز وجل، أما الحفظ دون تعهّد ودون إدمان فتحفظ شيئا اليوم ثم تنساه غدًا وهكذا.
فنصيحتي لك أن تبقى مع القرآن تجلس ساعات طوال في أول النهار وآخر النهار، وإذا يسر الله لك قيام الليل فحسن، تثبيت القرآن يحتاج إلى قيام الليل.
وأرجو الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجعلني وإياك من أئمة الهدى، وأن يجعلنا من المرضيين المقبولين عنده سبحانه وتعالى.
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: السلام وعليكم ورحمة الله شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم. شيخنا بارك الله فيكم: تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون، والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى. وجزاكم الله خيرا.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا الليلة الماضية كانت ليلة السابع والعشرين من رجب، عامة المسلمين يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج. والإسراء والمعراج عقيدة عظيمة عند المسلم شيخنا. شيخنا هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج.

السؤال:
شيخنا الليلة الماضية كانت ليلة السابع والعشرين من رجب، عامة المسلمين يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج.
والإسراء والمعراج عقيدة عظيمة عند المسلم شيخنا.
شيخنا هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج.

الجواب:
أولًا:
ينبغي أن نلتفت إلى فعل السلف الصالح، وأن ننظر إلى طريقة مرور هذه الأيام عليهم.
فليلة الإسراء والمعراج غير محددة بتاريخ قطعي لا يقال فيه إلا قول واحد.
والإسراء والمعراج أعظم ما فيه الربط الوثيق بين بيت الله الحرام والمسجد الأقصى.
فلكل مسلمٍ على وجه الأرض ممن يقول لا إله الا الله محمد رسول الله نصيب في المسجد الأقصى.
والمسجد الاقصى هو القبلة الأولى للمسلمين كما هو معلوم.
وهو من المساجد التي تشد إليها الرحال، ومنزلته عظيمةٌ عند الله تعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ البخاري (1139)، واللفظ له، ومسلم (1397).

ولا يجوز لأحدٍ سواء كان من المسؤولين أو من الناس التفريط فيه. فهذا مسجدٌ عظيم، وربط الشرع بحادثة الإسراء إليه من مكة إلى المدينة وبحادثة المعراج للانتقال من المسجد الأقصى الى السماوات السبع هذا هو المعراج، هذا ارتباطٌ وثيقٌ وشديدٌ بين المسجد الحرام وبين المسجد الأقصى.
هذا الدرس الذي ينبغي أن نستفيد منه ولا سيما هذه الأيام التي أصبح اليهود يجهدون ويحاولون اقتحام المسجد تارة ومحاولة اللعبة الدولية التي تمشي في الدنيا كلها اليوم بما يسمى ( توحيد الأديان وإعادة الإبراهيم عليه السلام).
ولذا كانت الزيارة الأخيرة إلى العراق وتعظيم البيت الإبراهيمي والتركيز على هذا الباب، ومحاولة نسيان المسجد الأقصى ووضعه كما ورد في عدة مواثيق، وكانت بلادنا ولله الحمد والمنة من أول البلاد المعارضة لهذه الوثائق التي يكون فيها المسجد الأقصى تحت حماية دولية، وتكون فيها الأديان الثلاثة، فكان هذا ولله الحمد والمنة من فضل الله تعالى على الأمة أن بلادنا أبت هذا، وأن هذا المسجد يبقى تابعاً لوزارة الأوقاف في القدس وهي تابعة إلى الحكومة الأردنية.

مداخلة الأخ المتصل:
تبقى تحت الرعاية الهاشمية شيخنا.
الشيخ مشهور بن حسن:
نعم، تبقى تحت رعاية الوزارة.

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا الليلة الماضية كانت ليلة السابع والعشرين من رجب، عامة المسلمين يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج. والإسراء والمعراج عقيدة عظيمة عند المسلم شيخنا. شيخنا هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا: لا يخفاكم كان بالأمس قرار قانون الدفاع سمعتم به، ونحن نظن أن هذه القرارات إنما هي من باب الحرص على أرواح الناس ولأجل الحد من انتشار العدوى من مرض (( كورونا )) ، شيخنا كان من القرارات عدم إقامة الجمعة لفترة. شيخنا كثير من الناس، بل ربما من المختصين كما رأينا بعض التعليقات هنا وهناك يقولون القرار غير مقنع، فالناس يذهبون للجمعة سيراً على الأقدام ويصلون متباعدين، ويلبسون الكمامات، ويسجدون كلٌ على سجادته الخاصة، وهذا يجعل احتمال حصول العدوى بعيد بل ربما يكون متعذر.

السؤال:
شيخنا: لا يخفاكم كان بالأمس قرار قانون الدفاع سمعتم به، ونحن نظن أن هذه القرارات إنما هي من باب الحرص على أرواح الناس ولأجل الحد من انتشار العدوى من مرض (( كورونا )) ، شيخنا كان من القرارات عدم إقامة الجمعة لفترة.
شيخنا كثير من الناس، بل ربما من المختصين كما رأينا بعض التعليقات هنا وهناك يقولون القرار غير مقنع، فالناس يذهبون للجمعة سيراً على الأقدام ويصلون متباعدين، ويلبسون الكمامات، ويسجدون كلٌ على سجادته الخاصة، وهذا يجعل احتمال حصول العدوى بعيد بل ربما يكون متعذر.
هذا رأي فئة من الناس.
شيخنا طبعاً الحكومة نعتقد أنها اجتهدت.
هل لكم كلمة حول هذا ونصيحة للجميع حول هذا الشيء بارك الله فيكم؟
الإخوة يتسائلون والله.

الجواب:
جزاكم الله خيراً.
ابدأ بالعبادة التي هُجرت فترةً من الزمن، بل كادت أن تعم الدنيا كلها إلا ممن رحم الله تعالى وهي خاصةٌ بالنساء، وهي عبادة الاستقرار والقرار بالبيت.

وبهذه المناسبة أنا أدعو إخواني أولاً وأخواتي ثانياً، إخواني لينشروا ويدعوا أهاليهم بأن يقروا في البيت، هذه عبادة مهمة هجرت ومن أحياها له أجرها وأجر من عمل بها.

الأصل في النساء أن يقررن في بيوتهن وأن لا يخرجن.
هذه واحدة.

الثانية بارك الله فيكم جميعاً:
موضوع الحكومة أصابت أم أخطأت فهذا لأهل الإختصاص، وأهل الاختصاص أهل الطب، وأهل الاختصاص دائماً ليسوا متفقين على شيء.
ولكن لما ترقب ماذا يجري وهذه الزيادات اليوم أظن ان حالات الإصابة بالكورونا اليوم كان أكثر من ثمان آلاف حالة، خلال أيام قليلة سبقت وصل إلى سبعة آلاف ثم ستة آلاف، وكانت قبل فترة قصيرة الأمور تدور حول الألفين وأقل من الألفين إصابة، والوفيات أيضاً بدأت في ارتفاع وزيادة.

وأهل العلم في تقريراتهم يقولون: المحافظة على الأبدان مقدمٌ على المحافظة على الاديان.

فإذا وجد احتمال عند أهل الاختصاص ووقع فيه الاجتهاد، أولاً: نحن لسنا من أهل الاجتهاد، فإن أصابوا فلنا ولهم الأجر، وإن اخطأوا فالوزر عليهم، وليس لنا إلا أن نبقى في بيوتنا، وليس لنا أن نخرج.

لكن يحز في النفس كثيراً و ينزعج الإنسان كثيراً لما يجد الناس للأسف في المولات وأماكن التجارة وما شابه يقرُبُ بعضهم من بعض ويتكاثرون، ثم لما تأتي الأمور للمساجد فيصبح كأن المسجد هو الآفة وهو العلة.
وأمر أهل المساجد هم أكثر الناس التزاماً وأكثر الناس حرصاً لأنهم يعلمون أن المريض يحرم عليه شرعًا أن يخالط الصحيح، والواجب عليه أن يبقى في بيته.

ومن محاسن ديننا التي نفاخر بها الدنيا الحجر الصحي الثابت في الأحاديث الصحيحة، وأن هذا الحجر الصحي موجود في ديننا، ولم يوجد في دينٍ من الأديان، بل لم يكن يعرفه أحد قبل معرفة الفيروسات والعدوى والانتقال.

فهم يمتثلون هذا الحجر من أجل دنياهم.

وأما نحن فنمتثل هذا الحجر طاعةً لله عز وجل وامتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

فالظن وحسن الظن أمر حسن.
ليس هم يريدون إغلاق المساجد ولا إبعاد الناس من المساجد.

وامتثال الشروط المعروفة مأذون فيه ولله الحمد والمنة.

والله تعالى أعلم.✍️✍️

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا جزاك الله خيرا: أود سؤالكم حول موضوع كثر الكلام واللغط فيه، وهو ملح جدا في هذا الوقت، ألا وهو أن موضوع الحظر. كما لا يخفاكم هذه الأيام يبدأ الساعة السابعة مساء، وكما تعلمون شيخنا أن صلاة العشاء ستكون وقت الحظر. فهناك من الإخوة من يقولون بجمع المغرب مع العشاء كمقترح. فهل هناك مسوغ شرعي لمثل هذا الفعل. وجزاكم الله خيرا.

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا جزاك الله خيرا:
أود سؤالكم حول موضوع كثر الكلام واللغط فيه، وهو ملح جدا في هذا الوقت، ألا وهو أن موضوع الحظر.
كما لا يخفاكم هذه الأيام يبدأ الساعة السابعة مساء، وكما تعلمون شيخنا أن صلاة العشاء ستكون وقت الحظر.
فهناك من الإخوة من يقولون بجمع المغرب مع العشاء كمقترح.
فهل هناك مسوغ شرعي لمثل هذا الفعل.
وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
وعليكم السلام رحمة الله وبركاته.
الجمع بين الصلاتين مشروع في الحضر.
ولهذه المشروعية شروط ومن أهم هذه الشروط وجود العذر.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- جمع من غير خوفٍ ولا مطرٍ ولا سفر.

قال أهل العلم:
هذه أعذار ثلاثة نموذجية، يجوز الجمع بين الصلاتين المشتركتين في الوقت -أعني جمع الظهر والعصر لاشتراكهما في الوقت من جهة، وجمع المغرب والعشاء لاشتراكهما في الوقت من جهةٍ أخرى-.

وباتفاق: لا يجوز الجمع بين العشاء والفجر، ولا بين الفجر والظهر، ولا بين العصر والمغرب، وهذا أمر متفقٌ عليه.

السؤال الذي يكثر الآن:
*الآن يوجد حظر، ونستطيع أن نصلي المغرب جماعة، وأما العشاء فلا نستطيع أن نصليه جماعة.*
*فهل يجوز الجمع بين المغرب والعشاء في بيوت الله تعالى في المساجد؟*

الجواب:
العذر.
ما هو العذر؟
العذر الموجود اليوم التخوف من المرض وليس هو المرض.

*وبالتالي لا يجوز الجمع من غير سبب.*
كثيرٌ من الناس يعتقدون أنه بما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع من غير خوفٍ ولا سفرٍ ولا مطر، إذاً يجوز الجمع من غير عذر، وهذا مذهب الشيعة الشنيعة وليس هذا مذهب أهل السنة.

كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“ليس في النومِ تفريطٌ إِنَّما التفريطُ في اليقظَةِ، أنْ تؤخِرَ صلاةً حتى يدخلَ وقتُ صلاةٍ أخرى”. مسلم٦٨٠.

فمن كان يقظان؛ فالواجب عليه أن يصلي الصلاة في وقتها، ولا يجوز له أن يجمع.

لو وجد خوف من العودة للصلاة فحينئذ يجوز الجمع.
أما لو لم يوجد خوف، وإنما هو احتمال لوقوع وباء ووقوع خطر ونقل العدوى؛ فهذا التخوف لا يأذن بالجمع بين الصلاتين.

ونتأمل الحديث جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير خوف ولا سفر:
في السفر: الجمع يكون جمع شخصي.
والخوف والمطر: يجوز الجمع بالعذر النوعي، وليس العذر الشخصي.

ولذا أهل العلم يلحقون بالجمع في السفر جمع المريض.

فالجمع في العذر النوعي يشترط فيه وجود عذر، وهذا العذر لا يلزم أن تقع المشقة لكل أحد، لكن نوع المشقة موجود.

فالإنسان يمكن أن يكون ساكنًا في المسجد كالإمام، أو يمشي بالسيارة أو في الطرق المعبدة، لكن يبقى النوع موجودًا، فالإمام يقدر.
فإذا وجد أناس حريصون على الجماعة ولا يستطيعون العودة إليها بسبب وجود وتحقق هذا العذر جاز لهم الجمع.

الآن عذر السفر عذر شخصي.
لا يلزم في العذر الشخصي أن يكون الجمع تقديمًا.
فالعذر الشخصي يجوز فيه الجمع تقديمًا وتأخيرًا.
والإنسان الذي يجوز له الجمع يفعل الأرفق به.

المرض:
من كان مريضا لا يستطيع أن يصلي الصلاة على وقتها فيفعل الأرفق به، إما أن يصلي جمع تقديم أو يجمع جمع تأخير.

فالشاهد أن العذر لا بد من قيامه ولا بد من وجوده.

والتخوف من أجل المرض ليس عذراً.

فهذه أساليب احترازية، وجاء الشرع ولله الحمد والمنة وسبق البشرية في وجوب الحجر الصحي، وعدم اختلاط الناس بعضهم ببعض حتى تبقى الحياة، وحتى ندرأ عن أنفسنا الهلاك فيما هو معروفٌ لدينا في عالم الأسباب.

فنحن نلتزم الحظر من أجل التزامنا لأوامر الشرع.

ونحن سَبَقْنا الغرب والبشرية كلها؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بهذا الحظر في حالة الطاعون.

فلما يقع الطاعون حرم النبي صلى الله عليه وسلم أن تدخل منطقةً فيها الطاعون أو أن تخرج من منطقةٍ كنت تعيش فيها وفيها الطاعون، حتى لا تقع العدوى: فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا”. البخاري ٥٧٢٨.

*فالشاهد أن الجمع في المساجد هذه الأيام جمعٌ غير مشروعٍ لعدم وجود السبب، والتخوف ليس بسبب.*

والله تعالى أعلم.

✍️✍️
↩️ الرابط:

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا جزاك الله خيرا: أود سؤالكم حول موضوع كثر الكلام واللغط فيه، وهو ملح جدا في هذا الوقت، ألا وهو أن موضوع الحظر. كما لا يخفاكم هذه الأيام يبدأ الساعة السابعة مساء، وكما تعلمون شيخنا أن صلاة العشاء ستكون وقت الحظر. فهناك من الإخوة من يقولون بجمع المغرب مع العشاء كمقترح. فهل هناك مسوغ شرعي لمثل هذا الفعل. وجزاكم الله خيرا.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا ما معنى قول أبي سعيد -رضي الله عنه- عن المعوذتين، قال: (لما نزلتا أخذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم وترك ما سواهما.) السؤال ما معنى ترك ما سواهما ؟ هل يفهم من هذا ترك الفاتحه مثلا وآية الكرسي أو ترك الأذكار النبوية الأخرى؟

السؤال:
شيخنا ما معنى قول أبي سعيد -رضي الله عنه- عن المعوذتين، قال: (لما نزلتا أخذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم وترك ما سواهما.)
السؤال ما معنى ترك ما سواهما ؟
هل يفهم من هذا ترك الفاتحه مثلا وآية الكرسي أو ترك الأذكار النبوية الأخرى؟

الجواب:
أولاً الحديث صحيح والحديث عند الترمذي، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما).سنن الترمذي٢٠٥٨ وصححه الشيخ الألباني.

وفهم المراد لا بد من ذكر الحديث بتمامه.
فالحديث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما.

فكان يتعوذ من الجان وعين الإنسان ثم ترك ما سواهما.

فالدلالة – بارك الله فيك- أن في المعوذتين غنية في الاستعاذة والتعوذ:
– من شر الإنس والجن
– وكذلك من كل مكروه.
– ومن شر ما خلق فكل شر يستعاذ به.
– وكذلك شر الغاسق إذا وقب: الليل الذي تنتشر فيه الشياطين.
– وكذلك الاستعاذة من شر النفوس الخبيثة.
– ومن شر حاسد إذا حسد.
– وشر النفاثات في العقد.
هذه نفوس شريرة كلها يتعوذ بها بالمعوذتين، وكان على هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ترك ما سواهما من الكلام مثل الرقية.
والأصل في الرقية:
١- إذا كانت بلغة عربية فصيحة.
٢- ولا تتحمل أوجه فيها خفاء ولا معاني فيها شرك.
٣- وليس فيها طلب استعانة من غير الله عز وجل، أو استعاذة بغير الله -عز وجل-، وكلماته.
الأصل فيها الحل.

وهذا يفيده الحديث، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- : “اعرضوا عليه رقاكم”؛ فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: “اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ “. مسلم٢٢٠٠
فالأصل الحل وليس الحرمة في هذا كله.

لكن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن نزلت المعوذتين ترك كل شيء إلا هذه الاستعاذة.

انظر إلى أبي سعيد الخدري والحديث في البخاري لما مر على قوم وكان فيهم سيد القوم لديغا فقرأ عليه الفاتحة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ. فَأَتَاهُ، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقَالَ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: “وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟” ثُمَّ قَالَ: “خُذُوا مِنْهُمْ، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ”. البخاري٥٧٣٧ مسلم ٢٢٠١.

وفي رواية عند الترمذي قال: سبع مرات؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية، فنزلنا بقوم فسألناهم القرى فلم يقرونا؛ فلدغ سيدهم؛ فأتونا فقالوا: هل فيكم من يرقي من العقرب؟ قلت: نعم: أنا، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما.
قال: فأنا أعطيكم ثلاثين شاة فقبلنا، فقرأت عليه (الحمد لله) سبع مرات؛ فبرأ وقبضنا الغنم.
قال: فعرض في أنفسنا منها شيء؛ فقلنا: لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: فلما قدمنا عليه ذكرت له الذي صنعت.
قال: “وما علمت أنها رقية”، اقبضوا الغنم واضربوا لي معكم بسهم”. سنن الترمذي٢٠٦٣ وصححه الألباني.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: وما أدراك أنها رقية؟ يعني كان باجتهاد منه.

فقوله -صلى الله عليه وسلم- وترك ما سواهما تعود إلى أول الحديث، وأول الحديث: كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت، فلما نزلت ترك ما سواهما.

أما الرقية بآية الكرسي والرقية بسورة الفاتحة: لا حرج فيه لأن هذا غير داخل في قول (وترك ما سواهما).
والله أعلم.

مداخلة الأخ المتصل:
الحقيقة أن الرقية وحال الرقاة يحتاج إلى مجلس خاص، لعلنا نؤجله إلى مرة نفرد الكلام عن الرقية والأسئلة عن الرقية، وخاصة أن بعض إخواننا توسع في هذا كثيرا وبعضهم ينكر.

الشيخ:
زارني أخ من جدة، وأخبرني أن له قناة، وأنه يعالج وأنه من مشاهير الرقاة في العالم، وسجل مجلسا حافلا بالفوائد، وهو موجود على النت فلو أنكم تسمعوه ستجدون فوائد حسنة -بإذن الله-.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا ما معنى قول أبي سعيد -رضي الله عنه- عن المعوذتين، قال: (لما نزلتا أخذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم وترك ما سواهما.) السؤال ما معنى ترك ما سواهما ؟ هل يفهم من هذا ترك الفاتحه مثلا وآية الكرسي أو ترك الأذكار النبوية الأخرى؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: سؤال من امرأة أردنية مات زوجها، وكانت هي في زيارةٍ لابنها في الرياض -وهي بالمناسبة شيخنا كبيرة في العمر-، فجعلت عدتها في بيت ابنها في الرياض، ولها ابنة في الدمام، وابنها يسأل يقول: هل لأمي أن تذهب إلى بيت أختي في الدمام، لأن هذا أيسر لها وأفضل والأجواء هناك أكثر راحة وأكثر رعايةً لها، هل لها يا شيخنا أن تنقل بيت عدتها في مثل هذه الحالة؟

السؤال:
سؤال من امرأة أردنية مات زوجها، وكانت هي في زيارةٍ لابنها في الرياض -وهي بالمناسبة شيخنا كبيرة في العمر-، فجعلت عدتها في بيت ابنها في الرياض، ولها ابنة في الدمام، وابنها يسأل يقول: هل لأمي أن تذهب إلى بيت أختي في الدمام، لأن هذا أيسر لها وأفضل والأجواء هناك أكثر راحة وأكثر رعايةً لها، هل لها يا شيخنا أن تنقل بيت عدتها في مثل هذه الحالة؟

الجواب:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
من المعلوم أن للزوج حقًا بعد وفاته، وهذا الحق متمثل في العدة، وهذه العدة تجب على الزوجة ويحرم على غيرها من النساء أن تحد أكثر من ثلاثة أيام.

والعدة أن تترك المرأة في عدتها التشوف والتشوق للأزواج، فتترك الزينة والكحل، إلا ضرورة تطببًا لا تزيُنًا، والخضاب ولبس الزاهي من الثياب.
والواجب عليها أن تقضي عدتها في بيت زوجها.
وبالمناسبة أعظم الناس على الإطلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولعظم حقه على أمته كانت عدة نسائه ممتدةً إلى وفاتهن.
ولذا يحرم عليهن التجمل والتزين والتشوق للأزواج بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-، وهن أمهات المؤمنين، ويبقين في العدة إلى يوم الدين.
وهذا من عِظَمِ حق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أمته.
الانتقال يجوز لضرورة، والضرورة تقدر بقدرها؛ فالمرأة إن خافت على نفسها، كأن تكون شابة وتخاف على نفسها أن يعتدى عليها، وليس عندها من الأولاد، فلها أن تنتقل إلى بيت أبيها أو بيت وليها وتقضي عدتها عندهم، وهذا لا حرج فيه، وكذا إن خافت على نفسها، أو إن لم تجد مقومات الحياة.

أما أنها تمل أو تحتاج إلى شيء فيه ترفه زائد وأكثر، والنفس ترتاح بالتنقل من مكان إلى مكان فالأصل المنع، الأصل في الزوجة أن تقضي عدتها في بيت زوجها، ولا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها إلا لحاجة.

وقد خرجت أم السنابل – رضي الله تعالى- عنها تستفي فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: إلزمي بيتك، أي: ابقي في البيت ولا تخرجي وأقرها -صلى الله عليه وسلم- على الخروج للفتوى.

فقال أهل العلم:
الخروج للفتوى مثله التطبب، ومثله عيادة المريض ومثله التعزية والتهنئة بالمقدار اللازم من غير زيادة.

فهذه المرأة إذا ولدها يعتقد أن ذهابها فيه استرواح زائد، وفيه راحة زائدة وإن بقيت عنده فكل الأشياء مؤمنة فيصبرها حتى تنتهي عدتها.

وعدة الوفاة أربع أشهر وعشرًا وتكون هذه الأشهر بالهجري لا بالميلادي.
هذه كلمة حول الجواب وما يلزمه.
والله أعلم.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا الذي فهمته من أخينا السائل أن العناية بها من ابنتها في الدمام أفضل.

الجواب:
الأفضلية كما يقولون متفاوتة، فإذا كانت عناية الولد طبعًا متمثلة بزوجه وليس بنفسه ولا سيما فيما يخص الطهارة، وقد تضطر لكشف العورة والتغسيل، لأن من الظاهر أن هذا المرأة كبيرة أو ما شابه، فإذا كانت قائمة، فالأصل أن لا تذهب إلا لما تنتهي عدتها، وإذا كانت لا تستطيع إلا أن تذهب وقد تخفى الأسباب على الولد ويرى من أمه إصرارًا شديدًا، ولعله هنالك معاملة ليست حسنة، لا تأخذ ما تريد من النظافة والأشياء التي هي حاجية وليست ترفيهية. فعندنا ضروريات وعندنا حاجيات وعندنا ترفيهيات.

فالضرورات والحاجيات يجوز من أجلها الانتقال، وأما الترفيهيات فلا، الترفيهيات يفوتها زيادة متعة ولا يوجد مشقة، فضلًا عن أن تفقد حياتها وأن تفقد شيئًا من بدنها؛ عضوًا أو أن تصاب بمرض أو ما شابه؛ فالأول الحاجيات والثاني المشقة الزائدة التي لا تستطيع أن تتحملها الحاجيات.

وكثير من الناس بهذه المناسبة في كثير من الفتاوى، وهذه آفة كبيرة وعظيمة، أنهم لا يميزون بين الضروريات والحاجيات، وينزّلِون اقتحام الكبائر كالربا مثلًا ليس للضروريات، وإنما للحاجيات وهذا خطأ كبير وكبير جدًا.

فالتمييز بينهما من الأشياء المهمة، والأشياء التي تلزم في هذا الزمان. وقد مثلت وفصلت وفرقت بأمثلة كثيرة بين الحاجيات وبين الضروريات في شرحي على منظومة ابن السعدي، في الكتاب المعنون -بالتعليقات الأثرية في التعليق على المنظومة السعدية-.
هذا والله أعلم.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا بالمناسبة المطلقة إذا اعتدت في بيت أبيها وليس في بيت زوجها؛ كأن تكون الطلقة الثالثة أو لخلافٍ نشبَ بين الزوجين، واستحال مقامها في بيت زوجها ماذا عليها شيخنا غير الامتناع؟

الجواب:
أما المطلقة فهي زوجة، ويحرم عليها أن تنتقل إلى بيت أبيها أو وليها، والواجب شرعًا أن تبقى عند زوجها وزوجها يزهد في أن يقربها مدة ثلاث حيضات، وإذا لم تكن من أهل الحيض ثلاثة أشهر فحينئذ تنتقل بانتهاء الأشهر الثلاثة أو برؤية الحيضة الثالثة، فحينئذ تصبح أجنبية، لا تظهر شيئًا من مفاتنها ومن زينتها على زوجها.

وأما المطلقة وهي في العدة؛ فتتزين لزوجها كما هي زوجة، ولو مات زوجها لورثته وهو يرثها لو ماتت بالعدة، فالمرأة المعتدة، وأعني المعتدة الطلقة الأولى والثانية غير البائن بينونة كبرى والبائن بينونة كبرى فيه خلاف بين أهل العلم، ولسنا الآن بصدد هذا الكلام والتفصيل فيه.
لكن المرأة المطلقة الأصل فيها أن تبقى في بيت زوجها، وذلك من أجل التقارب بينهما .

ومن المعلوم أن الزوج إذا مضت عليه مدة واحتاج للجماع، فإنه يبدأ يراجع نفسه، ولعل حاجته هي التي تسعف في الإصلاح بين الزوجين.

والإنسان يتعامل مع الإنسان وينظر إلى ضعفه، فهو لا يسمو به سموًا كما يقولون لا يعيشه في مملكة أفلاطون، وإنما ينظر للإنسان بحاجياته وما شابه.

وأما إذا الزوج ما أراد أن تكون هذه الزوجة عنده، ونقلها إلى بيت أبيها فتذهب قطعا لبيت أبيها وحينئذ -بارك الله فيك- تبقى زوجة، وهو الآثم في نقلها إلى بيت أبيها أو بيت وليها، ليس الطلاق أن تفتح الباب وترميها خارج المنزل، المرأة ينبغي أن تعتد مدة ثلاثة شهور ولها أن تخرج، وتبقى حياتها كحياتها العادية، وليس محرمًا عليها الزينة.

وفرق كبير بين المعتدة من طلاق والمعتدة بوفاة، فرق كبير بينهما.

ومما ينبغي أن يذكر ويغفل هذا على الناس، وهذا أمر مجمع عليه عند أهل العلم: التي عُقِد عليها ولم يدخل بها الواجب العدة، في عدة وفاة، الواجب عليها في عدة وفاة.

أما المرأة المطلقة -بارك الله فيك- فتبقى على حالها في خروجها ودخولها وما شابه.

والآن مسألة مهمة نحتاجها كثيرًا، من ولي المرأة؟
المرأة يجب عليها أن تطيع الولي التي هي محبوسةٌ عنده؛ فالمرأة تقدم طاعة الولي المحبوسة عنده.

بتعبيرنا الدارج ( المرأة لما تحرد وتروح عند أبيها فأمر أبوها مقدم على أمر زوجها).

والمرأة عند زوجها مقدم أمر زوجها على أمر أبيها.

فالمرأة الآن لما تعتد وتذهب إلى بيت أبيها وزوجها يريدها، لا يجوز لها أن تذهب إلى بيت زوجها إلا بموافقة ولي أمرها، إما الأب وإما الأخ وإما العم إلى آخره.

لكن عدة الطلاق غير عدة الوفاة، المطلقة تبقى في بيت زوجها، وتبقى حالها كحالها قبل الطلاق.

بمعنى تذهب للعمل وتنتقل من مكان لمكان تبقى حالها بالضوابط الشرعية والأمور المرعية.

والله تعالى أعلم.✍️✍️
↩️ الرابط:

السؤال: سؤال من امرأة أردنية مات زوجها، وكانت هي في زيارةٍ لابنها في الرياض -وهي بالمناسبة شيخنا كبيرة في العمر-، فجعلت عدتها في بيت ابنها في الرياض، ولها ابنة في الدمام، وابنها يسأل يقول: هل لأمي أن تذهب إلى بيت أختي في الدمام، لأن هذا أيسر لها وأفضل والأجواء هناك أكثر راحة وأكثر رعايةً لها، هل لها يا شيخنا أن تنقل بيت عدتها في مثل هذه الحالة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: تقول السائلة: أبي رجل مريض شبه مقعد وكذلك أمي، ولهم من الأولاد سبعة أولاد وثلاث بنات، الأب له طبع غريب وشديد على أبنائه، -شيخنا هكذا السؤال-، والبنات يتناوبون في خدمة أبيهم وأمهم بالتناوب كونهم متزوجات، الأولاد -وهنا المعضلة شيخنا- ممنوعون من دخول البيت من قبل أبيهم، بل يغضب عليهم دائما ويلعنهم بالرغم من حاجته لهم ومن تودد الأولاد إلى أبيهم. السؤال شيخنا: هل للأولاد من دخول البيت رغما عن أبيهم لرؤية أمهم وخدمتها أم لا؟

السؤال:
تقول السائلة: أبي رجل مريض شبه مقعد وكذلك أمي، ولهم من الأولاد سبعة أولاد وثلاث بنات، الأب له طبع غريب وشديد على أبنائه، -شيخنا هكذا السؤال-، والبنات يتناوبون في خدمة أبيهم وأمهم بالتناوب كونهم متزوجات، الأولاد -وهنا المعضلة شيخنا- ممنوعون من دخول البيت من قبل أبيهم، بل يغضب عليهم دائما ويلعنهم بالرغم من حاجته لهم ومن تودد الأولاد إلى أبيهم.
السؤال شيخنا: هل للأولاد من دخول البيت رغما عن أبيهم لرؤية أمهم وخدمتها أم لا؟

الجواب:
أولًا: أسأل الله عز وجل أن يثبت هذا الأخ السائل وسائر الإخوة.
أكبر واجب في الشريعة إعطاء كل ذي حق حقه، فأن يعطي الولد حق أبيه، وكذلك حق أمه فهذا واجب شرعي، بل هو من أكبر الواجبات. والسعيد من انتبه وما داخل بين الحقوق، حق الزوجة، حق الأب، حق الأم، حق الإخوة، حق الجيران، حق الأخوة في الله، وكل له حقه بمقداره ولا يقع تعدي، الواجب الطاعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : “إنما الطاعة في المعروف”.البخاري٧١٤٥، مسلم١٨٤٠

فإذا الأب منع الأولاد من رؤية أمهم والدخول على أمهم، فليس له طاعة ولكن هو يأمرهم بمعصية فحينئذ نذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا﴾[لقمان: ١٥].

الواجب على الأولاد ما يطيعوا الوالد وليس عقوقا إن لم يطيعوا الوالد وبروا الأم، الأصل بر هذا وبر هذا، سواء كان الوالدين مفترقين بينهم طلاق أو بينهم مشاكل، أو متفقين، الواجب للأم حق وللأب حق.

الأم مقدمة على الأب في النفقة، والأب مقدم على الأم في وجوب الطاعة؛ فالأم يجب عليها أن تطيع زوجها، فإذا أمر الأب بشيء وأمرت الأم بشيء، فطاعة الأب مقدمة على طاعة الأم، واذا كان الولد فقيرا لا يستطيع إلا النفقة على واحد من الإثنين فنفقة الأم مقدمة على نفقة الأب.

فالوالد له حق في الطاعة في المعروف، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا، فَيَشْتَرِيَهُ، فَيُعْتِقَهُ”.مسلم ١٥١٠، وهذا تعليق على شيء مستحيل.
هذا الأمر تعليق على شيء أشبه أن يكون مستحيلًا، مستحيل أن يكون الولد حرا والوالد عبد، ويستطيع الولد أن يُجزأ عن والده، ويقدم حقه إن وجده عبدا مملوكًا؛ فيشتريه ويعتقه.
فالشاهد أن الولد ينبغي أن يستحضر مهما فعل مع أبيه فهو مقصر، وحيئند ينتقي ويختار الطاعة التي هي بمعروف، وإن جاهداه على الشرك فالواجب المطلوب أن يصاحبهما في الدنيا معروفا، ولا يجوز أن يطيع الولد ولده في معصية.
فلعل الجواب ظهر بأن زيارة الأم ليست عقوقا للوالد، ويخشى إذا ما زاروا الوالدة يكونوا عاقين لها، وعدم طاعة الوالد في عدم حبه لزيارة الزوجة، أم الأولاد لا طاعة له في ذلك.
والله تعالى أعلم.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا ينظر للمصالح والمفاسد في هذه الحالة؟

الجواب:
أنا أتكلم بوجه عام، أما التفاصيل هذه تحتاج أن يكشفها السائل، والسائل ما كشف عن شيء.
فأنا أتكلم بالاصول العامة التي توافق السؤال العام.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا بالمناسبة أيضا النفقة على الوالدين من الأولاد إذا كانوا محتاجين النفقة هل هي على الأولاد جميعا ذكورًا وإناثًا، الكل متزوج والكل مستقل في بيته شيخنا، فهل النفقة واجبة على الجميع ذكورًا وإناثًا أم هناك تفصيل شيخنا؟

الجواب:
الله يقول في النفقة: ﴿وَعَلَى الوارِثِ مِثلُ ذلِكَ﴾[البقرة: ٢٣٣]؛ فالأب متى مات فالولد يرث، فالذكر والأنثى إن كانت الأنثى غنية ومعها مال، والمال خاص بها وليس المال الذي عندها لزوجها فتجب على الجميع، فعلى الوارث مثل ذلك وإن تصدى واحد من الأغنياء ذكورًا و إناثًا بالنفقة، وأراد أن يستأثر بالبر وقبل الآخرون فهذا أمر حسن.

الواجب أن يتنافس الأولاد ذكورًا و إناثًا في النفقة على أبيهم، وإن استأثر واحد منهم فهو الذي قد كتب الله له الخير، وأخذ الخير من جميع جوانبه، فالنفقة تجب على الغني منهم سواء ذكورًا أو إناثًا، والنظر في الغنى ما تملكه المرأة من مال لها وليس لزوجها، ومن المعروف أن الرجل وزوجه كل منهما أجنبي عن الآخر في المال.

والله تعالى أعلم.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: تقول السائلة: أبي رجل مريض شبه مقعد وكذلك أمي، ولهم من الأولاد سبعة أولاد وثلاث بنات، الأب له طبع غريب وشديد على أبنائه، -شيخنا هكذا السؤال-، والبنات يتناوبون في خدمة أبيهم وأمهم بالتناوب كونهم متزوجات، الأولاد -وهنا المعضلة شيخنا- ممنوعون من دخول البيت من قبل أبيهم، بل يغضب عليهم دائما ويلعنهم بالرغم من حاجته لهم ومن تودد الأولاد إلى أبيهم. السؤال شيخنا: هل للأولاد من دخول البيت رغما عن أبيهم لرؤية أمهم وخدمتها أم لا؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا: الأجر المترتِّب على عيادةِ المريض: هل يكون فقط عند المرض، أم يمكن أن يكون كذلك الأجر بعد التَّعافي بقليل؟ بعض الناس يمرض يومين ثلاثة، ينقطع عن المسجد، الناس يذهبون إليه بعد التعافي، هل لهم الأجر شيخنا بارك الله فيك؟

السؤال:
شيخنا: الأجر المترتِّب على عيادةِ المريض: هل يكون فقط عند المرض، أم يمكن أن يكون كذلك الأجر بعد التَّعافي بقليل؟ بعض الناس يمرض يومين ثلاثة، ينقطع عن المسجد، الناس يذهبون إليه بعد التعافي، هل لهم الأجر شيخنا بارك الله فيك؟

الجواب:
أوَّلًا -بارك الله فيك-: العلماء يقولون: (ما قارب الشَّيء يُعطى حُكمه)، ولا سيما أن بعض الأمراض لا يُؤذن بعيادة المريض خوفًا إما مِن عدوى، وإما أن المريض لا يتحمَّل، أو أنَّ وضْعَه فيه تعب ويحتاج لراحة وما شابه.

مَن زار المريض وكان قريب عهد بمرض، أو كان مريضًا؛ فكُلُّه -إن شاء الله تعالى- له الأجر، فالتوسيع في باب الأجر، الشَّرع يَأذن بهذا، يَأذَن بفتح باب الأجر، والأدلة على هذا كثيرة.

والله أعلم.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا: الأجر المترتِّب على عيادةِ المريض: هل يكون فقط عند المرض، أم يمكن أن يكون كذلك الأجر بعد التَّعافي بقليل؟ بعض الناس يمرض يومين ثلاثة، ينقطع عن المسجد، الناس يذهبون إليه بعد التعافي، هل لهم الأجر شيخنا بارك الله فيك؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor